فيما يستمر الحراك الشعبي في الاعتصام المفتوح عند تقاطع ايليا في مدينة صيدا لليوم العاشر على التوالي ، استعاد وسط المدينة التجاري حيويته ونشاطه بعد اكثر من اسبوع على الإقفال بسبب الأوضاع الناجمة عن اندلاع الاحتجاجات الشعبية . وكان اللافت الحركة التي شهدها السوق التجاري بعد اعادة فتح معظم المحال والمؤسسات التجارية فيه ابوابها بمبادرة من التجار الذين كانوا ابلغوا فاعليات المدينة والقيمين على الحراك المستمر في صيدا ان استمرار اقفال مؤسساتهم التجارية بات يثقل كاهلهم وينذر بكارثة لقطاعهم الذي يعاني اساساً من تردي الوضع الاقتصادي وجمود الحركة التجارية وانعدام القدرة الشرائية لدى المواطنين فضلا عما ينتظر التجار على ابوب شهر جديد من رسوم وضرائب وايجارات وكلفة تشغيل واعباء .
الشريف
رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف الذي قام بجولة على المحال والمؤسسات التجارية لتفقد اوضاعها ، اكد تعاطف القطاع التجاري في المدينة مع التحرك الشعبي الذي يحصل على صعيد كل المناطق لأن المطالب التي يتحرك اللبنانيون من اجلها هي مطالب محقة معتبرا ان على الدولة ان تسمع هذا الصوت لأنه صوت حق . وقال" نحن كجمعية تجار وهيئات اقتصادية وتجار كان لنا موقف قبل الحراك واقفلنا ساعة كإضراب تحذيري بدعوة من جمعيات التجار في لبنان وقلنا اننا سنستكمل التحرك لاحقا ، فجاء هذا الحراك الوطني العابر لكل المناطق والطوائف والمذاهب والأحزاب وقال ان لديه ايضا مطالب ".
واعتبر الشريف ان "الورقة الاصلاحية التي اعلنها الرئيس سعد الحريري وتبناها مجلس الوزراء قد تكون بداية للإصلاح لكنه راى ان هذه الورقة لا تحاكي طموح اللبنانيين لأن هناك مزيدا من المطالب . وقال" ونحن كجمعية تجار وتجار ايضا لنا مطالب لم يذكرها الأخوة في الحراك نطالب بها مثل وضع لحد لموضوع زيادة الضرائب والبنزين ، والعمل على مكافحة الفساد ووقف التهرب الضريبي وضبط الجمارك ورد الأموال. وعندما بدأت الانتفاضة الشعبية لم يكن لدينا خيار ولم نتردد في دعم الحراك بكل اتجاهاته لأننا راينا العلم اللبناني يجمع كل اللبنانيين من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ".
واضاف" منذ بدء الحراك استمر فتح عدد كبير من المؤسسات التجارية خارج السوق، فلا يجوز ان يبقى السوق التجاري الرئيسي مشلولاً نظرا لما عليه من اعباء يتحملها . من هنا تنادى التجار وطلبوا اجراء الاتصالات اللازمة لنعيد فتح السوق ونحرك العجلة الاقتصادية لأن ليس من مصلحة الحراك الشعبي شلل البلد ، يجب ان يسمح للتجار ان يتنفسوا لأن لديهم مسؤوليات وموظفين واعباء.. لافتا الى ان ما بين 90 الى 95 % من السوق التجاري فتح ابوابه اليوم وقال " سنستمر بفتح الأسواق لأن الشلل ليس من مصلحة المدينة وليس من مصلحة الحراك".
ورأى الشريف ان على السلطة ان تسمع للناس وترى وجعهم وقال" نامل ان تستجيب الدولة للمطالب المرفوعة لأن من بينها ايضا بنودا كثيرة تعنينا نحن كتجار وكقطاع ".
واشار الشريف الى ان الحالة الاقتصادية في المدينة منذ ثلاثة أشهر هي في شلل دائم لم تشهده سابقاً ، وان الحركة التجارية خلال اشهر اب وايلول وتشرين الأول تراجعت بنسبة خمسين في المائة عنها في الفترة نفسها من العام الماضي . لافتا الى ان الخسائر كبيرة جدا على صعيد لبنان وهي تقدر بمئات ملايين الدولارات يوميا .
وتوجه الشريف بالشكر الكبيرالى القوى الأمنية والجيش اللبناني على حماية التحركات والساحات التي تجري فيها الاعتصامات وتفهمها لمطالب المعتصمين داعيا القوى الأمنية لأن تتابع هذه المهمة لأنهم حماة البلد ولأن الشعب هو مصدر السلطات ويجب ان يكون محمياً من اية اختراقات او اعتداءات من اي مندسين او مفتعلي المشاكل .