أخبار لبنان

الشامسي يقيم لقاء عن الدبلوماسية من أجل السلام ‏

تم النشر في 21 أيلول 2019 | 00:00

أقام سفير دولة الإمارات العربية في لبنان حمد سعيد الشامسي لقاء بعنوان "الدبلوماسية من أجل ‏السلام"، في دار السفارة في اليرزة، لمناسبة "اليوم العالمي للسلام" ومن ضمن فعاليات "عام ‏التسامح"، كرم خلاله متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة ومفتي طرابلس ‏والشمال مالك الشعار‎.‎


حضر الحفل الى المكرمين: عميد السلك الديبلوماسي السفير البابوي في لبنان المونسينيور ‏جوزف سبيتري، عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير الكويت عبد العال القناعي ممثلا بالسيد ‏عبدالله شاهين، سفير الجزائر احمد بوزيان، سفير مصر نزيه النجاري، سفير المغرب محمد كرين، ‏سفير سلطنة عمان بدر بن محمد بن بدر المنذري، سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، ‏سفير الصين الشعبية وانغ كيجيان، سفير إسبانيا خوسيه ماريا فيري ديلا بينا وعقيلته، سفير ‏الهند سهيل اعجاز خان، السيدة اناس بن كريم ممثلة سفير فرنسا برونو فوشيه، الاب غبريال ‏تابت ممثلا راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، مدير المراسم في وزارة ‏الخارجية بالتكليف كريم خليل، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، أمين ‏عام مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ سامي ابو المنى، العلامة محمد علي الحسيني، الدكتور محمد ‏السماك، الدكتور رضوان السيد، القاضي الشيخ خلدون عريمط، عضو المجلس الاسلامي ‏الشرعي الاعلى المهندس بسام برغوت، ممثلون عن الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والسفارة ‏الاميركية في لبنان، برهان الاشقر ممثلا  طلال أبو غزالة الى جانب مشاركة شخصيات ‏دبلوماسية عربية واجنبية من مختلف البعثات المعتمدة في لبنان‎.‎


الشامسي


استهل الحفل بكلمة للسفير الشامسي رحب فيها بالحضور وقال: "لا نختلف على أن تحقيق ‏السلام هو من أنبل الأهداف التي يسعى مجتمعنا الدبلوماسي للوصول اليها، ونعرف جميعا أن ‏دون ذلك مصاعب كثيرة نعمل على تخطيها بإرادة صلبة تؤسس لغد أفضل‎".‎


وتابع: "وسط كل ما يشهده عالم اليوم من خلافات وصراعات، غير أننا في دولة الامارات ‏العربية المتحدة نؤمن بأن هناك فسحة للأمل، وفرصا للسلام قابلة للتحقق، وهامشا واسعا من ‏القواسم المشتركة التي تجمع ولا تفرق، وللإرادات الخيرة الساعية الى تأمين مستقبل يجعل هذا ‏العالم مكانا أفضل للعيش‎".‎


واردف: "إن اختيارنا لإحياء اليوم العالمي للسلام يأتي في تناسق كامل مع روحية "عام التسامح" ‏من جهة ويتكامل من جهة ثانية مع ما تقوم به القيادة الاماراتية الرشيدة لتكريس مفهوم السلام ‏ونشر ثقافته على المستويات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية، على أن يكون الانسان هو ‏محور هذا التوجه‎".‎


واضاف: "قد آمن الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) بأن السلام ‏والتسامح يمثلان البوصلة لتحقيق التقدم والتنمية في العالم، ولذلك جاءت الرؤية الاماراتية ‏لتكرس هذه الفكرة على اعتبار أن تعزيز أسس السلام في العالم وتعميقها ينطلق من رؤية إنسانية ‏للعلاقات الدولية‎.‎


إن بلادي تعتمد في ممارستها على تعزيز روح التعايش السلمي ومنح جهود المصالحة فرصا ‏أكبر وهذه المنهجية تحقق نجاحا في الدبلوماسية الدولية‎".‎


