سعد الحريري

الحريري لن يدعو لجلسة لمجلس الوزراء قبل ان يهدأ الجميع: "خليهم يروقوا"

تم النشر في 9 تموز 2019 | 00:00

أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنه لن يدعو لعقد جلسة لمجلس الوزراء قبل أن يهدأ الجميع، وقال: "خليهم يروقوا على الناس وعلى البلد".



















كلام الرئيس الحريري جاء ردا على سؤال صحفي، عقب رعايته مساء اليوم في السراي الحكومي توقيع مذكرة "عقد تأهيل وصيانة وتجهيز وتشغيل وإدارة وتدريب"للمعهد الفني الفندقي في منطقة الميناء – مدينة طرابلس، لمدة 15 سنة، وذلك بين الدولة اللبنانية- وزارة التربية والتعليم العالي ممثلة بالوزير أكرم شهيّب و"شركة "استثمار الشمال ش.م.ل."ممثلة برئيس مجلس إدارتها بيار الأشقر. 





حضر الحفل الرئيس نجيب ميقاتي، والنواب: سمير الجسر، محمد كبارة، ديما جمالي، نقولا النحاس، جان عبيد، علي درويش وفيصل كرامي، وفد من وزارة التربية، القاضية جويل فواز من وزارة العدل – هيئة التشريع والاستشارات، رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار، الأب راشد شويري ممثلا راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، نقيب مهندسي الشمال المهندس بسام زيادة، نقيب محامي الشمال محمد المراد، رئيس غرفة التجارة والصناعة توفيق دبوسي. كما حضر أعضاء مجلسي بلديتي طرابلس والميناء وممثل عن الاستشاري Spectrum وممثل عن المتعهد HICON General Trading & Contracting وعدد من المستشارين. 





فواز





استهل الحفل بكلمة لمستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون الإنمائية فادي فواز قال فيها: "نجتمع اليوم من أجل إطلاق مشروع المعهد الفني الفندقي في منطقة الميناء بطرابلس، الذي تمّ إنشاؤه عام 2011 بواسطة مجلس الإنماء والإعمار وبتمويل من الصندوق العربي بقيمة تبلغ 14 مليار ل.ل. لمصلحة وزارة التربية والتعليم العالي". وتابع إنّه "لم يستخدم هذا المبنى الضخم في الميناء المؤلّف من 11,000 م²، (4,700 م² لمبنى المعهد و5000 م² لمبنى الفندق) منذ إنشائه رغم تمتّعه بأحسن التجهيزات اللوجستية من مطابخ وصالات تسمح بأفضل التدريبات المهنية في أرقى منطقةتطل على البحر". وأشار إلى أنّه "بعد نحو 9 سنوات من عدم تمكّن الدولة من تشغيل المبنى، ارتأى دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الاستعانة بالقطاع الخاص. ومن أفضل مِن رئيس نقابة الفنادق، الأستاذ بيار الأشقر الذي يتمتع بخبرة عالية ومِهنية في مجال الفنادق لتولي هذه المهمة. وبعد تفقّد المشروع في منطقة الميناء بطرابلس، والاطّلاع على حيثيّاتِه، استجاب بيار الأشقر للقيام باستثمار أساسي بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم العالي والمديرية العامة للتعليم المهني والتقني". وخلص فواز إلى أنّ هذه "الإتفاقية التي أنجزت بعد 18 شهراً بإصرار وتأكيد من الرئيس الحريري وبمساعدة وإيجابية من الجميع، تشكّل نموذجاً ومِدماكاً وقُدوة لتعاون القطاعين الخاص والعام، ما يسمح بتطويرها وتطبيقها في مجالات عدّة، مثل مشروع سوق الخضار والفاكهة في طرابلس ومعرض رشيد كرامي والمستشفيات والمدارس والمرافئ والمنشآت الرياضية".





