توعّد السيد حسن نصرالله على مقتل اثنين من ميليشيات حزبه في غارة جديدة في ريف دمشق، كذلك في لبنان نفسه وليس في مزارع شبعا الحدودية كما في مراتٍ سابقة (متى؟ فهو في حرب 2006 لم يذكر نصرالله مزارع شبعا بل ذكر سمير القنطار) معلناً في الوقت نفسه القيام بكل شيء لمنع إسرائيل تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها منذ العام 2006. وبمعنى آخر إلغاء القرار 1701.
عال! هذا موقف، لكن وياللمصادفة لقد أطلقت إسرائيل طائرتي درون على الضاحية معقل الحزب. عدوانٌ إذاً. نعم، على أراضٍ لبنانية. وانتهاك لسيادة البلد المنتهكة أصلاً من إيران. وكان خطاب نصرالله نارياً خلنا السماء ستُطبقُ فيه على الأرض وهنا مع تصاعد نبرة السيد، وجدنا ان إسرائيل غيرت قواعد الاشتباك. وقال: سيكون ردنا كما لم تتصوره إسرائيل. هذا مفهوم. وكان ردّ الحزب دون مستوى تلك التهديدات. بل ربما بمستوى العدوان الإسرائيلي المتواضع. طائرتا درون لا أحد يعرف حتى الآن لا من وضعهما ولا كيف وصلا إلى الضاحية جواً أو بحراً أو براً. حتى أوحت بعض المصادر الإسرائيلية ما يُشبه مسؤوليتها عن هذا العمل. يعني أن المُرسل هو إسرائيل، وكما حطَّ الدرونان من غير ضحايا إو إصاباتٍ بشرية ها هي إسرائيل تردُّ وتقصف أشجاراً وأحراجاً في بنت جبيل. وأيضاً لا ضحايا سوى بعض الحرائق في الأحراش فما بين تهديدات نصرالله قبل رده، وبين تهديدات نتانياهو قبل الرد على رد الحزب: "سنعيد لبنان إلى العصر الحجري". وضع الجميع في البلد أيديهم على قلوبهم. وما بين الرد والرد على الرد نشطت الماكينات الرسمية في لبنان بحركةى اتصالات واسعة لاستيعاب هذه الأزمة، سواءٌ من قِبل الرئيس بري، وخصوصاً الرئيس سعد الحريري الذي اتصل بفرنسا وبروسيا والولايات المتحدة أو بمصر للضغط على الحزب وإسرائيل لاحتمالات التصعيد أو نشوب حرب تُذكّر بالعام 2006.