صحافة بيروت

إقرأ كل الصحف.. عبر "مستقبل ويب"

تم النشر في 28 تشرين الأول 2019 | 00:00

النهار

شرط توزير باسيل يفرمل التغيير الحكومي

رفع السرية المصرفية "تضليل للرأي العام"

الجمهورية

نصائح للحريري بعدم الإستقالة... وقداسة البابا لـ"حوار وحلول عادلة"

اللواء

السلسلة توحّد الإنتفاضة.. و إثنين الإختبار اليوم

عون يرفض حكومة 14 ويطرح معادلة الحريري - باسيل.. و3 شخصيات لبنانية خط أحمر

نداء الوطن

الثورة توحّد لبنان من الشمال إلى الجنوب والسلطة تراهن على القوة مجدّداً

العهد: رأس الحريري مقابل رأس باسيل

الاخبار

خطف الحراك

الشرق الاوسط

سلسلة بشرية لحراك لبنان من شماله إلى جنوبه

الشرق

سلامة: الذين عانوا من قراراتي يتهمونني بالفساد

الديار

سيناريو ما يحصل وما سيحصل وما حصل خلال الـ 10 ايام الماضية

الجيش في لبنان يحاول فتح الطرق مع دخول الاحتجاجات يومها العاشر

حركة الاتصالات في "بيت الوسط" لم تتوقف.. والحريري يترأس لجنة "العفو"

أشارت "الجمهورية" إلى أن حركة الاتصالات في "بيت الوسط" لم تتوقف، وتحدثت أوساطه لـ"الجمهورية" عن سلسلة من الاجتماعات واللقاءات لمواكبة التطورات، وسط التركيز على ما بعد أي خطوة يمكن الحريري ان يُقدم عليها، وخصوصاً في ظل الحديث عن تغيير الحكومة، إذ انّ هذه الخطوة لا يمكن الاقدام عليها قبل الاتفاق المُسبق على الحكومة العتيدة، بحيث يتم التغيير من ضمن الآليات الدستورية.

وسيترأس الحريري في السراي الحكومي اليوم اجتماعاً للجنة الوزارية المكلّفة البحث في مشروع قانون العفو العام، بعدما تقرر في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة الاسراع في إصداره.

شرط توزير باسيل يفرمل التغيير الحكومي

رأت "النهار" أن مطلب "المتظاهرين" في الساحات واضح وهو تغيير الحكومة، وما يعوقه الى اليوم، وفق المعطيات التي توافرت لها، هو اصرار رئيس الجمهورية ميشال عون على عدم التخلي عن توزير الوزير جبران باسيل في اي حكومة مقبلة، الامر الذي يفرمل عملية التغيير، اضافة الى موقف متشدد من "حزب الله" بمنع التغيير خوفاً من سبحة من التغييرات التي تجر الى ما لا تحمد عقباه في رأي الحزب، بعد ربط الحراك المدني بتحركات وثورات في الخارج، وآخرها في العراق. ويستند الحزب الى مطالبات شارعية باسقاط النظام، لاعتبار ان الطلب يستهدف المقاومة التي كانت الداعم الاساس للاتيان بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.

وعلمت "الجمهورية" أنّ فكرة التعديل الحكومي تبدو صعبة التنفيذ حتى الآن، خصوصاً في ظل الاصرار على بقاء باسيل في الحكومة. وفي المقابل، فإنّ فكرة تأليف حكومة تكنوقراط، التي يطالب بها المتظاهرون، هي الأخرى صعبة التنفيذ.

ونقلت مصادر سياسية لـ"نداء الوطن" ان رئيس الجمهورية كان رفض طلباً تقدم به الرئيس سعد الحريري لاستقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة بلا باسيل ولا وزير المالية علي حسن خليل فكان جواب عون: حكومة بلا جبران يعني حكومة من دونك فانت رئيس تيار سياسي وكذلك هو.

ولكن بدا لـ"الأخبار" أن أركان السلطة جاهزون لإخراج وجوهٍ نافرة من الحكومة، بينها باسيل، في حال يؤدّي هذا الإجراء إلى سحب فتيل الشارع وتقديم تنازلات للمتظاهرين الذين لا تتحكّم فيهم الأجندات السياسية. لكنّ أي خطوة من هذا النوع لن تحدث الآن من قبل السلطة، وبدعم واضح من حزب الله، لعدّة أسباب، أوّلها أن الحزب والرئيس عون يرفضان التفاوض على أي تغييرات قبل فتح الطرقات، الأمر الذي يواجه برفضٍ من القوات اللبنانية تحديداً، التي تفاوض عن المتظاهرين في جبل لبنان الشمالي. كما أن خشية حزب الله وعون، أن من يحرّك الشارع نحو نقطة اللاعودة، سيطالب بالمزيد من التنازلات التي تصل حدّ إسقاط الرئيس عون، وهو ما يعتبره حزب الله خطاً أحمر.

وفيما تحدث النائب في "تكتل لبنان القوي" انطوان بانو عن" اتصالات جارية على قدم وساق. وأعتقد أنّ الساعات الـ 24 المقبلة ستساهم في جلاء هذه الصورة والوصول الى حلّ سياسي ضمن الأطر الدستورية والقانونية لتفادي وقوع البلاد في الفراغ"، علمت "النهار" ان لا تقدم في الاتصالات مع الرئيس عون الذي ينطلق فريقه في حملة مضادة داعمة للعهد كانت محطتها أمس في بكركي.

وكشفت مصادر متابعة لـ"اللواء" بعض الوقائع عن اجتماع الجمعة الماضي بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في بعبدا. وقالت المصادر ان الرئيس الحريري بدأ الكلام إنطلاقاً من كلام الرئيس عون عن إعادة النظر بالواقع الحكومي. واقترح رئيس الحكومة انطلاقاً من ذلك، استقالة الحكومة، وتأليف حكومة جديدة من 14 وزيراً، نصفهم تكنوقراط والنصف الآخر سياسيين.. لكن الرئيس عون، حسب هؤلاء رأى ان الحل بتعيين 4 وزراء مكان وزراء "القوات اللبنانية" الذين استقالوا.. وإذا كانت الاستقالة ليست واردة، قبل الاتفاق على بدائل، ارتأى الرئيسان الاستمرار بالمشاورات، للتوصل إلى حلّ يسمح بفتح باب الحوار مع الشارع.

وكشف النقاب عن تدخل "حزب الله" على خط المناقشات، من أجل التوصّل إلى تفاهم، يسمح بالعبور من المأزق بأقل خسائر ممكنة. وحسب المتابعين، فإن الحزب، لا يرى من الممكن القبول بمعادلة طرحت بأن ابدال الوزير جبران باسيل، لا يُمكن ان يمر خارج خروج الرئيس الحريري، ايضا، من زاوية الدور المفصلي لباسيل في معاونة العهد باعتباره رئيساً للتيار الحاكم.

وبحسب "النهار"، تربط الاتصالات الحديث الجدي عن تغيير أو تعديل حكومي "وفق الاليات الدستورية" بفتح الطرق واعتماد صيغة موحدة للتوزير والاتفاق على الاسماء والحقائب قبيل استقالة الحكومة الحالية او اسقاطها باستقالة عدد من الوزراء أو اجراء تعديل جزئي فيها، واقترح اعتماد فصل الوزارة عن النيابة كمخرج لعدم الاتيان مجدداً بعدد من الاسماء باستثناء رئيس الوزراء الذي يسميه النواب خلال الاستشارات الملزمة بحيث لا يمكن رفض تكليفه.

لكن المصادر المتابعة أكدت لـ"النهار" ان "حزب الله" يرفض رفضاً مطلقا تغيير الحكومة بضغط الشارع، وقد أبلغ الامر الى رئيس الجمهورية ورئيس "التيار" الوزير باسيل. وأوضحت أن الحزب والتيار اللذين يحذران من الفراغ ومن تداعيات امنية ومن مواجهات يتحملان مسؤولية ما يمكن ان تؤول اليه الامور من دخول منتفعين وطابور خامس على الخط لافتعال المشكلات بما يؤدي إلى مزيد من التعقيد في الأزمة الراهنة والإنزلاق إلى حرب أهلية وانهيار اقتصادي.

إلى ذلك، أشارت الصحف إلى أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط غرد قائلاً: "بكل صراحة وبعيداً من التخوين والتشكيك وربط الامور بنظريات المؤامرة ومنعا من الوصول الى الفوضى أو الانهيار، يجب تشكيل حكومة جديدة بعيداً من التيارات السياسية والاحزاب تعطي صدمة ثقة للداخل والخارج يكون أولوية عملها الوضع المالي وكيفية معالجة الدين لانه في كل لحظة تأخير الخسارة أكبر".

