كتبت صحيفة "اللواء": الجهود التي بذلها ولا يزال مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع الفريقَين المعنيَّين بحادثة الشحار الغربي أثمرت حتى آلان في تهدئة النفوس وفي إخماد حريق الفتنة داخل الطائفة الواحدة، وفتحت نافذة عريضة نحو الهاوية، ويسجل في هذا السياق لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تجاوبه مع مساعي مدير عام الأمن العام في الاحتكام إلى القانون بدءاً بتسليم المتورطين من جماعته في هذا الحادث، وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيه الزعيم الوطني التضحيات للحفاظ علی وحدة الدروز من جهة، وعلى مصالحة الجبل التي أرساها مع البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير ومحا من خلالها نقطة سوداء في تاريخ العيش المشترك بين طائفتي الدروز الموحدين والمسيحيين، ولا يجب أن ننسى أيضاً الدور الكبير الذي لعبه المجلس المذهبي الدرزي في حث أبناء الطائفة، وقياداتها وكل الأطراف، على التعقل والاحتكام إلى العقل لتفويت الفرصة على البعض الذين يستغلون ظروفاً معينة وطموحات البعض الآخر لاشغال فتيل الفتنة بين أبناء الطائفة الواحدة، وبين اخوانهم المسيحيين. لكن وعلى الرغم من هذا التطور الإيجابي الذي حصل في الأسبوع الماضي، هل يصح القول بأن ما حصل يوم الأحد الماضي أصبح وراءنا، وأن النار التي حاولوا اشعالها في الجبل أطفئت إلى غير رجعة، وماذا عن الجو السياسي المحموم الذي خلفته حادثة قبرشمون، بل ماذا عن السياسات الكيدية والتحريض وعن الحصار وعن وعن.. وماذا عن استخدام سياسة نبش القبور واستثارة الغرائز وشحن النفوس، بالحقد والكراهية، هل انتهت أم انها ستبقى مادة تستخدم وفق ما تقتضيه الظروف والمطامح والمصالح والنكايات.
ليس في الأفق ما يدل حتى الآن على وجود أية نية للتخلي عن هذه السياسات والاقرار بكل قناعة بأن الاختلاف في الرأي مسموح، أما الخلاف فممنوع، بل هو خط أحمر لأنه يؤدي إلى خراب شامل يدفع الجميع ثمنه، ولا يخرج منه أحد رابحاً، فمن بإمكانه اليوم أو غداً أن يتحمل مسؤولية خراب البصرة؟