النهار
توترات أهل السلطة تعاكس الجهود لتطويق الأزمة
الجمهورية
إجتماعات وتصريحات... ولا إصلاحات... ومخاوف من الغلاء
اللواء
مكوِّنات الحكومة تغرق في الأوراق.. والتصويب على الرواتب!
الهيئات تنتفض على الضرائب واليد العاملة الأجنبية.. وبعبدا تنأى بنفسها عن خلاف البرتقالي والأزرق
نداء الوطن
قضيّة "نداء الوطن" أمام المحافل الدولية
"حماية الصحافيين" تسأل... والسلطة تتجاهل
الاخبار
الحريري يقترح بيع الدولة!
الشرق الأوسط
لبنان يقف أمام "تسوية عرجاء" وتعويمها ينقذ الحكم والحكومة
الشرق
المقرات الرئاسية خلايا نحل ومجلس وزراء نوعي اليوم
الديار
السعودية وأميركا وبعض 14 آذار لا يريدون إنجاح مؤتمر أرزــ1
انقسام سنّي بين اعتدال الحريري وفريق سنّي يرفض قوة حزب الله
جعجع يقطع الطريق على أي ماروني للسعودية ويرفع مستوى علاقاته مع واشنطن
عهد عون أضاع 3 سنوات من التفكير اقتصادياً واستنفر الآن بكل طاقاته للنهوض الاقتصادي
جهود جبارة للحريري تقابلها انتقادات "عونية" للحكومة
لاحظت "النهار" أن أغرب ما طبع المشهد السياسي في الايام الاخيرة هو انصراف رئيس الوزراء سعد الحريري الى عقد جلسات ماراتونية لمجلس الوزراء من جهة واللجان الوزارية المتعددة الاختصاص ولاسيما منها لجنة الاصلاحات الاقتصادية التي تتسم اجتماعاتها باهمية كبيرة، فيما تعرضت الحكومة لانتقادات لافتة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسمت علامات استفهام غامضة حيال هذه الخطوة كما حيال المشهد الذي يفترض ان يظهر عبره مجلس الوزراء اليوم في جلسته الأولى بعد الازمة الاخيرة برئاسة عون.
وأشارت "النهار" إلى ان الكلام الذي نقله بعض الصحف أمس عن الرئيس عون لم يسقط بردا وسلاما على معظم مكونات الحكومة وان يكن الجميع لزموا الصمت وامتنعوا عن التعليق عليه. فما نقل في مكان عن رئيس الجمهورية من اعتباره الحكومة أشبه ما تكون غائبة عن الوعي، بدا متناقضاً في مكان آخرمع اعتبار الرئيس عون الحكومة مستهدفة شأن رئيسها. كما ان كلامه عن استهداف رئيس الجمهورية بشبه مؤامرة خلال وجوده في نيويورك، بدا في جانب منه موجهاً الى قوى محلية مشاركة في الحكومة، الامر الذي ينذر بمزيد من الاهتزازات داخلها في المرحلة الطالعة.
وأشارت "النهار" إلى أن أوساطا سياسية معنية توقفت عند "التصويب" الذي وزعته أوساط القصر الجمهوري أمس للكلام المنقول عن الرئيس عون في شأن الحكومة والذي أكد أن علاقة الاخير بالحريري جيدة ومؤسساتية وان بعبدا متمسكة بالحكومة الحالية، والذي بدا كاستدراك للاجواء السلبية التي اشاعها ذلك الكلام، ورأت ان جلسة مجلس الوزراء اليوم في قصر بعبدا ستشكل المقياس العملي لقدرة السلطة المتآكلة على توحيد كلمتها واستبعاد التباينات حيال استراتيجية انقاذية للبلد علماً ان لا ملامح تفاؤل بامكان تحقيق هذا الانجاز، بينما تتضح تباعاً معالم التفسخات السياسية التي تصيب الحكومة والسلطة، وستكون لرئيس الجمهورية كلمة في مستهل الجلسة يتناول فيها التطورات الاخيرة وموقفه منها.
وقالت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية": تقاذف المسؤوليات لا يقدّم بل يؤخّر في الوضع الذي نعيشه، فلا يمكن معالجة هذا الواقع بتوتير الوضع السياسي، من خلال ان يحمل هذا المسؤول المسؤولية لأطراف سياسية اخرى، هذا الامر لا يغيّر في الواقع الحالي، لأننا أمام واقع معيشي مأساوي، والخروج منه يقتضي العمل بجدية بعيداً عن تقاذف المسؤوليات وفتح دفاتر الماضي.
اصلاحات
إلى ذلك، بدا لـ"النهار" أنَّ الضغط الذي مارسه وزراء "القوات اللبنانية" على الحكومة لبتّ الإصلاحات الاقتصادية والمالية قبل استكمال نقاشات الموازنة، بدأ يؤتي ثماره، اذ اتسم اجتماع اللجنة المكلّفة درسها مساء أمس برئاسة الرئيس الحريري، وفقاً لمصادر "القوات"، بالجدّية. وأشاد الوزير كميل أبو سليمان بالعرض الذي قُدِّم عن الجمارك، وطالب بتوزيع قانون مكافحة التهرّب الجمركي الذي تمّ إعداده على الوزراء لدرسه. فردّ عليه وزير المال علي حسن خليل بأنّه يحتاج الى ستة أشهر ليُصبح قيد التنفيذ، ممّا أثار اعتراض أبو سليمان مُطالباً بوجوب تقصير المهلة، فعاد وأيّده وزير المال طالباً من أعضاء المجلس الأعلى أخذ هذا الطلب في الاعتبار.
وكانت مداخلة للوزير وائل ابو فاعور انتقد فيها مزايدات البعض من دون مسؤولية، فأكّد أبو سليمان أنّها الجلسة الأولى التي تُناقش فيها المسائل بكلّ جدّية وإيجابيّة، ورأى أنّ ما فعلته "القوات" بالضغط على الحكومة كان ضرورياً لأنّ الأخيرة لا تملك "ترف الوقت". فعاد أبو فاعور وأكّد أنّه لم يقصد الوزير القواتي بمداخلته. واوضح نائب رئيس الوزراء غسان حاصباني خلال الجلسة أنّ اعتراض "القوات" على الموازنة هو لعدم تزامنها مع خطوات إصلاحيّة، كما أنَّه يجب نقاش العديد من الأرقام التي تكمن في صميم الموازنة.
ووصف الوزير علي حسن خليل الاجتماع المطول للجنة بانه كان "مفيداً جداً في جو إيجابي للغاية، وعرضنا فيه كوزارة مال مشروع قانون الجمارك الجديد، والذي هو ثمرة نقاش لسنوات أنتج هذا المشروع. كان هناك تفصيل حول معظم التوجهات والمواد الأساسية الموجودة فيه، التي تُحدث تغييراً جوهرياً وبنيوياً في الجمارك والإجراءات الجمركية، وفي أثرها الكبير على واردات الدولة وتسهيل الأعمال التجارية وحياة الناس". وأضاف "تم توزيع المشروع على اللجنة الوزارية، وسنأخذ وقتا غير طويل لدراسة هذا القانون ورفعه إلى مجلس الوزراء من أجل إقراره، وفق الإجازة للحكومة بالتشريع الجمركي، وبالتالي لن نحتاج إلى مجلس النواب ليصدر قانونا، فالحكومة تستطيع أن تجري هذا التعديل الكبير على قانون الجمارك، وبذلك نكون قد أنجزنا واحدة من أبرز النقاط التي تمت المطالبة بها في مؤتمر "سيدر"، وهي أحد الإصلاحات الأساسية التي يُجمع عليها كل الأطراف السياسيين والأوراق السياسية الأخرى". وخلص الى انه "تم إحراز تقدم كبير في الموازنة، إلى حد أنها باتت شبه منتهية على مستوى الأرقام. هناك مراجعة لبعض المواد، وأساساً المواد قليلة جداً فيها، وهي أقل من عشر مواد جديدة، مقابل 94 مادة في موازنة العام 2019. والكتل التي تقول بضرورة أن تسير الإصلاحات بالتوازي مع الموازنة، فإن هذا أمر مشروع وطبيعي".
"الأخبار" عن ورقة الحريري الانقاذية
نشرت "الأخبار" ورقة تحت عنوان «إجراءات إنقاذية للأشهر الستة المقبلة»، أعدّها مكتب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وجرى توزيعها على أعضاء "اللجنة الوزارية المكلّفة دراسة الإصلاحات المالية والاقتصادية" في إطار مناقشاتها الجارية لمشروع قانون موازنة العام 2020. تضمّنت هذه الورقة جملة واسعة من الإجراءات التقشّفية والضريبية الإضافية والمكرّرة، أبرزها:
- على صعيد الموظفين: تجميد زيادة الرواتب والأجور لمدة 3 سنوات، بدءاً من عام 2020، زيادة الحسومات التقاعدية من 6% الى 10%، اعتماد التعاقد الوظيفي، تعديل نظام التقاعد وتوحيد التقديمات الاجتماعية.
- على صعيد الكهرباء: زيادة أسعار الكهرباء، وإلغاء دعمها تدريجياً لتصبح صفراً في عام 2022.
- على صعيد الضرائب: رفع معدل الضريبة على القيمة المضافة على الكماليات إلى 15% فوراً، ورفعها تدريجياً إلى هذا المعدّل على بقية السلع الخاضعة للضريبة، زيادة رسوم التبغ بمقدار 3 آلاف ليرة للمستورد و1500 ليرة للمحلي، وزيادة رسوم المشروبات الروحية بنسبة 100%.
وكان لافتاً لـ"لأخبار" ما تضمّنته الورقة تحت عنوان «الاستقرار النقدي وخفض عجز ميزان المدفوعات». ففي معرض تأكيدها «الاستمرار في سياسة استقرار سعر الصرف»، أي بمعنى تأمين الشروط لمواصلة تثبيت سعر الليرة، تطرح اللجوء إلى المزيد من الديون الخارجية، عبر «تأمين خطوط ائتمان بالعملة الأجنبية لتمويل عمليات التجارة الخارجية»، أي الاستدانة من الخارج لتمويل الاستيراد. وعبر «تأمين ودائع طويلة الأجل في مصرف لبنان والاكتتاب بسندات الخزينة بالعملات الأجنبية»، أي الاستدانة من الخارج أيضاً لإعادة تكوين موجودات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية، وتمكينه من التدخّل لتثبيت سعر الصرف وتمويل عجز ميزان المدفوعات الخارجية. ليس هذا فحسب، بل بحجة الحصول على المزيد من الدولارات، تطرح ورقة الحريري العمل على جذب الاستثمارات الأجنبية، عبر مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحرير القطاع العام وإشراك القطاع الخاص في الملكية العامة والإدارة. وفي هذا السياق، تدعو الورقة إلى البدء بخصخصة شركتي الخلوي وليبان تيليكوم وشركة طيران الشرق الأوسط وشركة الشرق الأوسط لخدمة المطارات وكازينو لبنان وإدارة حصر التبغ والتنباك ومرفأ بيروت وجميع المرافئ الأخرى، إضافة إلى بيع العقارات التي تملكها الدولة!
ورات "الأخبار" أن الورقة تطرح اللجوء إلى المزيد من الديون الخارجية لتمويل الاستيراد، مشيرة إلى أن الحريري يقترح للخروج من الأزمة القائمة أن تبيع الدولة أصولها العامة الى المستثمرين الأجانب وتزيد مديونيّتها الخارجية، وتُرهق المواطنين بالضرائب على استهلاكهم وتسلب الموظفين والمتقاعدين جزءاً من مكاسبهم وتُلقي عبء الكهرباء كاملاً على ميزانيات الأسر... وكل ذلك في سبيل الحصول على حفنة إضافية من الدولارات لشراء المزيد من الوقت وجني المزيد من الأرباح من قبل الذين ربحوا كل الوقت حتى الآن.
مجلس الوزراء في بعبدا
تعقد اليوم جلسة لمجلس الوزراء في بعبدا، غير مخصصة للموازنة، الا ان مصادر مقربة من رئيس الجمهورية ميشال عون، توقعت لـ"اللواء" ان يتطرق في افتتاحية الجلسة إلى موضوع الموازنة، وإلى التطورات التي جرت في الأيام الماضية، وتتصل بجوانب كثيرة منها بالأزمة المالية، وبالمضاربات التي حصلت في السوق الموازية وتحركات الشارع. وقالت انه ستكون للرئيس عون ملاحظات بشأن ما جرى، وان ما سيقوله سيكون منسجماً مع ما صدر عنه في اليومين الماضيين، سواء من خلال مواقفه المباشرة أو غير المباشرة. ولفتت إلى انه من ضمن الملاحظات اعتقاده بأن الحكومة كانت في حالة غياب عن الوعي، خلال الفترة التي حصلت فيها التطورات المتصلة بتقلبات سعر الدولار وصولاً إلى يوم الإضراب والتحرك في الشارع، وانه كان يجب ان تأخذ زمام المبادرة لمعالجة تردي الوضع النقدي ومصارحة الرأي العام بحقيقة ما حصل من تقلبات في الأسواق المالية.
وبحسب "اللواء" نقلاً عن مقربين من عون، فإن هذه الملاحظة لا تعني سحب ثقة من الحكومة، ولا أن هناك اشكالاً ما في العلاقة بين الرئيسين عون وسعد الحريري، الذي سيغادر الاثنين إلى أبو ظبي للمشاركة في مؤتمر للاسثتمارات لا بل ان رئيس الجمهورية يُشدّد على تفعيل عمل الحكومة وانه ما يزال متمسكاً بها، وان العلاقة بين الرئيسين تحكمها المودة والأنظمة المرعية والدستور، وان لا علاقة للرئيس عون بما يجري من تأزيم في العلاقة بين تيّار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» على خلفية الحملة التي يقودها عضو تكتل «لبنان القوي» النائب زياد أسود على منجزات الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس الحريري، من دون ان يُبادر التيار العوني ولا رئيسه الوزير جبران باسيل إلى وقف هذه الحملة أو كشف اغراضها.
