تكنولوجيا

كيف يمكن للبشر إنقاذ المناخ؟

تم النشر في 9 آب 2019 | 00:00

لا يمكن للعالم تجنب أسوأ آثار تغير المناخ دون إجراء تغييرات جادة على طرق زراعة الأغذية وتربية الماشية وإدارة الغابات، وفقا لدراسة تاريخية أجرتها مجموعة دولية من العلماء.


ويدرس تقرير لجنة الأمم المتحدة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، كيف يساهم استخدام الأراضي حول العالم في ارتفاع حرارة الأرض. ولكن التقرير يفصّل أيضا كيف يهدد تغيّر المناخ بالفعل إمدادات الغذاء والمياه للإنسان: تحويل الأراضي الصالحة للزراعة إلى صحراء، وتزايد خطر الجفاف والفيضانات وغيرها من الظروف الجوية القاسية، التي يمكن أن تلحق أضرارا بالمحاصيل.


ومن الواضح أنه على الرغم من أن محطات توليد الطاقة التي تعمل بحرق الوقود الأحفوري وأنابيب عوادم السيارات، هي المحرك الأكبر لتغير المناخ، فإن الأنشطة مثل الزراعة تمثل ما يقدر بنحو 23% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة، التي يسببها الإنسان.


وقالت جنيفر تابولا، مديرة الاستراتيجية المناخية العالمية في مؤسسة الحفاظ على الطبيعة: "لقد أدركنا بالفعل أن الإفراط في استغلال الأرض هو محرك رئيس لتغير المناخ، وأننا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وطموحة لمعالجة هذه القضايا. لدينا خياران: هل نوازن بين احتياجات التنمية البشرية والطبيعة، أو نمضي في مستقبل يشمل فشل الأراضي الزراعية وتآكل التربة وانهيار النظم الإيكولوجية وتناقص الموارد الغذائية؟".


وقبل 4 سنوات في باريس، اتفق قادة العالم على اتخاذ إجراءات قوية للحفاظ على ظاهرة الاحتباس الحراري بـ "أقل بكثير" من درجتين مئويتين، مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة. وتمثل الطموح الأساسي في الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية.


لكن التقرير الذي يتضمن عمل 107 خبراء من 52 دولة، يؤكد أن تحقيق هذه الأهداف سيتطلب تغييرات جوهرية ليس فقط في قطاعي النقل والطاقة، ولكن أيضًا عن طريق خفض الانبعاثات الناتجة عن الزراعة وإزالة الغابات.


في الخريف الماضي ، وجد علماء الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ أن الدول ستحتاج إلى اتخاذ إجراءات "غير مسبوقة" لخفض انبعاثاتها الكربونية على مدار العقد المقبل، لتجنب الآثار المدمرة الناجمة عن ارتفاع مستوى البحار والعواصف الشديدة وغيرها من آثار تغير المناخ.


كما شرحوا بالتفصيل كيف أن التحول الجذري هذا يتطلب تحويل مساحات شاسعة من الأراضي المستخدمة حاليًا لإنتاج الغذاء، إلى أراض تضم أشجارا نامية تخزن الكربون.


وتأتي كمية كبيرة من الانبعاثات الزراعية من الماشية - في المقام الأول من قش الماشية.


وفي الوقت نفسه، أضرت إزالة الغابات في أماكن مثل الأمازون وإندونيسيا، بقدرتها على الاحتفاظ بثاني أكسيد الكربون من الجو.


وفي حين أن التقليل الحاد في عدد الماشية يمكن أن تكون له تأثيرات كبيرة من خلال خفض الانبعاثات بمليارات الأطنان، فإن ذلك يتطلب تغييرات واسعة النطاق فيما يأكله الناس.


وفي بيان حول التقرير، قال ريس تيرادو، عالم أبحاث كبير في مختبرات أبحاث Greenpeace، ومقره جامعة Exeter: "بعد عقود من الاستهلاك المفرط، يحتاج مجتمعنا إلى التحول نحو الزراعة الصحية والبيئية والنباتية. لن يكون ذلك سهلاً، ولكن من الأهمية بمكان أن نعكس الدمار الذي يلحقه نظامنا الغذائي الحالي بالنظم الإيكولوجية والمجتمعات في جميع أنحاء العالم".


وفي الوقت نفسه، فإن زراعة غابات ضخمة جديدة، وهي طريقة تعرف باسم التحريج، يمكن أن تساعد في إزالة كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الجو كل عام.


وقالت باميلا ماكلوي، وهي أستاذة مساعدة في علم البيئة البشرية في Rutgers، ومعدة رئيسية للتقرير، إن القيام بذلك على نطاق واسع يمكن أن يزيد بشكل حاد أسعار المواد الغذائية ويعرض ملايين الأشخاص لخطر نقص التغذية. وأوضحت أن ذلك يعد مقايضة خطيرة للغاية.


ووجد التقرير أن التغير المناخي يمكن أن يعرض الأمن الغذائي للخطر في أجزاء من العالم، ما يزيد من الضغط على نظام الغذاء. ويمكن أن تتقلص غلة المحاصيل وتصبح الأطعمة مثل القمح أقل فائدة. كما أن الأضرار الناجمة عن ذوبان التربة الصقيعية قد تعرض البنية التحتية للخطر. ويمكن أن تصبح ندرة المياه مشكلة ملحة في المناطق الجافة.


تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الفرص لخلق طرق فعالة في استهلاك الأراضي، ولكن من الضروري تنفيذها بسرعة لتجنب الاضطرار إلى اتخاذ خيارات قاتمة تعادل بين إطعام البشر وتقليل الانبعاثات.