3 شخصيات لبنانية رفيعة بمثابة خط أحمر

وفي السياق، لفتت مصادر دبلوماسية لـ"اللواء" إلى ان الولايات المتحدة أبلغت من يعنيه الأمر ان ثلاث شخصيات لبنانية رفيعة، بمثابة خط أحمر، هم: الرئيس الحريري، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي أعلن ان استقالته لا تخدم الوضع الحالي، فضلاً عن قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي يُعد ضمانة لحماية الاستقرار والأمن في لبنان.

إلا ان "الأخبار" ذكرت أن الأميركيين، فهم حتى الآن، كما في كلّ مكان من هذا العالم، يطمئنون الحاكم ويُعدّون لإسقاط الدولة. فهم يربتون على كتف الحريري لعدم تقديم استقالته، لكنّهم يطلقون العنان لأدواتهم لتمويل الأحزاب وبعض الجمعيات التي تدير التحركّات للضغط عليه ومطالبته بالاستقالة، على حد تعبير "الأخبار".

"الجمهورية": ما بين حزب الله والأب الروحي للثورة

كتب جوني منير في "الجمهورية": ما بين حزب الله والأب الروحي للثورة

قيل إنّ إحدى كريمات الرئيس عون شنّت هجوماً صاخباً في القصر الجمهوري على باسيل خلال اليومين الأوّلين للانتفاضة. قالت إنّه رمى رصيد ميشال عون على الأرض نتيجة السياسة السيئة التي اعتمدها. وتحدّثت عن إحاطة نفسه بطبقة من المستفيدين والمتموّلين على حساب المناضلين والأكفّاء، ما أدّى الى انهيار سريع عند أول صدمة وهروب «رجال المصالح». لكنّ باسيل استطاع اقناع رئيس الجمهورية بأنّ خروجه بهذا الشكل من الحكومة سيعني الاعتراف بالتّهم الموجهة اليه، وسيلبي ذلك حتماً المطالبة بإسقاط رئيس الجمهورية. لكن نقطة قوّة باسيل استندت الى موقف حزب الله المرتاب من وجود مشروع سياسي كبير لدى القائمين على هذه التظاهرات، وهنا بيت القصيد. في الواقع فإنّ معارضة «حزب الله» لا تنطلق من الزاوية المحلية والإصلاحية لانفجار الناس في الشارع، بل على العكس فخلال جلسة الـ7 ساعات التي جمعت امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله بالوزير باسيل، كان السيد نصرالله حادّاً في رفضه سياسة الضرائب التي كان يتمسك بها باسيل بالتفاهم مع الحريري. لكنّ قلق حزب الله هو حول هوية الأب السياسي الحقيقي لهذا الحراك وعن الخطوة الثانية التي يريدها. واليوم يقف حزب الله محاولاً اكتشاف الهوية السياسية للحراك والهدف الحقيقي له: ماذا لو وافقنا على تعديل حكومي، فهل تتوقف الأمور هنا أم أنّ تحقيقها سيعطي هؤلاء دفعاً قوياً للانتقال الى المرحلة الثانية؟ وما هو الهدف الفعلي من طرح حكومة التكنوقراط؟ وهل هو إخراج «حزب الله» من الحكومة؟ وهل انّ إعلان الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون انتخابي جديد هو مطلب جدّي بهدف قلب التوازنات القائمة؟ لدى «حزب الله» معلومات موثّقة حول بصمات خليجية وعن توجيه شعارات المتظاهرين ضدّ السيد نصرالله. وهو رصد باهتمام تصريحات لشخصيات تنتمي الى فريق 14 آذار بأنّ الهدف هو تشكيل حكومة من دون حزب الله. في المقابل لا تبدو الأوساط الديبلوماسية الغربية موافقة على وجود خطّة كاملة يجري تنفيذها على غرار ما حصل في سوريا او حتى ما حصل في لبنان عام 2005. هي لا تستبعد ان تكون بعض الدول الخليجية مؤيدة وربما اكثر لما يحصل. لكنها تبدو متمسكة بأنّ الاولوية في لبنان هي للاستقرار ولعدم الانحدار الى الفوضى، خصوصاً انّها تدرك أنّ الطرف الاقوى في لبنان على الإطلاق هو حزب الله، وأنه قادر على ان يحوّل الفوضى في حال حصولها الى مكتسبات له. وان احتمال الذهاب الى مجلس الامن انّما في دخول الفوضى الى الساحة اللبنانية، وبالتالي منع حزب الله من فلش قوته على كامل الساحة اللبنانية.

"الشرق الاوسط": عون يتمسك ببقاء باسيل باعتباره خط الدفاع الأول

كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": عون يتمسك ببقاء باسيل باعتباره خط الدفاع الأول

قال مصدر وزاري لبناني لـ"الشرق الأوسط" إلى أن جميع الأطراف المعنية بالتأزّم السياسي الذي يحاصر الحكم والحكومة والمجلس النيابي، بما فيها شرائح من المشاركين في الحراك المدني، هم الآن في وضع مأزوم إذ لم يتمكنوا من ابتداع أفكار يمكن أن تفتح الباب أمام بداية حوار يسير على خطين، الأول يتعلق بإجراء تعديل وزاري، والثاني للتواصل مع الناشطين المشاركين فيما يُعرف بـالانتفاضة الشعبية. وكشف أن رئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان أبدى استعداده للبحث في إحداث تغيير وزاري بحسب الأصول الدستورية سرعان ما تضاءل حماسه للسير في هذه الخطوة. وعزا السبب إلى أمرين، الأول إلى الضغط الذي مارسه ويمارسه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي أقنع عون بأن مجرد التخلي عنه يعني حكماً أنه يفرّط بخط الدفاع الأول الذي يشكّل حماية لـ"العهد القوي"، وبالتالي فإنه يؤيد صرف النظر عن مثل هذا الاقتراح لئلا يبادر من هو مستفيد من إعفائه من الوزارة إلى استهداف رئيس الجمهورية بصورة مباشرة بلا أي وسيط. ويعود الأمر الثاني، بحسب المصدر الوزاري نفسه، إلى الموقف المتشدّد الذي أعلنه الأمين العام لـحزب الله حسن نصر الله وفيه رفض صريح للاّءات الثلاث: إسقاط العهد، ومن ثم الحكومة فالبرلمان، والذي ينم عن أن مجرد تنازله عن بقاء باسيل في الحكومة سيوظّف على أن خصومه في داخل الوزارة وفي خارجها (في إشارة إلى حزب القوات اللبنانية) حققوا انتصاراً على المحور الذي يتزعّمه حزب الله، وأن هذا الانتصار سيحمل توقيع رئيس الجمهورية الذي هو أحد المتضررين من إبعاده.

ولفت المصدر إلى أن اللقاء الذي عُقد أخيراً بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري لم يحمل نتائج إيجابية يمكن التعليق عليها للمضي بخطوات مدروسة لتحقيق التعديل الوزاري، وقال إن البحث بينهما بقي محصوراً في فتح الطرقات لتسهيل مرور المواطنين وتأمين تدبير شؤونهم. وأكد المصدر الوزاري أن الحريري باقٍ على موقفه بوجوب إحداث تعديل وزاري من شأنه أن يشمل بعض الرموز في الحكومة، وتحديداً تلك التي تصنّف على أنها صدامية. وقال إن مثل هذا التعديل سيؤدي إلى تبريد الأجواء من جهة ويسمح بفتح قنوات للتواصل مع المتظاهرين. ونفى أن يكون الرئيس الحريري أعد لائحة بأسماء المشمولين بالتعديل الوزاري، وقال إن الشيء الوحيد الذي يؤكد عليه يتعلق بأنه أول من يطبّق هذا التعديل على نفسه، وبالتالي يشمل بعض الوزراء المحسوبين عليه. ورأى المصدر الوزاري أن الحريري يميل إلى إسناد الحقائق الخدماتية لوزراء اختصاص على أن يعيّن بعض الوزراء من الطاقم السياسي وزراء دولة، وهذا ما يمهّد لتحقيق بوادر انفراج لمحاكاة لحراك الشعبي. في المقابل نفى المصدر الوزاري ما تردد عن وجود نية لدى الحريري للاستقالة، وقال إن ما أشيع ويشاع في هذا المجال لا أساس له من الصحة. وأكد أن الحريري باقٍ ولن يُقدم على مغامرة سياسية غير محسوبة تُقحم البلد في فراغ قد يأخذه إلى الفوضى.