"النهار": عون يندفع بصلاحيات "الفراغ الحكومي"
كتب ابراهيم حيدر في "النهار": عون يندفع بصلاحيات "الفراغ الحكومي"
جاءت القرارات الأخيرة للرئيس عون، لتضع الحريري أمام أمر واقع جديد. وهذا ينطبق على مواقف باسيل الذي يتصرف، وكأنه خارج الحكومة، إذ إن الازمة المالية والنقدية في البلد تفرض على وزير الخارجية أن يكون إلى جانب رئيس الحكومة لمعالجة الأوضاع، فإذا بالكلام الذي تناقله البعض عن امتعاض عون من الحريري حول لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يؤكد التوتر الذي تعيشه العلاقة بين العهد ورئاسة الحكومة، فما الذي يمنع الحريري من اتخاذ قرارات لمعالجة الأوضاع بالتنسيق مع رئاسة الجمهورية، إلا إذا كان رئيس الحكومة يشعر بأنه مهمش على أكثر من مستوى، وهو مع ذلك يتمسك بالتسوية ويراهن فقط على مد لبنان بالقروض ومنحها من الدول التي شاركت في مؤتمر "سيدر". ويفسر مصدر سياسي اسباب مبادرة عون للإمساك بالقرار بأنه يريد فرض أمر واقع وتقاليد جديدة تكرس صلاحيات من خارج الدستور، ويساعده في ذلك استمرار تمسك الحريري بالتسوية، وأكثر من ذلك أن الحريري لا يستطيع مواجهة الأزمات التي يعانيها والملفات التي تُفتح في وجهه من خارج السلطة، لذا عندما يشعر بالحملات الكبيرة عليه من الخارج لا يجد إلا الرئيس عون و"حزب الله" يدافعان عنه كما حصل معه قبل نحو سنتين في السعودية، ثم في الملفات التي فُتحت في وجهه في تقرير "النيويورك تايمس"، وفي المقابل، يجد نفسه محاطاً داخلياً بالتهجم عليه من كل حدب وصوب، في السياسة وفي الصلاحيات، وفي أدائه وأداء الحكومة، فيوضع في خانة لا يستطيع معها الإفلات من التطويق وربما التطويع، ويسلّم بالقرارات التي تُتخذ من خارج الحكومة. الحريري فيبقى المستهدف الأول كرئيس للحكومة، واي انتزاع للصلاحيات يكون بالدرجة الأولى من رصيد الرئاسة الثالثة، فيما المعارك مع الرئاسة الثانية تتركز على مشاريع ترتبط بالحصص. لذا نجد أن سياسة "التيار الوطني الحر" التي تكرست في موقع الرئاسة تقوم على تحميل مسؤولية الأزمات للآخرين، وعندما يحصل على ما يريد مستنداً الى الدعم الذي يقدمه اليه "حزب الله" يعود الى التسوية الأولى، علماً أنه يجري عند الأزمات استحضار كل الملفات والتهديد بها، بدءاً من "الإبراء المستحيل" الى ملفات الفساد، ثم الحماية التي أمّنها رئيس الجمهورية لرئيس الحكومة في أزماته الخارجية. تستفيد الرئاسة الاولى لتكريس صلاحيات واقعة، من الأزمات التي يعانيها الحريري في موقع الرئاسة الثالثة، خصوصاً أن الحريري، وفق المصدر السياسي، يدفع ثمناً باهظاً لما يعانيه الوضع العربي، إذ لا يتلقى الدعم المطلوب لتعزيز دوره.
"النهار": تذكير بقول عون عن "قرارات بعبدا": لا وجود لحكم إذا لم تنفّذ...
كتب اميل خوري في "النهار": تذكير بقول عون عن "قرارات بعبدا": لا وجود لحكم إذا لم تنفّذ...
الواقع أن الاستقرار الأمني في لبنان يعود الفضل فيه إلى الجيش وقوى الأمن الداخلي وسهرهما الدائم، والاستقرار النقدي يعود الفضل فيه إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والثقة المُطلقة به، وليس إلى طبقة سياسيّة تقدم مصالحها على مصلحة الوطن والمواطن، وقد فشلت حتّى الآن في مكافحة الفساد واقتصر عمل الوزارة التي استُحدثت لهذه الغاية على تحرير محاضر ضبط بالفاسدين... ولم يرَ الناس فاسداً واحداً مَثَل أمام القضاء أو أُدخل السجن، فصارت الدول الشقيقة والصديقة للبنان لا تمنحه المساعدات اللازمة إلّا بعد أن تقرن السلطات فيه الأقوال بالأفعال. فلو أن السلطات في لبنان التزمت تنفيذ القرارات التي تعالج الأوضاع الاقتصاديّة والمالية وتكافح الفساد فعلاً لا قولاً، لما كان أي مسؤول فيها يسأل الآن وكأنّه غريب عن لبنان: "أين الدولارات؟". وللتذكير لا بُدّ من العودة إلى القرارات المهمّة التي صدرت عن الاجتماع الاقتصادي والمالي الذي عقد في بعبدا، ليرى الناس ماذا نُفِّذ منها، وهي الآتية: 1- إقرار موازنة 2020 في مواعيدها الدستوريّة والالتزام بتطبيق دقيق لموازنة 2019 والاجراءات المقرّرة فيها وتوصيات لجنة المال. 2- وضع خطّة تفصيليّة للمباشرة بإطلاق المشاريع الاستثمارية المقرّرة في مجلس الوزراء، إضافة إلى مشاريع "سيدر". 3- الالتزام بالتطبيق الكامل لخطة الكهرباء بكل مراحلها. 4- إقرار القوانين الاصلاحيّة في موضوع المناقصات العامة والتهرّب الضريبي في الجمارك والاجراءات الضريبية الأخرى. 5- إنجاز اعادة هيكلية الدولة والتوصيف الوظيفي وتعزيز عمل التفتيش المركزي وأجهزة الرقابة، والتشدّد في ضبط الهدر وإعادة النظر في المؤسّسات غير المُجدية. والسؤال الذي لا جواب عنه حتّى الآن هو: إلى متى تظل القرارات المهمّة حبراً على ورق؟!
"النهار": بوليسية العهد لن تمنع تبدّد رصيده
كتب علي حماده في "النهار": بوليسية العهد لن تمنع تبدّد رصيده
لعل أكثر ما أخطأ فيه رئيس الجمهورية عندما حاول رسم صورة الازمة في لبنان بالجانب التقني الاقتصادي، رافضا رؤية الآثار المدمرة التي خلفها ويخلفها وضع البلاد تحت سيطرة "حزب الله" شبه التامة، حيث تحولت الدولة برمتها واجهة لحكم إيران للبنان بواسطة الحزب المشار اليه. فلقد أخذوا المكاسب الصغيرة والآنية من "حزب الله" وأعطوه البلاد بقرارها السيادي والمصيري! فـ"التسوية الرئاسية" كانت بمثابة صك الاستسلام، من خلال تسليم الرئاسة الأولى لحليف "حزب الله"، وبالتالي إطاحة التوازن الهش الذي كان قائما. هنا ليس عون وحده المسؤول، فلقد كان ولا يزال جزءا من التحالف الذي تقوده إيران إقليميا، و"حزب الله" محليا، وما تغير شيء منذ انتخابه. إنما هذا موضوع آخر. بالعودة الى هذا النفس البوليسي الذي تريد بطانة عون من خلاله مواجهة السخط الشعبي، وكمّ الافواه، ومنع الاعتراض على الإدارة الصوتية للازمة، نقول إن الرئاسة الأولى ومعها الحكومة في أزمة كبيرة، وهي أزمة ثقة. وللتذكير، فقد أطلق على الحكومة الأولى في ولاية عون الرئاسية اسم "حكومة استعادة الثقة"، وما عادت الثقة، لا بل تبددت البقية الباقية منها. ثم سميت الحكومة الثانية التي أتت بعد الانتخابات السيئة الذكر "حكومة الى العمل"، فما لمس الناس الكثير من العمل المجدي، وأغرقت محاولات رئيس الحكومة ("سيدر-١") لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في بحر من الخلافات التي فجرتها بطانة الرئيس عون في كل اتجاه، فضلا عن شبق السلطة والتسلط بمعناهما الضيق، فأصابت صورة العهد بمقتل. في الخلاصة، كما ان الفقر لا يواجه بإطلاق النار، فإن مواجهة تبدد الرصيد لا تواجه بإطلاق النار على عقول الناس ونفوسهم، بل بمقاربة جديدة ومختلفة عما حصل خلال النصف الأول من الولاية!
"الاخبار": أحلام الرئاسة تفرطع عدّة شغل العهد: عون وباسيل vs طموح المال والعسكر
كتبت هيام القصيفي في "الاخبار": أحلام الرئاسة تفرطع عدّة شغل العهد: عون وباسيل vs طموح المال والعسكر
لم تكن التفاعلات النقدية التي جرت اخيرا، هي وحدها ما اثار هواجس عون وباسيل معاً من اداء حاكم مصرف لبنان. إذ أن موقفهما منه مزمن، لكنه - كما في الموقف من رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت - بات مغلفاً بالحاجة اكثر منه بالرضى عن الاداء. والمفارقة انه كلما زادت حملة الدفاع عن سلامة مع تحميل العهد مسؤولية التدهور النقدي، من اطراف لا يكن لها عون وباسيل ودا، زادت الريبة لدى كليهما من الحاكم. في المقابل، وعلى وقع محاولة العهد صياغة تركيبة امنية، جاء تعيين جوزف عون قائدا للجيش ومعه مدير المخابرات العميد طوني منصور. وفق ذلك، بدا المشهد الامني متناغماً، لا سيما في ظل العلاقة بين عون والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. ورغم ان باسيل لم يكن راضيا على اختيار رئيس الجمهورية، الا انه بقي على مسافة منهما ومن تعيينهما، لا سيما انه مدرك تماما ان اي ضابط ماروني يصل الى اليرزة يتحول منذ اللحظة الاولى الى مرشح رئاسي، وهو كان يرغب باختيار ضابط موال له، كما اختار نوابه ووزراءه. لكن، في الاونة الاخيرة، بدأت تظهر تدريجا اعتراضات لدى عون وباسيل على التركيبة العسكرية وليس على الاداء الامني، تطورت الى الحديث عن طرح تغيير المسؤولين، الى ان ظهرت معارضات داخلية وخارجية لهذا التغيير. لم يؤثر وجود وزير دفاع محسوب على باسيل وحزبه في تخفيف توجهات رئيس التيار ، بل ان العلاقة غير السوية بين فرعي اليرزة، السياسي والعسكري، ساهمت اكثر في تعميق رغبة باسيل في فرض ايقاعه لصالح طلبات محددة لم تترجم عمليا بعد، علما ان بعض الضباط الطموحين بدأوا يولون باسيل الثقة. بذلك، تبدو لافتة علاقة العهد بركنين اساسيين في التركيبة القائمة (المارونية) وهو امر لم تشهده عهود سابقة، لأن مثلث رئيس الجمهورية كان قائما على التنسيق والتفاعل بين الاركان الثلاثة. قد يكون السبب الوحيد، والابرز، ان هذه العلاقة الثلاثية محكومة بلاعب رابع اساسي هو وزير الخارجية، تحت سقف انتخابات رئاسة الجمهورية، لان الثلاثة دخلوا الترشيح الرئاسي من بابه العريض. وباسيل، رغم ملاحظاته، وتغطية رئيس الجمهورية المطلقة له، غير قادر على فرض ايقاع التغيير لدى الموقعين، وابعادهما عن طريق الرئاسة. فولاية الحاكم لا تزال في منتصفها، وهو وقائد الجيش (وان كان لا ولاية محددة له)، لا يمكن استبدالهما الا بموافقة القوى السياسية قاطبة، والاهم موافقة واشنطن.
"الشرق": ثقة
كتب عوني الكعكي في "الشرق": ثقة
هل الأزمة الاقتصادية في لبنان وحده؟ ونسأل: إذا كانت أوضاع العالم كله ليست بخير، فهل يكون لبنان بخير؟ هذا أولاً. ثانياً- عندما يكون حزب الله فاتحاً حرباً كلامية وملوّحاً بحرب فعلية في المنطقة إكراماً لإيران ودفاعاً عنها، وإذا كانت تصرفاته تحرم لبنان السياح الخليجيين وتؤدي تصرفاته الى إقفال مصارف لبنانية فكيف يكون لبنان وإقتصاده بخير؟!. ثانياً- رئيس البلاد كما يقول هو بي الكل، هل ترجم هذا الشعار الى حقيقة؟ لنبدأ من اتفاق معراب، أخذ من هذا الاتفاق الرئاسة ثم رفض أن يعطي أي شيء لا في الحكومة ولا في الإدارة، فكيف يكون بي الكل؟ ثالثاً- علاقة التيار الوطني الحر سيّئة مع جميع مكوّنات البلد ما عدا حزب الله، والسبب أنّ جبران باسيل يطمح لأن يكون رئيساً، وهذا حق له، ولكن لو سألناه: أين نجح جبران لكي يفترض أنه يستحق أن يكون رئيساً؟ فبماذا يجيب؟ رسب مرتين في الانتخابات النيابية، لم يتسلم وزارة وينجح فيها، في الاتصالات فشل، والكهرباء حتى اليوم معروف وضعها، أما في الخارجية فالعمل الوحيد الذي يقوم به هو السفر لتسويق نفسه وحزبه في العالم الإغترابي على أمل. وكي لا نضع السلبية على الرئيس عون والوزير باسيل نذهب الى الاداء في الحكومة هناك وزراء لـ"القوات" نزيهون، ولكن هل النظافة وحدها تكفي؟ يذهب وزراء حزب الله الى سوريا من دون قرار في مجلس الوزراء، ومع ذلك يتحدثون عن النأي بالنفس… بقيت الدولة سنتين ونصف السنة من دون رئيس فقط لأنّ حزب الله رشح الشخص الذي يريد للرئاسة ونقطة على السطر. أخيراً وليس آخراً… التيار الوطني الحر الذي يعمل لتحسين أوضاعه مع الأطراف الأخرى… ويأتي أحدهم أسود الضمير وأسود القلب وأسود العقل ليتهجم على أكبر رمز إسلامي سني ما أدّى الى إلغاء الاجتماع الذي كان مقرراً لتحسين العلاقات من فوق الى تحت ومن تحت الى فوق! لو جلس الرئيس عون بينه وبين نفسه في نهاية السنة الثالثة ألا يسأل نفسه عن الإنجازات التي حققها؟ وقبل أن يوجه الرئيس رسالة نهاية سنة وبداية سنة جديدة من العهد ماذا سيجيب أحفاده لو سألوه عمّاذا سيتحدث؟ وماذا سيعدّد من إنجازات؟!.
