كتبت صحيفة "اللواء": تبدي أكثر من جهة سياسية قلقها ومخاوفها من تجاوز الأوضاع السياسية والأمنية الخط الأحمر، ما يعني أنّ البلد مقبل على أزمات كبيرة وكبيرة جداً في ظل ما جرى في الأيام الماضية على خلفية حادثة البساتين من صراع أمني وقضائي وسياسي في إطار خط واضح المعالم عبر معركة تدور رحاها بين القوى التي كانت تنضوي في 14 و8 آذار، ما يؤكد وفق المعلومات المؤكدة أنّ هناك عودة للاصطفافات السياسية وخارطة طريق بدأت تُرسم في البلد نحو مرحلة جديدة تحمل مخاطر جمة بعد ما جرى في الآونة الأخيرة من حرب مستعرة سياسياً بفعل تداعيات أحداث البساتين والتي تنذر بعواقب وخيمة في حال لم تكن هناك مخارج لهذه الأزمة الأمنية والسياسية والقضائية والتي أيضاً باتت أزمة حكومية بفعل غياب الرئيس سعد الحريري والذي يصنَف ويفسَر في أكثر من اتجاه وأقله أنه مستاء ومعتكف ويتجنب انفجار حكومته ودفعه إلى الاستقالة في هذه الظروف الصعبة.
وعُلم في هذا الصدد أن أبرز من يقوم بهذه الاتصالات والمساعي للتوصل إلى مخرج أو تسوية إنما هو رئيس المجلس النيابي نبيه بري بحيث باتت حركته في الآونة الأخيرة متكتمة وبمعظمها بعيدة عن الأضواء والإعلام إذ يركز في لقاءاته على التواصل مع حزب الله الذي بإمكانه أن يمون على حلفائه لحلحلة الوضع أكان على صعيد حادثة البساتين وترك الأمور في عهدة القضاء بعيداً عن هذا الصخب السياسي والانقسامات التي قد تؤدي إلى إشكالات وخلل أمني وهذا يصعب معالجته لاحقاً، كذلك إن رئيس المجلس يقوم بدور كبير من أجل عودة الحكومة لتجتمع مجدداً إلا أنه يعلم أيضاً ما يعانيه البلد اقتصادياً واجتماعياً ومالياً وهو على تواصل مع رئيسي الجمهورية والحكومة في هذا الصدد، إنما حتى الآن المساعي جارية وليس من أي خطة قد حُسمت لحلحلة الوضع أو أن الأفرقاء المعنيين سيقومون بهذه المبادرة، بل الاتصالات دقيقة وفاعلة في آن نظراً لصعوبة المرحلة وحساسيتها على ضوء ما جرى ويجري حالياً من تدهور هو الأخطر منذ سنوات طويلة وعلى كافة المستويات.
وإزاء هذه التطورات والأحداث فإن هناك بالمقابل إجراءات أمنية وعين ساهرة من سائر الأجهزة الأمنية كي تكون الأمور ممسوكة في حال حصول أي إشكالات على خلفية الاحتقان السياسي الذي وصل إلى مرحلة جد خطيرة، وهناك موسم سياحي ومصطافين عرب وخليجيين وغيرهم، ما استدعى تفعيل هذه الخطة الأمر الذي يلاحظ في كل المناطق. من هذا المنطلق إن الأيام القليلة المقبلة ستكشف إلى أي مدى ستصل الأوضاع، فإما تخرج الأمور من نصابها وإلا ستكون مساعي الرئيس بري قد أعطت ثمارها، وبشكل أوضح ليس هناك من أي حسم لأي مسألة سياسية وقضائية في ظل صعوبة الأوضاع، وبالتالي الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات.