"كاريزما" سعد الحريري آخذة في الصعود من ذكرى الى مرحلة الى بناء وطن.يستعيد زمن "رزق الله على زمن البلد ماشي والشغل ماشي"، زمن رفيق الحريري الذي لا تمحوه متفجرة أو حقد أعمى أو محاولات إلغاء. وحدها الساعة الزرقاء في يده تبدلت، وربما العداد بدأ يسجل أوان الحقيقة الآتية قريبا بحكم رسمي من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
أما رئيس الحكومة الذي ينتظر الثقة في الايام المقبلة من مجلس النواب، فإنه نالها مسبقا بمحبة الجماهير التي احتشدت في ال"سي سايد أرينا" مطلقة هتافات التقدير للرجل الذي وضع جرحه جانبا وصمد على مدى 14 عاما في وجه العواصف العاتية التي استهدفته في مختلف الميادين. وكان يمكن أن يحمل ذكرى والده الى حياة بعيدة عن السياسة ووجع الرأس حيث عائلته بانتظاره، إلا أن حلم رفيق الحريري بقي ملاذه وصولا الى حماية لبنان والى حكومة الوفاق الوطني التي استحضرت في الذكرى هذا العام المشهدية الجامعة من الشمال الى الجنوب، ومن الجبل الى البقاع ..
سعد الحريري في الذكرى 14 قريب من جمهوره الذي حرص هذه المرة على تحيته أولا في قاعة مجاورة ازدحمت بالمحبين الذين عاندوا الامطار والعاصفة الضيفة قبل أن ينتقل الى قاعة الاحتفال الرسمي . بدا صريحا بما يكفي لوضع الاصبع على الجرح:"انتهى زمن علّي وخود جمهور. زمن ما بيعمل دولة ولا بيشيل نفايات.زمن ما عاد يمشي على الجيل الجديد اللي بدو فرص عمل ودولة نضيفة". لذلك تمنى على جماهيره في القاعة المزدحمة الهدوء " روقوا لان في حكي كتير"، والقصد في "برنامج صناعة لبنانية بامتياز" قيد الورشة والشروع في التنفيذ:"بدنا ورشة شغل .بدنا صفر مشاكل وسجالات".
ولأنه "لا ما خلصت الحكاية"، يعاند سعد الحريري دموعا في الذكرى ، ملوحا بيده التي امتصت على مدى سنوات الثورة غضبه وحزنه ولوعته على الشهداء والوطن، مذكرا بالثابت الأساس في تحصين البلد:"اتفاق الطائف"، وبالعمل معا جماعة وشركاء تحت عنوان :"كلنا للوطن..نحنا حراس اتفاق الطائف".
سعد الحريري بعد 14 عاما من 14 شباط مثقل بالأعباء والالتزامات والمشاريع ووديعة الشهداء..إلا أنه صامد على الرغم من التعب الواضح في عينيه وفي صوته، ومع ذلك فإنه يكابر ويكبر بالناس الذين تحلقوا من حول مشروع الدولة الذي ينادي به.. مشروع رفيق الحريري وكل الشهداء الذين سقطوا ليبقى الوطن