النهار
مجلس الدفاع لم يقارب قرار "حزب الله"!
الجمهورية
"الحزب" يُحضّر ردّا ونتنياهو يتوعّد
اللواء
مساعٍ لبنانية لإنتزاع قرار دولي بلجم الخَرْق الإسرائيلي
حزب الله يتريّث بالردّ عشيّة ذكرى الصدر وإحياء عاشوراء.. وإخفاق حكومي في معالجة النفايات
نداء الوطن
"الأعلى للدفاع": لبّيك نصرالله
الاخبار
وساطات غربيّة مع لبنان لحماية إسرائيل .. نصر الله: ليبقَ العدو مستنفراً!
الحياة
مصدر حكومي نفى أخذ "المجلس" علما بقرار "حزب الله" الرد على الإعتداء الإسرائيلي
"الأعلى للدفاع" يؤكد حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل
الشرق الاوسط
بيروت تتأهب لاستيعاب ذيول "الرد المدروس".. ونتنياهو حمّل الدولة اللبنانية مسؤولية أي خطوة
الشرق
الحريري للافروف: نعول على روسيا لتفادي الانزلاق
نتانياهو لنصرالله: إهدأ ... ولبيروت وطهران: انتبهوا
الديار
حزب الله يترك للدولة فرصة للتحرك لكن الرد سيكون مدروسا وموجعا وفي نقطة تؤذي إسرائيل
روسيا أعطت ضوءاً اخضر لضرب الإيرانيين في العراق وسوريا ولبنان وموقف عون وطني
هل يتم تفجير كلم من الحائط الحدودي وتخترق قوة وحدات حزب الله الجليل؟
الحريري يتصل بلافروف وموغيريني: تفادي التصعيد
أضاءت الصحف على إستمرار المساعي الدولية لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الدولية لضمان تأييد موقف لبنان الرسمي في "حقه بالدفاع عن النفس في مواجهة أي اعتداء".
وبعد اجتماعه أول من أمس مع عدد من السفراء، اتصل الحريري امس بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأبلغه أن الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية هو عمل خطير واعتداء على السيادة اللبنانية وخرق للقرار 1701 الذي أرسى الهدوء والاستقرار طوال السنوات الأخيرة. وقال إن "لبنان يعوّل على الدور الروسي في تفادي الانزلاق نحو مزيد من التصعيد والتوتر وتوجيه رسائل واضحة لاسرائيل بوجوب التوقف عن خرق السيادة اللبنانية". وأضاف أن "اعتداء اسرائيل على منطقة مأهولة بالسكان المدنيين وجّه ضربة إلى أسس حالة الاستقرار التي سادت الحدود منذ صدور القرار 1701، وأنه يهدد بتصعيد خطير للأوضاع في المنطقة لا يمكن التكهن بنتائجه".
وقال مستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان لـ"الشرق الأوسط" إن موسكو ستبذل جهودها لعدم التصعيد وهي تقوم بالاتصالات مع مختلف الأطراف لتحقيق ذلك. وفيما لفت إلى أن لافروف شدّد على أهمية استقرار لبنان أشار إلى أن موسكو حتى الآن لا تملك كامل المعطيات اللازمة حول الطائرتين وهي في صدد العمل للحصول عليها. وأضاف: الأمر يتوقف على حجم ردّة الفعل التي سيقوم بها (حزب الله)، ليبنى على الشيء مقتضاه وهو ما من شأنه أن يحدد في المقابل مدى ردة الفعل الإسرائيلية.
وضعت مصادر مواكبة لـ"نداء الوطن" هذا الاتصال في إطار الجهود التي يبذلها رئيس الحكومة مع المجتمع الدولي لتحصين الاستقرار اللبناني، لاسيما أنّ الجانب الأميركي أعرب بوضوح عن وقوفه على الضفة الإٍسرائيلية من المشهد، فأتى تواصل الحريري مع الروس لعلهم يسعون بما لهم من اتصالات جيدة مع كل من إسرائيل وإيران نحو تأمين مظلة أمان تقي لبنان شرّ الانزلاق إلى هاوية الحرب. تماماً كما هدف الحريري من وراء اتصاله ليلاً بمفوضة الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني ليطلب منها "دعم الإتحاد الأوروبي لمساعي التهدئة وضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية للقرار 1701 والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة بعد التطورات الأخيرة".
.. ويدين الاعتداءات الاسرائيلية في مجلس الوزراء
وكان الحريري ترأس جلسة لمجلس الوزراء في السراي الحكومي واستهلها بالتشديد على إدانة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان بوصفها "خرقاً فاضحاً للقرار 1701 وتهديداً للاستقرار في لبنان"، مؤكداً أنّ "هناك اتصالات كثيفة تجري لوقف هذه الاعتداءات وردع العدو الاسرائيلي عن الاستمرار في اعتداءاته على لبنان".
وأضاءت "اللواء" على رد وزير "القوات اللبنانية" ريشار قيومجيان، على مداخلة الحريري بالقول: طبعا العدوان مُدان لكننا نرفض ان يكون قرار الحرب والسلم بيد "حزب الله" او اي طرف بل بيد الدولة اللبنانية. لكن احدا من الوزراء لم يعلق على كلامه باستثناء الرئيس الحريري الذي خاطبه بالقول: "اسمح لي فيها اليوم، اسرائيل هي التي اعتدت على لبنان".
وسئل الوزير محمد فنيش بعد الجلسة عن موقفه من كلام قيومجيان، فرد بالقول: لم نسمعه". وعن ردّ الحريري عليه، اجاب: "كان ممتازاً وإيجابياً".
مجلس الدفاع الأعلى
سئل الحريري لدى مغادرته قصر بيت الدين بعد مشاركته في اجتماع مجلس الدفاع الأعلى عن الوضع السائد، فقال: "ما في شي بيخوف، نحن لا نخاف الا من الله".
وبدا واضحاً لـ"اللواء" ان الرئيس الحريري أراد تطمين اللبنانيين، الى ان هناك حراكاً دبلوماسياً عربياً ودولياً ضاغطاً، يتولاه اساساً سفراء الدول الخمس الكبرى لعدم تفلت الأمور، خصوصاً إذا استخدم حزب الله حقه في الرد على الاعتداء.
وافادت المصادر لـ"اللواء" بأن الرئيس الحريري عرض نتائج الاتصالات التي تلقاها داخليا وخارجيا كاشفا عن تحرك دبلوماسي كثيف في هذا الاتجاه، وهو اثار نقطة تتعلق بالاسلوب الجديد الذي استخدمته اسرائيل في الاعتداء متحدثا عن الشكوى لمجلس الامن.
