أقام سفير دولة الإمارات العربية في لبنان حمد سعيد الشامسي لقاء بعنوان "الدبلوماسية من أجل السلام"، في دار السفارة في اليرزة، لمناسبة "اليوم العالمي للسلام" ومن ضمن فعاليات "عام التسامح"، كرم خلاله متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة ومفتي طرابلس والشمال مالك الشعار.
حضر الحفل الى المكرمين: عميد السلك الديبلوماسي السفير البابوي في لبنان المونسينيور جوزف سبيتري، عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير الكويت عبد العال القناعي ممثلا بالسيد عبدالله شاهين، سفير الجزائر احمد بوزيان، سفير مصر نزيه النجاري، سفير المغرب محمد كرين، سفير سلطنة عمان بدر بن محمد بن بدر المنذري، سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، سفير الصين الشعبية وانغ كيجيان، سفير إسبانيا خوسيه ماريا فيري ديلا بينا وعقيلته، سفير الهند سهيل اعجاز خان، السيدة اناس بن كريم ممثلة سفير فرنسا برونو فوشيه، الاب غبريال تابت ممثلا راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، مدير المراسم في وزارة الخارجية بالتكليف كريم خليل، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ سامي ابو المنى، العلامة محمد علي الحسيني، الدكتور محمد السماك، الدكتور رضوان السيد، القاضي الشيخ خلدون عريمط، عضو المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى المهندس بسام برغوت، ممثلون عن الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والسفارة الاميركية في لبنان، برهان الاشقر ممثلا طلال أبو غزالة الى جانب مشاركة شخصيات دبلوماسية عربية واجنبية من مختلف البعثات المعتمدة في لبنان.
الشامسي
استهل الحفل بكلمة للسفير الشامسي رحب فيها بالحضور وقال: "لا نختلف على أن تحقيق السلام هو من أنبل الأهداف التي يسعى مجتمعنا الدبلوماسي للوصول اليها، ونعرف جميعا أن دون ذلك مصاعب كثيرة نعمل على تخطيها بإرادة صلبة تؤسس لغد أفضل".
وتابع: "وسط كل ما يشهده عالم اليوم من خلافات وصراعات، غير أننا في دولة الامارات العربية المتحدة نؤمن بأن هناك فسحة للأمل، وفرصا للسلام قابلة للتحقق، وهامشا واسعا من القواسم المشتركة التي تجمع ولا تفرق، وللإرادات الخيرة الساعية الى تأمين مستقبل يجعل هذا العالم مكانا أفضل للعيش".
واردف: "إن اختيارنا لإحياء اليوم العالمي للسلام يأتي في تناسق كامل مع روحية "عام التسامح" من جهة ويتكامل من جهة ثانية مع ما تقوم به القيادة الاماراتية الرشيدة لتكريس مفهوم السلام ونشر ثقافته على المستويات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية، على أن يكون الانسان هو محور هذا التوجه".
واضاف: "قد آمن الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) بأن السلام والتسامح يمثلان البوصلة لتحقيق التقدم والتنمية في العالم، ولذلك جاءت الرؤية الاماراتية لتكرس هذه الفكرة على اعتبار أن تعزيز أسس السلام في العالم وتعميقها ينطلق من رؤية إنسانية للعلاقات الدولية.
إن بلادي تعتمد في ممارستها على تعزيز روح التعايش السلمي ومنح جهود المصالحة فرصا أكبر وهذه المنهجية تحقق نجاحا في الدبلوماسية الدولية".
واردف: "تتطلع حكومة الإمارات دائما إلى المستقبل، وهي تملك تجربة تنموية متميزة، كما أن أحد مفاتيح نجاحنا هو اعتبار أي إنجاز يتحقق، نقطة الانطلاق لإنجاز آخر. وبالتالي فإن هذا التحدي وضعنا في المرتبة الأولى إقليميا والسابعة عالميا على مؤشر التنافسية، وكذلك حصد جواز السفر الاماراتي المرتبة الأولى، كما حصلت الامارات على المركز الأول عالميا في المساعدات الإنسانية، يضاف ذلك الى مجموعة واسعة من المؤشرات التي تكرس الريادة في أكثر من مجال".
وتابع: "دولة الامارات التي نتحدث عنها اليوم وعن دورها وريادتها، والتي تحتفل بعيدها الـ48 في 2 ديسمبر المقبل، هي المنبعثة من مجتمع تبنى قيم الانفتاح والتعايش وقبول الآخر، فساهم ذلك في الدفع والانتقال إلى عصر التطور، ما جعل الإمارات وجهة مفضلة للعيش وجذب للاستثمار العالمي".
وختم الشامسي: "في اليوم العالمي للسلام، هي دعوة صادقة لتضافر الجهود الخيرة والارادات الطيبة للجمع بين بني البشر، فبالانفتاح والتسامح والاخاء يمكننا رسم مستقبل على طريق السلام. كل عام وانتم بخير والعالم أجمع في سلام وأمان واستقرار".
بعدها سلم السفير الشامسي درعين تكريميتين للمطران عودة والمفتي الشعار.
