سعد الحريري

الحريري للشباب: مهما رأيتم وسمعتم كوّنوا رأيكم الخاص

تم النشر في 10 تموز 2019 | 00:00

رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في السراي الحكومي حفل افتتاح أول مبادرة اجتماعية للمقاولات والإنشاء في لبنان (BEDCO)، بدعوة من جمعية "مارش" وبدعم من السفارة البريطانية في لبنان، لتأمين فرص عمل للشباب المهمش في طرابلس.



1

وقال في كلمة ألقاها بالمناسبة: "بداية، أهم ما في هذا الموضوع أن المرأة هي التي استطاعت أن تقوم بهكذا مشروع. فشكرا رئيسة جمعية "مارش" ليا بارودي، لقد كان إيماني بك كبيرا جدا، وأعرف أنك كرست حياتك للعمل مع هؤلاء الشباب والشابات في المناطق التي كانت متقاتلة، فيما لم يكونوا على علم لماذا هم يتقاتلون. وأنا من الأناس الذين لم يعرفوا حينها لماذا كانت كل هذه الأحداث تحصل. فليس هناك فرق بين منطقة وأخرى في لبنان، والمشكلة كانت كلها في السياسة وفي عقليات متحجرة وقديمة، وقائمة على كراهيات يجب أن ننتهي منها".





وأضاف: "ربما انتهت الحروب في مكان ما، لكن لا بد من أن نجعل الشباب والشابات يتواصلون مع بعضهم البعض ويتعارفون ويتحادثون ويعرفون أن لبنان بلد متنوع، والشباب في باب التبانة ليسوا مختلفين عن الشباب في جبل محسن والعكس كذلك. كلهم أناس وعائلات وأخوة وأمهات وأصدقاء. ربما كان البعض يحاول أن يزرع الكراهية، لكنك ليا، مع جمعية "مارش"، واليوم مع "BEDCO"، تمكنتم من إزالتها، وربما علينا الآن العمل على تصنيف "BEDCO" من الشركات التي يجب أن تعمل ضمن مشاريع "سيدر"، لكي تكون لها مكانة كبيرة. نحن بحاجة إلى مثل هذه المبادرات لأنها تعطي أملا. وكما قال السفير البريطاني، كانت فكرة وتحولت إلى مشروع ومن ثم إلى حقيقة، واليوم أنتم تمكنتم من القيام بهذا الأمر بفضل انفتاحكم ومعرفتكم لحقيقة أنه لا فرق بينكم سوى أن كل شخص منكم كان يعيش في منطقة ولا يعرف الآخر".



2

وتابع: "إذا كان هناك ما يفخر به المرء هو أنكم كشباب وشابات، تخلصتم من كل هذا التاريخ الذي زُرع في عقولكم، بأنكم لا يمكنكم أن تتحدثوا مع فلان أو لا تستطيعون أن تذهبوا إلى تلك المنطقة، في حين أنه لا يزال حتى الآن هناك سياسيون غير قادرين على التخلص من بعض هذه الأفكار، لأنها مزروعة فيهم، والبعض منهم لا يزال يعيش على الخصومة القديمة التي حصلت بسبب الحرب الأهلية في لبنان ودمرته، وانتهت بأن اجتمع الجميع على طاولة واحدة لحل الموضوع. ولكن تبقى المصالحة الحقيقية حين نرى أشخاصا مثل ليا بارودي يقومون بمثل هذا الجهد، وكذلك كل من يعمل في جمعية "مارش"، والشكر موصول أيضا للسفير البريطاني. ونحن كلبنانيين علينا أن نستثمر في أشخاص مثل ليا بارودي، لأنهم أحدثوا نقلة نوعية في العلاقة بين أبناء هذه المناطق".





وختم قائلا: "وصيتي لكم أيها الشباب والشابات، أنكم مهما رأيتم ومهما سمعتم، كوّنوا رأيكم الخاص، فكل شخص يريد أن يزرع رأيه الخاص فيكم، ولا سيما من السياسيين، لكن كل واحد منكم لديه رأيه، وهو سيد نفسه. تعلموا واكبروا في هذه المجتمع اللبناني، وأنا أؤكد لكم أننا كدولة، وأنا كسعد الحريري، سنبقى ندعم هذا المشروع. أنا لم أكن أعرف ليا، لكني تعرفت إليها قبل نحو ثلاث سنوات من خلال فكرتها التي أعجبتني، فتواصلنا بشكل مستمر، وكانت تضعني دائما في أجواء المشاريع التي تقوم بها الجمعية. هذا الأمل من الضروري أن يكون موجودا، ولا بد من أن ندعم دائما هكذا مبادرات، فشكرا ليا وشكرا سعادة السفير، ولكن الشكر الأكبر هم لكم، أيها الشباب والشابات، الذين تخلصتم من هذه الكراهية التي حاول البعض أن يزرعها فيكم. ربما تكونوا قد تخطيتم أمورا، لم يتمكن الكثير من الأشخاص الكبار من تخطيها حتى الآن. الجائزة الكبرى لكم، وأنا أؤكد لكم أننا سنعمل مع الاتحاد الأوروبي لكي نصنف "BEDCO" لتكون جزءا من مشاريع "سيدر"، وكذلك كل مبادرة شبيهة، لأن هؤلاء هم الأشخاص الذين نريدهم أن يبنوا لبنان بسواعدهم".