"الشرق الأوسط": لبنان الرسمي يمتلك الموقف
كتب محمد شقير في "الشرق الأوسط": لبنان الرسمي يمتلك الموقف
علمت "الشرق الأوسط" أن رئيس الحكومة سعد الحريري لم ينقطع منذ وقوع العدوان الإسرائيلي عن التواصل مع الإدارة الأميركية، من خلال وزير الخارجية مايك بومبيو، وجهات دولية، في محاولة للجم إسرائيل، لأنه يتخوّف في حال تدهور الوضع من انجرار لبنان ومن خلاله المنطقة إلى منزلق خطير قد يدفعها إلى المجهول. وقالت مصادر وزارية واسعة الاطلاع إن الحريري يتشاور باستمرار مع رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري، ويدعو المجتمع الدولي بدءاً بواشنطن إلى التدخّل من أجل الضغط على إسرائيل لوقف خروقها للقرار 1701. وكشفت المصادر نفسها أن الحريري يتصرف من خلال اتصالاته على أساس أن حزب الله سيرد على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف حي معوض، وقالت إنه يحمّل إسرائيل مسؤولية الإخلال بالتوازن الذي أرسته قواعد الاشتباك، وكان وراء الحفاظ على التهدئة في الجنوب منذ أن توصّل مجلس الأمن الدولي إلى إصدار القرار 1701 الذي أوقف الحرب التي اندلعت في يوليو (تموز) 2006.واتهم الحريري - بحسب المصادر الوزارية - إسرائيل بأنها وراء نسف قواعد الاشتباك هذه ظناً منها أنها تستطيع فرض أمر واقع جديد في الجنوب يدفع في اتجاه تغييرها. وتوقفت المصادر الوزارية أمام الاتصال الذي أجراه الحريري بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وقالت إنه يأتي في سياق تزخيم الجهود الدولية وصولاً إلى استنفارها من أجل التدخّل لتفادي الانزلاق نحو مزيد من التدهور؛ خصوصاً أن العدوان الإسرائيلي يأتي في سياق الاعتداء على سيادة لبنان. ولفتت إلى أن الحريري يواصل تشغيل محركاته منذ حصول العدوان الإسرائيلي، فجر الأحد الماضي، لعله يتمكّن من تغليب الخيار الدبلوماسي على الخيار العسكري؛ خصوصاً أنه يملك سلاح الموقف، لأن القرار في مكان آخر. وعلمت "الشرق الأوسط" أن المنطقة التي استهدفتها الصواريخ تشكل جسر العبور من البقاع الأوسط إلى بلدة الزبداني في سوريا، وأن مقاتلي حزب الله يستخدمونها في تنقلاتهم للوصول إلى بعض البلدات الواقعة في ريف دمشق، وبالتالي فإن الصواريخ أصابت بعض أطراف البلدة المتداخلة حدودياً مع الأراضي السورية.
"الشرق الاوسط": لبنان يطالب مجلس الأمن بممارسة الضغط اللازم لوقف الاعتداءات
كتب علي بردى في "الشرق الاوسط": لبنان يطالب مجلس الأمن بممارسة الضغط اللازم لوقف الاعتداءات
نقلت المندوبة اللبنانية لدى الأمم المتحدة آمال مدللي رسالة مقتضبة من حكومتها في بيروت، موجهة إلى رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة البولونية جوانا فرونيكا، تفيد بأن إسرائيل تواصل مسلسل انتهاكاتها الفاضحة للسيادة اللبنانية. وأوردت الرسالة التي حصلت "الشرق الأوسط" على نسخة منها، بيان الجيش اللبناني عن الطائرتين المسيرتين، وقالت إن لبنان يدين بأشد العبارات هذا الانتهاك الإسرائيلي الصارخ للسيادة اللبنانية ولقرار مجلس الأمن الرقم 1701، مذكرة بأنه سبق للبنان أن خاطب مجلس الأمن مرات محذراً من خطورة هذه الاستباحة للأجواء اللبنانية من الطيران الحربي الإسرائيلي، واستسهال خرق السيادة اللبنانية من دون رادع، ومن دون أدنى اعتبار لمبادئ وأحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية». وكررت طلب لبنان من مجلس الأمن ممارسة الضغط اللازم والفعال على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على السيادة اللبنانية، وللامتثال للقرار 1701 بمندرجاته كافة، وتطبيقه بشكل كامل ومن دون إبطاء، منبهة إلى أن استمرار إسرائيل في خرق القوانين والقرارات الدولية كان ولا يزال يشكل تهديداً صارخاً للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
مجلس الدفاع: حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس
توقفت الصحف عند تشديد مجلس الدفاع الأعلى الذي عقد في بيت الدين برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون على حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل ضد أي اعتداء، مشيراً إلى ان هذا "الحق محفوظ في كيان الأمم المتحدة لمنع تكرار مثل هذا الاعتداء على لبنان وشعبه واراضيه"، الا انه شدّد على ان "الوحدة الوطنية أمضى سلاح في وجه العدوان".
وفي معلومات "الجمهورية"، انّ جلسة مجلس الدفاع بدأت بمداخلتين لعون والحريري، اللذين شدّدا على أهمية الموقف اللبناني ووحدته اياً كانت النتائج المترتبة على العملية العسكرية، وخصوصاً عندما يخاطب لبنان المجتمع الدولي لضمان وقوفه الى جانبه وتطويق اي مشروع حرب عليه، بعدما اتفق الجميع على اعتبار انّ ما حصل أدّى الى تغيير قواعد الإشتباك في المواجهة المفتوحة مع اسرائيل.
وأكدت مصادر لـ"اللواء" أن الرئيس عون كان حازما في تشديده على أنه منذ بداية العهد لم تطلق رصاصة على إسرائيل ولكن لن نقبل أن تطلق إسرائيل النار علينا، لافتة إلى ان الجيش يقوم يتكثيف العمليات الاستخباراتية ويقوم بمسح شامل ووضع خريطة شاملة لنقطة انطلاق الطائرة المسيّرة Drone، مشددة على أن Drone لم تطلق من إسرائيل.
وقالت مصادر المجتمعين لـ "الجمهورية"، انّ مجموعة من القرارات قد اتُخذت تركّز على أهمية متابعة الشكوى امام مجلس الأمن وتعزيز الموقف اللبناني وكذلك متابعة التحقيقات الجارية لتوضيح ما بقي ملتبساً من العملية.
مجلس الدفاع لم يقارب قرار "حزب الله" الرد!
