يحذر تقرير جديد للأمم المتحدة من أن التغيير المناخي سيتسبب في قدر غير مسبوق من الأضرار التي لحقت بمحيطات العالم، وسيؤدي إلى دمار، في حال تواصلت الانبعاثات من دون ردع.
ووجد أحدث تقرير خاص صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيير المناخ، أنه بحلول عام 2050، ستواجه العديد من المدن الساحلية الكبرى والبلدان الجزرية الصغيرة، كوارث الطقس سنويا ما يؤثر على الملايين ويسبب الدمار.
كما قال التقرير إن هناك حاجة إلى تخفيضات حادة من الانبعاثات للحد من التغييرات، حيث شهد العالم ارتفاعا للحرارة بمعدل 1 درجة مئوية.
وذكر تقرير علمي للأمم المتحدة أن هذا جعل المحيطات أكثر دفئا وأكثر حمضية، وتأثرت المخزونات السمكية، بينما تسبب ذوبان الأنهار الجليدية وصفائح الجليد في ارتفاع منسوب مياه البحر.
ويعيش الملايين في جميع أنحاء العالم في المناطق الساحلية المنخفضة، من القرى إلى المدن الكبرى التي تواجه أعالي البحار والأعاصير المدارية والعواصف الشديدة والفيضانات، الناجمة عن ذوبان الأنهار الجليدية والجليد.
وقال الخبراء الذين أجروا التقرير إن اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة سيحد من الأضرار التي تلحق بالمحيطات والمناطق المتجمدة والسكان والحياة البرية.
وهناك أيضا حاجة إلى التركيز على مساعدة الأشخاص والأنظمة الطبيعية على التكيف مع التغييرات التي لا مفر منها، مثل ارتفاع مستوى البحار، وفقا للتقرير الأخير الصادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ.
ويحذر التقرير الجديد الذي تفحص المحيطات والسواحل والغلاف الجليدي أو المناطق المتجمدة في العالم، من حدوث زيادات هائلة في أضرار الفيضانات، وذوبان أغطية الجليد والأنهار الجليدية والمزيد من موجات الحر في المحيطات التي تقتل المرجان.
وقام أكثر من 100 عالم من جميع أنحاء العالم بتقييم أحدث المعلومات حول دور تغير المناخ في المحيطات والأنظمة الساحلية والقطبية والجبلية والمجتمعات البشرية التي تعتمد عليها.
وتحذّر المسودة النهائية للتقرير، التي وافقت عليها الدول المجتمعة في موناكو، من الأضرار التي لحقت بمخزونات الأسماك والمأكولات البحرية التي يعتمد عليها الملايين.
وسجّل مستوى سطح البحر حول العالم ارتفاعا بنحو 15 سم خلال القرن العشرين، لكنه يرتفع حاليا بأكثر من ضعف السرعة، حيث يبلغ 3.6 ملم سنويا، ويتسارع مع ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند والقطب الجنوبي.
وقال التقرير إن مستويات البحر قد ترتفع بنحو 30 سم إلى 60 سم بحلول عام 2100 حتى لو تم خفض غازات الدفيئة بسرعة وظل الاحترار العالمي أقل بكثير من درجتين مئويتين. وربما تصل مستويات البحار إلى ما بين 60 سم و100 سم إذا استمرت الانبعاثات في الزيادة.