أكد الرئيس فؤاد السنيورة ضرورة إعادة الاعتبار إلى القضية العربية الأساس من خلال التركيز على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الأساس وهي القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أهمية الإنجاز الذي حققه لبنان مع نهايات القرن الماضي بإقرار اتفاق الطائف، داعيا الى تطوير موقف عربي واضح وثابت يستعيد التوازن الاستراتيجي في المنطقة العربية.
وقال خلال مؤتمر "تحدي تجديد العروبة" في فندق البريستول- بيروت اليوم: هناك دورا عربيا جامعا وهاما حيث ينبغي على جمهورية مصر العربية ان تستعيده وتقوم به بالتعاون والتنسيق الكاملين مع المملكة العربية السعودية. هناك ضرورة تطوير موقف مبادر وواضح في آن من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهو بنظري الموقف القائم على الإدراك بأن لا مصلحة للفريقين العربي والإيراني من زيادة حدة الخصومة والتخاصم بينهما والتي لا ينجم عنها إلا الدمار والخراب على الفريقين. فالمصلحة المشتركة تقضي أن يكون هناك سعي لإنشاء علاقات صحيحة وندية بين الدول العربية وبين الدولة الإيرانية، تكون مبنية على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
ورأى أن لا مناص من العودة إلى إنجاح المشروع الحضاري للعروبة المستنيرة والجامعة والمحتضنة لشتى المكونات العربية الإثنية والدينية، والثرية بتنوعها، بعيدا عن دعوات التهميش او الاجتثاث والتشفي والثأر، والمتمتعة بشجاعة المصالحة والمغتنية بالمشروع العربي المعترف بكيانات الدول العربية المختلفة القائمة على أساس الحكم المدني وعلى أساس احترام حرية الفرد، وحيث يتساوى الجميع أمام القانون مواطنين كراما.
ودعا إلى إعادة الاعتبار إلى القضية العربية الأساس من خلال التركيز على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الأساس وهي القضية الفلسطينية والعمل على تطوير موقف عربي واضح وثابت يستعيد التوازن الاستراتيجي في المنطقة العربية وضرورة تطوير موقف مبادر وواضح في آن من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهو بنظري الموقف القائم على الإدراك بأن لا مصلحة للفريقين العربي والإيراني من زيادة حدة الخصومة والتخاصم بينهما.
وقال: إن ما يصدق على إيران، يصدق بعضه اليوم على تركيا دولة الجوار العربي الكبرى الأخرى التي نتشارك معها التاريخ والجغرافيا والموارد المائية. تركيا تحتج بأسباب استراتيجية. إنما العامل الرئيس في توسع التدخل التركي، يبقى كما في حالة إيران، هو الضعف العربي، وخصوصا تهافت الدولة في سورية. فلقد عمدت تركيا الى بسط نفوذها على بعض المناطق في المشرق العربي. وهي قد استعانت من اجل البقاء السلطوي في المنطقة العربية بإيران وروسيا. وها هي الدول الثلاث تتقاسم النفوذ في المنطقة في ما بينها وتحاول التفرد بتحديد المصائر السورية المستقبلية وكل ذلك في غياب الدور العربي. ذلك مما استحث وشجع على ان تنهال التدخلات الأوروبية والأميركية الأخرى، على عالمنا العربي".
واكد ان هناك حاجة ماسة لتكوين موقف عربي يعيد للعرب احترامهم بداية لأنفسهم ولدى غيرهم ويستعيد بموجبه المواطنون العرب بعض الأمل في المستقبل، ويعيد إليهم احترام العالم لهم ولقضاياهم. وهذا ما يمكن أن يساعد عليه التقدم على مسار بناء قوة عربية مشتركة للحفاظ على الأمن القومي العربي على الأرض وفي الجو والبحر وهو ما يمكن أن يشكل الخطوة العملية الأولى في إنتاج موقف عربي يخرج الأمة من حال التقاعس والتواكل ويوقف حالة الانحدار العربية نحو الانقسام والتشرذم والتصادم