نقلت "الحياة" تأكيد مصدر حكومي مطلع لموقع "مستقبل ويب" الناطق باسم "تيار المستقبل"، ان "لا صحة مطلقاً لما نقلته احدى المحطات التلفزيونية بان مجلس الدفاع الاعلى أخذ علماً بقرار حزب الله الرد على الاعتداء الاسرائيلي وبان الرد سيكون مناسباً ومتناسقاً"، وتشديده على أن "مجلس الدفاع الاعلى لم يقارب هذا الامر بتاتاً".
وفيما أضاءت الصحف على نفي المصدر الحكومي المطلع، عنونت "النهار" رئيسيتها :" مجلس الدفاع لم يقارب قرار "حزب الله" الرد!"، واعتبرت أن توضيح المصدر عن عدم مقاربة المجلس تهديدات "حزب الله"، أكان دقيقاً، أم تهرباً من تحمل مسؤولية ما يمكن ان يقدم عليه الحزب، وان أكد غياب القرار الرسمي في المواجهة، والحد من دور الدولة، وتحجيمه هذا الدور ان وجد، فإن ذلك كله لا يلغي الخطر المحدق بالوضع الامني في ظل حسابات اقليمية متضاربة ومعقدة، لا فاعلية للبنان الرسمي فيها، ولا ينفي أيضاً ان الضربة، وفقاً لمصادر عدة، باتت أمراً محسوماً ينتظر التوقيت المناسب، خصوصاً ان تلك التهديدات حظيت بدعم ايراني واضح امس على لسان المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال إن رد الحزب على اسرائيل سيكون قاصماً. وكتب في تغريدة: "دون شك سيدفع الكيان الصهيوني ثمناً غالياً على اعتدائه على كل من لبنان والعراق وسوريا، واعتداء تل أبيب على بيروت خطأ في حسابات نتنياهو وأن رد حزب الله سيكون صاعقاً ومزلزلاً"، في موازاة ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصدرين مقربين من "حزب الله" ان الحزب يجهز لـ"ضربة مدروسة" لاسرائيل "بحيث لا تؤدي الى حرب كرد فعل على الطائرات المسيرة في بيروت
في المقابل، أشارت "نداء الوطن" إلى ان الدولة اللبنانية "باصمة بالعشرة" لاستراتيجية "حزب الله" الدفاعية إلى درجة تهكم أحد السياسيين السياديين في معرض توصيفه البيان الصادر عن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، معتبراً أنه جاء بالمختصر المفيد ليقول باسم الدولة ومؤسساتها: "لبيك نصرالله" لا سيما في ضوء ما تسرّب ليلاً على لسان مصدر وزاري بأنّ المجلس أخذ علماً بأنّ "حزب الله" سيردّ على الاعتداء الإسرائيلي وأنّ ردّه سيكون "مناسباً ومتناسقاً"، قبل أن يعود وزير الدفاع الياس بوصعب ليستدرك الموقف ويستلحق "ماء وجه" الدولة بنفيه هذه المعلومة، مكتفياً بالإشارة إلى ما ورد في البيان عن تأكيد المجلس "حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل".
"الأخبار": وساطات غربية مع لبنان لحماية إسرائيل
"ليحصل الرد ولننته من هذا الفصل"، هو حصيلة الموقف الإسرائيلي حالياً. هذا ما عكسته، بحسب "الأخبار"، اتصالات دولية مع لبنان أبدت اهتماماً بإنهاء حال الاستنفار القائمة في دولة الاحتلال. لكن الأهم هو أن العالم مدرك بأن الرد حتمي، وأن المسؤولين اللبنانيين، على اختلافهم، أكدوا أيضاً حتمية الردّ. وإذا كان الرئيسان ميشال عون ونبيه بري قد أعلنا دعمهما الفوري لأي رد من جانب المقاومة، فإن الرئيس سعد الحريري لم يقُد حملة مضادة، ولو أنه حرص على إبلاغ الجميع خشيته من تدهور الوضع. لكن موقفه لم يكن معاكساً للتوجه الرسمي العام.
ولفتت "الأخبار" إلى أن الجانب الآخر من خيبة الأمل الغربية، انعكس في أن الأميركيين عادوا ليكرروا الحديث عن "ضرورة عدم المبالغة في ما حصل"، مع "تأكيد أن واشنطن ستضمن عودة التزام إسرائيل بقواعد الاشتباك". بينما شعر البريطانيون بأنه "غير مرحب بأي تواصل منهم أو عبرهمط. أما الفرنسيون فقد تبلّغوا، بوضوح، أن الرد حتمي ولا مجال لأي نقاش حوله، وأن قرار المقاومة حاسم بإعادة ضبط الأمور وفق قواعد اشتباك تمنع العدو من امتلاك أي هامش مناورة، مع تأكيد أنها لا تسعى الى حرب، وأن الرد يهدف الى منع وقوع الحرب. على أن الإشارة الأبلغ، كانت في امتناع الجانب الألماني عن الدخول في أي اتصالات، وهو الطرف الأكثر تفاعلاً في العادة لفهمه طبيعة الطرفين.
وأشارت "الأخبار" إلى أن أسئلة كثيرة أثيرت حول طبيعة الرد الذي يمكن أن يقوم به حزب الله. وبدا كأن ثمة استعجالاً لافتاً، من جانب كثيرين، للرد، حتى من إسرائيل التي تتصرف على قاعدة أن الرد أكيد، لكنها تتمنى أن يحصل سريعاً، وتسعى من خلال الغرب إلى أن يكون شكلياً. وفي هذا السياق، فُسّرت كثافة الطيران المسيّر في سماء لبنان خلال الساعات الـ 36 الماضية، وكأنه دعوة من إسرائيل إلى المقاومة لإسقاط إحدى هذه المسيّرات واعتبار ذلك رداً كافياً.
وبحسب "الأخبار"، لمست جهات بارزة في بيروت إشارات غربية تفسر أحد جوانب القلق من نشوب حرب كبيرة. وبدا ذلك من خلال انتقادات غربية للعدوان الإسرائيلي، بناءً على أن الغرب يسعى الى منع انهيار لبنان اقتصادياً، خشية أن يؤدي ذلك إلى انتقال حتمي وسريع لربع مليون لبناني من لبنان الى الغرب. وحذّر هؤلاء من أن نشوب حرب كبيرة ومدمرة مترافقة مع الانهيار الاقتصادي، ستتسبب بموجة نزوح أكبر من ذلك لن يتمكن أحد من منعها، وستشمل اللبنانيين وغير اللبنانيين المقيمين في لبنان.
