قدر الشاب ماريو حلبي ابن بلدة إهدن أن يودع بلده في زيارة عائلية الشهر الفائت قبل أن يقضي في حادث سير مفجع في فرنسا في حين لا تزال زوجته إيفون أيوب في العناية الفائقة ، أما ابن السنتين فإنه نجا بإعجوبة.
وقع الحادث بعد اصطدام سيارة ماريو بشاحنة ، هو الذي يعيش في مدينة ليون ، وكان يقضي إجازة برفقة عائلته حيث وثقت صفحته الخاصة على الفايسبوك آخر صور التقطها قبل يومين في حديقة حيوانات "Zoo des sables d olonne"، مبديا إعجابه بالمكان الذي فيه خضرة وبحر ودراجات هوائية وشاطئ رملي فسيح.
وكما كل لبناني مشتاق الى بلده، تظهر تعليقاته والموضوعات التي اختارها شغفه بالرياضة وزيارة الأماكن السياحية مبرزا فيديو عن المنقوشة اللبنانية وفيديو آخر لكبار في السن يلعبون الشطرنج وبجانبهم أطفال يستمعون للكبار مع تعليق:"هؤلاء الأطفال سوف يتعلمون مفردات لن ينسوها في حياتهم".
وبتنوع خيارات ماريو على صفحته، هو الذي درس في "الفرير" ويعمل في شركة "CoELME-egic" للمعدات الالكتروميكانيكية، يغلب الطابع الايجابي على نمط حياته الفرح والذي جاء القدر ليضع خاتمة حزينة للعائلة وللطفل تاركا الحرقة في قلب أهالي زغرتا واللبنانيين الذين تعرفوا الى ماريو من خلال الحادث المأساوي ، ومن خلال حجم الفرح الذي تختزنه صفحته .
رحم الله ماريو الذى انضم الى قافلة الشباب اللبناني ممن بحثوا عن عالم أكثر أمانا فكان الموت المجاني لهم بالمرصاد ليعودوا الى تراب الوطن تاركين حرقة في قلوب كل من عرفهم وأحبهم.