"نداء الوطن": لبنان أكبر من كلّ العهود
كتب طوني أبي نجم في "نداء الوطن": لبنان أكبر من كلّ العهود
يحق لمؤيدي عهد الرئيس ميشال عون أن يقولوا إن الظروف اختلفت بعد أكثر من 50 عاماً والصلاحيات تغيّرت ولم تعد السلطة بيد رئيس الجمهورية، كما يحق لمعارضي العهد الحالي أن يؤكدوا أن التغيير الحقيقي الفاقع هو بين عهد رئيس تأسّست المؤسسات في عهده الذي اشتهر بالشفافية وخرج في نهايته الرئيس فقير الحال لا يملك شيئاً غير قراره الذاتي برفض أي تمديد أو تجديد رغم الظروف المؤاتية يومها، وبين عهد حالي تكاد فيه المؤسسات تلفظ أنفاسها الأخيرة بفعل الإصرار على تغييبها في كل المحطات ومصادرة دورها لمصلحة المحاصصة والإمعان في الفساد وتعيين الأقرباء والحاشية في كل المفاصل.
ما نورده في هذه السطور ليس للحكم على العهد الحالي الذي بلغ منتصف العمر، بل للتأكيد أن الحكم يكون في نهاية العهد وليس اليوم، إنما لتصويب البوصلة، لأن سقوط العهد لا سمح الله سيعني سقوط الهيكل على رأس الجميع ولا مصلحة في ذلك لأحد على الإطلاق مهما بالغ في الخصومة مع العهد ورئيسه وفريقه.
لكن نجاح العهد وقوة الرئيس الحالي وأي رئيس في المطلق، يجب أن تنبع أولاً من الاحتكام للـ"الكتاب"- الدستور كما كان يحلو لشهاب أن يسمّيه، ومن إعلاء المصلحة العامة على كل المصالح الخاصة، كما يجب أن تنبع من إعطاء صلاحيات كاملة للقضاء والأجهزة الرقابية وإطلاق يدها في محاربة الفساد واحترام الآليات، ومن رفض إلحاق لبنان بسياسة المحاور الإقليمية التي لم تجرّ لبنان يوماً سوى إلى الخراب.
ثمة فرصة ذهبية اليوم أمام العهد الحالي ليكون عهد الإنقاذ القوي فيما لو يتم الترفع عن كل المصالح الخاصة بدءاً من أعلى الهرم، ما يُلزم الجميع عندها بالانكباب على الخطوات الإصلاحية اللازمة إنطلاقاً من بسط هيبة الدولة في وجه كل الخارجين عليها عسكرياً وأمنياً، وفي وجه كل المافيات و"الكارتيلات" اقتصادياً ومالياً ونفطياً وفي الإدارة، ما يسمح للدولة بأن تعود قوية، وينقذ العهد الجمهورية ونفسه.
"النهار": أزمة لبنان الكبرى وطنيّة أخلاقيَّة...
كتب الياس الديري في "النهار": أزمة لبنان الكبرى وطنيّة أخلاقيَّة...
أيّها السادة المعنيّون مبدئيّاً بما يحصل في لبنان وفي زمنكم، هل تُدركون ماذا تعني "الفرصة الأخيرة" بالنسبة إلى الطبقة الحاكمة، كما الطبقة السياسيّة، بلوغاً الطبقات الفاسدة التي ساهمت بـ"بطولة" تاريخيّة في إيصال لبنان إلى ما بلغه من انهيار وتعتير؟ الناحية الوحيدة التي تمدُّ اللبنانيّين بشيء من الأمل والرجاء تتأتّى اليوم من مواقف الرئيس سعد الحريري. لقد أعلن بملء الصوت والإرادة والقرار أنّه لن يتوقَّف عند هذا الحاجز أو تلك العقبة، مهما وضعوا في طريقه من عقبات وتعقيدات فالجميع يعلمون أن بعضها مُدبَّر بدقّة، كما من واقع الحال وبالأساليب التي باتت أشهر من الكبّة النيّة والتبّولة واللحم بعجين. قال للجميع إنّه ماضٍ في طريقه، وقراره، وإصراره، إلى هدف واحد: إنقاذ لبنان من أيدي صانعي الأزمات، ومُفتعلي الأحداث، وناكري الجميل. لذا قال بصوت جهْوَري: كلّما قمنا بانجاز يأتي من يُهاجم هذا الإنجاز، أو يفتعل عقبة وعقدة بحثاً عن عوامل للتفشيل... ماذا تــريــد لهــم، إنّهم يُحبّون لبنان على طريقته، وكما وصل تماماً، وإلى ما حلَّ به على رؤوس الأشهاد. لكن الرئيس الحريري صارحهم وصارح الناس العاديّين: بعض السياسيّين يدَّعي أن لا ذنب له بما يحصل، في حين أن كل العــالــم يعــلــم أن ما نمرُّ به هو بفعل وبفضل الخلافات بين كل الأحزاب السياسيّة. والمرحلة المقبلة ستكون صالحة كمرحلة مُهمّة لوضع النقاط على الحروف. إنّما ما يهمّ لبنان في هذه الساعات التاريخيّة هو تنفيذ القرارات والمشاريع الأساسيَّة، وتحديداً تلك التي تتصدَّر الأولويَّة في لائحة "سيدر"، ولدى المنظّمات الدوليّة التي تتعاطف مع الوضع اللبناني. لا يزال لبنان في أزمة وطنيّة أخلاقيّة حادّة ومؤذية. وهل ننسى "وإنّما الأمم الأخلاق..."؟!
"الديار": "بروفة" اميركية فاشلة وباريس تنصح: "لا تلعبوا بالنار"
كتب ابراهيم ناصر الدين في "الديار": "بروفة" اميركية فاشلة وباريس تنصح: "لا تلعبوا بالنار"
تشير مصادر وزارية بارزة الى ان الخضة الاقتصادية المفتعلة لم تكن سوى بارومتر راقبت من خلاله الولايات المتحدة الاميركية ردات الفعل على رفعها لسقف العقوبات على حزب الله و«بيئته الحاضنة»، فالمناخات السلبية في البلاد لم تات من فراغ وثمة جوقة معروفة الهوية السياسية طلب منها مواكبة العقوبات المفاجئة على جمال ترست بنك التي ادت الى تصفيته، باثارة الهلع في الاوساط المصرفية والنقدية حيال ما يمكن ان تقدم عليه واشنطن من خطوات خصوصا ان هذا الفريق السياسي المحسوب على واشنطن تقصد تعميم اجواء سلبية من خلال الحديث الممنهج عن عقوبات باتت قاب قوسين او ادنى وهي تستهدف حلفاء حزب الله وتم التركيز على الحلفاء المسيحيين اي التيار الوطني الحر اكثر من غيره.. ووفقا للمعلومات دخل الفرنسيون بقوة على خط الاتصالات مع الاميركيين لتهدئة اللعب»قليلا بعدما ثبت خلال الايام القليلة الماضية ان العبث على الساحة اللبنانية لن يصيب حزب الله وحده بل سيدخل البلاد في فوضى كارثية بنتائجها العابرة للحدود، وعبر الفرنسيون عن رفضهم استخدام بيروت صندوقة بريد تعويضا عن اي ساحة اخرى ونصحوا واشنطن بعدم اللعب بالنار..وفي الانتظار تبقى الكرة في ملعب واشنطن التي اكتشفت ان ما حصل كان بروفة فاشلة واستهداف حزب الله سيؤدي الى انهيار السقف فوق رؤوس الجميع»...فهل ستعدل ادارة ترامب استراتيجيتها؟ وفي الخلاصة، فان العلاقة بين الرئاستين الاولى والثالثة محكومة بالتعاون والاستمرار بالتسوية لانه لا خيارات بديلة، ثمة عمل دؤوب يجري لصيانة العلاقة بين تيارالمستقبل والتيار الوطني الحر بعدما اهتزت مجددا وجاء تأجيل لقاء الوزير جبران باسيل مع كوادر التيار الازرق لتهدئة النفوس وعدم صب الزيت على النار.. في المقابل يقف الثنائي الشيعي صامتا يراقب تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن الازمة ويحاول من وراء التسار تبريد الاجواء لمواجهة حملة الضغوط الاميركية - السعودية التي طالت شظاياها رئيس الحكومة المكبل.
"الشرق الاوسط": لبنان يقف أمام "تسوية عرجاء" وتعويمها ينقذ الحكم والحكومة
كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": لبنان يقف أمام "تسوية عرجاء" وتعويمها ينقذ الحكم والحكومة
فوجئ الوسط السياسي في لبنان، مع اقتراب مجلس الوزراء من إقرار مشروع قانون الموازنة لعام 2020 في موعده الدستوري، بتجدّد الاشتباك السياسي على نحو غير مسبوق، على خلفية تبادل الاتهامات المترتبة على نزول المحتجين إلى الشارع احتجاجاً على تفاقم الأزمة الاقتصادية، من دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج. لكن الجديد في تجدّد الاشتباك السياسي يكمن، كما يقول مصدر وزاري لـ"الشرق الأوسط"، في أنه لم يقتصر على المكونات الرئيسية المشاركة في الحكومة، وإنما انسحب هذه المرة على علاقة بعضها برئيس الجمهورية ميشال عون، من خلال اتهام الفريق الوزاري المؤيد له بأن هناك مَن استغل النزول إلى الشارع، وعمد إلى استهداف أبرز رموز الدولة، أي الرئيس الماروني الذي هو رأس السلطة في لبنان.
ولا يؤيد المصدر ما تردد ويتردد عن أن التعرض لرئيس الجمهورية ممن نزلوا إلى الشارع جاء بناء على أمر عمليات حظي برعاية المعترضين على توجهه للحوار مع النظام في سوريا لتأمين عودة النازحين.
ورأى أن لا مصلحة لرئيس الجمهورية في أن يتحول مجلس الوزراء إلى ساحة حرب بالمعنى السياسي للكلمة تُقام في قاعته المتاريس لأنه سيكون المتضرر الأول. ويسأل المصدر الوزاري عن جدوى تنظيم حملة ضد سلامة يرعاها عدد من المنتمين إلى التيار الوطني الحر، بذريعة أن وجوده لأكثر من عقدين على رأس حاكمية المصرف المركزي بات يتطلب اختيار مَن يخلفه، ويقول إنه لا مبرر لمثل هذا الهجوم ؟.كما سأل عن جدوى إصرار التيار الوطني على خوض المعارك المفتوحة ضد معظم المكونات في الحكومة بدلاً من أن يمون على القيادي فيه النائب زياد أسود ويطلب منه وقف حملاته التي كانت وراء تأجيل الحوار الذي كان سيقيمه تيار المستقبل مع الوزير جبران باسيل، فتأجيل الحوار لم يكن إلا رسالة لباسيل على خلفية أنه لم يصدر منه أي رد على أسود مع أن مجرد تأجيله كان في محله لقطع الطريق على تصاعد المعارضة بداخل المستقبل، احتجاجاً على استضافته. وعليه، فإن الحريري لن يلتفت إلى الحملات التي تستهدفه وينصرف إلى التحضير لإعداد الموازنة من جهة ولرزمة الإصلاحات المالية والإدارية لخفض العجز في موازنة 2020، لكن هذا لا يعني، كما يقول المصدر الوزاري، أن التسوية السياسية ما زالت في أمان بل أُصِيبت باهتزاز، وكادت تتحول إلى تجربة عرجاء، والمسؤولية لا تقع على عاتق الحريري الذي ينأى بنفسه عن الدخول في السجالات وتبادل الحملات الإعلامية والاتهامات السياسية، إنما تقع على الشريك الآخر فيها.
