أخبار لبنان

صيدا تعيد لوجه "الثورة" وهجه .. وتواصل تحركها الحضاري

تم النشر في 19 تشرين الأول 2019 | 00:00


لا يعني الهدوء الذي تشهده مدينة صيدا مقارنة مع مناطق أخرى أنها تغرد خارج سرب التحركات والاحتجاجات التي تعم كل لبنان منذ مساء الخميس الماضي ، لكن عاصمة الجنوب استطاعت على مدى هذه الأيام الثلاثة ان تميز نفسها بأن حافظت على وتيرة تحرك حضاري لم تعكره اية اشكالات رغم أنها تعبر به وبالزخم نفسه، عن ذات الوجع بكل حرية ومسؤولية وبمواكبة من القوى الأمنية والعسكرية الساهرة على سلامة التحرك والمشاركون فيه ..


فالإعتصام السلمي المستمر في يومه الثالث عند مستديرة ايليا تحول الى " هايد بارك ثورة " ومساحة مفتوحة للمواطنين من مختلف الأعمار للتعبير عن وجعهم وسخطهم وغضبهم على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلد ، وهو تحول ايضا " متنفس حرية وحياة " وفسحة تلاق وتفاعل لأبناء المدينة والجوار .. كل يعبر على طريقته بالكلمة والقصيدة والاغنية والصورة والسيلفي والنقل الحي لما يجري في المكان والتعليق عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويعبرون معا عن وجع مشترك بلوحات وطنية جامعة.


صيدا التي شهدت على مدى الأيام الثلاثة قطع طرقات باطارات مشتعلة وسواتر ترابية اعاقت جزئيا حركة التواصل بين المدينة ومحيطها ، كانت اكثر تواصلا مع هذا المحيط من خلال تحركها السلمي الجامع لكل أبنائها والمقيمين فيها ولضيوفها وزوارها من المناطق القريبة منها..

واستطاع القيمون على التحرك ابقاءه بعيدا عن التوظيف السياسي لأي طرف من الأطراف.. والحرص على ان يكون العلم اللبناني وحده الذي يرفع في هذا التحرك.


وباستثناء طريق ايليا حيث ساحة الاعتصام

،كانت جميع الطرقات في المدينة ومداخلها الثلاثة شمالا وجنوبا وشرقا اعيد فتحها صباحا بعد ازالة بقايا الإطارات التي احرقت وقطعت بها وما سبق وتم رفعه من سواتر ترابية على بعض هذه الطرقات وتم غسلها وتنظيفها من قبل الفرق الفنية لبلدية صيدا واتحاد بلديات صيدا الزهراني وشركة NTCC و فوج اطفاء صيدا. فيما ابقى الجيش اللبناني والقوى الأمنية على وتيرة وخارطة انتشارهما في المدينة على حالها من الجهوزية حفاظا على الأمن والاستقرار.