واردف: "تتطلع حكومة الإمارات دائما إلى المستقبل، وهي تملك تجربة تنموية متميزة، كما أن ‏أحد مفاتيح نجاحنا هو اعتبار أي إنجاز يتحقق، نقطة الانطلاق لإنجاز آخر. وبالتالي فإن هذا ‏التحدي وضعنا في المرتبة الأولى إقليميا والسابعة عالميا على مؤشر التنافسية، وكذلك حصد ‏جواز السفر الاماراتي المرتبة الأولى، كما حصلت الامارات على المركز الأول عالميا في ‏المساعدات الإنسانية، يضاف ذلك الى مجموعة واسعة من المؤشرات التي تكرس الريادة في ‏أكثر من مجال‎".‎


وتابع: "دولة الامارات التي نتحدث عنها اليوم وعن دورها وريادتها، والتي تحتفل بعيدها الـ48 ‏في 2 ديسمبر المقبل، هي المنبعثة من مجتمع تبنى قيم الانفتاح والتعايش وقبول الآخر، فساهم ‏ذلك في الدفع والانتقال إلى عصر التطور، ما جعل الإمارات وجهة مفضلة للعيش وجذب ‏للاستثمار العالمي‎".‎


وختم الشامسي: "في اليوم العالمي للسلام، هي دعوة صادقة لتضافر الجهود الخيرة والارادات ‏الطيبة للجمع بين بني البشر، فبالانفتاح والتسامح والاخاء يمكننا رسم مستقبل على طريق السلام. ‏كل عام وانتم بخير والعالم أجمع في سلام وأمان واستقرار‎".‎


بعدها سلم السفير الشامسي درعين تكريميتين للمطران عودة والمفتي الشعار‎.‎


عودة


ثم القى المطران عودة كلمة جاء فيها: "إن التكريم في كنيستنا المقدسة لا يليق إلا بالله العلي، ‏وبقديسيه الذين جاهدوا في سبيل الوصول إلى المجد الأبدي الذي لا يزول. نحن البشر "عبيد ‏بطالون" نعمل ما يجب علينا (لوقا 17: 10)، ولا سلطان لنا إلا ما أعطي لنا من فوق (يوحنا ‏‏19: 11). عندما يضع الواحد منا يده على المحراث وينذر النفس لخدمة الرب، لا يعود ينظر ‏إلى الوراء كما يقول الرب في إنجيل لوقا (9: 62)، بل يكون جل اهتمامه اتباع وصايا الرب، ‏وأهم ما طلبه الرب منا أن نحب بعضنا بعضا كما أحبنا هو. من يعمل بوصية المحبة هذه، لا ‏يسعى إلى مجد أرضي أو تكريم عالمي، بل إلى إكليل المجد الذي لا يزول‎.‎


إلا أن محبتكم، يا سعادة السفير العزيز، بدت فياضة مذ وطئتم أرض لبناننا الحبيب. هذه المحبة ‏لم تأت من العبث، بل من دولة أنشأت بنيها على وصية المحبة الإلهية، محبة أي إنسان، مهما ‏كان انتماؤه أو عرقه أو دينه أو مذهبه. هذا لمسته شخصيا في الإماراتيين، شعبا ومسؤولين، ‏أصحاب الوجوه البشوشة والقلوب المفروشة لاستقبال أي ضيف يطأ أرض الإمارات‎.‎


أما أنتم، يا سعادة السفير، فموصوف ب "سفير فوق العادة"... كيف لا وأعمالكم تشهد لكم في ‏شتى المجالات الإنسانية. وما تكريمكم لأشخاص نذروا أنفسهم لخدمة الله والإنسان، سوى تعبير ‏عن رؤيتكم وهدفكم الأسمى، الذي تولونه الاهتمام الكبير، وهو الإنسان بذاته. لذا، تسعون ‏كإماراتيين، أينما حللتم، إلى بث روح السلام والأخوة والتسامح، عل الإنسان لا يعود ينظر إلى ‏شريكه في الإنسانية، إلا من خلال عين المحبة، لا من خلال مجهر التزمت والطائفية والبغض ‏والعداوة‎".‎