"الجمهورية": عون فوجئ بردّ الشارع ففــتح الدفاتر القديمة
كتب اسعد بشاره في "الجمهورية": عون فوجئ بردّ الشارع ففــتح الدفاتر القديمة
تقرأ أوساط سياسية مطلعة، التوازنات الجديدة التي نتجت من تفجير العهد لهذه العلاقات بالجملة، وفقاً للآتي: أولاً: يضع تيار المستقبل الحملة عليه وعلى رئيسه، وتلك التي طالت الرئيس رفيق الحريري، ضمن خانة الاضطراب الحاصل نتيجة الأزمة الاقتصادية، ونتيجة تحميل الشارع جزءاً من المسؤولية للرئيس عون، وهذه المسؤولية، يبدو أنّها فاجأت العهد الذي لم يكن يتوقع أن يكون في واجهة الاتهامات، فقرّر أن يفتش في الدفاتر القديمة وان يستعملها كورقة احتياط جاهزة غبّ الطلب، ويتحرك المستقبل في علاقته بالعهد تحت سقف خطوط لن يتجاوزها، فباستثناء الغاء اللقاء بين كوادر «المستقبل» والوزير جبران باسيل، لم يصدر عن الرئيس سعد الحريري أقله في المرحلة الحالية أيّ ردّ فعل، وهو سيبادر كما العادة الى ترميم ما تمّ تخريبه في هذه العلاقة، خصوصاً أنّه يستعدّ لجولة خارجية، لاستكمال المشاورات بشأن مؤتمر سيدر. ثانياً: في ما يتعلق بـالقوات اللبنانية فهي تتخذ الموقف نفسه من الهجمات التي تعرضت لها، وتفضل عدم الرد، بسبب عدم تخطي هذه الهجمات الكلام المباح، وهي لن تهدي من يهاجمها فرصة الاستدراج الى اشتباك، الهدف منه تضييع الشنكاش. ثالثاً: في ما يتعلق بالنائب وليد جنبلاط، فلم تكد الحرارة الهزيلة للقائه الرئيس عون في بيت الدين، كما لقاء النائب تيمور جنبلاط الوزير باسيل، تنتعش، حتى عادت علاقة الطرفين الى ما هو أخطر من حادثة قبرشمون، حيث اتهمت الادبيات العونية جنبلاط بأنه شريك في استعادة الوصاية وترويكا الوصاية، وهو اتهام يشبه الى حد بعيد تحميل الرئيس رفيق الحريري مسؤولية الانهيار الاقتصادي. رابعاً: على خط العلاقة مع الرئيس نبيه بري، لا يعود الأمر قابلاً للتأويل، فالرئيس عون يتصرف مع بري باعتباره قائد اوركسترا إضعاف العهد، وقطع الطريق الرئاسية على الوزير جبران باسيل، ويقال في الغرف المغلقة الكثير من الكلام على دور حركة امل في التظاهر وقطع الطرقات يوم الاحد الماضي، بشكل يوحي وكأنّ بري هو رئيس ترويكا محاربة العهد. الواضح أن عهد عون دخل في منتصفه الثاني، بمواجهة مع الجميع، لا يملك فيها كما في أزمة قبرشمون، القدرة على قول الكلمة الاخيرة، فالتهديد بالشارع يستدرج شوارع مقابلة، والتلميح بإسقاط الحكومة القرار فيه بيد حزب الله، وبعد هذه الجولة من الهجمات المتبادلة، لا يتوقع إلّا العودة الى التسوية بحلّ سياسي يشبه المخرج الذي انهى قضية قبرشمون.
بري: الطريق معروفة ومفتوحة أمام المعالجة الحقيقية لإنقاذ البلد
وأضاءت الصحف على كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري في "لقاء الاربعاء" النيابي، وقال:
ـ الطريق معروفة ومفتوحة أمام المعالجة الحقيقية لإنقاذ البلد.
ـ هناك اجماع حصل في لقاء بعبدا الاقتصادي على 22 بنداً من أصل 49 بنداً.
ـ على ماذا الاختلاف ولماذا البحث من جديد؟
ـ لتشكيل هيئة طوارئ اقتصادية لمتابعة الموضوع.
ـ لماذا المماطلة والتأخير في تفعيل الهيئة الناظمة لقطاع النفط.
ـ تحديد جلسة تشريعية في 15 تشرين الأول الجاري من اجل انتخاب أمناء السر واعضاء اللجان.
وقال لـ"الجمهورية": لاحظنا بعض الهدوء بعد صدور التعميم، وبالتالي دعونا نعطيه وقتاً، لنرى مفاعيله.
ورداً على سؤال حول عمل الحكومة، قال بري: الامور كما نراها تؤشر الى اّن هناك عملاً يحصل، واجتماعات تجري بصورة مكثفة، بما يؤشر الى حالة طوارىء، لكن المهم مع كل هذه الاجتماعات، اضافة الى تعميم مصرف لبنان، هو أن نرى النتائج. والمطلوب هو ان نصل الى نتائج سريعة بما يؤدي الى الانفراج المطلوب للأزمة.
"نداء الوطن": "المستقبل" - "التيار": تبادل لكمات موضعية محدودة المفاعيل
كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": "المستقبل" - "التيار": تبادل لكمات موضعية محدودة المفاعيل
يعتبر "التيار" أن "السنوات المتبقية من العهد يجب أن تشهد استكمالاً لمشروع بناء الدولة لأن الأمور مستحيل أن تكمل بالنحو الذي هي عليه بالموضوع المالي والاقتصادي". والمقصود بالحديث هنا تحديداً بلورة عملية لورقة بعبدا بشقيها الاقتصادي والمالي. هذه الورقة التي "لم تتحرك وقبلها خطة الكهرباء، كلها خطط وقرارات يلزمها مجلس وزراء للبت بمصيرها". وان كان "المستقبل" السباق الى اعلان الموقف السلبي من "التيار الوطني"، إلا أنّ عتب البرتقالي على الأزرق يتضاعف مع ما شهده الأسبوع الماضي من إرجاء مشاريع تنموية يحتاج تنفيذها إلى مبالغ محدودة في أقضية جبل لبنان الشمالي أي كسروان، المتن وجبيل... ومع ذلك "ننظر إلى الأمور بإيجابية ونقول إذا لم تصرف المبالغ لسبب أو لآخر فننتظر من رئيس الحكومة تسوية الأمر". وبالرغم من كل المآخذ والعتب المتبادل "لا رغبة لـ"التيار" بالخروج من التسوية ومعنيون كغيرنا بنجاح الحكومة والعهد ولكن ثمة قضايا لم تعد تحتمل التأجيل كقضية النازحين وكلفتها العالية على البلد والمعالجات الاقتصادية". والحديث عن سوء الفهم حول المعالجة الاقتصادية لا يقود بالضرورة إلى أزمة سياسية، أقله هذا ما يحاول "التيار الوطني" التأكيد عليه. "لا نريد الدخول في الموضوع السياسي، ولسنا بصدد الذهاب الى سوريا لاتفاق سياسي أو إجراء صفقات حول الاعمار بل بالحد الادنى يجب على الحكومة أن تقر خطة النازحين التي تقدم بها الوزير المختص". الأثر السلبي لعدم إقرار هذه الخطط والمعالجات على البلد أكثر مما هو على العلاقة بين التيارين. بالنسبة الى "التيار الوطني": "ليس المهم إن زرنا الحريري أو لم نزره، الزيارة قد لا تقدم ولا تؤخر، وترتيب الزيارة أو الغاؤها أمران يعودان إلى صاحب الدعوة الذي أراد سحبها فسحبها والمسألة لا تؤثر علينا طالما أنّ علاقتنا محكومة بمسار التسوية وأهدافها". وبالنسبة إلى الحريري "هو نوع من تعبير عن التململ عبّر عنه بسحب دعوته الى باسيل للقاء حواري مع المستقبل". الوضع ليس جيداً بين التيارين لكن ليس لدرجة الانقلاب على التسوية لأنّ اللحظة غير مؤاتية ولا بدائل خصوصاً وأنّ المنطقة قد تكون مقبلة على تبدّل موازين.
"الديار": خلفيات الغاء ندوة القنطاري ابعد من التهجمات المتبادلة
كتب ناجي س. البستاني في "الديار": خلفيات الغاء ندوة القنطاري ابعد من التهجمات المتبادلة
إلغاء الندوة التي كان من المُقرّر أن تُقام في قصر القنطاري مساء الأربعاء المٌقبل في التاسع من تشرين الأوّل الحالي، قبل أسبوع من موعدها، جاء ثقيلاً على العلاقة بين كلّ من التيّار الوطني الحُرّ وتيّار المُستقبل. فالندوة ألغيت بقرار من رئيس الحكومة شخصيًا. فما هي الأسباب والخلفيات؟ بحسب مصدر حزبي من المُستقبل إنّ قرار الإلغاء جاء بناء على مُطالبات بهذا المعنى رفعها مُناصرون ومنتمون إلى التيّار الأزرق، وقام كوادر من المُستقبل بإيصالها إلى رئيس الحُكومة. وقال المصدر إنّ مؤّيدي المُستقبل إعتبروا أنّ الأجواء غير مُؤاتيّة لأي حوار يهدف إلى الإنفتاح على الآخر، في ظلّ توجيه مسؤولين في الوطني الحُرّ، ومنهم النائب زياد أسود، سهامهم على ما وصفوه بالسياسة الإقتصادية الفاشلة التي إعتمدها الحريري الأب منذ العام 1992، وأدت إلى غرق لبنان بالديون. وأضاف المصدر الحزبي من المُستقبل أنّه وبعد أنّ إنتظر التيّار الأزرق صُدور أيّ موقف تصحيحي أو توضيحي من جانب الوزير باسيل، جاء ردّ مُنسّقية التيّار في زحلة على بيان منسّق البقاع الأوسط في المُستقبل سعيد ياسين، ليصبّ الزيت على النار. وختم المصدر أنّه من هذا المُنطلق كان الرأي أنّه من الأفضل عدم تنظيم الندوة في هذه الأجواء، حفاظًا على العلاقة الجيّدة بين المُستقبل والوطني الحُرّ. في المُقابل، وبحسب مصدر حزبي من الوطني الحُرّ، إنّ المُستقبل هو صاحب الدعوة، وهو بالتالي صاحب قرار التنظيم أو الإلغاء، وأضاف المصدر أنّ التيّار ليس جمعيّة خيريّة، وليس حزبًا فاشيًا، بل هو تيّار سياسي يجمع الكثير من المُؤيّدين والمُحازبين تحت سقف مجموعة من المبادىء العامة، ولا يُمكن وضع حارس لكل كلمة أو موقف يُطلقه مسؤول من هنا أو مناصر من هناك. وقال إنّ ما تعرّض له الوطني الحُرّ ورئيسه، وصُولاً إلى رئيس الجمهوريّة، أثار غضب أعضاء التيّار ومُؤيّديه، لأنّ الحُكم في لبنان لم يعد رئاسيًا، والمسؤولية الأساسيّة تقع على السُلطة التنفيذيّة مُمثّلة في الحُكومة التي عليها تحمّل ما يحصل، وختم المصدر الحزبي من الوطني الحُرّ، بالتأكيد أنّ العلاقة بين التيارين البرتقالي والأزرق أعمق من مُجرّد عقد أو إلغاء ندوة حواريّة، وهي مَحكومة بسقف المُشاركة الوطنيّة العريضة، وبسقف التسوية الرئاسيّة، وبالتالي هي مرشّحة للإستمرار مهما حاولت بعض الأطراف إيقاع الخلاف بين الطرفين. من جهة أخرى، رأت أوساط سياسيّة مُراقبة مُستقلّة أنّ توتر العلاقة بين التيار والمُستقبل، يتجاوز مسألة التهجمات الكلامية الحادة الأخيرة، وإنخراط جمهور الطرفين فيها على مواقع التواصل الإجتماعي. وأوضحت أنّ المُشكلة مُرتبطة بأسباب عدّة، أبرزها الخلاف في الرأي بين رئيسي الجمهوريّة والحكومة بشأن التعاطي مع ملف الكهرباء، والخلاف الذي حصل خلال الجلسة التشريعيّة الأخيرة بين الحريري ونوّاب التيّار الذين إعترضوا على قرار الحكومة تمويل مشاريع إنمائية لبعض المناطق، دون سواها، وحوّلوا الخلاف إلى طائفي ومناطقي. ورأت الأوساط أنّ من بين أسباب الخلاف المُستجدّ أيضًا، رمي إشاعات عن إمكان تغيير الحُكومة، وعودة الحديث عن الإبراء المُستحيل، وعن مبلغ الأحد عشر مليار دولار!
"الجمهورية": تيّاران لا يفترقان..
كتب طارق ترشيشي في "الجمهورية": تيّاران لا يفترقان..
فريق واسع من السياسيين، وحتى من عامّة اللبنانيين، لا يمكنهم تصديق أنّ الخلاف الظاهر حالياً بين الحريري وباسيل، أو بين التيارين الازرق والبرتقالي هو خلاف جدي ومُستحكم، بل انّ البعض يعتبره خلافا تكتيكياً، أو مصطنعاً، للتعمية على ما ينسجه الطرفان من اتفاقات سياسية وغير سياسية في مختلف المجالات للحاضر والمستقبل بعيداً من الاضواء. العارفون بما يدور في كواليس العلاقة المستقبلية ـ العونية يؤكدون انّ التنسيق بين الجانبين قائم على كل المستويات، وانّ تحضيراتهما ناشطة بقوة بالنسبة الى الاستحقاقات الدستورية المقبلة، وفي مقدمها الانتخابات النيابية والبلدية، وكذلك الانتخابات الرئاسية التي ستدور رحاها بدءاً من ربيع 2022 وتنتهي في الخريف من السنة نفسها، حيث ينتخب رئيس جمهورية جديد. والعارفون أنفسهم يقولون أيضاً انّ باسيل حَبَكَ ترشيحه للرئاسة خارجياً، وتحديداً في بعض العواصم الغربية الكبرى، وإنّ اهتمامه بات منصَبّاً على تدعيم موقعه بما يمثّل على المستوى الداخلي في مواجهة خصومه السياسيين ومنافسيه الرئاسيين. وانّ الحريري، الموجود في صورة ما أنجَزه باسيل على هذا المستوى، لم يتردد خلال زيارته لواشنطن قبل أسابيع في الدفاع عن باسيل، خصوصاً بعدما لمّحَ البعض الى انّ لدى الادارة الاميركية نيّة فعلية لفرض عقوبات على حلفاء حزب الله بينها باسيل، وقيل انّ الحريري نجح في إقناع الاميركيين بعدم الدخول في تدبير من هذا النوع لِما سيكون له من انعكاسات سلبية على الوضع اللبناني السياسي والاقتصادي والمالي.على انّ هذا التصرّف الحريري دلّ الى مدى متانة العلاقة واستراتيجيتها بين الطرفين، والى تَبنّي الحريري ترشيح باسيل الرئاسي من الآن.لا انفكاك متوقعاً في العلاقة بين الحريري وباسيل، فالاول يدرك انّ خروجه من رئاسة الحكومة، بفِعل استقالة طوعية او اي سبب آخر، قد يكون خروجاً لفترة طويلة من السلطة، بل انّ البعض يقول انّ البلاد في هذه الحال قد تبقى بلا حكومة حتى ما بعد الانتخابات النيابية ربيع 2022. وفي العلاقة بين المملكة العربية السعودية والحريري كلام كثير، منه السلبي ومنه الايجابي، وعلى هامشه يحاول بعض المرشحين من رؤساء حكومة سابقين أو من طامحين، خَطب ودّ المملكة في اعتبارها الناخب الاكبر غالباً في الاستحقاق الحكومي اللبناني، ولكن حتى اللحظة لم تصدر عن المملكة اي اشارات تتصل بمستقبل الوضع الحكومي اللبناني.