عودة
ثم القى المطران عودة كلمة جاء فيها: "إن التكريم في كنيستنا المقدسة لا يليق إلا بالله العلي، وبقديسيه الذين جاهدوا في سبيل الوصول إلى المجد الأبدي الذي لا يزول. نحن البشر "عبيد بطالون" نعمل ما يجب علينا (لوقا 17: 10)، ولا سلطان لنا إلا ما أعطي لنا من فوق (يوحنا 19: 11). عندما يضع الواحد منا يده على المحراث وينذر النفس لخدمة الرب، لا يعود ينظر إلى الوراء كما يقول الرب في إنجيل لوقا (9: 62)، بل يكون جل اهتمامه اتباع وصايا الرب، وأهم ما طلبه الرب منا أن نحب بعضنا بعضا كما أحبنا هو. من يعمل بوصية المحبة هذه، لا يسعى إلى مجد أرضي أو تكريم عالمي، بل إلى إكليل المجد الذي لا يزول.
إلا أن محبتكم، يا سعادة السفير العزيز، بدت فياضة مذ وطئتم أرض لبناننا الحبيب. هذه المحبة لم تأت من العبث، بل من دولة أنشأت بنيها على وصية المحبة الإلهية، محبة أي إنسان، مهما كان انتماؤه أو عرقه أو دينه أو مذهبه. هذا لمسته شخصيا في الإماراتيين، شعبا ومسؤولين، أصحاب الوجوه البشوشة والقلوب المفروشة لاستقبال أي ضيف يطأ أرض الإمارات.
أما أنتم، يا سعادة السفير، فموصوف ب "سفير فوق العادة"... كيف لا وأعمالكم تشهد لكم في شتى المجالات الإنسانية. وما تكريمكم لأشخاص نذروا أنفسهم لخدمة الله والإنسان، سوى تعبير عن رؤيتكم وهدفكم الأسمى، الذي تولونه الاهتمام الكبير، وهو الإنسان بذاته. لذا، تسعون كإماراتيين، أينما حللتم، إلى بث روح السلام والأخوة والتسامح، عل الإنسان لا يعود ينظر إلى شريكه في الإنسانية، إلا من خلال عين المحبة، لا من خلال مجهر التزمت والطائفية والبغض والعداوة".
وختم عودة: "أشكركم، مجددا، يا سعادة السفير، ومن خلالكم أشكر دولة الإمارات العربية المتحدة، وأسأل الرب الإله أن يحفظكم وشعبكم الحبيب، آمنين وهانئين، حتى تبقوا منارة ومنطلقا لكل خطوة فريدة من نوعها، هدفها الإنسان".
الشعار
بعدها ألقى المفتي الشعار كلمة قال فيها: "ربما فوجئت بما قدم إلي، لكنني لم افاجىء بالتكريم لاني على ارض دولة الامارات وفي سفارتها، كل من دخلها يشعر بالتكريم والامن والامان، اما وان اللقاء في يوم السلام العالمي ويوم التسامح، فلذلك اصوله الدينية وليس امرا عرضا، لم نضطر ولم تحوجنا الظروف ان نعلن شعار التسامح او التعايش او السلام، وبالتالي ليس قدرا انما هو في خيارنا بل هو ديننا".
اضاف: "السلام يبتدأ من اسم الله الاكرم السلام المؤمن وفي الحديث النبوي الشريف: " لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، افلا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم السلام تحقيق للإيمان وطريق الى الجنة وهو مفتاح الحب والاخوة والعلاقة بين بني البشر، ولن اقول بين المسلمين، سنة او شيعة، او بين المسلمين واهل الكتاب وفي مقدمتهم اخوتنا ابناء عيسى المسيحيين. وان البشر في معتقدنا إخوة كلنا لآدم لنا اب واحد وام واحدة وفي ديننا يقول النبي عليه الصلاة والسلام " انا اولى بعيسى ابن مريم منكم. لماذا يا رسول الله انت اولى بعيسى ابن مريم منهم؟ قال: "لأن الانبياء اخوة". كيف؟ قال:" اخوة فامهاتهم شتى ودينهم واحد"، التفصيل الديني والشرعي لقضية السلام تبتدا من ان نعتقد بأن أصول الاديان واحدة وان الانبياء اخوة وان الانسان اخ للإنسان".
واردف: "لن استكمل محاضرا لكن بقي علي ان احول بعض ما يحمله قلبي من حب وعاطفة ومشاعر لبلدي الذي عشت فيه ما يزيد على الخمسة عشرة عاما دولة الإمارات العربية المتحدة التي نعمت بالحياة فيها استاذا جامعيا ومساعدا في وزارة العدل مستشارا مساعدا ومحبا لتلك الدولة التي ما دخلها احد الا كما قال اخي صاحب السيادة: يشعر بالتكريم".
وختم الشعار: "تحية اليك سعادة السفير والى بلدك المعطاء والى قادته والى المؤسس الاول الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، شآبيب رحمة الله تتنزل عليه وعلى اخيه سمو الشيخ راشد ابن سعيد آل مكتوم اسلمهما الله تعالى فسيح جنانه وحفظ دولة الإمارات وسائر البلاد وحفظ العالم كله، لأن الإسلام هو رحمة الله الى العالمين.عشتم وعاشت قيمكم وبلادكم التي تمثلون وعاش لبنان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
بعد ذلك، لبى الحضور دعوة السفير الشامسي الى العشاء الذي أقيم على شرف المكرمين والحضور، وشكر خلاله سفير الامارات وسائل الاعلام على مواكبتها الدائمة لمختلف النشاطات والفعاليات التي تقوم بها السفارة في بيروت.