أخبار لبنان

الراعي: لا بد من وقفة وطنية إصلاحية تحيي لبنان

تم النشر في 15 آب 2019 | 00:00

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، قداس عيد انتقال السيدة العذراء في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه فيه المطران الياس نصار والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا وامين السر الخوري شربل عبيد، وخدمت القداس جوقة بقرقاشا، في حضور قائمقام كسروان جوزيف منصور وحشد من المؤمنين.


وقال: "في عيد سيدة الانتقال، كان البطاركة يحتفلون في قنوبين بقداس العيد بحضور أعيان البلاد المعروفين بالمقدمين، والأساقفة، وقناصل الدول. وكانوا يوجهون ويقودون الجماعة المارونية، المعروفة "بالأمة المارونية" في الوثائق البابوية، في سعيها إلى تقرير مصيرها في هذا الشرق على ثوابت ثلاث: الأمن والحرية والخصوصية. وفي الوقت عينه تعمل، انطلاقا من فكرها المسيحي على العيش مع الآخرين والتفاعل معهم، حتى تجسد هذا الخيار التاريخي في قيام دولة "لبنان الكبير" في أول أيلول 1920، واكتمل بالاستقلال التام والميثاق الوطني سنة 1943، فكان لبنان وطن التعددية الثقافية والدينية في وحدة وطنية، ومنارة الحريات المدنية العامة والديمقراطية في هذا المحيط المشرقي. لكن هذه الخصوصية اللبنانية التي كانت فاعلة كخميرة في هذا الشرق، قد أصيبت بانتكاسات أهمها النقص في الولاء الوطني؛ ورهن الشراكة الميثاقية تدريجيا بالعدد لا بالتعددية، وبالسلاح لا بالشرعية، وبعروبة هوية لبنان لا بلبنانيتها؛ ثم الالتحاق بمشاريع إقليمية مناقضة للمشروع اللبناني. فلا بد من وقفة وطنية إصلاحية تحيي لبنان في جوهر كيانه وصيغته ودوره ورسالته، لكي تستعيد ميزة التعددية والانفتاح والروح الديمقراطية وأخلاقية التعاطي والممارسة مكانتها، ولكي يستعيد العيش المشترك المسيحي الإسلامي رونقه وجماله ورسالته في هذا الشرق وفي العالم".


اضاف: "عيد انتقال مريم بنفسها وجسدها إلى السماء هو عيد كرامة الإنسان بنفسه وجسده، وعيد قدسية الحياة البشرية والشخص البشري. ولذا تواصل الكنيسة صرخة الإنجيل وتندد بكل اعتداء على هذا الإنسان، أيا كان نوعه، اعتداء روحيا أو معنويا أو عينيا أو جسديا. فإلينا تصل باستمرار صرخة المشتكين والمظلومين والمحرومين والمستضعفين والمعتدى عليهم والخاضعين للضرب والتعذيب. وإنا عندما نعلي الصوت فلا نرتكز على إفادات زور بل على حقائق موثقة، ونطالب المسؤولين المعنيين بالاطلاع على ما يجري عندهم، ويصلحوا الأمور. فالنظام السياسي في لبنان ليس نظاما ديكتاتوريا ولا نازيا ولا قمعيا".


استقبالات


بعد القداس، استقبل الراعي المشاركين في الذبيحة الالهية، ثم التقى الوزيرة السابقة اليس الشبطيني والسيد جورج الشبطيني وعرض معهما الاوضاع العامة في لبنان والشمال.


بزعون


وللمناسبة، ترأس المطران جوزيف نفاع القداس الاحتفالي في كنيسة سيدة بزعون يعاونه كاهن الرعية الاب دمينيك نصر والخوري خليل عرب، في حضور النائب جوزيف اسحق، رئيس البلدية رامي بو فراعة والمخاتير.


وألقى نفاع عظة من وحي المناسبة، طالبا شفاعة امنا العذرا وحمايتها لينعم لبنان بالامان ويعي المسؤولون خطورة المرحلة التي نمر بها داعيا للصلاة وعيش قيم المحبة والتسامح . واقيم تطواف في شوارع البلدة واحيائها.


حصرون


وفي حصرون، ترأس كاهن الرعية الخوري انطونيوس جبارة قداس العيد في كنيسة السيدة ومار لابا وعاونه الاباء اللعازاريين جوزيف ابراهيم ولابا عساف ورمزي جريج الذي كرمته البلدة لمناسبة اليوبيل 25 لسيامته، في حضور النائب جوزيف اسحق ممثلا بعقيلته السيدة جينان ورئيس البلدية جيرار السمعاني والمخاتير وحشد من ابناء البلدة وعائلة الاب المكرم.


الى ذلك عمت القداديس والاحتفالات كنائس بشري وقرى وبلدات القضاء، حيث جالت المسيرات والتطوافات وترددت اصداء التراتيل والترانيم في ارجاء وادي قنوبين وعبقت رائحة البخور في سماء المنطقة ورفعت الصلوات في الكنائس والاديار على نية السلام في لبنان والمنطقة.