"الجمهورية": "باسيل راجع"...ماذا ينتظره؟
كتبت مرلين وهبه في "الجمهورية": "باسيل راجع"...ماذا ينتظره؟
يعود وزير الخارجية جبران باسيل اليوم من جولته السندبادية في بلاد العم سام دون أن يلتقي أيّاً من المسؤولين الأساسيين، لكنه يعود منتشياً بعد جولة دسمة جال فيها على المانيا، بريطانيا، كندا، اسكتلندا، يعود وفي جعبته تساؤلات عن كيفية تعامله مع المكوّنات التي تراجعت جميعها عن دعم العهد الذي بدوره وجّه الى الثلاثية الحاكمة قبل وصوله مسؤولية التراجع الاقتصادي رافضاً التصويب عليه في الشارع. يعود باسيل متخوفاً من إدراج اسمه في لائحة العقوبات الاميركية التي قد تمنع وصوله الى الرئاسة، فيما يقول حلفاء باسيل العكس، وأن تلك العقوبات اذا ما صدرت في حقّ باسيل فعلاً، فانّها ستعجّل بوصوله الى بعبدا بدعم من حليفه الاول أي حزب الله... يعود باسيل على جمر النفط واقتراب موعد الحفر الذي يتطلب لملمة سريعة لعلاقته بالحريري واستيعاب سخط الشارعين المستقبلي والعوني كرمى لعيون العلاقة النفطية بين الرجلين. وماذا ينتظره على مستوى العلاقة مع الحريري بعد الغاء المستقبل اللقاء الذي كان مقرراً معه؟ وفي المعلومات لـ"الجمهورية" ان اللقاء رفضته كوادر التيار الأزرق، لأن باسيل شخصية منفرة بالنسبة للقاعدة. يعود باسيل ليستقبله الملف الأهمّ والأكثر خطورة على الاقتصاد الملف المتراكم على مرّ العهود والذي يدعى ملف الكهرباء وهو السبب الرئيسي لتراكم الدين العام والخسارة والهدر داخل البلد. مصادر المستقبل تسترسل نريد ان يفهمنا باسيل وهو الذي استلم هذا الملف الدقيق منذ 2009 لماذا لم ينحل ؟ إما أنه متواطئ أو عاجز، وفي الحالتين ألم يحن الوقت لتسليم الملف الى فريق آخر؟ مصادر المستقبل تضيف ان باسيل والعهد قد يستطيعان اسقاط الحكومة اي ساعة يريدان، لكن ما هو البديل؟ غداً يعود باسيل فكيف ستكون مقاربته لكلّ تلك الملفات؟ هل بإعادة وصل ما انقطع مع تيار المستقبل ومع غيره من أغلبية الفرقاء أم هو موعود بنصر تشريني من لون آخر؟
نداء اهل الانتاج
أضاءت الصحف على الاجتماع "النادر" الذي عقد في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان بين الهيئات الاقتصادية اللبنانية برئاسة الوزير محمد شقير، وهيئة مكتب الاتحاد العمالي العام برئاسة رئيس الاتحاد بالإنابة حسن فقيه، في حضور رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد وانتهى الى اصدار بيان مشترك تلاه الأمين العام للهيئات الاقتصادية نقولا شماس شدد على جملة نقاط ومطالب أبرزها:
ـ اعتبار اليد العاملة اللبنانية والمؤسسات الخاصة عمود الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وأي تفريط بهما هو تفريط بالأمنين الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
ـ سلة الاقتراحات لعلاج الأزمة يجب أن تتضمن إجراءات تعنى بشكل أساسي بتحسين ظروف المؤسسات التي تبقى صمام الأمان للاقتصاد الوطني ومالية الدولة وديمومة عمل العمال.
ـ زيادة الأعباء الضريبية بهدف زيادة مداخيل الخزينة ليست الحل، إنما باتت في الوقت الراهن أحد أبرز مسبّبات تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمالية.
ـ على السلطة أن تحزم أمرها وتباشر فوراً اتخاذ إجراءات إصلاحية جذرية، يأتي في طليعتها خفض حجم القطاع العام وإعادة هيكلة نفقاته وإصلاح قطاع الكهرباء.
ـ الضرب بيد من حديد لوقف التهريب والتهرب الضريبي والاقتصاد غير الشرعي والفساد، واتخاذ الإجراءات المطلوبة والكفيلة بالبدء بتنفيذ مشاريع مؤتمر "سيدر" فوراً.
ـ الحفاظ على ديمومة العمل للعمال اللبنانيين، يجب أن تكون من أولى الأولويات التي ينبغي العمل عليها في الفترة الراهنة.
ـ رفض استبدال اليد العاملة اللبنانية بعمالة من جنسيات أخرى تحت أي حجة.
ـ تحديد القطاعات التي لا تلبي اليد العاملة اللبنانية الطلب فيها، والسماح باستخدام جزئي لعمالة من جنسيات أخرى للعمل فيها.
ورأت "الأخبار" أن الاجتماع يظهر مجدداً أن الاتحاد العمالي العام وأعضاءه ليسوا سوى أدوات بيد أصحاب العمل "يجرّونهم" إلى الزاوية التي تناسبهم.
إصدار اليوروبوند
كشف وزير المال علي حسن خليل انّ عملية إطلاق سندات اليورو بوند قيد التحضير، وقد اخترنا مصرفين محليين، ومصرفين أجنبيين لادارة السندات.
وأشارت "النهار" إلى أن وكالة "رويترز" نقلت عن مصدر مطلع أمس ان "لبنان اختار مصارف "بلوم" و"ستاندارد تشارترد" و"سيتي بنك" و"إس.جي.بي.إل" لإدارة إصدار سندات دولية جديد في حدود ملياري دولار على رغم أن التفويض ما زال قيد النقاش.
وكشف مصدر مصرفي لـ"الجمهورية" انّ المصارف المحلية ستقدم على الاكتتاب، من اجل استبدال شهادات ايداع قديمة سبق واشترتها من المصرف المركزي بفائدة أقل. وأكد انّه "لا يمكن من اليوم تقدير نتائج الإصدار، إلّا انّ المطلوب اليوم تأمين ملياري دولار وسيتم تأمينها وأكثر، لأنّ المصارف تتشجّع للاكتتاب باليوروبوند على عكس شهادات الإيداع اذ ليس في مقدورها بيع شهادات الإيداع في الاسواق الخارجية على عكس اليوروبوند".
وقد تبين انّ اسعار الفوائد المقترحة للاصدار تتراوح بين 11.5 و12.5 في المئة. وهي اسعار مقبولة برأي الخبراء قياساً بالوضع في لبنان، ودرجة تصنيفه والظروف التي يمر بها. لكنّ العبرة تبقى هوية المُكتتبين. ذلك انّ اسعار الفوائد المطروحة قد لا تكون مغرية كثيراً، وهناك احتمال بأن تتغير حسب شهية السوق، على ما يؤكد لـ"الجمهورية" كبير الاقتصاديين في بنك بيبلوس نسيب غبريل.
"النهار": موسكو تؤيد زيارة عون إلى دمشق وواشنطن ترى فيها "قنبلة صوتية"
كتب رضوان عقيل في"النهار": موسكو تؤيد زيارة عون إلى دمشق وواشنطن ترى فيها "قنبلة صوتية"
يشجع الروس تلويح الرئيس ميشال عون بفتح الابواب مع النظام السوري وعدم الاكتفاء بالقنوات الامنية لطي ملف النازحين السوريين المعقّد على أكثر من مستوى محلي وعربي ودولي لاعتبارات عدة تبدأ من قضية النازحين ولا تنتهي عند مسار شكل الحكم في دمشق. ويبقى الأهم في التعامل مع هذا الملف التوقف عند رؤية الادارة الاميركية للمبادرة الروسية التي لم تأخذ طريقها الى التطبيق منذ ثلاثة أعوام. وفي معلومات لـ"النهار" ان ديبلوماسياً اميركياً رفيع المستوى وصف تلك المبادرة بـ"القنبلة الصوتية"، مستنداً الى جملة من التعقيدات تعترض سير هذه المبادرة التي ترحب بها جهات عدة في لبنان، ولاسيما حلفاء النظام الروسي، وانها تنطلق من موسكو التي تبذل جهوداً على خط تنفيذها. ولذلك ترى الديبلوماسية الاميركية ان الدولة اللبنانية مهما حاولت فإنها لن تقدر على اعادة النازحين الى بلادهم بهذه السهولة التي يطرحها البعض بحسب التأكيدات الروسية، وان هذه المبادرة لن تتم حتى لو بسط النظام السوري سيطرته على مساحة لا بأس بها من الاراضي السورية. الموقف الاميركي الصادر عن ديبلوماسي مرموق في زارة الخارجية، ويُعدُّ من الملمّين والمتابعين الجيدين للوضع في سوريا، جاء على مسمع شخصية لبنانية وردّت عليه، لكن الأول استفاض في شرح رؤيته مع تركيزه على نقاط الضعف اللبنانية حيال التعامل مع ملف النازحين، وتوقف عند النقاط والتساؤلات الآتية: 1- كم هو عدد النازحين السوريين الذين عادوا الى بلدهم. فجاءه الجواب: ان عددهم بلغ نحو 200 الف. وردّ الاميركي: لا بأس بهذا العدد، لكن عليكم كلبنانيين ان تتوقفوا جيداً عند نسبة الولادات السورية المرتفعة والتي وصلت الى 300 الف طفل في الاعوام الاخيرة. 2- هناك مئات الآلاف من النازحين السوريين على مقربة من الحدود اللبنانية مع سوريا، وخصوصا من جهة البقاع عند حدود السلسلة الشرقية، فلماذا لا يعود هؤلاء الى بلداتهم وقراهم المجاورة؟ وتحصل هذه العملية في وقت قصير اذا كانت الحكومة السورية جادة في عودة مواطنيها. 3- كم عاد من النازحين السوريين في الاردن الى بلدهم على رغم فتح معبر نصيب بين البلدين؟ ويصل الديبلوماسي الاميركي الى خلاصة هي ان "النظام السوري غير متحمس لعودة مواطنيه النازحين لحسابات تخصه، وان افرقاء آخرين ينشطون على المسرح السوري يعملون على تقسيم البلاد، وان واشنطن تريد سوريا موحدة وغير مقسمة".
"الجمهورية": عون: التواصل مع الأسد حتميّ... إلّا إذا
كتبت راكيل عتيق في "الجمهورية": عون: التواصل مع الأسد حتميّ... إلّا إذا
موقف الرئيس عون لا يهدف إلى تحقيق أغراضٍ سياسية، بل أغراض إنسانية، حسب ما تؤكّد مصادر قريبة منه، إذ حصر التواصل مع الدولة السورية في موضوع النازحين. وتشير إلى أنّ هذا التواصل لن يؤدّي إلى تطبيع العلاقات مع النظام السوري، إذ إنّ التطبيع يكون بين الخصوم، ولبنان غير متخاصم مع الدولة السورية، بل هناك أفرقاء لبنانيون يختلفون سياسياً مع سوريا، كذلك لا حرب بين الدولتين، بل حدود مشتركة وتمثيل ديبلوماسي. وتلفت إلى أنّ هناك سفير لسوريا في بيروت وسفير للبنان في دمشق عيّنته الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري، كذلك ما زال المجلس الأعلى اللبناني - السوري قائماً ولم يُلغَ في مجلس النواب، وهناك معاهدات بين لبنان وسوريا... وبالتالي العلاقات قائمة أساساً. لكن أطراف لبنانية عدّة، تسأل: إذا حصل التواصل، كيف يؤمّن العودة وهي غير مرتبطة بإرادة النظام السوري فحسب، بل بإرادة النازحين، وهم بغالبيتهم يخافون العودة؟ تبعاً لإحصاءات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. بحسب رئيس الجمهورية، يهدف التواصل الى تأمين ضمانات من الدولة السورية للنازحين الموجودين في لبنان، ودعوتهم للعودة عبر إعلان رسمي وتحفيزات. أمّا الخطوات التي يُمكن أن يتّخذها عون في هذا الإطار فهي كثيرة، حسب قريبين منه، فيُمكنه تكليف وزير لزيارة دمشق أو أن يزورها هو شخصياً أو أن يستقبل ضيفاً سورياً في لبنان... كذلك يمكنه زيارة الدول الفاعلة في هذا الإطار. وإذ تعتبر بعض الجهات اللبنانية أنّ على وزارة الخارجية التواصل مع الدول العربية وإقناعها باستقبال النازحين الموجودين في لبنان بدلاً من تعريض علاقات لبنان بالدول المناهضة للنظام السوري للخطر، تشير المصادر الديبلوماسية إلى أنّ موقف الدول القادرة على استقبال النازحين من النظام السوري علني ومعروف، ولقد ساهمت في تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، ولا يمكن أن يمون لبنان عليها في هذا الإطار. وحتى الفاتيكان لم تنجح مساعيه في حضّ الدول الغربية على تأمين عودة النازحين، ولم تلقَ رسائله آذاناً صاغية.