وختم عودة: "أشكركم، مجددا، يا سعادة السفير، ومن خلالكم أشكر دولة الإمارات العربية ‏المتحدة، وأسأل الرب الإله أن يحفظكم وشعبكم الحبيب، آمنين وهانئين، حتى تبقوا منارة ومنطلقا ‏لكل خطوة فريدة من نوعها، هدفها الإنسان‎".‎


الشعار


بعدها ألقى المفتي الشعار كلمة قال فيها: "ربما فوجئت بما قدم إلي، لكنني لم افاجىء بالتكريم ‏لاني على ارض دولة الامارات وفي سفارتها، كل من دخلها يشعر بالتكريم والامن والامان، اما ‏وان اللقاء في يوم السلام العالمي ويوم التسامح، فلذلك اصوله الدينية وليس امرا عرضا، لم ‏نضطر ولم تحوجنا الظروف ان نعلن شعار التسامح او التعايش او السلام، وبالتالي ليس قدرا ‏انما هو في خيارنا بل هو ديننا‎".‎


اضاف: "السلام يبتدأ من اسم الله الاكرم السلام المؤمن وفي الحديث النبوي الشريف: " لن ‏تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، افلا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم ‏السلام تحقيق للإيمان وطريق الى الجنة وهو مفتاح الحب والاخوة والعلاقة بين بني البشر، ولن ‏اقول بين المسلمين، سنة او شيعة، او بين المسلمين واهل الكتاب وفي مقدمتهم اخوتنا ابناء عيسى ‏المسيحيين. وان البشر في معتقدنا إخوة كلنا لآدم لنا اب واحد وام واحدة وفي ديننا يقول النبي ‏عليه الصلاة والسلام " انا اولى بعيسى ابن مريم منكم. لماذا يا رسول الله انت اولى بعيسى ابن ‏مريم منهم؟ قال: "لأن الانبياء اخوة". كيف؟ قال:" اخوة فامهاتهم شتى ودينهم واحد"، التفصيل ‏الديني والشرعي لقضية السلام تبتدا من ان نعتقد بأن أصول الاديان واحدة وان الانبياء اخوة وان ‏الانسان اخ للإنسان‎".‎


واردف: "لن استكمل محاضرا لكن بقي علي ان احول بعض ما يحمله قلبي من حب وعاطفة ‏ومشاعر لبلدي الذي عشت فيه ما يزيد على الخمسة عشرة عاما دولة الإمارات العربية المتحدة ‏التي نعمت بالحياة فيها استاذا جامعيا ومساعدا في وزارة العدل مستشارا مساعدا ومحبا لتلك ‏الدولة التي ما دخلها احد الا كما قال اخي صاحب السيادة: يشعر بالتكريم‎".‎


وختم الشعار: "تحية اليك سعادة السفير والى بلدك المعطاء والى قادته والى المؤسس الاول الشيخ ‏زايد بن سلطان آل نهيان ، شآبيب رحمة الله تتنزل عليه وعلى اخيه سمو الشيخ راشد ابن سعيد ‏آل مكتوم اسلمهما الله تعالى فسيح جنانه وحفظ دولة الإمارات وسائر البلاد وحفظ العالم كله، لأن ‏الإسلام هو رحمة الله الى العالمين.عشتم وعاشت قيمكم وبلادكم التي تمثلون وعاش لبنان ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‎".‎


بعد ذلك، لبى الحضور دعوة السفير الشامسي الى العشاء الذي أقيم على شرف المكرمين ‏والحضور، وشكر خلاله سفير الامارات وسائل الاعلام على مواكبتها الدائمة لمختلف النشاطات ‏والفعاليات التي تقوم بها السفارة في بيروت‎.‎