أخبار لبنان

الخليل في ذكرى تغييب الصدر: مستمرون ‏

تم النشر في 29 أيلول 2019 | 00:00

أقام الأمين العام لكتلة "التنمية والتحرير" النائب انور الخليل، ندوة حوارية في دار حاصبيا، ‏لمناسبة الذكرى 41 لتغيب الامام القائد السيد موسى الصدر، تحدث فيها كل من مقرر لجنة ‏المتابعة الرسمية لقضية اخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه القاضي حسن الشامي والمحامي ‏الدولي انطونيوس ابو كسم، وحضرها عن عائلة المغيب نائب حاكم مصرف لبنان رائد شرف ‏الدين رجال دين ومشايخ وممثلين لوزراء ونواب ورجال دين وفاعليات قانونية واجتماعية ‏وتربوية وبلدية واختيارية‎.‎


وتحدث الخليل في كلمة عن اعتزازه بالعلاقة الشخصية التي كانت تربطه بالإمام وروى زيارة ‏الإمام المغيب للجالية اللبنانية في نيجيريا سنة 1976 وحظه الكبير بالاجتماع والتواصل مع ‏الإمام بشكل دائم‎.‎


وتناول واقع لبنان والوزارات والمحاصصة من عبارات ونهج الإمام الصدر "المشرق في العيش ‏المشترك وعدم التمييز بين لبناني ولبناني"، مستشهدا بالدستور "الذي يرفض البعض الاحتكام ‏لمواده بعد التعديل ولا سيما المناصفة التي تنطبق فقط على وظائف الفئة الأولى". وعرض أفكار ‏الإمام الصدر "التي كانت في عمقها الإجتماعي وبعدها الروحي تتقاطع كثيرا مع فكر المعلم ‏كمال جنبلاط ولا سيما في خدمة الإنسان والإنسانية". وقال: "لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، كما ‏كان يراه كمال بك جنبلاط وسماحة الإمام القائد موسى الصدر‎".‎


ونوه بجهود الرئيس نبيه بري وعائلة الإمام المغيب في متابعة تطورات المسار القانوني للقضية، ‏وعرض لتوجيهات "حامل الأمانة في بناء الدولة العادلة"، وذكر بالقانون الذي تقدمت به الكتلة ‏وهو قانون انتخاب نيابي على قاعدة النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة بالإضافة إلى النقاش في ‏سائر البنود الإصلاحية ذات الصلة‎.‎


وحيا الإمام المغيب، وختم: "ننتظرك يا سماحة السيد حيث أنت في زنازين الأنظمة البائدة، حيا ‏فينا، منك نستلهم الرؤى. ننتظرك لنخبرك أن الجنوب تحرر باستثناء مزارع شبعا وتلال ‏كفرشوبا ومستمرون لتنفيذ وتحقيق الأهداف التي غيبت للحؤول دون تحقيقها‎".‎


الشامي


وألقى الشامي كلمة حيا فيها "حاصبيا القلعة الصامدة، والوزير الخليل"، وشرح سبب زيارة ‏الإمام إلى ليبيا وما حصل خلال الزيارة ولقاء الإمام بالعقيد القذافي. وعرض للمحققين العدليين ‏الذين تابعوا قضية الإمام وتشكيل لجنة المتابعة وقواعد العمل والثوابت والمعلومات، وتناول ‏‏"الكذب والتشويه وأسباب التعنت الليبي والأسباب الموجبة لعدم القبول بأي تطبيع رسمي مع ليبيا ‏مع من لم يلتزموا ما وعدوا به في قضية الإمام الصدر". وأكد "استعداد اللجنة للمتابعة بعيدا من ‏أي انتفاع أو غاية مادية من ليبيا أو غيرها كما يشيع المغرضون، وجهوزيتنا تامة لكن الحرب ‏الأهلية في ليبيا تجعل ساحة عملنا الأساسية مقفلة أمامنا‎".‎


وشدد على أن "الإمام يستحق منا كل جهد وأكثر، يستحق أن نلتزم القواعد المنطقية لهكذا جرم، ‏لذا نطالب بتحرير الإمام ورفيقيه وليس الكشف عن مصيرهم. نحن نعمل على عودة القمر ‏الأبيض الذي اسمه الإمام موسى الصدر‎".‎


أبو كسم


وتحدث أبو كسم عن ملاحقة الجناة في ضوء القانون الدولي، واعتبر أن "لبنان يفتقد الإمام ‏الصدر وخصوصا في هذه الأيام الصعبة، فقضية الإمام الصدر وطنية وليست سياسية ولا ‏طائفية"، وأمل بأن "يكون حل قضية إخفاء الإمام الصدر فاتحة لملف المخفيين قسرا خلال ‏الحرب الأهلية وخصوصا بعد إقرار مجلس النواب القانون 105 في تشرين الثاني 2018". ‏واعتبر أن "قضية إخفاء الإمام المغيب بدأت تأخذ بعدا دوليا جديدا بعد استقبال قداسة البابا ‏فرنسيس لعائلة الإمام الصدر في 15 شباط 2019 في الفاتيكان‎".‎


وعن التوصيف القانوني للجريمة، شرح أن "جريمة خطف وإخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه ‏هي جريمة ضد الإنسانية معاقب عليها في القانون الدولي الجنائي، وأنها جريمة غير خاضعة ‏لمرور الزمن ولا يعتد بالحصانة الرسمية لمرتكبي هذه الجرائم، ويمكن ارتكاب الجرائم ضد ‏الانسانية في زمن السلم وليس فقط في زمن الحرب". ولفت إلى أن "جريمة اختطاف الإمام ‏موسى الصدر ورفيقيه هي جريمة مستمرة ودائمة". واقترح "الطلب من مجلس الأمن بواسطة ‏الأمين العام للأمم المتحدة تكليف لجنة تقصي حقائق لكشف ملابسات هذه الجريمة، وإذا جاءت ‏نتيجة التقرير أن مصير ضحايا الجريمة يلفه الغموض، لمجلس الأمن أن يعتبر أن هذه الجريمة ‏تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وبإمكانه وفقا للفصل السابع تكليف لجنة تحقيق دولية مستقلة ‏لمعرفة مصير المفقودين وجلاء الحقيقة‎".‎


وعن ملاحقة أركان النظام الليبي السابق أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، اعتبر أن "سبق ‏وصدرت بحق العقيد معمر القذافي، الرئيس الليبي الأسبق، مذكرة توقيف دولية غيابية من ‏المحكمة الجنائية الدولية بتاريخ 27/6/2011 إلا أنها سحبت في 22/11/2011 بسبب وفاته". ‏ورأى أن "يجب مقاضاة الدولة الليبية أمام محكمة العدل الدولية"، مفرقا بين "المسؤولية الجنائية ‏الفردية ومسؤولية الدولة في القانون الدولي"، لافتا إلى أن "ليبيا تقاضت ست مرات أمام محكمة ‏العدل الدولية ولبنان مرتين‎".‎