"النهار": الإنتفاضة تفرض تغييراً في تركيبة السلطة

كتب ابراهيم حيدر في "النهار": الإنتفاضة تفرض تغييراً في تركيبة السلطة... جمهور المقاومة أَلَا يعاني كسائر اللبنانيين؟

تقدم الحديث عن تغيير حكومي في اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، وقد سبقه اشتراط عون ومعه وزير الخارجية جبران باسيل ضرورة فتح الطرق للاتفاق على هذا المسار. لكن استمرار الانتفاضة عدّل برنامج النقاش، فجرى اتفاق على تعديل وزاري خصوصاً أن الحريري أبلغ عون ضرورة التعجيل في هذا الأمر لأن الحكومة لم تعد قادرة على الحكم بوضعها الراهن، وإذا لم يحصل ذلك فهو لن يتحمل المسؤولية وحيداً وسيذهب إلى الاستقالة، علماً أن الرئيس عون اشترط عودة باسيل الى الحكومة الجديدة في حال ذهبت الامور الى الاستقالة. بدا أن "حزب الله" أصبح أكثر ميلاً الى تشكيل حكومة جديدة، وهو الأكثر قوة في البلد وصاحب القرار على ما عكست كلمة نصرالله حين اعتبر أن المقاومة هي الأقوى وقادرة على قلب المعادلات والشارع إذا أرادت، فإذا تشكلت حكومة جديدة لن تنهي تأثيره السياسي على الأقل حتى إشعار آخر. وهو بات يعلم أن الانتفاضة لم ترفع شعارات ضد سلاحه ولا دوره في سوريا، بل التركيز كان مطلبياً وله وجه سياسي ضد السلطة والفساد ونهب الاموال، وإن كان يحمي العهد ويستشرس في الدفاع عنه. فرضت الإنتفاضة على "حزب الله" أيضاً تغييراً في جدول أعماله، فنصرالله يتحضر لمرحلة جديدة ليس سقفها تغيير النظام انما إحداث تحولات في المشهد السياسي، لا سيما أن لبنان يعاني من أزمة مالية واقتصادية وهو معرّض أيضاً لمزيد من العقوبات والتخلي من الجهات الدولية. لا يعني المشهد الجديد للبلد أن الحزب سيسلم بالأمر الواقع، بل هو سيقاتل بشراسة لعدم إحداث تغيير جذري في الهيمنة القائمة ولاستمرار العهد. لكن اتهام الحراك بالتبعية للسفارات بعد 10 أيام على اشتعاله، وبأنه يحمل استهدافات للبلد وممول من الخارج، يدل على أن "حزب الله" لن يترك الأمور على حالها، وهو بمثابة إنذار للمتظاهرين بأن استمرار الحراك من دون تحديد مطالب مباشرة تحت سقف اللاءات لا يمكن أن يستمر. وفي الوقت عينه هو تحذير للجمهور الشيعي لمنعه من رفع الصوت والتزامه خيارات الحزب الذي اعتبره البيئة الأفضل والنموذج، علماً أن جمهور المقاومة يعاني من الازمة وبيئته هي اليوم أكثر فقراً، ولا يمكن عزلها عن مشاعر المتظاهرين اللبنانيين في الساحات، في حين أن الحزب يقاتل على جبهات إقليمية عدة من خارج ساحة المواجهة مع الإحتلال الإسرائيلي وقضية فلسطين. لكن نصرالله يعلم أن الحراك لم يصوّب على سلاح المقاومة، وإن كان البعض يطالب بإسقاط النظام الطائفي.

"النهار": بطل واحد: التهميش التاريخي

كتب نبيل بو منصف في "النهار": بطل واحد: التهميش التاريخي

في ظل الانفجار المدوي لانتفاضة 17 تشرين الاول 2019 بات ممكنا الآن سبر غور ما يعنيه اكتساح الاحتجاجات على مستوى البلاد بأسرها وليس مركزيا في بيروت وحدها فيما يبدو "البطل" الوحيد الأحد لهذه الانتفاضة الذي لا شراكة لبطولته اطلاقا هو الفرد اللبناني. لم تسمح الصراعات التي تعاقبت على لبنان قبل الحرب وخلالها وبعدها في زمن السلم لقضايا الفرد اللبناني الاجتماعية والإنسانية بالمتسع اللازم وسحقت هذه القضايا بأبشع الوسائل على ايدي طبقات سياسية متعاقبة كانت أولوياتها دوما بعيدة كل البعد عن أنسنة السياسة اللبنانية وجعلها المحور المركزي الذي تقوم عليه الدولة وزادتها آفة الفساد تفاقما عبر بشاعات السياسة ومزيد من الوحشية وتهميش المواطن الفرد وخصوصا لدى الطبقات الفقيرة والوسطى. وحتى مع انفجار انتفاضة 14آذار همش البعد الاجتماعي للبناني الحامل قضية التحرر والاستقلال فهمش البعد المتصل بواقعه الاقتصادي وعدالته الاجتماعية. تعملقت الصراعات الداخلية المتصلة بصراعات المحاور الاقليمية والدولية فأتاحت لدولة ما بعد الوصاية والاحتلال ان تتمادى على نحو مذهل في محاصرة البعد الاجتماعي والإنمائي للبنانيين الذي شكل مسببا لاشعال الانتفاضة بعدما شارف الانهيار الاقتصادي والمالي على الانفجار في وجه الجميع فسبقه الناس الى الانفجار. كل ذلك قد يشكل بداية فهم لمعنى انفجار اعتمال في انتفاضة يحمل فيها كل منتفض معاناته الشخصية كأنها شهادة جماعية لجميع اللبنانيين المنخرطين في هذه الانتفاضة العارمة.اما ان تكون من مكونات ما سمي "الربيع العربي" فلهذه مقاربة اخرى لاحقاً.

"النهار": يعرف "الحزب" أن لا بد من مقابل كبير "للخروج من الشارع"

كتب سركيس نعوم في "النهار": يعرف "الحزب" أن لا بد من مقابل كبير "للخروج من الشارع"

تفيد معلومات متابعي "بيت الوسط" عن قرب أنه "خُطِفَ" مرة ودُفِع الى الاستقالة من خارج لبنان. ثم أعادته فرنسا بمبادرة من رئيسها مع الخاطف نصحه بالقيام بها مرجع كبير جداً في دولة صديقة للأخير. وتفيد أيضاً أنه الآن محاصر بطلب أميركي وفرنسي وأوروبي بعدم الاستقالة والعمل في الوقت نفسه لحل مشكلات تعيد الناس الى أشغالهم وبيوتهم بعدما أخرجتهم منها الى الشارع. ويلوّح أصحاب الطلب بأن "أي طلب مساعدة" سواءً لتنفيذ "سيدر" أو أي شيء آخر لن يُلبّى إذا لم يوقّعه رئيس الحكومة الحريري. وتفيد أخيراً أنه محاصر بطلب داخلي للبقاء في موقعه من صاحبيه أو شريكيه عون وباسيل وربما "الحزب". علماً أن هذا الموقف الموحّد على تناقضهم ربما يلاقي صدى عند الحريري خوفاً من أن لا يعود الى السرايا على رأس حكومة جديدة. في النهاية لا بد من المرور على مسألة التدخل السياسي الداخلي والخارجي والاقليمي في التحرّك الشعبي الأكبر في تاريخ لبنان الحديث. وما يُقال في هذا المجال يشير الى أن تحرّك "حزب الله" المعبّر عن تزايد القلق هو خشيته (وهو يقول تأكده) من استخدام "التحرّك" لاخراجه من السلطة، ولضرب دوره السياسي – العسكري – الاقليمي في لبنان مثلما حصل مع سوريا الأسد عام 2005، أو مثلما أخرج من السلطة عام 2006 مع "أمل" وممثل الرئيس لحود. و"الموقف هذا النهار" لا يمتلك معطيات تؤكد التدخل أو تنفيه، ولذلك فإن تعليقه الموضوعي سيقتصر على أسلوب مواجهة هذا الاستهداف بنجاح اليوم مثلما فعل في السابق. فوجع المتظاهرين قبل 11 أو 12 يوماً هو وجع شعبه الذي نزل بعضه الى الشارع ووجع بيئته الحاضنة بمعظمها. وإزالة هذا الوجع تكون باجراءات جديّة حكومية وبواسطة مسؤولين أكفّاء ونظيفين أي غير فاسدين في كل المؤسسات الدستورية وغير الدستورية. لكن هناك مصدر خطر دائم يعرفه "الحزب" بالتأكيد ويعرفه اللبنانيون على تناقض "شعوبهم"، وهو الاختلاف السياسي على النظام وعلى الدستور وعلى الصلاحيات وعلى نوعية الدولة مدنية أم دينية، مركزية أم فيديرالية... وما لم يتم حلّ هذا الاختلاف الذي يخلق هواجس مطلبية بل مخاوف عند أبناء "الشعوب" كلها فإن "حزب الله" سيبقى معرّضاً باعتباره الأقوى الآن الى الاستهداف من الخارج مع الاستعانة بالداخل. كما أن غيره من الأقوياء وإن كانوا أقل منه قوّة سيُستهدفون بعد ازدياد قوتهم وسيُستعملون لتنفيذ أجندات خارجية وهم يعتقدون أنها ستحمي شعوبهم في الداخل. ويدل ذلك على أنهم لم يتعلموا. لكن محبّي "الحزب" لتحريره لبنان من احتلال إسرائيلي دام 22 سنة يتمنّون أن يتصرّف انطلاقاً من هذه الحقيقة التي يعرفها. فهل يفعل؟

"النهار": مَن الأهم: أهل السلطة أم البلد؟

كتب روزانا بو منصف في "النهار": مَن الأهم: أهل السلطة أم البلد؟

هل عدم تنازل اهل السلطة لجهة منح المنتفضين حدا ادنى من مطالبهم يمكن ان ينهي الازمة او ان الرهان على تفككهم وتعبهم سينهي محنة اهل السلطة؟ هذا الامر ليس مرجحا. الواقع راهنا ان احدا لا يملك اي حل ولا استعداد لدى الحزب كما لدى رئيس الجمهورية ميشال عون لاي تغيير وفقا لما سرى في لقاء قصر بعبدا الذي دعا عون الحريري اليه بعد خطاب نصرالله. وفي ضوء الرؤية الاقليمية التي شرحها هذا الاخير في خطابه حول استهدافه لن يقبل باي حكومة لا يكون هو فيها فيما ان تغيير الحكومة يجب ان يلحظ تغييرا ملموسا والا كان من دون معنى كما ان الهامش غدا ضيقا امام رئيس الحكومة سعد الحريري للاستقالة راهنا بعدما دفع من الداخل والخارج لعدم القيام بذلك خشية انهيار حتمي. لكن كثرا يعتقدون ان استقالة الحريري كان يجب ان تحصل في الايام الاولى في حين انها غدت بغاية الصعوبة راهنا ومكلفة جدا له كما هي مكلفة للبلد سابقا وراهنا ما لم تحصل باتفاق على حكومة اخرى تعلن فورا بعد استقالة هذه الحكومة. يصادف ان الحزب ونوابه ووزراءه يقومون بحملة اعلامية وسياسية ترويجا للورقة الاصلاحية التي اقرتها الحكومة ويجدون فيها عناصر ايجابية غير مسبوقة. انما يخشى ان هذه الورقة لن تؤمن للبنان اي دعم ولن تشتري له اي وقت اذا بقي الشارع منتفضا كما اذا بقيت الحكومة متعثرة في مواجهة متطلبات المنتفضين في ظل رفض استقالتها. الخطورة ان العد العكسي للانحدار قد بدأ والسؤال امام اهل السلطة اذا كان يمكن ان يكسبوا في ظل انهيار كامل للوضع او ان حكومة اختصاصيين لمدة ستة اشهر مثلا يمكن ان تساهم في حل المشكلة خصوصا متى كان هؤلاء يعودون لمرجعياتهم السياسية في نهاية الامر؟ فالتنازل يمكن ان يكون شكليا وسطحيا في هذه الحال خصوصا اذا كانت الحكومة لفترة قصيرة او مرحلة انتقالية لانقاذ الوضع وتمرير الاصلاحات بحيث تؤلب اللبنانيين انفسهم على المنتفضين في حال عدم قبولهم بذلك او هي المكابرة التي تمنع اهل السلطة من ذلك.

"النهار": هل يهدّد عون بالاستقالة إذا لم ينفّذ خطاب القسم

كتب اميل خوري في "النهار": هل يهدّد عون بالاستقالة إذا لم ينفّذ خطاب القسم؟

إن أهم ما جاء في خطاب القسم ويجب العمل على تنفيذه هو الآتي: "أولاً: تأمين الاستقرار السياسي باحترام الميثاق والدستور والقوانين ، وتنفيذ وثيقة الوفاق الوطني بكاملها من دون انتقائية ولا استنسابية، وتطويرها وفقاً للحاجة من خلال توافق وطني، ومن خلال المناصفة الفعلية باقرار قانون للانتخاب يؤمّن عدالة التمثيل. ثانياً: تأمين الاستقرار الأمني بأن تكون الوحدة الوطنية أولى مقوماته، وبالانفتاح بعضنا على بعض وقبول كل منا رأي الآخر ومعتقده. ثالثاً: إن لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة، ومن أولوياته منع انتقال أي شرارة اليه، وذلك بابتعاده عن الصراعات الخارجية. رابعاً: ألّا نألو جهداً في الصراع مع اسرائيل، ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة وحماية وطننا من عدو لا يزال يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية. خامساً: معالجة مسألة النزوح السوري عبر تأمين العودة السريعة بالتعاون مع الدول والسلطات المعنية. سادساً: تأمين تنسيق كامل بين المؤسسات الأمنية والقضاء، فالأمن والقضاء مرتبطان بمهمات متكاملة ومن واجب الحكم تحريرهما من التبعية السياسية وضبط تجاوزاتهما لتستعيد الدولة وقارها وهيبتها والمواطن الاطمئنان. وكذلك تعزيز الجيش وتطوير قدراته ليصبح قادراً على ردع كل أنواع الاعتداءات على الوطن وليكون حارساً أرضه وحامياً استقلاله وحافظاً سيادته. سابعاً: اصلاح اقتصادي يقوم على التخطيط والتنسيق بين الوزارات.. ثامناً: اللامركزية الادارية لتأمين حاجات الناس وخماتهم ضمن صيغة العيش الواحد. تاسعاً: إن الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي لا يمكنه أن ينجح الا بارساء نظام الشفافية عبر إقرار منظومة القوانين التي تساعد على الوقاية من الفساد، وتعيين هيئة لمكافحته وتفعيل أجهزة الرقابة لتمكينها من القيام بكامل أدوارها". إن هذه البنود المهمة لو نفّذت لما كان لبنان يواجه اليوم ما يواجهه، بل كان العهد يسلّم لبنان الى خَلَف أفضل مما تسلّمه هو من سلفه. فهل يصل الأمر بالرئيس عون الى حدّ التهديد بالاستقالة اذا لم يتحقق كل ذلك؟

"الاخبار": كيف نحمي الحراك من معركة السلطة ولصوصها والطفيليين؟

كتب ابراهيم الامين في "الاخبار": كيف نحمي الحراك من معركة السلطة ولصوصها والطفيليين؟

الأساس هو تحديد مصلحة الحراك، وتحديد آلية حمايته من السلطة ومن لصوص السياسيين والسفارات والخارج والفاسدين أنفسهم. وهذا يعني ضرورة العودة به الى المربع الاول، حيث مركز الاحتجاج على سياسات الدولة الاقتصادية والاجتماعية. وهو الأمر الذي يحتاج الى تغيير جوهري في السلطة، لكن ليس على طريقة التكنوقراطيين أو الخبراء الذي يظهرون فجأة ليتم تصويرهم لنا كمنقذين، مثل غسان حاصباني (ملك الخصخصة) أو عادل أفيوني (المتهم باختلاسات مالية في مصارف أوروبا) أو فادي جريصاتي (غير العارف بآلية عمل الدولة وطريقة مخاطبة الناس) أو محمد شقير (الذي يجري تصويره على أنه ملك التجارب التجارية الناجحة، وهو الممنوع من التدخل في عمل عائلته خوفاً على العمل نفسه). إن شعار إسقاط الحكومة هو حتماً جزء طبيعي من أي حراك شعبي، وهو أمر لا بد منه في كل الأحوال، لكن أن يحصل التغيير وفق وصفة فضلو خوري (الذي تنهار صحتنا وسمعتنا بـفضلو) أو أن يجري وفق محادثات جانبية تجريها القوات اللبنانية أو وليد جنبلاط مع شركائهما في السلطة، فهذا ما لا يتطابق والأهداف الفعلية للحراك الحقيقي، القائم على فكرة نسف طبقة منتشرة على مقاعد الحكومة والمجلس النيابي والإدارة العامة والقضاء والمؤسسات الأمنية والعسكرية وحشد المجالس والمؤسسات العامة. وإذا لم يسارع أهل الحراك إلى إعادة تصويب البوصلة، فإننا نسير نحو مأزق قد يقودنا الى خسارة كبيرة، والى إحباط جديد..

لننتظر اليوم كيف سيجري التحرك أمام مصرف لبنان، ومن سيهتم به مشاركة أو تغطية أو متابعة... وبعدها لكل حادث حديث!

"اللواء": الثورة على مِحَكّ الإنجازات.. والتحدِّيات!

كتب صلاح سلام في "اللواء": الثورة على مِحَكّ الإنجازات.. والتحدِّيات!