"نداء الوطن": لهذا لن يستخدم "حزب الله" بطاقته "الذهبية"... راهناً
كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": لهذا لن يستخدم "حزب الله" بطاقته "الذهبية"... راهناً
حزب الله قرر خوض معركة مكافحة الفساد، وهو يعتبر نفسه كغيره من مكونات السلطة معنياً بورشة النهوض الاقتصادي بدليل تأييده وللمرة الأولى موازنة العام 2019 وكل مقررات "سيدر". لكن مسؤوليه يقولون في مجالسهم الخاصة إنّ معركتهم الاصلاحية تواجه حائطاً مسدوداً لأسباب تتصل بالسلطة القضائية أولاً، وبالسلطة السياسية الغارقة في فسادها والتي تكتفي بتراشق التهم بالمسؤوليات من دون أن تقدم على أي خطوة جديّة. ومع ذلك، هم يعرفون تماماً أنّ "حزب الله" لم ولن يستخدم ورقة الشارع في هذه الظروف الدقيقة، لأسباب عديدة، يعددها المطلعون على موقف "الحزب" على الشكل الآتي: 1- سيصار إلى ربط أي تحرك قد يقوم به "حزب الله"، بالعقوبات الأميركية بحيث يفقد الحراك قيمته الحقيقية لمصلحة تسييسه وضمّه إلى الصراع الاقليمي الحاصل خلف الحدود. 2- إن النزول إلى الشارع سيُستثمر على أنه موجّه ضدّ عهد الرئيس عون، وهو أمر يستحيل أن يقوم به "حزب الله". 3- إذا لم تكن الخطوة محصّنة شعبياً بحيث تكون نتائجها مضمونة، فلن يقدم عليها "حزب الله". ورغم كل هذه السردية، يتصرف العهد على أساس أنّ التسوية الرئاسية، الثنائية بوجهها المباشر، والثلاثية بوجهها غير المباشر، صامدة حتى نهاية العهد... طالما أنّ الحريري "محبوس" في خياراته، ولا ملجأ له إلّا الرئاسة الأولى.
"النهار": "حزب الله" لا يخشى سقوط التفاهمات والمعادلات لكنه يرى أن زمن "الطفرة والوفرة" شارف الأفول
كتب ابراهيم بيرم في "النهار": "حزب الله" لا يخشى سقوط التفاهمات والمعادلات لكنه يرى أن زمن "الطفرة والوفرة" شارف الأفول
تتوقف الدوائر المعنية ملياً عند المعلومات التي راجت اخيرا عن حملة ضغوط خارجية، وتحديداً اميركية، تمارَس على رئيس الحكومة سعد الحريري "كعقاب وجزاء" له على سلوكه السياسي والتزامه التام بمقتضيات التسوية الرئاسية ومندرجاتها، وبالتالي تعمل الدوائر على استشراف هذا الكلام وأبعاده من منطلق اساسي هو المنحى الايجابي الذي يسود علاقة الحزب بالرئيس الحريري ومستوى الرضا العالي على خطابه وخياراته السياسية البعيدة عن اي لبس، فضلاً عن استمرار التنسيق بين الطرفين، وآخر محطاته اللجنتان السداسيتان (ثلاثة من كل طرف) اللتان سمّاهما الحزب و"التيار الازرق"، وقد عقدتا اكثر من اجتماع في مهمة حصرية هي بلورة قناعات وتفاهمات مشتركة حيال الوضع المالي والاداري للدولة وما يرتبط بذلك من سبل مكافحة الفساد والتسيّب والحيلولة دون بلوغ الانهيار النقدي والمالي. ومع ذلك ليس لدى الحزب اية شكوك في امكان ان تجبر هذه الضغوط الرئيس الحريري على اجراء تغييرات في قناعاته ومسلكيته السياسية، على نحو يدفعه الى فك ارتباطاته والتحلل من التعهدات التي سبق له ان اعطاها لشركائه السياسيين. ولا تخفي الدوائر عينها انه يتناهى الى علمها ما يشاع ويذاع عن ان الحزب صار في وضع المضطر الى أخذ جانب الدفاع عن الحريري في وجه ما يتعرض له من حملات وضغوط تستهدف ثنيه عن خياراته الحالية، وهي تردّ بان الرئيس الحريري ليس معزولا او مهددا او انه، استطرادا، في وضع المحتاج الى دعم وإسناد، بل مازال الأقوى في ساحته ولا يبدو انه في وارد التراجع عن خياراته ورهاناته. والحزب بدوره لا يخفي انه مرتاح الى "الشراكة السياسية" مع الحريري في الحكومة الحالية وخصوصاً في المواقف التي اطلقها في اعقاب عدوان المسيّرتين الاسرائيليتين على الضاحية الجنوبية الشهر الماضي، وقد ورد هذا الارتياح صراحة على لسان وزير الحزب محمد فنيش. الحزب هو على دراية بكل الاجراءات المالية التي بادر اليها اخيرا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالتنسيق مع رئاسة الجمهورية، وهي الاجراءات التي حدَّت من موجة التشاؤم والمخاوف وعدم الاتزان التي غزت السوق النقدية. والمهم ان على الجميع، مسؤولين ومواطنين، ان يدركوا ان زمن "الطفرة والوفرة " قد أذن بالانتهاء، وجاء الزمن المغاير. فهل من سامع ومبادر؟
"النهار": ما هي الرسائل التحذيرية من نصرالله ردّاً على العقوبات؟
كتب احمد عياش في "النهار": ما هي الرسائل التحذيرية من نصرالله ردّاً على العقوبات؟
علمت "النهار" من مصادر شيعية معارضة، ان الامين العام حسن نصرالله وجّه شخصيا رسائل حملها موفدون قياديون الى الرؤساء الثلاثة تعبّر عن الاستياء من العقوبات الاميركية بحق المصالح الشيعية في لبنان والخارج، والتي بلغت شدتها بإقفال مصرف تعود ملكيته الى عائلة من هذه الطائفة. وترافقت رسائل نصرالله هذه مع دعوة الى المسؤولين ليكونوا أكثر حزماً في مواجهة السلوك الاميركي الذي يستهدف هذه المصالح لا أن يكونوا "ملكيين أكثر من الملك" على حد قول هذه المصادر. في مشهد الاحتجاج الذي شهدته البلاد في عطلة نهاية الاسبوع المنصرم، لفت المراقبين ان تعدد الرسائل لهذا الاحتجاج يعكس أيضا تعدد الحسابات التي تعود الى الجهات التي شاركت في هذه المناسبة. ومن هذه الرسائل في وسط بيروت ان المتظاهرين الذين تدفقوا من الجوار يمثلون توجها شيعيا صبّ جام غضبه على الرئيس عون، ما عكس التوتر القائم في العلاقات بين الاخير وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري. أما الرسالة التي جرى توجيهها من طرابلس فعكست توجهاً سنيّاً قريباً من قوى 8 آذار معادياً لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. أما سائر الرسائل التي صدرت من البقاع والضاحية الجنوبية والجنوب فأظهرت تنوعاً لمصالح الثنائي الشيعي. الى أين تتجه الامور بعد انقضاء جولة العقوبات الاميركية الاخيرة وأزمة سيولة الدولار؟ في رأي الخبراء ان كلمة "جولة"، وهي في مكانها، تعني أن هناك جولات أخرى على الطريق. ما هو التأثير الذي تركته رسائل نصرالله، إذا ما افترضنا انها قد أُرسلت الى الرؤساء الثلاثة؟ ما هو واضح اليوم، ان هذا التأثير ضعضع مجدداً وحدة الحكم، كما ظهر فجأة في الخصومة المتجددة بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل". وليس من المستبعد ان يكون هناك المزيد على هذا المستوى.
"النهار": الرسائل الإيرانية من نصرالله إلى سليماني
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": الرسائل الإيرانية من نصرالله إلى سليماني
بث التلفزيون الإيراني مقابلة مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، كشف فيها عن دوره في لبنان خلال الحرب بين اسرائيل و"حزب الله" في تموز 2006. وشرح فيها كيف انتقل إلى لبنان عبر سوريا للوقوف إلى جانب "حزب الله" طيلة الحرب التي استمرت 33 يوما. وكشف سليماني عن هذا الموضوع إنما يفيد بأن إيران تتصرف في لبنان من دون أي ضوابط، بما فيها تنقلات مسؤول الحرس الثوري، وان ايران تستخدم لبنان ساحة وتدير معاركها مع اسرائيل من جنوب لبنان. ما عرضه سليماني لا يمكن ان يعتبر دعما للبنان، وهو لم يشر الى ذلك في أي حال، بل في اطار دعم جيش او تنظيم يشكل جيشا موازيا للجيش اللبناني كما حصل ويحصل في العراق، على قاعدة اختراق ايران سيادة الدول العربية بتنظيماتها الموالية والموازية للدولة. هذه العوامل كلها، تساهم في زيادة المأزق الذي يواجهه لبنان، خصوصا في الوضع الراهن، إذ تعبر عن المدى الذي يخضع فيه لتأثير المنطقة وحسابات اللاعبين فيها. يسأل البعض إذا كانت ايران توجه رسائل حول قدرتها على خربطة الوضع الاقتصادي في مقابل ما يعتبره الحزب خربطة اميركية لهذا الوضع على خلفية العقوبات على "جمال تراست بنك" وما قد يطاول مؤسسات او شخصيات أخرى، وان ليس الاميركيون وحدهم من يستطيع ذلك، خصوصا أن إقفال المصرف المذكور رتب تبعات يتحملها المصرف المركزي في لبنان، نظرا الى وجود نحو 89 ألف مودع ألقيت ودائعهم على عاتق المصرف في وقت بالغ الصعوبة للبنان ماليا واقتصاديا. وإذا أخذ في الاعتبار مدى رهان الولايات المتحدة في تعاونها مع المصرف المركزي في لبنان وقيادة الجيش باعتبارهما القطاعين الوحيدين اللذين تهتم بهما الى جانب التوازنات السياسية في البلد، فإن إيران تظهر سيطرتها على مفاصل في لبنان لا تقل محورية وفق ما تعرف واشنطن وتعرف غالبية دول العالم واللبنانيون أنفسهم. أما موقف الزعماء اللبنانيين من هذه العناصر فموضوع آخر، لكنه غالبا موضوع محرج ومربك، خصوصا بالنسبة الى الفريق الداعم للحزب من زاوية تمثيله "حق اللبنانيين في الدفاع عن لبنان"، فيما المسألة في غالبيتها في مكان آخر كليا.
"النهار": الدولة صنعت الخراب؟
كتب راجح الخوري في "النهار": الدولة صنعت الخراب؟
"كلما تعمقنا في الأمور، نرى ان هناك مئات الملايين من الدولارات تصرف في البلد، هدراً او بسبب نقص التنسيق بين المنظمات المانحة، لذا يجب علينا كدولة وكمحافظات وبلديات، ان نُعِد لائحة بالأولويات للتأكد من صرف الأموال في مكانها الصحيح، تلافياً لما حصل مثلاً في احدى الوزارات، التي مكننت إدارتها بمبلغ عشرة ملايين دولار ليتبين في ما بعد ان النظام التشغيلي غير صالح للعمل مع باقي الوزارات! كان ذلك أول من أمس حديث الرئيس الحريري في اجتماع اللجنة الفنية لتنسيق الخدمات الضرورية في المحافظات، وهو ما يستدعي طرح بعض الأسئلة حول مسار الأمور في هذه الدولة العظيمة: أولاً: ما هي تلك الوزارة النبيهة التي مكننت إدارتها بهذا المبلغ، الذي يمكن ان يمكنن مجموعة وزارية كاملة، ثانياً: من هو الوزير النبيه الذي جرت هذه الفضيحة في وزارته والتي لم يعلن عنها على ما نتصور، ثالثاً: هل جرت مناقصة وفق دفتر شروط يفرض على الشركة التي نفذت المكننة ان تضمن السلامة التشغيلية للأجهزة وما إذا كانت صالحة للعمل مع باقي الوزارات، رابعاً: هل تضمن العقد بنداً جزائياً يفرض على تلك الشركة تحمل النفقات والأضرار والتعويضات، خامساً: هل سددت الدولة السعيدة مبلغ العشرة ملايين دولار ولم تقاضِ الشركة، سادساً: هل سبق ان أعلن عن هذه الفضيحة الموصوفة ليعلم الناس ان هناك دولة تسهر على حقوقها وأموالها، سابعاً: لماذا لا يعلن اسم الوزارة واسم الوزير واسم الشركة المتعهدة، ثامناً: وهو الأهم هل تمت محاسبة أحد عن هذا الخطأ الذي يؤدي في بلاد العالم ودول العالم الى استقالة الوزير وإعتذاره من الناس؟ عشرة ملايين دولار بسيطة، مكننة لا تعمل بسيطة، ٣٣ مليار دولار خسائر مؤسسة خردة نسميها الكهرباء بسيطة، لكن ما ليس بسيطاً على الإطلاق ان تكون هذه الشعوب اللبنانية الغافية أمام خطاب تكرره الدولة عادة وهو الذي يضعنا أمام خيار من إثنين: عليكم إما التضحية والتحمل وإما الانهيار والخراب! يقول رئيس الحكومة إن المصيبة حصلت بسبب السياسيين وخلافاتهم، ولكن كيف يكون الحل مع الذين هم المصيبة، وكيف تسترجعون ثقة المواطنين بالدولة التي هي أصل المصيبة… فعلاً كما قلت دولة الرئيس: الإتكال على رب العالمين، بما أنه سبحانه وتعالى يتفرّغ فقط لحل مشاكل لبنان!