كلام عون .. تحت مجهر الانتقادات
لاحظت "الجمهورية" أن كلام رئيس الجمهورية ميشال عون عن حق لبنان في الرد على الطائرتين المسيّرتين الإسرائيليتين أثار بعض الإعتراضات والإنتقادات، إذ اعتبره اصحاب هذه الاعتراضات بمثابة تغطية وتشريع لأي ردّ لـ"حزب الله".
وقالت مصادر مطّلعة على مواقف عون لـ"الجمهورية"، إنّ "هذا الإعتراض يوضع في خانة الإعتراض في السياسة، ومن يتحدثون بهذا المنطق لا يفكرون بماذا يجب أن يكون موقف أيّ رئيس دولة"، وسألت: "هل يجب أن يُعلن رئيس الجمهورية الاستسلام للعدو الإسرائيلي؟"
وذكّرت المصادر بأنّ "من حق لبنان الدفاع عن نفسه وهذا حق مشروع حسب الدستور الذي أقسم رئيس الجمهورية يمين الحفاظ عليه وعلى سلامة الأراضي اللبنانية"، وقالت: "ليراجعوا البيان الوزاري الذي حصلت الحكومة على ثقة المجلس على أساسه، وليراجعوا الخطابات الرسمية". وإذ شدّدت على أنّ "الرئيس قال إنّ من حق لبنان الدفاع عن نفسه"، سألت: "هل يعترض أحد على ذلك؟ هل كان يجدر به القول للإسرائيليين، يُمكنكم انتهاك سيادتنا وكرامتنا ولن ندافع عن أنفسنا؟ أين الحس الوطني لدى هؤلاء المعترضين؟"
"الاخبار": عون يمسك بالسياسة الخارجية
كتبت هيام القصيفي في "الاخبار": عون يمسك بالسياسة الخارجية: الدولة والحزب في خندق واحد
قد تكون الصدفة وحدها، جعلت العملية الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية، متزامنة مع الاحتفال بالنصر في معركة الجرود، لكن رئيس الجمهورية، الذي تريث في الساعات الأولى للعملية، في انتظار استكمال كل العناصر المتعلقة بها، رفع سقف توصيفه لها الى الحد الأقصى باعتبارها إعلان حرب. يمكن التوقف عند نقاط عدة في دخول رئاسة الجمهورية بقوة عند هذا التطور الأمني الخطير: أولاً، كان لبنان الرسمي يتحرك على اتجاهين: رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية من جهة، ورئاسة الحكومة من جهة ثانية. لكن بدا واضحاً أن الطرفين اكتفيا بالاستنكار وتريثا لاتضاح الصورة كاملة. رغم التنسيق بينهما، إلا أن عون تخطى موقف الحريري وتحركه، ليضع بين يديه وحده صلاحية إدارة أزمة تتداخل فيها العوامل الإقليمية والدولية الى حد تهديد استقرار لبنان. وهو أصاب عصفورين بحجر واحد، استعاد الإطار الخارجي وحدد سياسة الدولة، وغطى احتمالات الرد على إسرائيل، وأعطاه شرعية، انطلاقاً من ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة. وفي الوقت نفسه، حيّد التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، كمرشح رئاسي، عن خوض مواجهة دولية وإقليمية على هذا المستوى، ليحصر دوره كوزير خارجية ينفذ تعليمات الحكومة أو رئيس الجمهورية. ثانياً، حدد عون بعد هدوء الساعات الأولى للعملية، وإثر توالي رسائل التحذير العالية اللهجة ومنها دبلوماسية ومنها عبر القوات الدولية، إطار تحركه، بعيداً عن الحكومة. فاجتماع المجلس الأعلى للدفاع يعني تسلم زمام الأمور وحده وربط قرارات المجلس الأعلى للدفاع به، وإبعاد الحكومة كلياً عن هذا التطور، وهي التي انصرفت الى معالجة قضية النفايات. قد يكون اعتراض القوات اللبنانية سياسياً في محله، لأن الحكومة مجتمعة يفترض ان تتحمل مسؤوليتها، في تطور من هذا النوع، لكن عون والحريري تناغما عند نقطة اساسية هي حصر التعامل مع هذا التطور من خلال المجلس الاعلى للدفاع، وإبعاد التجاذبات السياسية مجدداً عن الحكومة التي استعادت للتو عافيتها واجتماعاتها.
"الجمهورية": أخيراً.. وصل جواب عون الى جعجع
كتب عماد مرمل في "الجمهورية": أخيراً.. وصل جواب عون الى جعجع
إذا كان سمير جعجع قد تمنّى على عون اخيراً أن يتدخّل لدى حزب الله لمنعه من أخذ لبنان الى مواجهة مع اسرائيل، على وقع التوتر الأميركي- الإيراني في المنطقة، فإنّ عون أجاب جعجع، بشكل غير مباشر، عبر منح الشرعية المسبقة للرد المنتظر من المقاومة على اسرائيل بعد استهدافها للضاحية، على قاعدة انّ من حقنا الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا. مرة أخرى، تشعر قيادة حزب الله انها لم تخطئ بتاتاً حين تمسّكت بدعم ترشيح عون الى رئاسة الجمهورية، وأنها كانت محقة في ثباتها على هذا الدعم انطلاقاً من ثقتها في الخيارات والسياسات الاستراتيجية للجنرال خلافاً لراي بعض اصدقائها ممَّن كانوا ينصحون بالالتفات نحو خيار رئاسي آخر، للخروج من مأزق الفراغ في حينه. واستناداً الى هذا المعيار تحديداً، كان الحزب ولا يزال يتعامل بكثير من برودة الأعصاب مع أيّ تباينات تحصل بينه وبين عون والتيار الوطني الحر حول مسائل محلية، لأنّ المحك، بل حك الركاب بالنسبة اليه لا يكمن في التفاصيل الداخلية المتحركة، وإنما في طريقة محاكاة المحطات المفصلية المتعلقة بالصراع الكبير، حيث ثبت بالتجربة انّ الحزب وعون يتقاطعان الى أبعد الحدود في تعريف المخاطر الإسرائيلية وتحديد نمط التصدي لها.
نصر الله .. والرد
توقفت الصحف عند تطرّق الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، عصر أمس خلال لقاء علمائي، إلى موضوع الطائرات المسيّرة، بالقول: "حزب الله ما التزم يسقّط كل الطائرات، فما حدا يقول يا سيد في mk بالجو، المقاومة بتقدّر أيمتى ووين تضرب، يمكن تنزل 4-5 طيارات مش أكتر بشكل يقيّد حركة الإسرائيلي الاستطلاعية. فإذا عنا سلاح نوعي مش رح نستهلكه بالطائرات المسيرة".
وأضاف نصرالله متوجهاً للمشايخ في اللقاء: "فيكن تناموا مرتاحين، الرد مش اليوم.. وقت ضربة القنيطرة كان الجو حامي وفي 6 شهدا ونطرنا 10 أيّام، فهلق مش مستعجلين أبداً، خلي الإسرائيلي مستنفر". وتابع: "بحوزتنا (مسيّرات) مثل التي ارسلوها إلينا، وقد نرسل لهم مثلها، ثم يستهدفونها بصاروخ ثمنه عشرات بل مئات آلاف الدولارات، عندها نخسر نحن بضعة آلاف الدولارات فيما هم سيخسرون الكثير"، لافتاً إلى "المسيرة في معوض كان هدفها واضح ومحدد وعلمنا ما هو هدفها وطبعا نتحفظ عليه".
"النهار": "حزب الله" سيردّ "حتماً"
كتب رضوان عقيل في "النهار": "حزب الله" سيردّ "حتماً"... وجنبلاط يعوّل على ماكرون
تفيد مصادر متابعة ان نتنياهو قد يعول على استثمار ارسال جيشه طائرتين مسيّرتين الى الضاحية في انتخاباته النيابية المنتظرة ليبقى في سدة السلطة والقرار الاول في تل أبيب، لكنه يريد اولا تنفيذ "حرتقة" على حصيلة لقاءات بياريتز ونجاح الفرنسيين في انضاجها، مع الاشارة الى ان بلدانا مناوئة لطهران في المنطقة مثل السعودية والامارات العربية ترغبان في فتح صفحة جديدة مع الايرانيين لقاء الحصول على جملة من الضمانات التي تهم الرياض في اليمن اولا الذي يبقى شغلها الشاغل. ولم يعد هناك مشكلة مع هذه الدول من حيث "التقرب" من النظام السوري بعد فتح قنوات حوار معه. وتتجه كل الانظار الى الوساطة الفرنسية بين الاميركيين والايرانيين، وفي حال نجاحها قد تؤدي الى اعادة انتخاب ماكرون للرئاسة الفرنسية. ومن هنا يتابع الافرقاء حصيلة المساعي التي تقوم بها باريس، وفي مقدم هؤلاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يحذر لـ"النهار" من "سياسة المتطرفين في اسرائيل وعلى رأسهم نتنياهو الذي حاول أكثر من مرة دفع اميركا الى حرب ضد ايران وفشل ابان عهد الرئيس السابق باراك اوباما رغم محاولات عدة له وسط التحديات التي اطلقها في قلب الكونغرس". ويرى جنبلاط ان نتنياهو يحاول فعل الأمر نفسه اليوم مع الرئيس دونالد ترامب. ويعول هنا على "اهمية الدور الفرنسي وسياسة الرئيس ماكرون في محاولته جمع الرئيسين الاميركي ترامب والايراني حسن روحاني بغية التوصل الى تسوية مطلوبة وابعاد شبح الحرب والفوضى". وبعد... وقبل اقدام "حزب الله" على الرد سيبقى الشارع اللبناني مقسوماً على عادته من حيث خيارات المقاومة كما كان ابان عدوان تموز 2006، وهذه المرة اكثر انقساماً وهو ما تريده اسرائيل التي لم تتأثر ولو تلقّت كل يوم شكوى لبنانية في مجلس الأمن.
"الديار": بومبيو هاتف الحريري سريعاً لتيقنه ان الردّ محسوم
كتب حسن سلامه في "الديار": بومبيو هاتف الحريري سريعاً لتيقنه ان الردّ محسوم
شعر قادة الاحتلال على المستويين السياسي والعسكري ومعهم الجمهور الصهيوني بالقلق مما ينتظرهم من ردود ستقوم بها المقاومة، ولذلك تحرك سريعاً وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو باتجاه لبنان واتصاله برئيس الحكومة سعد الحريري والطلب منه تجنب اي تصعيد والعمل مع الاطراف المعنية لمنع اي شكل من اشكال التدهور المقصود من طلب الوزير الاميركي بان يتحرك الرئيس الحريري مع حزب الله والقوى السياسية الحليفة له في لبنان، بدءاً من رئىسي الجمهورية ومجلس النواب للحؤول دون ما وصفه بومبيو «تجنب أي تصعيد وتدهور للوضع. وفي تأكيد المصادر ان بومبيو، كان ليتحرك بهذه السرعة وبعد اقل من ساعتين من مواقف السيد نصرالله، لو لم يدرك ان الأمين العام لحزب الله عندما يتحدث بهذه الشفافية عن العدوان وان حزب الله سيقوم بالرد المناسب مهما كان الثمن، وبالتالي محاولة انقاذ حليفه نتنياهو من أي نكسة ستصيبه عشية الانتخابات، سواء اضطر العدو «لابتلاع الرد الذي يتوقع ان تقوم به المقاومة او المغامرة باتجاه دفع الامور مع حزب الله الى تصعيد اوسع. من كل ذلك، فان كيان العدو، وعلى كل المستويات السياسية والعسكرية والشعبية في حال من الترقب القلق للنوعية وطبيعة الرد الذي ستقوم به المقاومة، حيث يتوقع ان لا يكون بعيداً، في وقت تبقى كل السيناريوهات محتملة حول الرسالة التي يريد حزب الله افهام العدو من وراء الرد، رغم ان رهانات نتنياهو بعدم حصول مثل هذا الرد قبل انتخابات الكنيست الصهيوني ليستفيد شعبياً مما قام به مؤخراً من عدوان، يبقى احتمالاً أقرب الى الصفر.
"نداء الوطن": صحافة إسرائيل: ردّ "حزب الله" محتوم... ولا حرب
كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": صحافة إسرائيل: ردّ "حزب الله" محتوم... ولا حرب
تستبعد تحليلات الصحافة الاسرائيلية إمكانية نشوب حرب طالما أنّ الرد سيكون محمولاً وتحت سقف معين. وهذه نقطة يفسرها المتابعون للشأن الاسرائيلي بأن خيار الحرب صعب على إسرائيل كما هو صعب على "حزب الله" وهو سيكون خياراً تدميرياً لأنّ الإسرائيلي يعلم أن الامكانيات العسكرية لـ"الحزب" ستكون متطورة عما كانت عليه في 2006 وبالتالي فإنّ خيار الحرب سيكون مكلفاً على إسرائيل، ولذا قد يكون الاستنتاج أنّ الطرفين غير مهيئين لخوض الحرب. وحسب صحيفة "يديعوت احرونوت"، تحاول إسرائيل الدخول الى رأس نصرالله من أجل الاستعداد للرد المتوقع. مختلف الجهات تعتقد أن الأمين العام لـ"حزب الله" الذي قارب الستين من عمره ليس كاذباً: إذا وعد بالرد فإن هذا الرد سيأتي بشكل مؤكد والسؤال متى سيكون هذا الرد وأين؟ ترى الصحيفة أنّ على إسرائيل الاستعداد لكل سيناريو حتى الذي لا يبدو أنه خطر على بال نصرالله وخطط له. بحسب الصحيفة "من المحظور أن ننسى دروس العام 2006 عندما نجح "حزب الله" بمفاجأة الجيش الإسرائيلي مرات عدة. الصحيح أن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية تطورت لكن أمراً واحداً لم يتغير وهو أن نصرالله بقي خصماً ذكياً". تحسم صحيفة هآرتس أنّ "حزب الله" سيرد على الهجومين المنسوبين لإسرائيل في سوريا ولبنان. هذا هو التقدير الواضح لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الذي عُرض أمام المستوى السياسي والذي يجزم بأن نصرالله سينفذ ما وعد به. وترى أنّ التطورات ستكون مرتبطة إلى حد كبير بمستوى رد "حزب الله" . وفي تقدير نسبته صحيفة "معاريف" إلى مصدر أمني اسرائيلي، توقع المصدر أنّ الحزب سيحاول ضرب أهداف عسكرية في الجليل وعلى الرغم من ذلك فإن الهجوم سيكون مدروساً حتى لا يتمّ إشعال المنطقة. أما "إسرائيل اليوم" فرأت أنّ "حزب الله" سيبحث عن هدف لضربه في إسرائيل من أجل إذلالها لكن من دون حشرها في الزاوية تجنباً لرد يؤدي إلى حرب لا يريدها "حزب الله" الآن.
"الجمهورية": إحتمالات الحرب والسلم
كتب نبيل هيثم في "الجمهورية": إحتمالات الحرب والسلم
السؤال الذي يتردّد اليوم على لسان الجميع هو: هل الحربُ حتميّة؟ ثمّة عناصر كثيرة تدعو الى القلق، ولكن ثمّة عناصر مقابلة تشي بإمكانية احتواء الموقف، وبالتالي البقاء عند نقطة متوسطة بين الحرب والسلم، بمعنى العودة الى خط ما قبل ليلة الضاحية، مع بعض المتغيّرات التي فرضتها الأحداث الأخيرة: العنصر الأول هو الانتخابات الإسرائيلية، التي ما من شك أنها تُعد من بين المحرّكات الاساسية للمغامرات الحالية، فمثل هذه الضربات تجعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو وكأنه مدافع قوي عن الأمن القومي بما ينقذه من فضيحة فساد كبيرة يواجهها، وما يتعرض له من انتقادات لعدم تحرّكه بحزم بما فيه الكفاية ضد «التهديدات» الآتية من غزة. هذا ما يطرح احتمالين، فإما أنّ بنيامين نتنياهو سيتلقى ضربة الرد المؤكدة من حزب الله ويبني عليها خيار التصعيد أو التهدئة بحسب مدى تأثيرها على وضعه الانتخابي، وإما أنه سيذهب في المواجهة الى نقطة أبعد ضمن سياق سياسة الهروب إلى الأمام من الاستحقاقات الداخلية. العنصر الثاني، هو مسار العلاقات الأميركية- الإيرانية، فبحسب صحيفة "ذي تايمز أوف إسرائيل" فإنّ مسؤولين حكوميين إسرائيليين قد أعربوا عن قلقهم إزاء احتمال إجراء محادثات نووية بين الولايات المتحدة وإيران. وإذا ما مضت الولايات المتحدة وإيران في هذا الخيار، فقد يدفع ذلك إسرائيل إلى التصرف لإفساد أية مفاوضات تعتقد أنها لا تكبح نفوذ طهران الإقليمي. العنصر الثالث هو طبيعة رد حزب الله، الذي يمتلك مروحة واسعة من الخيارات تتراوح بين تحقيق الردع الاستراتيجي ضد إسرائيل انطلاقاً من لبنان، وهو ما قاله السيد نصرالله، خصوصاً أنّ الاعتداء الإسرائيلي الأخير قد حصل في قلب بيروت. وبين الردّ في سوريا، بجرعة أعلى من السابق، حيث قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران وحلفائها راسخة نسبياً، وهذا ما يبقي لبنان خارج اللعبة في أيّ دورة لاحقة من الضربات المضادة. وهناك مَن يقول إنّ حزب الله قد يفضّل هذا الخيار في ضوء الاقتصاد الضعيف في لبنان والحصار المالي، ذلك أنّ أية حرب واسعة النطاق ستكلّف الكثير في ظلّ شبح الانهيار الاقتصادي، وايضاً الحصار المفروض على إيران. العنصر الرابع، قد يكون الأكثرَ أهمية، وهو أنّ التوتر القائم لا ينفي حقيقة أنّ أحداً لا يريد الحرب فعلاً - في ما عدا إسرائيل ربما.
نتنياهو: احذروا بكلامكم واحذروا أكثر بأفعالكم
توقفت الصحف عند تحذير رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "قادة إيران والأمين العام لحزب الله" من تبعات أقوالهم وأفعالهم. وقال: "سمعت ما قاله نصر الله. اقترح عليه أن يهدّئ روعه... إنه يعلم جيداً أن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها وتعلم كيف ستجبر أعداءها على دفع الثمن. أود أن أقول له وللدولة اللبنانية التي تؤوي هذا التنظيم الذي يطمح إلى تدميرنا، وأقول ذلك أيضا لقاسم سليماني، احذروا بكلامكم واحذروا أكثر بأفعالكم".
