يحاول وسيحاول البعض إطلاق النار على زيارة الرئيس سعد الحريري إلى الولايات المتحدة من خلال أبواب متعددة ومنها لماذا لم يشارك السفير اللبناني في واشنطن في المحادثات؟ إزاء هذا الواقع لا بد من إيراد الحقائق التالية:
أولا: زيارة الرئيس الحريري كانت زيارة خاصة ولم تأت بدعوة من الإدارة الأميركية ورافقته زوجته وأولاده بهدف تسجيل ابنته في إحدى الجامعات الأميركية، ولقد كان من السذاجة أن يصل رئيس الحكومة إلى الولايات المتحدة ويقيم فيها لأسبوع ولا يحاول لقاء مسؤولين أميركيين للإطلاع منهم على ما يخططونه للمنطقة ولبنان هو المتأثر الأول بما يجري.
ثانيا: المواعيد مع المسؤولين الأميركيين تمت بطلب من مكتب الرئيس الحريري مباشرة لا عبر وزارة الخارجية ولا عبر السفارة اللبنانية في واشنطن.
ثالثا: لقد التقى الرئيس الحريري في مقر إقامته مع عائلته في فندق four Seasons اكثر من مسؤول في وزارتي الخارجية والدفاع الاميركيتين، وكان له لقاء مع رئيس مجموعة البنك الدولي في مقر البنك دايفيد مالباس ولقاء مع وزير الخارجية مايك بومبيو في وزارة الخارجية، بينما شكل اللقاء الثاني مع بومبيو مناسبة عائلية في مزرعة الحريري قرب واشنطن.
رابعا: لقد كانت سفيرة لبنان لدى الأمم المتحدة امال مدللي موجودة في واشنطن أيضا وكانت في استقبال الرئيس الحريري لدى وصوله مع السفير غابي عيسى، ومكثت في واشنطن ولكنها لم تشارك في اي اجتماع من اجتماعات الرئيس الحريري رغم أن البحث بموضوع التجديد لقوات اليونيفيل في مجلس الأمن الدولي كان من أبرز المواضيع التي ناقشها الرئيس الحريري مع المسؤولين الأميركيين.
خامسا: لم ينس الرئيس الحريري بعد قضية تسريب محاضر اجتماعات لمسؤولين لبنانيين مع مسؤولين أميركيين الربيع الماضي، وما أثارته من تداعيات في لبنان وما جرى على إثرها في الخارجية اللبنانية، فهل من ضمانة لدى رئيس الحكومة ألا تتسرب هذه المحاضر؟ وهل ستكون هذه المحاضر بمحتواها دقيقة؟ وهل يحتاج لبنان الى مزيد من الخلافات والصراعات والتعطيل على خلفية قضية تسريب جديد؟
يحق لرئيس الحكومة أن يقابل من يشاء وساعة يشاء وبالطريقة التي يراها مناسبة ولا أحد يمكنه ان يشكك بوطنية الرئيس الحريري ليفرض عليه رقيبا "سموه ما شئتم".