أخبار لبنان

قائد الجيش من القاع: متيقظون من أي محاولة لزعزعة أمننا

تم النشر في 6 آب 2019 | 00:00

دشّن قائد الجيش العماد جوزاف عون، ظهر اليوم، طريق "شهداء الإرهاب"، التي ‏تصل بلدة القاع بالمراكز العسكرية الحدودية في جرود القاع، والتي تساعد أبناء ‏البلدة في الوصول إلى أراضيهم واستثمارها.‏


كما افتتح "ساحة الجيش" في البلدة، والتي تضم مدفعا قديما، بحضور فاعليات ‏دينية واجتماعية وأهالي المنطقة.‏





 



لا




وبعد الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء، ألقى العماد عون كلمة قال فيها: ‏‏"نجتمع اليوم، على هذه الأرض المقدسة بدماء الشهداء، شهداء الإرهاب من أبناء ‏بلدة القاع الحبيبة، الذين واجهوا ببطولة مخططا إرهابيا أراد بوطننا شرا، فكانوا له ‏بالمرصاد. ثلاثة أعوام مرت على تلك الحادثة الأليمة، لكنها باقية في ذاكرتنا، وفي ‏سجلات البطولة التي يسطرها أبناء وطننا إلى جانب جيشنا في الدفاع عن لبنان ‏مهما عظمت التضحيات. نستذكر اليوم معاناة أبناء هذه البلدة، كما البلدات الحدودية ‏المجاورة، من ظلم إرهاب احتل أرضنا سنوات عدة، بغية تحويلها إمارة له، لكن ‏إرادة أبناء بلدة القاع كانت أقوى من مخططاته، فتصدوا له باللحم الحي، إلى جانب ‏جنود جيشنا الذين حاصروهم، وحدوا من قدراتهم الإرهابية في التمدد مجددا إلى ‏أرضنا، حتى تمكنوا من القضاء عليهم في معركة "فجر الجرود" التي وضعت حدا ‏لوجودهم العسكري ولمخططاتهم في السيطرة على وطننا. ورغم ذلك، لا نزال ‏متيقظين من أي محاولة لزعزعة أمننا واستقرارنا، طالما أن محيطنا لا يزال ‏يواجه التحديات، وطالما أن حدودنا لا تزال بحاجة إلى تحصين".‏


أضاف: "لا شك في أن الجيش، الذي وصل للمرة الأولى في تاريخ لبنان، إلى ‏الحدود اللبنانية - السورية، يسعى منذ قضائه على الإرهاب في الجرود، إلى ضبط ‏الحدود، وذلك رغم إمكاناته المحدودة. لقد أنشأنا أربعة أفواج حدودية، وبنينا أربعة ‏وسبعين مركزا لضبط الحدود، وعززنا قدرات الوحدات المنتشرة في هذه المنطقة ‏تجهيزا وتدريبا، بمساعدة عدد من الدول الصديقة، حتى بتنا نتحكم بنحو ثمانين ‏بالمئة من الحدود. وما يحول دون قدرتنا على ضبط الباقي، فهو مسألة عدم ترسيم ‏الحدود، والطبيعة الجغرافية المتداخلة، والتي يتطلب تحصينها أعدادا مضاعفة من ‏العسكريين. وفي ظل المهمات الأمنية العديدة الموكلة للجيش، ومنها حفظ الأمن في ‏الداخل والذي يتطلب جهوزية دائمة، فضلا عن إقفال باب التطويع في المؤسسة ‏العسكرية، وخفض موازنة الجيش، وما ينتج منها من صعوبات لوجستية، تصبح ‏هذه المهمة معقدة. لكن المؤسسة العسكرية، وإن طالها هذا الإجحاف، فهي ملتزمة ‏الدفاع عن شرف لبنان، والتضحية من أجله، والوفاء له ولأبنائه، فتسعى بإمكاناتها ‏المحدودة، إلى القيام بواجبها مهما كانت التضحيات".‏


وإلى أبناء بلدة القاع، قال: "كنا معكم، والى جانبكم في مواجهة الإرهاب، وقدمنا ‏الشهداء سويا وكنتم شركاءنا في الانتصار على الإرهاب. وها نحن اليوم معكم، ‏لندشن سويا "ساحة الجيش" في البلدة. كونوا على ثقة، بأن جيشكم كان وسيبقى ‏صمام الأمان، وحامي أرضكم وكرامتكم. وكان وسيبقى وفيا لدماء شهدائه وشهداء ‏الوطن. نعمل على تعزيز وجودنا العسكري هنا، لحمايتكم وحماية باقي أبناء هذه ‏المنطقة العزيزة على قلوبنا جميعا، والتي دفعت أثمانا باهظة نتيجة موقعها ‏الجغرافي. إن مراكزنا منتشرة في محيط بلداتكم وفي داخلها، فاطمئنوا، وعيشوا ‏بأمان".‏


أضاف: "على بعد أمتار من هذه الساحة، "ساحة الجيش"، بنينا "طريق شهداء ‏الإرهاب". نعم، فهؤلاء الشهداء بنوا بدمائهم طريق النصر، ليبزغ الفجر على ‏الجرود، فجر لبنان. هي ليست طريقا عسكرية تصل مراكزنا بعضها ببعض فقط، ‏لا بل هي لأجلكم، لأجل أرضكم المحررة من الإرهاب، فازرعوها حبا ووفاء، ‏تشبثوا بها. ليس لكم ملجأ سواها، فلأجلها بذلتم وبذلنا الدماء. لقد أولت قيادة الجيش ‏منذ زمن أهمية خاصة لبلدة القاع، التي رفدت الجيش بخيرة أبنائها. وإذ نشكر أبناء ‏البلدة على وقوفهم الدائم إلى جانب مؤسستهم العسكرية، ندعوهم إلى الانضمام إليها ‏ليكملوا مسيرة آبائهم الذين سبقوهم إلى خدمة الوطن".‏


مطر


وألقى رئيس بلدية القاع بشير مطر كلمة قال فيها: "نشعر بأننا في قلب لبنان، ‏وليس في الأطراف من خلال هذه الطرقات التي شقها الجيش".‏


ثم تسلم العماد عون من البلدية مفتاح البلدة ودرعا تقديرية ولوحة من أهالي ‏الشهداء.‏


نصر الله


وكانت كلمة لكاهن الرعية الأب ليان نصرالله قال فيها: "ننعم بالأمن والاستقرار ‏بفضل تضحيات الجيش. وما تعبيد الطرقات في القاع ويونين ورأس بعلبك ‏والهرمل وعرسال، إلا دليل واضح أن الجيش هو من الجميع وللجميع".‏


يشار إلى أن طول طريق "شهداء الإرهاب" يبلغ نحو 8 كلم وبتمويل من السلطات ‏الأميركية للجيش اللبناني، وكان سبقها منذ فترة تدشين طريق فجر الجرود ‏‏(حورتا) بطول 12 كلم التي تصل رأس بعلبك بالجرود، وهي أيضا بتمويل ‏أميركي، وتساعد هذه الطرق أهالي المنطقة في الوصول إلى أراضيهم.‏