"الجمهورية": الحلّ: حكومة إختصاصيِّين
كتب سعيد مالك في "الجمهورية": الحلّ: حكومة إختصاصيِّين
لبنان يُصدّر الأدمغة، ويمتلك قدرات فكرية متخصصة هائلة في الاقتصاد والتجارة والصناعة والإدارة والقانون و... كذا... . بالتالي، أَلَيسَ من الأنسب، وفي وضعنا المأزوم الراهن، أن نستعين بتلك الأدمغة والخبرات والقدرات، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان؟؟؟ ماذا سنقول لأبنائنا غدًا، بعد خسارة الوطن، وانهيار الهيكل، أنقول لهم أنّ إحجامنا عن إيلاء أصحاب الاختصاص دفّة الإنقاذ، أطاح بكلّ شيء، بما في ذلك الوطن؟؟؟ لم يعُد أمامنا يا سادة، إلّا القليل القليل من الوقت قبل السقوط المدوّي، فإن لم نذهب إلى حكومة من الاختصاصيين قبل فوات الأوان، سيلعننا التاريخ، وإلى أبد الآبدين. وفي الختام، أتوجّه إلى السياسيين، وأصحاب القرار، والحلّ والربط، لا تقولوا أنّ الوضع بألف خير، فالمواطن يئنّ من الألم، وبات على شفير الانهيار، ولا تكرّروا مقولة الملك لويس الرابع عشر حين سخِر قائلاً (ومن بعدي الطوفان)، لأنّه لن يبقى أحد بعد الطوفان، كون الطوفان وبحال حصل، سيجرفنا جميعاً دون أيّ استثناء. مع التأكيد والإصرار على انّ الاحتكام الى الشارع لم يكن يوماً هو السبيل، انّما اتخاذ القرارات الحكيمة، يبقى هو الحلّ الأوحد والصائب في آن. وفي الخلاصة، لا بديل راهناً من الذهاب نحو تشكيل حكومة من الاختصاصيين، حكومة كفاءات، قبل فوات الأوان.
"النهار": "الدولار الاجتماعي" ليس الحلّ
كتب غسان حجار في "النهار": "الدولار الاجتماعي" ليس الحلّ
بالامس، استمعت الى نقاش يحمّل الحاكم مسؤولية فقدان الدولار من الاسواق بسبب سياسته المالية والنقدية. لم يتطرق المتحدثون، ولكل انتماؤه السياسي، الى مسؤولية الدولة مجتمعة، والطبقة الحاكمة تحديدا، عما آلت اليه الامور، ولم يستند النقاش الى أرقام واضحة. إذا كانت قيمة ما يستورده لبنان 20 مليار دولار في السنة، فيما يصدّر بنحو 3 مليارات، فهذا يعني أن العجز يبلغ 17 مليار دولار لا يمكن الحاكم توفيرها من دون مداخيل متأتية من زيادة نسبة النمو عبر استثمارات خارجية جديدة غير متوافرة في لبنان حاليا، بل تكاد تكون معدومة. وإذا كانت تحويلات المغتربين تراجعت من نحو 8 مليارات دولار سنويا، الى 5 مليارات أو ما دون، تعود لتخرج بواسطة العمالة الاجنبية على أنواعها، فالواضح أن مفعول التحويلات بات يقارب الصفر. وإذا كان التجار زادوا نسبة الاستيراد لإرسال بضائع الى سوريا وجني الأرباح، فإنهم بذلك يزيدون خسارة البلد لأنهم يقبضون بالعملة السورية ويطلبون تحويلها الى الدولار من رصيد لبنان. أضف الى ذلك عجز الكهرباء، ونقل بعض الحسابات الى الخارج، وتخزين احتياط دولارات في الخزنات الحديد في البيوت والشركات، فمن أين يأتي الحاكم بالدولارات؟ إن ابتكار "الدولار الاجتماعي" لتوفير الحاجات الضرورية لحياة اللبنانيين، ليس حلا إطلاقا، بل هو "توريط" للمصرف المركزي، وهروب الى الامام، بل الى المجهول، ما لم تسارع السلطة السياسية الى إطلاق سلسلة إجراءات إصلاح وتقشف، علما أنها تأخرت في القيام بذلك، ولم يعد الوقت في مصلحة البلد. الدولار الاجتماعي سيزيد التضخم حتما، وسيخلق سوقا موازية، وسيصرف جزءا من الاحتياط، لكنه سيؤجل الانهيار في انتظار أعجوبة ما.
"الاخبار": كشّافة السعودية تضرب في لبنان: المهمّة إضعاف حزب الله
كتبت ليا القزي في "الاخبار": كشّافة السعودية تضرب في لبنان: المهمّة إضعاف حزب الله
لا تحيد الرؤية السعودية ضد المقاومة في لبنان عن نظيرتيها الأميركية والإسرائيلية. تلتحق بهما، مُقدّمةً نفسها أداةً لمواجهة حزب الله. في خطتها المُسماة مواجهة عملاء إيران، تنهل الوثيقة التي قدّمتها السعودية إلى الولايات المتحدة الأميركية، من أدبيات عبرية علنية لمواجهة الحزب، كما تُقدّم أفكاراً عدّة لـتطويق المقاومة، تصدف أن تكون متطابقة مع المتطلبات الإسرائيلية. تتوزع الخطة على أربعة محاور: السياسي، الاقتصادي، الإعلامي، العسكري. أولاً: المحور السياسي، في آذار الـ2016، صنّف مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، حزب الله كمنظمة إرهابية. تبع القرار اجتماعٌ لمجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان، في الشهر نفسه، مؤكّداً قرار التعاون الخليجي وبالتعاون مع المحاكم الأوروبية والدولية، كشفت السعودية في الوثيقة عن اقتراحها رفع قضايا ضدّ حزب الله وخاصة عن جرائمه في سوريا وفي الداخل اللبناني. بعد تطويق الحزب إقليمياً ودولياً، يأتي دور استقطاب التيارات السياسية المتحالفة معه وخاصة التيارات المسيحية (التيار الوطني الحر وتيار المردة)، مع العمل على الضغط على هذه التيارات من قِبل الدول الصديقة، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا. كذلك أوردت الوثيقة بنداً خاصاً لـدعم الشخصيات المؤثرة والمعتدلة داخل المكون الشيعي سياسياً ومالياً، وذلك من خلال: 1- التركيز على قاعدة الشباب الشيعي لخلق مجموعات معتدلة في فكرها. 2- بذل مجهودات حقيقية لاستقطاب القيادات الشابة داخل حزب الله نفسه. إضافة إلى دعم الشخصيات المعارضة لحزب الله من خلال دعمهم في الانتخابات النيابية لتتمكّن من الحصول على أغلبية برلمانية. ثانياً: المحور الاقتصادي، نال المحور الاقتصادي حيّزاً من مبادرة إضعاف حزب الله على قاعدة تجفيف موارده المادية، وإبعاده عن المرافق الحيوية لذا تطرح الخطة تشديد ومراقبة التحويلات المالية على لبنان. عملياً، توقفت في 2016 التحويلات المالية من السعودية إلى لبنان، وفي 2017 رُفض تحويل الأموال إلى بيروت إلا بعد موافقة الكفيل وطلب مستندات والتحقق من مصادر الأموال. بالتوازي مع مراقبة التحويلات المالية، فُرضت عقوبات أميركية على المصارف والمؤسسات «لتي تُقدّم أيّ مساعدة لحزب الله، أو مقربين منه. الأداة الاقتصادية بعد العقوبات المباشرة وتطرحها السعودية في المبادرة، هي الحدّ من سيطرة حزب الله على المنافذ الدولية (مطار بيروت الدولي، ميناء بيروت البحري) من خلال إجراءات ضغط، وتوظيف تأثير المملكة التجاري والسياحي، مع التخطيط لإنشاء مطار دولي بديل يكون شمالاً بحيث لا يخضع بأيّ حال لسيطرة حزب الله. ثالثاً: المحور الإعلامي
تذكر الوثيقة أنّه يجب دعم القنوات الإعلامية اللبنانية والتلفزيونية المعتدلة والوطنية المناهضة لسياسات حزب الله، والعمل معها على وضع سياسات لكشف تجاوزات الحزب وتوجيهاته العقائدي. رابعاً: المحور العسكري ، آخر المحاور في مستند مواجهة حزب الله في لبنان هو المحور العسكري حيث تتراوح بنوده بين تشديد الرقابة بالوسائل كافة على تهريب الأسلحة لحزب الله، وتفعيل دور قوات الأمم المتّحدة لتتمكّن من الاضطلاع بمراقبة الحدود البرية مع سوريا والحدود البحرية، وتشدّد الوثيقة على أن الدعم السعودي للجيش اللبناني مشروط. وتقول الوثيقة إنه يمكن تقوية الجيش اللبناني والمؤسسات الحكومية بعد التأكّد من خلو سيطرة الحزب عليها وتنظيفها بالكامل من عناصره.
"الجمهورية": ما بين الطبقة السياسية والجيش اللبناني
كتب جوني منير في "الجمهورية": ما بين الطبقة السياسية والجيش اللبناني
ان تحظى المؤسسة العسكرية بهذا القدر من الاحترام الخارجي، ولاسيّما الاميركي، فهي مسألة حسّاسة للكثير من المسؤولين. رغم ان قائد الجيش خلال زياراته الاربع للولايات المتحدة الاميركية لم يبحث أو يتطرق أو حتى يلمّح الى ايّ مسألة تتجاوز نطاق مهمة الجيش العسكرية ومتطلباته. حتى في زيارته الاخيرة، والتي سبقها الكثير من اللغط في لبنان حول استحقاق رئاسة الجمهورية المقبل، فإنّ الكلام لم يخرج للحظة خارج الاطار العسكري البحت، وهو ما كشفته مصادر ديبلوماسية اميركية معنية، وأضافت أنّ هذا ما زاد احترام المسؤولين الاميركيين لقائد الجيش. ومع التسريب المقصود لصورة قائد الجيش مع العميل عامر فاخوري، كان واضحاً أنّ ثمّة اصراراً على استهداف العماد جوزف عون. فتولى أحد الاشخاص المعروفين مهمة الاصرار لكي يجري توزيع الصورة. الجهة الفعلية كانت معروفة، بل انّ التحقيق في مصدر توزيع البرقية المزوّرة حيال الفاخوري جرى تتبّعه ليتبين انه مخيم عين الحلوة. طبعاً هذا لا يعني ان جهة فلسطينية هي التي ارادت ذلك من تلقاء نفسها، بل قد يكون أن جهة ما لبنانية طلبت هذه الخدمة في اطار تبادل الخدمات. وأنّ الاخطاء الواردة في البرقية المزورة قد تكون مقصودة لتجهيل الفاعل. بالتأكيد لن يكون ملف الفاخوري هو آخر الاستهدافات في حقّ الجيش، والغالب انه ستكون هنالك فخاخ كثيرة طالما أن اللغة داخل الجيش هي لغة عسكرية صرفة من دون نكهة سياسية، وطالما انه يحظى باحترام الأقربين والأبعدين. هذا لن يعجب الطبقة السياسية بالتأكيد.
مؤتمر صحافي للجميل
يعقد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل مؤتمراً صحافياً، واوضحت مصادر كتائبية لـ"الجمهورية" ان الغاية منه شرح الازمة الاقتصادية والسياسية التي نعيشها، وتفصيل الامور التي أوصلت الامور الى هذا الحد سياسياً واقتصادياً، مع تحديد المسؤوليات ودعوة السلطة ان تحمل مسؤولياتها، ورسم خريطة طريق للخروج من الازمة السياسية والاقتصادية.
واكدت المصادر ان "لا تغيير في مقاربة الكتائب للازمة لأنها في الاساس كانت ترى هذه الازمة منذ سنوات وحذّرت منها، فمن الواضح ان هذه التسوية التي جرت من 3 سنوات، هي التي أوصلت البلد الى المأزق السياسي والاقتصادي الذي نمر به اليوم. وبالتالي، يتحمّل اطراف هذه التسوية المسؤولية على الاداء السيئ الذي قدّموه منذ 3 سنوات حتى اليوم.
قضية الادعاء على "نداء الوطن"
أعلنت "نداء الوطن" أن "لجنة حماية الصحافيين" الدولية ومقرها نيويورك أصدرت بياناً أمس شرحت فيه قضية الادعاء عليها وعممته على كل المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة والتعبير وبحقوق الإنسان. وبعدما سردت تفاصيل القضية أشارت إلى مراسلتها في لبنان كلاً من القصر الجمهوري ووزير العدل والنيابة العامة التمييزية والنائب العام الاستئنافي وطرحها عليهم أسئلة في الموضوع لكنها لم تلق اي اجابة.
