أقام رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر حفل العشاء السنوي الذي يقام دعما لنشاط المركز الكاثوليكي للإعلام، في فندق ريجنسي بالاس أدما، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي.
وقال البطريرك الراعي: "نحن موجودون اليوم في عشاء المحبة لتكريم الإعلاميين والإعلاميات، وركز في كلمته على التعليم من خلال وسائل الإعلام. صحيح أننا نعيش أزمة سياسية وإقتصادية ومالية وإجتماعية، أعتبر أن الحل ليس فقط عند السياسيين والمسؤولين،الإعلاميون يستطيعون مع خبراء في عالم السياسة والدستور والإقتصاد والمال إعطاء إقتراحات يساعدون من خلالها السياسيين لإيجاد الحل. أعتبر هذا الدور يستطيع أن يلعبه الإعلاميون أكثر من غيرهم وقادرون أن تلعبوه أكثر من غيركم ووسائل الإعلام لا أحد منا يستطيع الإستغناء عنها كلنا بحاجة للإستماع إليها، إذا كان الإعلاميون قادرين على لعب هذا الدور فسيكون لهم الدور الأساسي بإنقاذ لبنان لأنه مع الأسف كما تعلمون كلما دخلوا إلى جلسة مجلس الوزراء او المجلس النيابي تقريبا يتقاتلون لأنه لا برامج بين أيديهم. أنتم تضعون لهم البرامج وهكذا توضع نقطة نهائية على التشكيك".
أضاف: "ما نراه اليوم تشكيك بوطننا وبنظامنا واقتصادنا وماليتنا وبيئتنا ويجب أن نعرف أن الكلام الذي يصدر في لبنان يسمعه كل العالم، فنكون نطعن بلدنا بأيدينا في الوقت الذي يجب أن نعرف العالم على قيمة وطننا. نحن لا نكذب على الناس عندما نتكلم عن قيمة لبنان وعن النظام اللبناني وعن أن لبنان هو الوطن الذي يلتقي فيه المسيحيين والمسلمين وسواهم في عيش مشترك بحياة ديمقراطية في مساواة وحقوق وواجبات بالتعاون والمناصفة ومساواة الحكم والإدارة. هذا الأمر ليس موجودا في أي بلد في عالمنا العربي. أحسن دعاية للبنان عندما نتحدث عنه أنه وطن الحريات العامة الدينية السياسية والثقافية وهي ليست موجودة في أي من بلدان الشرق الأوسط".
وتابع: "نبني وطننا عندما نظهر الوجه الديمقراطي وقيمته وعندما نظهر قيمة تنوع لبنان ووحدته وعندما نؤكد أن لبنان ليس وطنا للتشكيك واليوم بدأنا بالمئوية الأولى لدولة لبنان الكبير وهي ليست لعبة ومهم جدا أن تبث وسائل الإعلام برامج حول الموضوع. سنة 1920 أعلن لبنان دولة لكن لبنان كان موجودا قبلا والشعب اللبناني أيضا وثقة اللبنانيين وتقاليدهم أيضا كانت. لبنان كان طوال عمره تحت كل العهود الصعبة والسهلة كما هو عليه اليوم ما يؤكد أن لبنان عمره أكثر من 100 سنة بحدوده الحالية، الإعلام يجب أن يكون لديه برامج يتحدث فيها مع أصحاب الإختصاص ورجال العلم ما يؤدي إلى المساهمة بإعادة بناء وطننا الحبيب على قلب الجميع ونساعد أولادنا وشبابنا للخروج من التفكير الضيق أن لبنان ليس له قيمة وأنه سيبحث عن وطن آخر. وهنا، على الإعلام دور كبير وليس لعبة أن نقول أنه السلطة الرابعة وهو يوجه كل شيء من الرأي العام إلى كل الأمور. وحيا البطريرك الراعي الإعلاميين كونهم رسل الحقيقة وإعادة بناء لبنان بكل تكوينه وقيمته لا أحد يحب أن يجرح بنفسه وكرامته فكيف أقبل كإعلامي أن أجرح بوطني وأشكك به؟".
وختم البطريرك الراعي محييا الإعلاميين "ليس فقط كخدام الحقيقة ورافضي الكذب ولكن أحييكم رسل بناء لبنان الجديد على أسسه الحقيقية. فلبنان اوجد نفسه على مستوى الدول العربية وعلى المستوى الدولي ويكفينا أن يكون القديس البابا يوحنا بولس الثاني سمى لبنان النموذج والرسالة لكل العالم".