"الشرق الاوسط": نتنياهو يحذر حزب الله والحرس الثوري
كتب نظير مجلي في "الشرق الاوسط": نتنياهو يحذر حزب الله والحرس الثوري... من الكلام والأفعال
قالت مصادر سياسية وعسكرية في تل أبيب إن التقدير السائد هو أن يكون حزب الله ومن ورائه المسؤولون في إيران قد قرروا امتصاص الضربات الإسرائيلية في هذه المرحلة على الأقل، والامتناع عن الرد على الضربات الإسرائيلية، لأنهم يأخذون بمنتهى الجدية تهديدات نتنياهو، وما يرافقها من تحركات للجيش الإسرائيلي. ومع ذلك، فإن هناك تقديرات لدى شريحة أخرى في القيادة الإسرائيلية تقول إن الضربات الإسرائيلية قد مست بكرامة الإيرانيين وميليشياتهم. فالهجمات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية في العراق واغتيال شخصيتين قياديتين لحزب الله في سوريا وإجهاض العمليات التي أعدها لإرسال طائرات مسيرة انتحارية إلى إسرائيل ثم هجوم طائرتي الاستطلاع على الضاحية الجنوبية في بيروت واتباعها بـ3 غارات إسرائيلية على قاعدة في قوسايا، التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، بعد ساعات من خطاب نصر الله، مست بشكل كبير بهيبة وكرامة الحلف الإيراني ونصر الله وقاسم سليماني بشكل شخصي، ولذلك لن يهدأ لهم بال إلا إذا نفذوا عملية انتقامية نوعية أو أكثر. ورأى أصحاب هذا الرأي في القيادة الإسرائيلية أن نصر الله اعتبر الهجمات الإسرائيلية تجاوزاً للخطوط الحمراء، وهدد بالرد على أي مس بعناصره في سوريا، وعلى أي محاولة لمهاجمته في أراضي لبنان، ما يعني أنه قد ألزم نفسه بالرد. لهذا، قررت إسرائيل اتخاذ الاحتياط على الأرض وفي الجو والبحر، جنباً إلى جنب مع توصيل رسائل للتهدئة.
"النهار": إيران تفضّل ردوداً محدودة
كتب عبد الوهاب بدر خان في "النهار": إيران تفضّل ردوداً محدودة
لا شك في أن الأمين العام لـ"حزب الله" حصل مسبقاً على موافقة إيران قبل أن يعلن أن الهجوم بالطائرتين المسيّرتين سيلقى ردّاً. قد يقال إن الموافقة غير إلزامية وإن "الحزب" هو الذي يقدّر الموقف ويتصرّف، غير أن الظرف الراهن مختلف إيرانياً عما كان عليه في العام 2006. فطهران منشغلة بأزمتها التي تعطيها أولوية وتديرها بدقة، وعلى رغم أنها تجاري الولايات المتحدة في استبعاد الحرب إلا أنها مدركة أن اسرائيل تضرب في صميم الملفات التي يُفترض أن تتطرق إليها أي مفاوضات محتملة (الملف الصاروخي بات مرتبطاً بالسياسات الإقليمية، وهذه السياسات تعني أدوات ايران التي باتت مزوّدة صواريخ وطائرات مسيّرة...). لذلك فإن إيران لا تمانع تعامل الميليشيات صدّاً وردعاً ضد الهجمات لكن من دون منح إسرائيل فرصة توسيع المواجهات، ومثل هذا الخطر واردٌ فقط في لبنان، بحسب نوعية ردّ "حزب الله". في العراق اجتمع أقطاب الدولة مع قادة "الحشد" الذين "ثمّنوا تضحياته"، لكن العبارة الأولى في البند الأول من بيانهم كانت "احترام مرجعية الدولة"، وورد فيه أيضاً "عدم الانجرار الى سياسة المحاور ورفض تحوّل العراق ساحة حرب" أو "منطلقاً لأي اعتداء على جواره". شيء من هذا حاول "اعلان بعبدا" عام 2012 بناء توافقٍ داخلي عليه، لكن عدم التزام "حزب الله" أفشله.
"النهار": تداعيات متضاربة للقاء أميركي - إيراني محتمل
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": تداعيات متضاربة للقاء أميركي - إيراني محتمل
هناك خشية أن يكون اللقاء بين الرئيس ترامب والرئيس روحاني مماثلا للقائه الرئيس الكوري الشمالي الذي استطاع ان يستفيد من الانفتاح الاميركي من دون ان يقدم اي تنازل فعلي في موضوع الصواريخ النووية، وإذا كانت الاحتمالات مفتوحة على اي اتفاق جديد، فإن دولا كثيرة ستعمل على ان تراعى مصالحها ايضا، خصوصا تلك التي لم تكن مرتاحة الى الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس السابق باراك اوباما مع ايران والدول الكبرى الاعضاء في مجلس الامن الى جانب المانيا. وفي مقدم هذه الدول اسرائيل التي بنت ولا تزال استراتيجية طويلة الامد مبنية على مواجهة تمركز ايران في المنطقة، وكذلك فعلت الدول الخليجية التي يهمها ان تكون موجودة الى الطاولة في أي مفاوضات جديدة يمكن ان تفتح مع ايران لوجود ملفات كثيرة على المحك معها في المنطقة، على نحو قد لا تعبر عنه تماما المصالح الاميركية المباشرة من التفاوض مع ايران. والطريق الى ذلك محفوف بالمخاطر في ظل مخاوف أن يكون لبنان في ممرّ الأفيال، في ظل ظروف الذهاب الى لقاء اميركي محتمل او في اتجاه وجود مصالح لمنع ذلك او لتعزيز اوراق التفاوض. فوسط التهديد بردّ لا بد منه ينوي أن يلجأ اليه "حزب الله" على الطائرتين المسيرتين اليا، فان اي رد لا يثير الخشية من احتمالات الحرب فحسب، علما ان التداعيات يمكن ان تكون كارثية بالنسبة الى لبنان، بل ايضا من انهيار مالي واقتصادي سيسابق اي تصعيد عسكري كما في ارتفاع كلفة التأمين على ديون لبنان الى مستوى قياسي جديد. والمساعي مع لبنان لمنع التدهور شملت كل الاعتبارات لا سيما منع انهياره الذي يعمل عليه بقوة، فلا يدفع الثمن الذي تدفعه اليه اسرائيل او ايران خصوصا مع تصريح المسؤول الايراني حسين امير عبد اللهيان ان "رد حزب الله سيكون صادما ومزلزلا".
"الشرق": المقاول والمرشد
كتب عوني الكعكي في "الشرق": المقاول والمرشد
المقاول، هنا، هو الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي لا يستحي بعدما أصبح رئيساً، أن يقول عن نفسه إنّه يريد أن يسلب العالم العربي أمواله، ومن أجل ذلك كانت زيارته التاريخية الى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، وتحدث عن عقد صفقات أسلحة «لأنكم بحاجة الى حماية… وأنّ قواتنا في المنطقة هي هنا لحمايتكم، وعليكم أن تدفعوا الثمن. في المقابل، فإنّ المرشد الأعلى الخامنئي هو رجل نظري يعتقد بأنه المرجعية الدينية يستطيع أن يوجه الجمهور من خلالها. ولنتذكر، هنا، يوم توقيع معاهدة وقف القتال بين إيران والعراق صرّح آية الله الخميني انه يتجرّع كأس السم، أي أنه يوقع اتفاق السلام ولكن على مضض، وهذا ما حدث مع خامنئي يوم توقيع الاتفاق النووي بين أوباما وروحاني، فقال خامنئي إنّه يشكك بالاتفاق لأنه لا يثق بأميركا وأنه مكره على توقيعه. اليوم هناك مؤشرات تفيد بأنّ احتمالات أن يكون هناك اتفاق جديد بين واشنطن وطهران أصبحت حظوظه مرتفعة، طبعاً أي اتفاق بين المرشد والمقاول ستفرض به أميركا شروطاً جديدة لن تكون في مصلحة الايرانيين، وهناك إحتمال أن يتأخر هذا الاتفاق بعض الوقت بسبب تردد إيران خصوصاً أنّ مسألة أن يعود ترامب الى السلطة ليست محسومة نهائياً بعد، ولكن أي اتفاق لن يكون إطلاقاً في مصلحة إيران ولا في مصلحة العرب الذين أصبحوا على ثقة بأنّ أميركا لا تريد الحرب مع إيران وأنها تبتز العرب كما تبتز الايرانيين.