"الشرق الاوسط": الاشتراكي يعد ورقة إصلاحات لتجنب انهيار الاقتصاد اللبناني
كتب نذير رضا في "الشرق الاوسط": الاشتراكي يعد ورقة إصلاحات لتجنب انهيار الاقتصاد اللبناني
أنجز الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان ورقة إصلاحات اقتصادية ومالية، تُعدّ نسخة مطورة عن الورقة الاقتصادية التي أعدها قبل أشهر وعرضها على القوى السياسية؛ بهدف إنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي، منعاً للانهيار الاقتصادي في البلاد. وقال عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن لـ"الشرق الأوسط"، إن المقترح الذي تم تقديمه للحريري يتضمن الرؤية الاقتصادية وملاحظات حول الموازنة، وآلية تتضمن دفتر شروط لإنتاج الطاقة، لافتاً إلى أن الأوراق الثلاث تم تقديمها في الوقت نفسه، ولم يتسنّ له بعد الاطلاع عليها، وسيناقشها مع فريقه الاقتصادي. وقال لـ"الشرق الأوسط": «رغم أهمية الجهد الذي تبذله الحكومة وجدية الملاحظات التي تقدمها، فإن الأهمية الآن هي كيف ننحو صوب الإصلاحات الجدية. وأضاف: نمرّ بأزمة كبيرة، وثمة حرص لدينا على تنفيذ الحكومة للإصلاحات، مشدداً على أن جوهر التحرك الذي يقوم به الاشتراكي متعلق بكيفية تسريع الإصلاحات. وقال: «ا صعوبات بتنفيذ هذه الورقة. الصعوبة هي أن نتقبل فكرة الانهيار، وليس المبادرة إلى الإصلاحات»، مشيراً إلى أن الورقة تتضمن جملة مقترحات قابلة للتنفيذ «لكنها تحتاج إلى إرادة ونية لتطبيقها. وتتضمن ورقة الاشتراكي الاقتصادية وضع خطة لاستنهاض وتحفيز القطاعات الإنتاجية، مثل الزراعة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات، وزيادة الرسوم على استيراد المنتجات التي يصنع مثلها في لبنان. وتشدد على وجوب تخفيض أهم أسباب العجز العام. وفيما يتعلق بالأجور، تقترح تطبيق سلسلة رتب ورواتب موحدة بين المؤسسات العامة والإدارات وكل المؤسسات ذات المنفعة العامة والمصالح المستقلة الممولة من الدولة. وتولي الورقة اهتماماً بقطاع الكهرباء لتخفيض العجز فيه، وتشدد على ضرورة الالتزام بسقف التحويلات من الخزينة إلى مؤسسة كهرباء لبنان بـ1500 مليار ليرة لعام 2020 (مليار دولار تقريباً)، كما تقترح إصلاحات ضريبية ومالية وإدارية ومؤسساتية، وإصلاح أنظمة التقاعد والتقديمات، وإصلاحات تربوية.
"الشرق الاوسط": وزراء القوات اللبنانية يهددون بالانسحاب من لجنة الموازنة
كتب يوسف دياب في "الشرق الاوسط": وزراء القوات اللبنانية يهددون بالانسحاب من لجنة الموازنة
رأى وزير العمل كميل أبو سليمان (أحد وزراء الحزب في الحكومة)، أن مشروع موازنة 2020، خالٍ من أي بنود إصلاحية، وطلبنا منذ الأسبوع الماضي سلسلة إجراءات إصلاحية بنيوية تسير بالتوازي مع درس الموازنة، ويبدو أن هناك تجاهلاً لهذا الطلب. وأكد أبو سليمان لـ"الشرق الأوسط" أن وزراء القوات جديون بالتهديد بالانسحاب من اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الموازنة. وقال: نحن لا نبحث عن مشكلة بل نريد حلاً للأزمات التي يتخبط بها البلد، ويبدو أن الآخرين غير جادين في الوصول إلى الحل. وأشار إلى أن السياسات الخاطئة وضعت لبنان في قلب الخطر، بدليل المظاهرات الاحتجاجية التي عادت إلى الشارع، وخطر انهيار الليرة، وتراجع التصنيف الائتماني للبنان، سواء من قبل مؤسسات التصنيف الدولية أو الأسواق العالمية، ونحن كفريق سياسي لا نقبل أن نبقى شهود زور على ما يحصل. واستغرب الوزير أبو سليمان كيف أن مشروع الموازنة تجاهل الطروحات المقدمة في ورقة بعبدا الاقتصادية، والخطط المقدمة من أطراف سياسية عدة. وأضاف: نحن في القوات اللبنانية قدمنا ورقة تتضمن 17 بنداً، تبدأ بإصلاح جهاز الجمارك، ووقف تضارب الصلاحيات داخله، وتوفير أجهزة المسح للكشف الدقيق، وتوفر البيانات الجمركية للبضائع المستوردة من بلد المنشأ، لوقف التهرب الضريبي، ومعالجة تراجع مداخيل الاتصالات، وخصخصة القطاع الخليوي بدل أن تحتكره الدولة بشركتين فقط، وتشكيل الهيئة الناظمة للاتصالات.
ودعا وزير العمل إلى البدء بتطبيق خطة الكهرباء بأسرع وقت، وتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء من أصحاب الكفاءة العالية، لا أن تبقى هذه المؤسسة تابعة للوزارة. ورأى أنه إذا عجزت الحكومة عن هذه المهمة، فإننا نطالب بتشكيل حكومة تكنوقراط من أصحاب الاختصاص، قادرة على اجتراح الحلول لهذه الأزمات.
"الاخبار": إنتخابات"الشرعي" في طرابلس وعكار: صراع أجنحة في المستقبل
كتب عبد الكافي الصمد في "الاخبار": إنتخابات"الشرعي" في طرابلس وعكار: صراع أجنحة في المستقبل
إنتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في طرابلس والشمال، المقررة في 13 الجاري، دخلت مرحلة جديدة من التجاذب، في ظل إتصالات مفتوحة بين القوى المعنية للتوصل إلى توافق، وإلا الذهاب إلى تنافس يكون صندوق الإقتراع الحكم الفاصل فيه. فمن أصل 24 عضواً يضمّهم المجلس، موزّعين على المناطق اللبنانية، تقدم 40 مرشحاً بترشيحاتهم في دائرة الشمال (تضم أقضية طرابلس والمنية - الضنية وزغرتا والكورة والبترون)، للفوز بالمقاعد السبعة في هذه الدائرة، إضافة الى ثامن يعينه عادة مفتي الجمهورية وسيكون على الأغلب محسوباً على تيار المستقبل. وفي حين اكتملت ملامح التحالف الثلاثي الذي يضم الرئيس نجيب ميقاتي والنائبين جهاد الصمد وفيصل كرامي، يسيطر غموض وإرباك على جبهة تيار المستقبل الذي لم يحسم بعد أسماء مرشحيه ولا تحالفاته. مصادر قريبة من ميقاتي أكّدت لـ"الأخبار" أن التحالف الثلاثي صلب ومتماسك، ولديه أربعة أسماء باتت نهائية. وفيما شدّدت على أننا نحبّذ التوافق مع تيار المستقبل، أشارت الى أنه في حال رفض التيار التوافق، سنذهب إلى الإنتخابات بلائحة غير مكتملة، وسنكون الطرف الأقوى.وفي المعلومات أن التنافس على منصب نائب رئيس المجلس (مفتي الجمهورية يكون حكماً رئيساً للمجلس) هو ما يؤخر إنجاز التوافق بسبب ترشيح ميقاتي المشرف على جمعية العزم والسعادة عبد الإله ميقاتي الى منصب نائب الرئيس، فيما يتمسك تيار المستقبل بهذا الموقع ضمن حصته. المصادر أوضحت أن تأخير التوافق سببه أيضاً التنافس والكباش داخل التيار الأزرق على الامساك بحصته في المجلس، خصوصاً بين الرئيس فؤاد السنيورة والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، إضافة إلى رفض بعض المستقبليين أن تكون حصّة تيارهم 3 أعضاء من 7. في المقلب الآخر، لم يسجل لتيار المستقبل أي خطوة في هذا الإطار سوى ترويج مقربين منه أسماء مرشحين محسوبين عليه في طرابلس، وإعلان سبعة مرشحين من الضنية، بعد اجتماعهم قبل نحو أسبوعين في مكتب النائب السابق أحمد فتفت، التوافق على من تختاره من بينهم قيادة التيار، وعلى رأسها الرئيس سعد الحريري. فيما أكّدت مصادر متابعة لهذا الملف في المستقبل أننا نواجه مشكلة كثرة المرشحين. وإذا كان بعض هؤلاء ممن يمكن أن نمون عليهم، فإن لا مونة لنا على آخرين. أما في محافظة عكار، فإن التنافس يدور بين مرشحي تيار المستقبل نفسه في غياب أي قوة إنتخابية مقابلة. علماً أن حصة هذه المحافظة الكبيرة (يبلغ عدد أفراد ناخبيها 170 في مقابل 148 في الشمال) تقتصر على عضو واحد في مقابل سبعة لدائرة طرابلس والشمال، وهو خلل تقول أوساط قريبة من المستقبل أنه سيعالج بتعيين عضوين من عكار في المجلس الشرعي بدلاً من واحد.
"الاخبار": مُناقَلات تُثير غضباً "مستقبلياً" في أوجيرو: كريدية يُلغي "المذكّرة البرتقالية"
كتبت ميسم رزق في "الاخبار": مُناقَلات تُثير غضباً "مستقبلياً" في أوجيرو: كريدية يُلغي "المذكّرة البرتقالية"
ينَ ليلةٍ وضُحاها، أصدر المدير العام لهيئة أوجيرو عماد كريدية قراراً باستكمال الهيكلية وتحديد الوظائف والمَهام في مديرية الشبكات في الهيئة، قبل أن يصدر قراراً آخر بتجميد قراره! وبحسب مصادر في الهيئة، أثار إصدار القرار وتجميده بلبلة في صفوف الموظفين الذين بدأوا بتبادل رسائل عن استهداف لفريق (تيار المستقبل) كان طوال السنوات الماضية مسيطراً، إدارياً وعددياً ومهنياً. فما هو هذا القرار ولماذا تراجع كريدية عنه؟ في 30 أيلول الماضي، أصدر المدير العام للهيئة مذكّرة (رقم 100/ م.ع/ 2019)، وصفتها مصادر في الهيئة بـالمذكّرة البرتقالية، وتضمّنت ثلاث موادّ، أعفت بعض الموظفين من مَهامهم وكلّفتهم بمَهام أخرى. المذكّرة التي حصلت عليها "الأخبار" تقضي بنقل كل من ميشال عون من مركز رئيس قطاع شبكات (ج ل 2) إلى مساعد عملاني للقطاعات الجغرافية، ونويل عرموني من رئيس قطاع شبكات (ج ل 1) إلى مساعد عملاني للمسالك والدعم، ومحمد كوثراني من رئيس قطاع شبكات النبطية إلى مساعد عملاني للخدمات. المصادر أكّدت أن الترقيات جاءت لأن المذكورين ينتمون إلى التيار الوطني الحر أو مقربون منه وهم من جماعة مدير الشبكات هادي أبو فرحات. المذكّرة أثارت استياء تيار المستقبل لأنّ من ضمن المناقلات جرى استبعاد مساعدة التنسيق التابعة لتيار المستقبل تهامة غادر وتم إلغاء هذا الموقع في مديرية الشبكات، إذ تمّ نقلها من المديرية إلى جهاز التفتيش والمتابعة كمساعد رئيس جهاز لشؤون ملحقين بالوزارة. وبحسب المصادر فإن تجميد القرار بعد يوم واحد أتى نتيجة تدخّلات وضغوطات قامت بها النائبة بهية الحريري والأمين العام لتيار المُستقبل أحمد الحريري. نفى كريدية أي خلفية سياسية للمذكّرتين. وفي اتصال مع "الأخبار" قال مدير عام أوجيرو إنه لم يتمّ إلغاء المذكّرة، بل جرى تجميدها لفترة معينة، مشيراً إلى أن هناك نقصاً في بعض التقارير التي تتعلّق بآليات العمل بين القطاعات، ونحن بانتظار الانتهاء منها لمنع تضارب الصلاحيات. وأضاف كريدية أنا ما بشتغل سياسي، والربط بين ما يجري في الهيئة والتجاذب السياسي الحاصل في الخارج غير منطقي.
أسرار وكواليس
النهار
ـ تعيش إدارة مؤسسة عامة تخبطا إداريا غير مسبوق على خلفية المناوشات الحادة بين تيارين سياسيين، يدفع الموظفون ثمنها. فبعدما اصدر مديرها العام قرارا غير معلل بنقل موظفين من مديرية الى اقسام أخرى، عاد وتراجع عنه في اليوم التالي تحت وطأة ضغوط سياسية .
ـينقل عن رئيس الجمهورية نيته تفعيل اجراءات استرداد الاموال العامة المسروقة من سياسيين ورجال اعمال افادوا من الفوضى التي كانت قائمة في عهود سابقة.
ـ قال حقوقي بارز ان التعيينات القضائية جاءت ممتازة بعكس ما حصل في المجلس الدستوري حيث ان واحدا من عشرة متخصص في القضايا الدستورية.
الجمهورية
ـ قال أحد النواب أن لديه أكثر من 2600 سيرة ذاتية لعاطلين عن العمل في أدراج مكتبه، ولم ّيستطع تأمين فرصة عمل لأي منهم بسبب الوضع الإقتصادي السيئ.
ـ لاحظت أوساط سياسية أن إحدى الطوائف الأساسية في لبنان ليس لديها حصة مثل باقي الطوائف في موضوع سينطرح قريبًا في مجلس الوزراء.
ـ إتخذ حزب بارز قرارًا ضمنيًا ومن دون إعلان يقضي باعتبار أحد أعضائه البارزين خارج الإطار التنظيمي للحزب المذكور.
اللواء
ـ يدرس مرجع مسؤول إمكانية إقامة دعوى على وسيلة إعلام دولية، على خلفية حملة معروفة الأهداف..
ـ تعيش حركة سياسية خضة صامتة على خلفية تدخلات وأداء بعض الوزراء.
ـ اتهم مسؤول في تيّار موالٍ رئيس لقاء نيابي بأنه فأجأ هذا الفريق بحجم انتقاداته لمشروع العهد!
نداء الوطن
ـ حرص المعنيون، بما تردد عن محاولات لتطيير الحكومة، على التأكيد أن الأحداث الجارية لا تطاول لا الحكومة ولا رئيسها الذي لا بديل عنه في المرحلة الحالية وبالتالي لا مبرر لاستهدافه.
ـ لا يخلو الحديث في خبر "نيويورك تايمز" من توجيه إصبع الاتهام إلى شخصية بيروتية، كثيرة الأسفار ولم تتول سابقا حقيبة وزارية.
ـ يتردد أن شخصية بارزة من قوى الثامن من آذار غـير مرغوب فيها سورياً في الوقت الراهن.