تكنولوجيا

بعيد عن فيسبوك.. بعيد عن الكآبة!‏

تم النشر في 6 تشرين الأول 2019 | 00:00

خلصت دراسة جديدة شملت الآلاف من مستخدمي فيسبوك الشباب إلى أن ‏الاستغناء عن شبكة التواصل الاجتماعي يجعل الناس أقل اكتئاباً وأكثر إنتاجية ‏وأفضل تعاملاً مع المال.‏

وقارن الباحثون بين أنشطة أكثر من 1750 طالباً من الطلاب الجامعيين في ‏الولايات المتحدة في عام 2017، ممن ابتعدوا عن فيسبوك لمدة أسبوع أو ظلوا ‏على منصة التواصل الاجتماعي.‏

ونشرت الدراسة – التي تحمل عنوان "الآثار الاقتصادية لفيسبوك" – في مجلة ‏الاقتصاد التجريبي ‏Experimental Economics‏.‏

كما وجد الفريق أن الابتعاد عن الشبكة الاجتماعية تسبب في استهلاك الناس ‏لأخبار أقل عموماً، لكنه أيضاً قلل من وعيهم بالأخبار المزيفة وغير السائدة.‏

ودرس الخبير الاقتصادي، روبرتو موسكيرا ‏Roberto Mosquera، من ‏جامعة ‏Universidad de las Américas‏ في الإكوادور وزملاؤه 1765 ‏طالباً يستخدمون فيسبوك في جامعة ‏Texas A&M‏ الأميركية.‏

إنتاجية أكثر

وقسم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين، إحداهما ابتعدت عن فيسبوك لمدة ‏أسبوع، بينما استمرت المجموعة الأخرى في استخدم المنصة ضمن الفترة نفسها. ‏ووجدوا أن الطلاب الذين توقفوا عن استخدام فيسبوك كانوا أكثر إنتاجية، وأبلغوا ‏عن شعورهم بأنهم أقل اكتئاباً، وانخرطوا في أنشطة صحية.‏

إلى ذلك، أوضح الباحثون أن الشبكة الاجتماعية لها تأثيرات كبيرة على جوانب ‏مهمة من الحياة لا تتعلق مباشرة ببناء ودعم الشبكات الاجتماعية.‏

كما سأل الباحثون المتطوعين عن المبلغ الذي يريدون الحصول عليه كتعويض عن ‏التخلي عن فيسبوك لمدة أسبوع واحد، ووجدوا في المتوسط أن المشاركين اعتبروا ‏أن أسبوعاً واحداً على فيسبوك يساوي 67 دولاراً – وهو جزء كبير من الميزانية ‏الأسبوعية للطالب العادي.‏

وازدادت هذه القيمة بنسبة تقارب 20 في المئة بعد أسبوع من الابتعاد عن المنصة، ‏ويشير الباحثون إلى أن هذا القيمة المتزايدة نموذجية لعلاقة الإدمان بالمنصة.‏

إلى جانب الآثار الصحية والمالية، فقد وجد الباحثون أيضاً أن المشاركين الذين ‏أخذوا استراحة من منصة التواصل الاجتماعي يستهلكون أيضاً أخباراً أقل. وقالوا ‏إن تقييد الشبكة الاجتماعية الأكبر عالمياً قلل من استهلاك الأخبار ولا يستعيض ‏المشاركون بمصادر أخبار أو منصات تواصل اجتماعي أخرى عندما يبتعدون عن ‏فيسبوك لفترة قصيرة من الوقت.‏

كما ذكر روبرتو موسكيرا وفريقه أن الطلاب الذين تركوا موقع فيسبوك أصبحوا ‏أقل وعياً بمصادر الأخبار ذات التوجهات السياسية المتقلبة، وأضافوا "لا يوجد ‏تأثير علي الوعي الإخباري من المصادر الرئيسية".‏

أضاف أن هذا الاكتشاف يشكل دعماً للدراسات السابقة التي ذكرت أن فيسبوك ‏يمكن أن تكون بمثابة قناة مهمة لمصادر الأخبار غير السائدة والمزيفة.‏