أخبار لبنان

الراعي: علينا حماية الجبل قلب لبنان النابض ‏

تم النشر في 8 أيلول 2019 | 00:00

‏ اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم الثاني من زيارته ‏الراعوية الى ابرشية صيدا، بزيارة بلدة كفرقطرة - الشوف حيث ترأس الذبيحة الالهية في كنيسة ‏القديسة تقلا، عاونه فيها راعي الابرشية المطران مارون العمار والنائب العام المونسنيور مارون ‏كيوان، كاهن الرعية الخوري طانوس طانوس ولفيف من الكهنة والرهبان.‏


وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة وقال: "إننا ندعم توجهكم إلى توطيد الوحدة في ‏الجبل والتضامن والتعاون من أجل إعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إليه بشكلها الفاعل. ومن ‏الملح بمكان الإفساح في المجال للجميع ليجدوا وظيفة سواء في مؤسسات الدولة العامة، أم في ‏مؤسسات خاصة. وهذا عنصر أساسي لحفظ الاستقرار في الجبل، ميزان الاستقرار في البلاد".‏


بعد القداس التقى الراعي ابناء الرعية ووفدا من المشايخ الدروز ثم كانت كلمة لرئيسة بلدية ‏كفرقطرة قالت فيها: "كفرقطره هي ارض "الشركة والمحبة"، وايقونة المصالحة ولا احد مثلنا ‏يدرك معنى المصالحة وكلفة الخلاف. ان الاحداث الدامية التي عصفت بنا اصبحت للعبرة ‏والذكرى. فما يجمعنا مع اخواننا من طائفة الموحدين الدروز اكثر بكثير مما يفرقنا".‏


ثم كانت كلمة للراعي شكر فيها كل من شارك في تنظيم الزيارة الراعوية الى جانب راعي ‏الابرشية المطران مارون العمار مؤكدا للجميع "صلاته والتواصل معهم من خلال الكهنة خدمة ‏الرعايا من اجل تعزيز الحضور والحياة في الجبل".‏


بعد ذلك زار البطريرك الراعي والوفد المرافق كنيسة السيدة للروم الكاثوليك حيث كان في ‏استقباله كاهن الرعية الاب وسام فرح وابناء الرعية. وبعد الصلاة قال الراعي: "انها لفرحة ‏كبيرة ان نزور كنيسة السيدة في عيدها ونبارك اعمال بناء الكنيسة الجديدة مجددين التهاني ‏والتمنيات لكم بالعيش بطمأنينة بالرغم من كل الصعوبات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية التي ‏نعيشها. ولكن نحن جماعة الرجاء لا نخاف لان ايماننا يبدد الصعوبات. وكلمة يأس لا توجد في ‏قاموسنا المسيحي. وانتم اختبرتم المحنة في الجبل لتعودوا فتعيشوا القيامة. وكونوا على ثقة ان ‏شفعاءنا وقديسينا لن يتركونا يوما".‏


ولفت الى "اننا نؤكد على المصالحة التي اجراها المثلث الرحمة البطريرك صفير ووليد بك ‏جنبلاط. واصبح علينا اليوم ان نصونها ونواصلها. تلك المصالحة وضعت الأساس ونحن علينا ‏بناء المداميك كما في كل بناء. الجميع يعلم ان الحياة تبدأ بولادة طفل وحتى قبل ولادته يبقى ‏تسعة أشهر في بطن امه. وعندما يولد لا تتوقف القصة هنا، فهو يحتاج الى عناية ورعاية، ثم ‏الى تعليم. وفي كل المراحل يحتاج الى صحة. ما يعني ان هناك كينونة وهناك صيرورة. الحياة ‏الزوجية تبدأ لكن صيرورتها تحتاج الى بناء يومي والا يحكمها التنافر. الامر عينه ينطبق على ‏حياتنا الوطنية. وبالنسبة لكلامنا عن المصالحة، فانها حصلت ولكن صيرورتها اصبحت بين ‏أيدينا. علينا ان نبنيها كل يوم كمواطنين صالحين، وعلى الدولة ان تساعدنا كي يتمكن اهل الجبل ‏من العيش فيه. يجب على الدولة أن تقوم أيضا بتأمين فرص عمل لهم ونحن أيضا نتأمل من ‏المؤسسات الخاصة أن توجد ظروف عمل ووظائف لشعبنا حتى يبقى هنا وأن لا يضطر للنزول ‏إلى بيروت ويعود كل يوم أو لفتح بيت آخر في بيروت. هذا ما اعنيه بالصيرورة التي على كل ‏واحد منا ان يعمل ويحافظ عليها من جهته".‏


وتابع: "نحن فيما يختص بنا ككنيسة، وكما ترون، حافظنا على كل مؤسساتنا، مدارسنا ‏وجامعاتنا ومستشفياتنا وهيكلياتنا في الجبل. وهذا واجب اساسي بالنسبة لنا كي يشعر الشعب ‏برجاء وأمل بأنه ليس متروكا، ولذلك نحن بحاجة لان تبقى أيدينا مشبوكة لكي يشعر الجميع ‏بفرح العيش معا من جديد".‏


وختم الراعي: "كما تفضلتم، بلدة كفرقطرة كانت السباقة في عيش المصالحة والعيش معا. أود ‏ان اتمنى لكم كل التوفيق مع الدعاء إلى الله لكي يستمر هذا العيش معا في هذا الجبل الذي نعتبره ‏العمود الفقري للحياة اللبنانية. فاذا كان الجبل بخير يكون لبنان كله بخير لان الجبل هو قلب لبنان ‏النابض. هو العامود الفقري الذي علينا ان نحميه معا. ولدينا مع أخواننا الموحدين الدروز، بني ‏معروف، تاريخ طويل من التعاون من أيام فخر الدين. وهذا التعاون ادى الى تأسيس الكيان ‏اللبناني واعلان دولة لبنان الكبير 1920. لذلك نحن معنيون موحدين الدروز ومسيحيين ‏بالمحافظة على هذا الوطن ليبقى وطن التعددية، وطن التنوع الديني والثقافي والحزبي والسياسي ‏كي يبقى وطن الديموقراطية ووطن الحريات العامة، وطن الإنسان."‏