علم الدين





ثم كانت مداخلة لرئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين أشاد فيها بدور الرئيس الحريري القيادي في الميادين السياسية والإنمائية التي "لا تميزون فيها بين مدينة ومدينة، لأنكم في قلب كل لبنان ولكل لبنان". وأشار إلى أنّ "أولى المشاريع الإنمائية في الميناء التي دعمها دولة الرئيس عبر مجلس الإنماء والإعمار هو مشروع رفع مصبات المجارير من البحر على طول الكورنيش البحري الذي يبلغ طوله 7 كلم، والذي سيصبح قريباً أنظف كورنيش في لبنان، وكذلك مشروع تنفيذ شبكة الصرف الصحي في أحياء الميناء القديمة بهبة كريمة من الصندوق الكويتي للتنمية. وها نحن اليوم برعايتكم وبهمتكم بعد سنوات طويلة يتمّ تلزيم الفندق في المدرسة الفندقية ليستكمل الطلاب دارستهم التطبيقية ولدعم السياسة والسياحة والتنمية التي تهتمُ بلديةُ الميناءِ بتطويرِها خاصة وأنً الفندق يتوسّطُ الكورنيش البحري لمدينةِ الموجِ والأفقِ الذي يُنفَّذ عليه حالياً مشروع من برنامج الأمم المتحدة الانمائي بتمويل من دول الاتحاد الأوروبي وذلك لتوسيع قدراته السياحية والخدماتية ليكون في خدمة اللبنانيين والسياح الذين يرون في الميناء مساحة سياحية متطورة بأسواقها وآثارها وجزرها البحرية". وتمنّى علم الدين على دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زيارة الكورنيش لافتتاحه في القريب العاجل. كما استشهد بقول لدولة رئيس مجلس الوزراء الشهيد رفيق االحريري أنه "لو كانت هذه الجزر قبالة بيروت لما قمت بتنفيذ مشروع سوليدير". وأضاف "جميعنا يعلم ما كان يتمتع به الرئيس الشهيد من رؤية اقتصادية وانمائية ثاقبة خاصة في ما يتعلّق بمحمية جزر النخل وسنني ورامكين الطبيعية". وشدّد على أنّ الحاجة تتطلّب وجود هيئة جديدة فاعلة وقادرة على أن تجعل هذه المحمية من أهم الموارد السياحية والبيئية والمالية في لبنان وعلى شاطئ البحر المتوسط". 





الأشقر





بعد ذلك، تحدث نقيب الفنادق ورئيس مجلس إدارة "شركة استثمار الشمال ش.م.ل." بيار الأشقر، فأشار إلى رغبة الرئيس الحريري بضرورة استحداث فندق لائق في طرابلس. فما كان منه إلا أن بادر للبحث عن موقع في هذه المدينة العريقة حتى وقع على الفندق التابع للمعهد الفني الفندقي التابع لوزارة التربية والتعليم العالي والمنجز منذ نحو تسع سنوات. لم تتمكن الوزارة حينها من افتتاح الفندق وتدريب طلاب المعهد كما هي الفكرة أساساً من هذا المشروع، فارتأى أن يكون القاطرة لهؤلاء الطلاب من أجل تدريبهم وتوفير مشقة تنقّلهم إلى خارج المدينة من أجل الخضوع للتدريبات اللازمة. سيشرف الأشقر على إدارة واستثمار هذا الفندق لكنه سيبحث أيضاً عن مستثمرين طرابلسيين مؤمنين بأنّ طرابلس تستحق أن يكون لديها مرفقاً لائقاً وأنّ أهل طرابلس يجب أن يكونوا مقتنعين بهذا الأمر أكثر منه. 





الوزير شهيب





من جهته، شدد الوزير شهيّب في كلمة له بالمناسبة على أهمية التنمية في مدينة طرابلس، وقال: "نحن وأنتم اليوم وفاعليات المدينة العريقة نعمل معا لأجل التنمية الحقيقية، والتعليم المهني والتقني كما هو معروف في العالم، هو أبرز ركائز التنمية الإقتصادية، والتعليم الفندقي بكل تخصّصاته من الإيواء إلى المطاعم وفنون الإستقبال، هو واجهة جاذبة أتقنها اللبنانيون في الداخل والخارج.من هنا نرى أهمية بالغة لتشغيل وإدارة الفندق التابع للمعهد الفندقي الرسمي في مدينة الميناء في طرابلس، ونشهد إهتمام فاعليات طرابلس والميناء والشمال العزيز، بهذه المؤسسة الرسمية التي سوف تكتسب حرية الحركة وجودة الإنتاج من طريق توقيع هذه الإتفاقية مع شركة إستثمار الشمال ورئيس مجلس إدارتها الأستاذ بيار الأشقر صاحب الباع الطويلة والنجاحات في إدارة وتشغيل مثل هذه المؤسسات الحيوية. وتابع "إن هذا الإتفاق يسمح لطلابنا بأن يتدربوا على أيدي أفضل الخبراء، ويجدوا فرص العمل بعد اكتسابهم الخبرات العملية والمهارات الفنية. وها هو هذا الفندق الصغير حجماً والمهم في رسالته ودوره، سوف يشكّل قيمة فندقية ووجهة سياحية وتربوية".





الرئيس الحريري





في الختام، تحدث الرئيس الحريري فأشاد بأهمية هذه الخطوة لتنمية وتنشيط الاقتصاد في طرابلس، وقال: "أشكر الجميع على تعاونهم، سواء في وزارة التربية أو كل من عمل على هذا المشروع الحيوي لطرابلس، وهناك الكثير من المشاريع الأخرى التي نعمل عليها من أجل هذه المدينة". 





