عرب وعالم

إقالة ألف "فاسد" في العراق.. واتصالات للتهدئة

تم النشر في 3 تشرين الأول 2019 | 00:00

أعلن مجلس مكافحة الفساد في العراق أنه تم إيقاف نحو ألف موظف بتهم الاختلاس وتبديد المال ‏العام.‏

وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن "المجلس الأعلى لمكافحة الفساد اطلع في الجلسة التي ‏عقدت برئاسة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي الخميس، على تقرير هيئة النزاهة/دائرة ‏التحقيقات بخصوص الموظفين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية متعلقة بالنزاهة سواء كان ‏هدر المال العام أو تعمد الإضرار بالمال العام أو الاختلاس أو الإثراء على حساب المال العام ‏وغيرها من جرائم النزاهة".‏

وحسب الوكالة "وجه المجلس، بتنحية ألف موظف بمختلف الدرجات الوظيفية، وبمختلف ‏مؤسسات الدولة عن مواقعهم الوظيفية التي يشغلونها وعدم تسليمهم أي مناصب قيادية عليا أو ‏وسطى مستقبلاً، لما لذلك من إضرار بالدولة ومؤسساتها ويُعمق الإثراء على حساب المال العام ‏ويعزز الكسب غير المشروع".‏

اتصالات رسمية

إلى ذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي أن عادل عبدالمهدي يتابع "الاتصالات المستمرة" ‏مع المتظاهرين، الذين خرجوا لليوم الثالث على التوالي تنديداً بالفساد وتنامي نفوذ إيران وضعف ‏الخدمات.‏

وقال المكتب، في بيان، إن عبد المهدي "يتابع الاتصالات المستمرة بممثلين عن المتظاهرين ‏السلميين للنظر بالطلبات المشروعة، وصولاً إلى ما يلبي تطلعات شعبنا وفئة الشباب منهم خاصة ‏لتهدئة الأوضاع والعودة إلى الحياة الطبيعية والتهيؤ للقاء بهم"، وقد حدد أرقاماً هاتفية للتواصل.‏

وفرضت قوات الأمن العراقية حظراً للتجول على مدار الساعة في بغداد ومحافظات أخرى ‏وأطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع الخميس لتفريق الاحتجاجات المناهضة للحكومة.‏

حجب إنترنت

وفي محاولة يائسة لقمع الاحتجاجات، التي كانت عفوية ومدفوعة في أغلبها بالمشاكل جراء ‏تدهور اقتصاد العراق ونقص الوظائف والخدمات وكذلك احتجاجاً على تنامي نفوذ إيران، ‏حجبت السلطات الوصول إلى الإنترنت في معظم أنحاء البلاد.‏

وقبيل الفجر، سمع دوي انفجارات داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد، والتي تضم ‏مكاتب حكومية وسفارات أجنبية.‏

تبدو الاحتجاجات، التي تركزت في بغداد والمحافظات ذات الغالبية الشيعية في جنوبي البلاد، ‏عفوية وبدون قيادة سياسية، نظمها شباب محبطون يطالبون بالوظائف وتحسين الخدمات مثل ‏الكهرباء والمياه ووضع حد للفساد المستشري في العراق. نظموا احتجاجاتهم على وسائل ‏التواصل الاجتماعي وصعدوا تدريجيا مطالبهم ويطالبون الآن باستقالة الحكومة. لم ينضم أي ‏حزب سياسي إلى الحملة حتى الآن.‏

أخطر تحدٍ

التظاهرات هي أخطر تحد لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي التي عمرها سنة واحدة ‏والتي حوصرت وسط التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الشرق الأوسط. والعراق ‏متحالف مع كلا البلدين ويستضيف الآلاف من القوات الأميركية، وكذلك فيه ميليشيات متحالفة ‏مع إيران.‏

الخميس أيضاً، استدعت الخارجية العراقية السفير الإيراني لدى بغداد لإدانة تهديده بأن طهران ‏سترد على هجوم أميركي في أي مكان بالعالم، ويشمل ذلك العراق.‏

وقال بيان الوزارة الخميس إن المسؤول العراقي عبد الكريم هاشم أخبر مبعوث إيران، إيرج ‏مسجدي أن القوات الأميركية موجودة في العراق وبطلب من الحكومة العراقية، وأن العراق لن ‏يقبل بأن يصبح ساحة للصراعات الدولية.‏

وأخبر مسجدي قناة دجلة العراقية التلفزيونية أنه إذا هاجم الأمريكيون إيران، "فسترد طهران في ‏أي مكان، بما في ذلك العراق".‏