مطالب الثورة التي أصبحت معروفة، ويتم تكرارها في كل مناسبة، وأهمها: إسقاط الحكومة، تشكيل حكومة الأيدي النظيفة من أهل الإختصاص والسمعة الحسنة، إستعادة الأموال المنهوبة وإحالة السياسيين الفاسدين إلى المحاكمة، ووضع قانون جديد لإجراء إنتخابات نيابية مبكرة. هذه المطالب على أهميتها الوطنية، وعدالتها القانونية والإجتماعية، تحتاج إلى برنامج مدروس يُحدد الأولويات والبرنامج الزمني لها، ضمن رؤية متكاملة للخروج من النفق الحالي، وتحقيق النهوض الإقتصادي المنشود في فترة زمنية مقبولة، بعد وضع حد فاصل لإيقاف الإنحدار المستمر منذ فترة، وعجز أهل الحكم عن إيقافه قبل الوصول إلى الإنهيار الراهن. الثورة نجحت في تحقيق العديد من الإنتصارات بسرعة خيالية، ولعل أهم إنجازاتها: جمع اللبنانيين تحت علم واحد، وتوحيد كلمتهم ضد السلطة الفاسدة، وتجاوز الخطاب الطائفي المقيت، ونبذ مشاعر الحذر والتعصب من نفوسهم، وإجبار السلطة على سماع صوت الناس، والرضوخ للمطالب العادلة والمحقة. ولكن الحفاظ على هذه المكتسبات والإنتصارات يتطلب إستمرار هذا الإحتضان الوطني للثورة، من اللبنانيين المقيمين، والمغتربين الذين رفعوا العلم اللبناني وأوصلوا صرخات الثورة إلى أرجاء المعمورة في القارات الخمس، كما يتطلب الكثير من الديناميكية والوعي، لمواجهة ما يعترض طريق الثورة من صعوبات وتحديات تهدِّد ما حققته من إنجازات حتى الآن.

"نداء الوطن": بمَ يفكّر جبران الآن؟

كتب عماد موسى في "نداء الوطن": بمَ يفكّر جبران الآن؟

يفكّر وزير الخارجية والمغتربين بكل شيء دفعة واحدة ما عدا أمرين: الخارجية والمغتربين. يفكّر، على الأرجح، كيف سيهبج المقاعد الوزارية الأربعة التي كانت تشغلها "القوات اللبنانية". يفكر بالإنتقام الشنيع من عديله، العميد المتقاعد شامل روكز الذي خاض الإنتخابات التشريعية متسلحاً بالمقولة الشهيرة لرئيس الجمهورية "أنا شامل وشامل أنا". يفكر جبران كل يوم بـ 15 سيناريو لتأليب الرأي العام على "سمير جعجع" الذي يفكك أوصال الوطن، ويمنع الحليب عن الأطفال، ويركّب الحواجز على مستديرات كفررمان، والحايك وشارع المائتين وعلى ضفاف نهر الغدير وذلك عبر مجموعة من "المبدعين" و "بخّاخي الأخبار" و"المفبركين" و"أنتليجنسيا التواصل". يفكر ربما بدعوة مجلس الدفاع الأعلى إلى الإجتماع به في منزله الموقت في بعبدا لحسم المعركة ضد الناس مهما كان الثمن. يفكر أن استدعاء اللواء قاسم سليماني لتأديب الشعب "غير العظيم" الذي يقطع الطرقات ويملأ الساحات هو ورقته الرابحة (جد البستوني). يفكر أنه يحب قائد الجيش العماد جوزف عون ويقدره كثيراً ويحترمه ثم يكتشف أنه لا يحب إلا نفسه. يفكر بالإدعاء على كل ولد وكل صبية وكل شيخ وكل كهل وكل رب عائلة أنشد أوبريت هيلا هيلا هيلا هو... أو سخر منه ولو اضطر المدعي العام للإدعاء على مليون و213 ألفاً و620 لبنانياً وتوقيفهم في نظارة الجديدة. كما سيدّعي على كل تلفزيونات العالم ما عدا الـ "أو تي في" و"الفضائية السورية". يفكر مطولاً بجملة الزميل حازم صاغية "السخرية أقوى من البندقية" ليستنتج أن عصي الباسيج أقوى من السخرية وأفعل من البندقية. يفكر بقضايا كثيرة فيما المطلوب جدياً أن يبدأ بكتابة خطاب الإستقالة.

"نداء الوطن": "حزب الله" والحراك: الضمانات أوّلاً... والتغيير ثانياً

كتب كلير شكر في "نداء الوطن": "حزب الله" والحراك: الضمانات أوّلاً... والتغيير ثانياً

لا يزال "حزب الله" يتصرف وفق المنطق التشكيكي خشية من أن تكون رزمة مطالب "المنتفضين"، متدحرجة، بمعنى عدم اكتفاء الشارع بعتبة التغيير الحكومي، سواء كان على شكل تعديل موضعي يطاول أبرز الوجوه أو تغيير كامل يعيد الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، لتكون الخطوة التالية المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة، أو إدراج سلاح "الحزب" على جدول أعمال الحراك. حتى الآن، لا يطمئن بال قيادة "حزب الله" بأنّ أجندة الحراك السياسي لن تطاول عتبة سلاحه، ولذا تحاذر القيام بأي خطوة نحو الأمام، ولو أنّها تعلم جيداً أنّ الزلزال الشعبي لن يهدأ بسهولة، مع العلم أنّ حوارات موضعية نشطت على أكثر من مستوى مع قيادات من هذا الحراك تهدف إلى التفاهم على سلّة المطالب. ويشير المطلعون إلى أنّ الحؤول دون تطعيم الحكومة ببعض الوجوه التي قد تبعث بالطمأنينة للرأي العام، لا يكمن في الخلافات بين القوى السياسية أبداً، مؤكدين أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون متجاوب مع طرح التعديل الحكومي، وهو أبلغ من يعنيهم الأمر أنه مستعد للمضي في التغيير الحكومي حتى لو طاول رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، إذا كان ذلك ثمناً لعودة الاستقرار السياسي إلى البلاد ويهدّئ من غضب الشارع. على هذا الأساس، يرى هؤلاء أنّ خريطة المعالجات لا تزال حتى اللحظة ضبابية وغير منتجة، وهي لا تتضمن بنداً جدياً، فيما تراهن السلطة على تعب الشارع وعودة بعض مكوناته إلى يومياتها إذا ما فتحت الطرقات. ولهذا كان الضغط جدياً على المؤسسة العسكرية للعمل على رفع العوائق البشرية والحديدية من الطرقات الرئيسية لدفع الناس للعودة إلى منازلهم.

"نداء الوطن": الجميع في المأزق والحريري يستقيل إذا سقطت دماء

كتب "نداء الوطن": الجميع في المأزق والحريري يستقيل إذا سقطت دماء

كاد البحث بين رئيس الحكومة سعد الحريري وبين عون ومع سائر الفرقاء في التعديل الحكومي يتقدم، منتصف الأسبوع على قاعدة تغيير 10 وزراء من فرقاء عدة، والإبقاء على الحكومة الثلاثينية (باعتبار استقالة أو إقالة أكثر من ثلث الوزراء يعني دستورياً اعتبار الحكومة برمتها مستقيلة). التعديل يوجب استبدال جبران باسيل الذي عاد فأقنع عون على رغم ضغط العائلة الصغيرة بالتضحية به نظراً إلى النقمة عليه التي تستجلب النقمة على العهد والعائلة، بأن الاستغناء عنه يقود إلى مطالبة الخصوم بتنحي الرئيس، الذي أوقف البحث بأي صيغة، فضلاً عن أن "حزب الله" رأى في التضحية بباسيل هزيمة له، خصوصاً إذا لم تكن هناك ضمانات بأن الحراك سيخرج من الشارع بعدها. رغم أن تشدد "حزب الله" قد أثر في بعض الوسط الشيعي المشارك في الحراك، فإن احتمال لجوء "الحزب" والرئيس عون إلى التخفيف من "ضغط" الحراك الشعبي إلى أساليب قمعية يمكنه ممارستها أسوة بما يقوم به حلفاء إيران في العراق، فإن موقف رئيس الحكومة سعد الحريري حيال الخيارات القمعية قطع الطريق على إلحاح عون على فتح الطرق بالقوة. وهو رفض منذ الأسبوع الماضي اقتراح عون عقد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع لاتخاذ قرارات أمنية وعسكرية، خشية أخذ تغطية رئيس الحكومة لقرارات قمعية حيال الحراك. ولذلك تصرف الحريري إزاء إطلاق النار على المحتجين في البداوي بسرعة طالباً التحقيق في ما جرى، معبراً عن غضبه منه. بل إن الحريري، إذا كان يتريث في استقالته بناء لنصيحة دولية ومحلية، بينها نصيحة "حزب الله"، تجنباً للفراغ، ولإفساح المجال لاتفاق على الحكومة البديلة، فإنه اتخذ قراراً بأن يستقيل فوراً إذا سالت نقطة دم من المحتجين، وفق مصادر قريبة منه.