الراعي: لإقرار الاستراتيجية الدفاعية
توقفت "نداء الوطن" عند موقف لافت للانتباه أمس جاء على لسان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ذكّر فيه إزاء التطورات والمستجدات الأخيرة بضرورة "إقرار الاستراتيجية الدفاعية"، مناشداً المجتمع الدولي "مضاعفة الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري للبنان كي يتمكن من تجاوز التحديات الراهنة"، وذلك في معرض تأكيده على دور الدولة المحوري في مواجهة الاعتداء الإسرائيلي الأخير.
"النهار": "استراتيجية" العقم... فقط!
كتب نبيل بو منصف في "النهار": "استراتيجية" العقم... فقط!
في العام 2006 وقفت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في اللحظة الاولى من اندلاع المواجهة موقفا عرضها للتخوين من "محور الممانعة" لانها حاولت اقامة خط عازل بين منطق الدولة ومنطق المقاومة وتخفيف التداعيات المدمرة للحرب ولا تزال تلك الحكومة مع كل ما فعلته لاستصدار القرار 1701 تتعرض لشتى منظومات الخطاب التخويني حتى اليوم. ولذا يكتسب موقف الرئيس عون في توفيره الغطاء الرئاسي الفوري للحزب في الرد خطورة بالغة لا من الناحية المبدئية الصرفة التي ربما يوافقه فيها كثيرون من خصومه كما من مؤيديه لجهة استباحة اسرائيل للسيادة اللبنانية ولكن من ناحية تفرده ايضا في تقدير الموقف واسلاس القياد لطرف داخلي ايا يكن في الحلول محل الدولة في تقرير مصير البلد تكرارا ورهنه لارادة فئة بعينها من دون العودة الى الشركة الملزمة عبر المؤسسات. لذا لا ترانا نبالغ بعد اليوم ومهما حصل غدا وبعده في نصح من ينبغي نصحهم بوقف العزف العبثي لمعزوفة المطالبة باستراتيجية دفاعية لن ترى النور في ظل ميزان قوى مختل اختلالا هائلا لا بواقع السلاح المنافس والمضارب لسلاح الشرعية فقط بل لان واقع "الاتحاد" بين رأس الدولة و"حزب الله" اسقط عن سائر الافرقاء واولهم الحكومة اي صفة من صفات الشركاء الا بالاسم والشكل اللذين يفيدان طرفي هذه المعادلة "الحاكمة".
"النهار": لبنان مجددا صندوق بريد لتبادل الرسائل
كتب وجدي العريضي في "النهار": لبنان مجددا صندوق بريد لتبادل الرسائل: يوم قصد فنيش السرايا موفدا من نصرالله
عاد لبنان إلى ممارسة "هوايته" أو التقليد التاريخي الذي اتسم به، ألا وهو عودته صندوق بريد لنقل الرسائل الإقليمية بحيث لا تزال أرضه خصبة لتلقف أي حدث في المنطقة، الأمر الذي برز بعد الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية وسقوط الطائرتين الاستطلاعيتين الإسرائيليتين. لكنّ الأمر المؤسف يتمثل في "عودة حليمة إلى عادتها القديمة" من خلال التشكيك والتخوين واستذكار المواقف السياسية في حرب تموز، وذلك ما ذكره الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير في بلدة العين البقاعية. وهنا يقول وزير ونائب سابق عاش تلك المرحلة لـ "النهار": "كما قال الرئيس فؤاد السنيورة، وأنا شاهد على ذلك، لدينا المحضر الموثق يوم جاء الوزير محمد فنيش إلى السرايا وكيف كانت حاله عندما اخبرنا ما طلبه منه الأمين العام لـ"حزب الله"، أي السعي لوقف إطلاق النار. لذا لا يعيدوا الكرة اليوم، وإن تبدلت الظروف والمعطيات، لأنّنا ندرك خلفية ما يجري من خلال الدفاع المستميت عن إيران من لبنان. والسؤال المطروح: ما دامت إسرائيل قد شنّت غارات على مواقع إيرانية للحرس الثوري وللحزب في دمشق، فلماذا لم ترد إيران من دمشق؟ الأمر عينه بالنسبة الى الجيش السوري بحيث قُصفت العاصمة السورية"، مشيراً إلى أنّ كل المعطيات الديبلوماسية تؤكد أنّ ثمة حلقة واحدة لما جرى أخيراً من عقوبات اميركية على إيران. الأمر عينه ينسحب على "حزب الله"، وصولاً إلى استهداف إسرائيل لقواعد إيرانية وللحزب في سوريا، ما أدى إلى الرد من لبنان بالسياسة والتهديد العسكري. هذا ما يذكّر بمقولة القيادي الفلسطيني صلاح خلف "أبو إياد"، انّ "طريق فلسطين تمر من جونيه"، مضيفًا أنّ قصف مقر الجبهة الشعبية القيادة العامة في قوسايا يصب في المعطى ذاته لأنّ هذه الجبهة هي ضمن "محور الممانعة" ومدعومة من النظام السوري وطهران و"حزب الله". وقد أكد المسؤول الإعلامي فيها أنور رجا، مواجهة إسرائيل والاستعداد لذلك، ما يثير التساؤلات حول ما يُحضّر للبنان. يخلص الوزير السابق مشيرًا إلى أنّ لروسيا علاقات في المنطقة وعلى المستوى الدولي، ولن تكون طرفًا أو ستضغط على إسرائيل لمنع أي عدوان على لبنان. وقد يكون هناك رد من "حزب الله" من خلال إسقاط إحدى طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بغية تسجيل تعادل إيجابي وإرساء معادلة بين الطرفين المتنازعين، لكن لن تكون هناك حرب على غرار تموز 2006.