وأضاف: "أهمية هذا المشروع أنه قائم على الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وهو ما يجب أن يكون عليه توجه الدولة من الآن فصاعدا. فالدولة ليس عملها أن تقوم بتشغيل المرافق العامة، بل واجبها أن تسهّل إنشاء هذه المرافق، سواء كانت مدرسة أو فندقا أو جامعة أو غيرها، وعلى القطاع الخاص أن يكون شريكا حقيقيا لإنماء لبنان. وحين اكتشفت أن هذا المبنى أنشئ قبل سنوات كثيرة دون أن يتم تشغيله، قلت أنه يجب أن نعمل على تفعيله وتطويره. واليوم بات حقيقة، وهذا ليس بفضلي أنا، بل بفضل كل القيمين على هذا المشروع في وزارة التربية والسيد بيار الأشقر وكل من يؤمن بأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص هي الأساس. وسترون أن هذا المشروع سيكون مثالا للكثير من المشاريع في المستقبل إن شاء الله، لأنه فعليا، القطاع الخاص يدير المرافق بطريقة أفضل وبعقلية مختلفة عن القطاع العام. هذا لا يعني أن القطاع العام لا يعرف كيف يدير المرافق، فهناك قطاعات تشهد على نجاحه مثل إدارة حصر التبغ والتنباك وغيرها، ولكننا نرى نجاحات أكثر في القطاع الخاص، لأنه يسعى في عمله أن يوفر ويحسن التلزيم وغيره".





وتابع: "هنيئا لطرابلس بهذا المشروع، وهناك مشاريع أخرى كثيرة لطرابلس مثل سوق الجملة للخضار والطريق الغربي الدائري ومشروع الإرث الثقافي والمعرض والكثير من المشاريع التي يجب أن نعمل عليها".





وختم قائلا: "كلي تفاؤل رغم كل ما ترونه من جو غير متفائل، لكني أرى أنها غيمة وتمر، ككثير من الغيوم التي تمر فوقنا. لسوء الخظ، هناك أمور حياتية واقتصادية وإنسانية علينا أن نعالجها، فيما نحن نضيع الوقت على أمور سياسية. علينا أن نحيد السياسة عن مصلحة المواطن، وأن نركز على احتياجات هذا المواطن اللبناني، الذي قد يصاب ببعض الإحباط نتيجة هذا المشهد الذي يراه اليوم، لكني أقول له أن هذا ما يريده البعض، أن يحبَط المواطن، لكن اللبناني بطبعه عنيد، وإن شاء الله سنكمل هذا المشوار معا، وإلى العمل".





التوقيع





وبعد ذلك، وقع الوزير شهيب ونقيب الفنادق بيار الأشقر على مذكرة "عقد تأهيل وصيانة وتجهيز وتشغيل وإدارة وتدريب" للمعهد الفني الفندقي في منطقة الميناء – مدينة طرابلس. 





معلومات عن المشروع





وكانت وزارة التربية والتعليم العالي قد أنشأت منذ أكثر من عشر سنوات، مبنيين على العقار رقم 699 في منطقة الميناء العقارية، أُعّد أحدهما (المبنى الجنوبي) ليكون مقرّاً لمعهد يعطى فيه التعليم المهني والتقني في اختصاصات منها الخدمة الفندقية، فيما صمّم الآخر (المبنى الشمالي) ليحتضن فندقاً تابعاً لهذا المعهد تتمّ فيه مختلف الأعمال التطبيقية لهذا التعليم الممول من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بنسبة 78% والحكومة اللبنانية بنسبة 22%. 





بوشر بأعمال التدريس في المعهد لكن لم يتم حتى تاريخه استثمار الفندق والمرافق التابعة له، فيما كان يقتضي أن يوضع قيد الاستثمار بالتزامن مع بدء الدراسة لتتم فيه أعمال التدريب لطلاب المعهد، ما انعكس سلباً على متطلبات الإعداد الأكاديمي والعملي لطلاب المعهد الفندقي في المبنى المجاور، فضلاً عن أنه قد نال من تكامل الفكرة التي ارتبط تبعاً لها استحداث هذا المعهد بهذا الاستثمار، ورتّب أعباء على إدارته وعلى طلابه لاقتضاء انتقالهم إلى مؤسسات فندقية بعيدة لإنجاز مقرّرات التدريب العملي والتطبيقي؛ كذلك فإنه شكّل تعارضاً مع مقتضى إشباع حاجة قائمة على نحو ثابت وأكيد لمؤسسة سياحية فندقية احترافية في مدينة طرابلس. 





وقد تمّ التوافق بين الدولة اللبنانية - وزارة التربية والتعليم العالي وشركة "إستثمار الشمال" ش.م.ل. ممثلة برئيس مجلس إدارتها بيار جورج الأشقر على بنود عقد "تأهيل وصيانة وتجهيز وتشغيل وإدارة وتدريب" وهي: إعادة تأهيل الفندق، وتجهيزه بأحدث المعدات والتقنيات والمفروشات، لكي يصبح فندقاً ذا تصنيف أربع نجوم، وتشغيل الفندق وإدارته وفقاً لأحكام ومندرجات مشروع العقد، وتأمين التدريب الدائم في هذا الفندق للطلاب في المعهد الآنف الذكر.