"الشرق الاوسط": ثورتان في لبنان

كتب مأمون فندي في "الشرق الاوسط": ثورتان في لبنان

ثورة اللبنانيين ضد الدولة هي الثورة الأصغر، وربما الأقل تعقيداً، ولكن ثورة الشعب والدولة معاً ضد الحركة، أي ضد حزب الله، تُدخل لبنان في اختبار حقيقي حول وجوده كدولة مستقلة ذات سيادة، تكون هي الوحيدة المخولة باستخدام العنف المشروع، كما يقول تعريف الدولة في علم السياسة؛ لبنان اليوم لديه سلطتان لديهما الاستحواذ المشروع لاستخدام أدوات العنف: الدولة اللبنانية وحزب الله. وهنا يكون الاختبار.

الحالة اللبنانية موجودة بدرجات متفاوتة في دول عربية أخرى، وما ظاهرة حركة الحوثي في اليمن إلا صورة مقربة من علاقة حزب الله بالدولة اللبنانية. فهل ستأخذ المواجهة مع حزب الله منحى شبيهاً بما حدث في اليمن. ما تكلفة ذلك على الدولة والمجتمع. الجنوب اللبناني، وشيعة لبنان، لا بد لهم من ثورة ضد «حزب الله» من أجل استرجاع ثقافتهم الوطنية وهويتهم المختطفة من حزب يقول زعيمه إن أمواله ومرتبات جنوده وأكلهم كلها قادمة من الجمهورية الإسلامية في إيران. الجنوب بحاجة إلى التخلص من حكم إيراني أولاً، ثم يلتفت إلى ثورته ضد الدولة اللبنانية. المشهد اللبناني مرشح لسيناريوهين؛ الأول الاستمرار في ثورة جزئية ضد الدولة لن تفضي إلى شيء، والثاني ثورة ضد «حزب الله»، قد تخلق حالة لبنانية جديدة؛ دولة جديدة ومجتمعاً جديداً، ولكن الثورة على حزب الله قد تدفع بلبنان من حالة الثورة إلى حرب أهلية قبيحة. لبنان اليوم يقف في مفترق طرق بين الثورة والحرب. على العرب مساعدة لبنان للخروج من مأزقه، وإلا اتسعت رقعة ما يحدث في لبنان، لتشمل مناطق أخرى ودولاً أخرى.

"الجمهورية": موقف باسيل من سيناريو استبعاده

كتب عماد مرمل في "الجمهورية": موقف باسيل من سيناريو استبعاده

نُقل عن الوزير باسيل قوله لأحد المسؤولين في تياره: أنا مستعدّ أن أضحي بدمي من أجل الرئيس عون والتيّار والقضية، فكيف بمقعد وزاري. بالتأكيد لست ممن يتوقفون عند حقيبة وزارية، لكن في المقابل، المطلوب الوصول الى نتيجة تُعادل التضحية... ويؤكد القريبون من باسيل أنّ البعض يدفع الى إخراجه من الحكومة بصفته متّهماً أو مداناً، لإلباسه ثوب الأزمة وتحميله المسؤولية عنها، وهذا ما لا يمكن القبول به بتاتاً، وكلّ طرح من هذا القبيل هو تخبيص خارج الصحن، ويشدّدون على أنّه من غير المسموح إضفاء طابع العقاب أو الاستهداف لرئيس التيّار الحرّ»على أيّ تغيير حكومي، وبالتالي فإنّ مقاييس أيّ تغيير من هذا النوع يجب أن تكون موحّدة وغير استنسابية. ويلفت هؤلاء الى أنّ من يظنّ أنّ بمقدوره استخدام مطلب التبديل الحكومي للانتقام من باسيل وتصفية الحسابات معه، إنّما هو مشتبه وواهم، لإنّ مغادرته موقعه الوزاريّ لا يمكن أن تتمّ سوى في إطار التوافق على خيار سياسيّ جديد للتعامل مع المرحلة المقبلة، وفق معيار مشترك، الأمر الذي يتضمّن تلميحاً الى أنّ خروج باسيل ليس ممكناً إلّا إذا استقالت الحكومة مجتمعة. وتشير أوساط باسيل الى «أنّ التيار، ومع أنّه ليس شريكاً في عقود من السياسات الفاشلة التي أوصلت لبنان الى حافة الانهيار، لم يتهرّب من مسؤولياته وواجباته باعتباره موجوداً في السلطة ومعنياً بإيجاد الحلول، إلّا أنّ الذين صنعوا المأزق الحالي هم أنفسهم عطّلوا كثيراً من محاولات التيّار للمعالجة، وهؤلاء تجمعهم شبكة من المصالح والمنافع العابرة للانقسامات السياسية والطائفية. ويؤكّد العارفون أنّ باسيل في صدد إجراء مراجعة للسلوك والخطاب اللذين اعتمدهما خلال المرحلة السابقة، وهذا أمر طبيعيّ وصحّي عقب تجربة 17 تشرين، غير أنّ ذلك لا يعني التراجع عن خياراته الاستراتيجية السليمة التي استفزّت خصومه ممن تلطّوا خلف المطالب الشعبية المحقّة لمحاولة النيل منه والانقضاض عليه.

"الجمهورية": من يتعب أوّلاً؟

كتب شارل جبور في "الجمهورية": من يتعب أوّلاً؟

بدلاً من التعامل بمرونة مع التطور الثوري غير المسبوق، بمعنى إحداث صدمة إيجابية بتشكيل حكومة من اختصاصيين، وساعتذاك محاولة فتح الطرق بالقوة بالتزامن مع تشكيل حكومة من هذا النوع تكون بمثابة هدية مزدوجة للثائرين في الشوارع: إستقالة الحكومة وتشكيل أخرى تندرج ضمن مطالبهم، ذهبَت السلطة إلى مزيد من التَشدّد، واضعة خطاً أحمر حول الوزير جبران باسيل باعتباره من الثوابت باستثنائه من أيّ تعديل وزاري وتثبيته في أيّ حكومة جديدة، بحجّة أنّ إخراجه من الحكومة او عدم توزيره يشكّل مَقتلاً سياسياً له في ظل الحملة الشعبية المركّزة عليه، فيما كان على باسيل أن يتعامل بحكمة ومرونة، لا بتَحدٍ، مع الوضع المُستجِد، وأن يكون خروجه من الحكومة كخروج غيره ضمن حكومة لا سياسيين فيها، لاسيما أنّ استمراره في السلطة يشكّل مقتلاً له، لأنّ غضب الناس سيبقى موجّهاً ضده، فيما خروجه يحوِّل الأنظار في اتجاهات أخرى. وإذا نجحت السلطة في تأمين رواتب الموظفين لهذا الشهر، فقد لا تنجح بذلك في الشهر المقبل، الأمر الذي يعني دخول البلاد في مرحلة شديدة الخطورة من الغضب الشعبي قد تقود فعلاً إلى الفوضى. ما يجب أن تدركه السلطة، وتحديداً حزب الله، انّ المواجهة التقليدية والقديمة مع الناس على طريقة 7 أيار وشارع مقابل شارع ما عادت تجدي نفعاً مع هذا الشارع، وبالتالي لا خيار أمامها سوى إعلان رزمة خطوات تبدأ بحكومة جديدة من اختصاصيين. وكل المؤشرات تدلّ الى أنّ من سيتعب أولاً هو السلطة لا الشعب، الذي لا يوجد أمامه ما يخسره في ظل أوضاع مالية واقتصادية كارثية وتتجه نحو الأسوأ في حال انتهت الثورة أو لم تنته، فيما هو يواجه سلطة هَرمة ومفككة ومقطّعة الأوصال وضعيفة مالياً واقتصادياً وسياسياً وفي أصعب وأتعَس وضعية لها منذ عام 1990. والزمن الحالي لا يشبه بشيء زمن تسعينات القرن الماضي ولا حتى حقبة ما بعد خروج الجيش السوري من لبنان، ويكفي أن يحافظ الشعب على وحدته وصموده لتسقط السلطة على رؤوس من فيها، في حال لم تُسارع إلى وضع خريطة طريق للانتقال بلبنان إلى مرحلة جديدة. وما يجب أن تدركه السلطة أيضاً أنّ دورها في المرحلة الحالية ليس التمسّك بمواقعها، لأنها لن تستطيع الحفاظ عليها طويلاً، إنما أن تتولى إدارة الوضع لتحقيق انتقال سَلس ومَرن نحو المرحلة المقبلة، وإلّا على لبنان السلام.

البابا يدعو للحوار.. وعراضة "عونية" في بكركي

أضاءت الصحف على حضور وفد من وزراء ونواب وقياديين من "التيار الوطني الحر" القداس الالهي في بكركي حيث صفق لكلام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عن دعوة الرئيس ميشال عون الى الحوار، وامتنع عن الترحيب بضرورة حماية الانتفاضة والاخذ بمطالبها المحقة الامر الذي أشار إلى استياء البطريرك، فقال:

ـ لا تستطيع السلطة السياسية تجاهل مطالب الشعب، بل عليها أن تصغي إليه، وتتفاعل معه قبل فوات الأوان.

ـ صرخة المتظاهرين هي هي، منذ أحد عشر يوما: تأليف حكومة جديدة بكل وجوهها، مصغرة وحيادية، ومؤلفة من شخصيات مشهود لها بكفاءاتها، وتكون محط ثقة الشعب، ومتفق عليها مسبقاً منعاً للفراغ، لتعمل على تطبيق الورقة الإصلاحية التي أعلنها دولة رئيس الحكومة في 21 تشرين الأول الجاري، والتي يقبلها المتظاهرون لكنهم لا يثقون بأن الحكومة الحالية قادرة على تنفيذها، وقد أمضت سنتين بعد مؤتمر "سيدر" لكتابتها، ولم تقم إلى الآن بأي إصلاح مطلوب من هذا المؤتمر للاستفادة من المال المرصود لمساعدة النهضة الإقتصادية في لبنان.

وكان البارز أمس، بحسب "الجمهورية" هو دعوة قداسة البابا فرنسيس إلى سلوك طريق "الحوار" لإيجاد حلول "عادلة" في الأزمة السياسية والاجتماعية التي يمرّ بها لبنان. وقال: "أفكاري مع الشعب اللبناني العزيز، خصوصاً الشباب الذين أسمعوا في الأيام الأخيرة صرختهم في وجه التحديات والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد". وحَضّ "الجميع على البحث عن حلول عادلة من خلال الحوار"، مشيراً إلى أنّ الهدف هو أن "يستمر هذا البلد، بدعم الأسرة الدولية، في أن يكون مساحة تَعايش سلمي واحترام لكرامة وحرية كل شخص لمصلحة منطقة الشرق الأوسط كلها".

"النهار": مطران الثورة: بوركتم وبوركت انتفاضتكم

كتبت نايلة تويني في "النهار": مطران الثورة: بوركتم وبوركت انتفاضتكم

قبل أيام من اجتماع رؤساء الكنائس المسيحية في بكركي، قال المطران عوده في عظة الاحد للشباب: "بوركتم وبوركت انتفاضتكم"، وشدّد على "ضرورة إعلان الحرب على الفساد والمفسدين"، داعياً القيّمين على القرار أن "أوكلوا أمور الوطن لأصحاب الاختصاص، شكّلوا حكومة إنقاذ مصغرة، أعيدوا الأموال المسروقة، فهكذا تكون الجديّة". وأضاف: "ما حصل في الأيام الماضية أحرق طرقات لبنان بعد غاباته وأحرق قلوب اللبنانيّين، وعساه يحرق بعضَ الضمائر النائمة التي لا تأبه لا للمصلحة العامّة ولا للعطيّة الإلهيّة التي نحن مؤتمنون عليها". تكلم المطران عوده باسم ناسه، وشعبه، ورعيته، والمؤمنين الذين لا يزالون يتطلعون الى الكنيسة خشبة خلاص، فرأى ان "الإمعان في قهر الشعب ظلم، والظلم يولد الثورة. الشعب ما عاد يحتاج إلى سلطان يملي عليه ولا إلى زعيم يقرر عنه. شعبنا الحبيب تحمل كثيراً وصمت طويلاً لكنه ما عاد يحتمل أن تهضم حقوقه ويصادر قراره ويريد أن يقرر مصيره بنفسه دون إملاءات". المطران عوده الذي "فضل الفراغ" على الفراغ الذي تعيشه البلاد حالياً، لم يدفع الى فراغ كما يريد فهمه المتهجمون عليه، أو الذين أرادوا فهمه خطأ بقصد، أوضح ان تخويف الناس بالفراغ لم يعد حجة مقنعة في ظل الخواء الذي تعيشه البلاد منذ الطائف الى اليوم، والذي تضاعف في العهد الحالي. ليس المطران عوده الوحيد صاحب الرأي الحر، والضمير الحي، وقد ظهر الامر في بيان رؤساء الكنائس المسيحية، وفي تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وهذا الموقف يحتاج الى مزيد من التظهير لان الكنيسة اللبنانية شكلت منذ زمن بعيد خط الدفاع الاول عن لبنان منذ البطريرك الياس الحويك وصولاً الى البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

"الاخبار": صراع الأجنحة العونيّة ينفجر: "أنا" جبران... وبنات الرئيس

كتبت رلى ابراهيم في "الاخبار": صراع الأجنحة العونيّة ينفجر: "أنا" جبران... وبنات الرئيس

تؤكد مصادر في التيار الوطني الحر أن كلودين وميراي عون لطالما كانتا عرّابتي باسيل لدى رئيس الجمهورية ووراء كل النفوذ والحظوة اللذين حظي بهما لدى الرئيس وداخل التيار. بقي الأمر كذلك حتى الانتخابات النيابية الأخيرة بعدما تبيّن أن عدد الأصوات التي نالها القائد السابق لفوج المغاوير شامل روكز لم يكن على قدر التوقعات. حمّلت كلودين باسيل مسؤولية ذلك لتعامله مع روكز كمرشح مستقل ومنع الهيئات الحزبية من الاجتماع معه. توضح المصادر أن كلودين أرادت لشامل أن يخرج بطلاً بعد الانتخابات بفارق كبير في الأصوات حتى ولو أدّى ذلك إلى خسارة اللائحة نائباً أو اثنين. بعد الانتخابات، انكسر شيء ما في العلاقة بين باسيل وروكز، وبدأ الأخير يغرّد منفرداً، وصولاً الى مقاطعته اجتماعات التكتل غداة إعداد الموازنة ومناقشة رواتب العسكريين المتقاعدين، مروراً بدعوة العونيين القدامى الى منزله وحضوره قداس 13 تشرين برفقتهم، وصولاً الى تأييده المتظاهرين ودعوته الى إسقاط الحكومة وتشكيل أخرى متخصصة واعتباره أن ورقة الإصلاحات غير قابلة للتنفيذ، أنا بعرف شو في بمجلس النواب. والإصلاحات بتبلش بفصل النيابة عن الوزارة، متهماً المحيطين بالرئيس بـالتأثير عليه بطريقة سلبية. على المقلب الآخر، تؤكد المصادر أن مشكلة العونيين القدامى الذين اعترضوا على النظام الداخلي لم تبدأ مع باسيل بل مع ميراي، ابنة رئيس الجمهورية، التي أعدّت بنفسها النظام الذي سمح لوزير الخارجية بالإمساك بالحزب والفوز برئاسته. بدأت المشكلات بين مستشارة الرئيس ورئيس التيار تكبر عند الانتقال الى قصر بعبدا. وجهة نظر فريق باسيل تقول إن التعيينات التي تولتها ميراي في القصر ومنها فريق الرئيس أثبتت فشلاً كبيراً، ما أساء لصورة الرئيس.. أضف الى ذلك الوجوه الوزارية التي كانت تصرّ على إقناع الرئيس بها، وأبرزها رائد خوري رئيس مجلس إدارة سيدروس بنك: صورة العهد التي تمزقت في بدايته مع انكشاف الهندسة المالية التي نالها البنك من مصرف لبنان توازي أضرار كل وزراء التيار معاً. في المقابل، ترى مصادر عونية أخرى أن المشكلة تكمن أيضاً في "أنا" جبران باسيل التي تحتكر كل شيء وتريد أن تتحكم بالحزب وقراراته وقرارات رئيس الجمهورية والنواب والوزراء. المصادر المقربة من كلودين تشير الى أنه كان متوقعاً أن تصل الأمور الى هذه المرحلة بعدما خاض التيار انتخابات أظهرت تراجعاً في شعبيته، إلا أنه أبى الاعتراف بذلك أو التوقف قليلاً للمراجعة.

رفع السرية المصرفية "تضليل للرأي العام"

توقفت الصحف عند اعلان وزراء "التيار الوطني الحر" ونوابه ونائبتي رئيس التيار عن إنجاز الخطوات القانونية والنيابية اللازمة لرفع السرية المصرفية عن حساباتهم، وكشف بعضهم أنه سيرفع السرية المصرفية عن حساباته وحسابات زوجته وأولاده في لبنان والخارج سلفاً.

لكن رئيس "جوستيسيا" المحامي بول مرقـص والمحامي كميل معلوف لا يريان لـ"النهار" أن ذلك ممكن قانوناً ومصرفياً (حتى لو جرى توقيع رفع السرية)، "لأن رفع السرية كي يقبل من المصارف قانوناً، يجب أن يكون محددا، أي أن تكون الحسابات معينة أو على الأقل أن يكون المستفيدون من رفع السرية معينين، أي أنه لا يجوز بحسب الفقه القانوني المعمول به في المصارف رفع السرية في المطلق عن أي حساب ولمصلحة أي شخص كان، باعتبار أن ذلك حق لا يمكن التنازل عنه في كليته، بل إعطاء الاذن عليه على نحو محصور". ويعتبران أن "الحل لرفع السرية طوعا وبشكلٍ كامل، يكون بصدور قانون يعدِّل قانون سرية المصارف الصادر في 3/9/1956".

وتصف مصادر متابعة لـ"النهار" رفع السرية المصرفية من خلال إفادة لدى الكاتب العدل بأنه تضليل للرأي العام، لأن هذا المستند لا يمكن حتى استخدامه في لبنان. من هذا المنطلق، ترى أن الآلية الوحيدة لاستعادة الأموال المنهوبة تنقسم قسمين:

– داخلياً: من خلال تكليف هيئة التحقيق الخاصة القيام بمهماتها، ولها القدرة والفاعلية وقد أثبتت ذلك مراراً وتكراراً.

– خارجياً: من خلال معاهدة STAR التي تسمح للدولة اللبنانية (أي الحكومة الجديدة) باستعادة هذه الأموال، وكذلك الممتلكات العقارية والتحف الأثرية والأدوات المالية.

الإثنين إضراب.. ودعم مالي للحراك

توقفت الصحف عند استمرار الانتفاضة في معظم المناطق، وينفذ المشاركون فيها اليوم اضراباً عاماً واطلقوا هاشتاغ "الإثنين إضراب". وأُرفِق الهاشتاغ بشعارات: ضغط الشارع يُربكهم، وحدة الناس تُربكهم، صرخة الناس تربكهم، تضامن الناس يربكهم.

وأشارت "النهار" إلى أن دعوات الى اسلوب جديد من التظاهر وهو ركن السيارات في منتصف الطريق انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وجاء في الدعوة التي وزعت بعنوان "اثنين السيارات": "الدواليب فيهن يطفوهن، التراب فيهن يجرفوهن... مليون سيارة بالطريق وين بروحو فيهن، بدنا نسكر الطرقات".

كما انتشرت دعوات أخرى الى اضراب عام، "استكمالاً للضغط الشعبي وبهدف تحقيق المطالب".

وعلمت "الجمهورية" انه كان من المقرر البدء فجر أمس بتنفيذ خطة عسكرية ـ أمنية لفتح الشوارع الرئيسة، لكن تم تأجيل هذه الخطة لمدة 24 ساعة بسبب تعقيدات برزت في اللحظة الاخيرة.

ورأت "اللواء" أن معلومات مستقاة من مصادر عدّة، تجمع ان يكون اليوم الاثنين، وهو اليوم الثاني عشر من عمر انتفاضة 17 تشرين، مفصلياً على صعيد ما يمكن ان يحدث، سواء على صعيد الوضع الحكومي أو العلاقات بين أطراف المكونات السياسية الحالية، أو على صعيد المواجهة، أو ما يمكن تسميته «بالامتحان» أو لعبة «شد الحبال» بين الحراك الشعبي والحكم القائم، خاصة وانه يوم العمل الأوّل منذ انطلاق شرارة الانتفاضة، حيث يتوقع ان تشكّل مسألة قطع الطرقات في العاصمة وبين المناطق، عنوان هذه المواجهة، في ظل دعوات إلى الاقفال التام والاضراب العام، وإلى ان يكون اليوم «أثنين السيارات» أي بإقفال كل الطرقات بالسيارات بدأ تنفيذه ليلاً في صيدا وعلى طول الخط الساحلي جنوباً، في مقابل قرار يبدو انه متخذ على صعيد السلطة لفتح الطرقات لتأمين حرية التنقل للمواطنين، في حين يرفض المتظاهرون ذلك، ويصرون على إبقاء الشلل متحكماً في كل القطاعات، خوفاً من أن تفقد عودة الحركة اليومية إلى طبيعتها، من زخم الانتفاضة، ومن وهج التفاف الشعب حولها، وحول مطالبها الاجتماعية والمعيشية والسياسية.

وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" ان قرار فتح الطرقات متخذ، لكن ما من رغبة في حصول أي صدام مع المعتصمين خشية من ردة فعل، نافية ما تردّد في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي حول كلام قائد الجيش لرئيس الجمهورية عن فتح الطرقات بالقوة وحرق الجيش وتعريض نفسه للمحاكمة في لاهاي من أجل الوزير جبران باسيل، حيث قيل ان قيادة "التيار الوطني الحر" هي التي تضغط على قيادة الجيش فتح الطرقات بالقوة.

إلى ذلك، لفتت "الأخبار" إلى ان رئيس مجلس إدارة "أل بي سي آي"، بيار الضاهر، اعترف قبل أيام للرئيس سعد الحريري، كيف تلقّى أموالاً من السعودية والإمارات، مع زميليه تحسين الخيّاط وميشال المرّ، في جلسة عوّض بها الحريري انقطاعه عن لقاء السفيرين السعودي والإماراتي، على عكس باقي الدول الأخرى، لا سيما الأوروبية منها. السعوديون والإماراتيون أيضاً موّلوا رئيس حزب القوات سمير جعجع، لكي يعود ويذكّر اللبنانيين بميليشياته وحواجزه "السلمية". أما القطريون، فدخلوا مؤخّراً إلى سوق التحريض اللبناني، بطلب من الأتراك، الذين يركّزون على طرابلس وعكار، بهدف توسيع نفوذهم المتزايد منذ العام الماضي عبر الجمعيات التركية، وإحلال التوازن مع المال الإماراتي الذي يوزّعه يحيى مولود مندوب تحسين الخياط في طرابلس، والوزير السابق أشرف ريفي، قائد "حرّاس المدينة". ولا يغيب المال القطري عن النشاط البارز لحزب التحرير والجماعة الإسلامية، التي وإن لم تكن تشارك بأعداد كبيرة من المتظاهرين، إلا أنها تقدّم مجموعات منظّمة وتدير قطع الطرقات في عدد من المناطق. ولم يظهر بعد من يدعم حركة الوزير السابق نهاد المشنوق، الذي يحرّك بعض مسؤولي تيار المستقبل ليؤثروا في الشارع في بيروت والبقاع الأوسط وصولاً إلى مجدل عنجر. لكنّ الأكيد، أن الرئيس الحريري طلب من وزيرة الداخلية والبلديات عدم استعمال قوى الأمن الداخلي خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين في أكثر من منطقة، لعلمه بأن مناصرين للمستقبل يقطعون الطرقات ويتظاهرون.

سلسلة بشرية من الشمال إلى الجنوب

إلى ذلك، أشارت "الشرق الأوسط" إلى أن أكثر من 200 ألف لبناني شبكوا أياديهم بأيادي بعضهم البعض مشكلين سلسلة بشرية على طول مناطق الساحل اللبناني من الشمال إلى الجنوب، للدلالة على حبّهم ووحدتهم وتمسكهم بوطنهم.

وحملت السلسلة البشرية عنوان «إيد بإيد». وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وساحات الثورة المنتشرة في مختلف البلاد تمت الدعوة للمشاركة في هذه السلسلة المتوازية لتربط بين الجميع من دون استثناء.

"الشرق الاوسط": الحراك اللبناني والصمت الدولي المريب

كتب سام منسى في "الشرق الاوسط": الحراك اللبناني والصمت الدولي المريب

أظهرت الانتفاضة مدى انعدام الثقة بين المواطن والسلطة، وأن اللبنانيين، لا سيما جمهور 14 آذار، تعلموا من الماضي، حين نزلوا عام 2005 إلى الشارع مطالبين بالحرية والسيادة والاستقلال، على أمل أن تتحمل القيادة السياسية المسؤولية، ففشلت، ومني المواطن بخيبات متلاحقة. لكن السؤال هو: لماذا صمتت الدول الغربية؟ لا بد من التسليم بأن من لا يساعد نفسه لن يساعده الآخرون ويجب ألا تغيب عن المتابع أسباب أخرى أكثر أهمية، يمكن إيجازها في ثلاثة: أولاً، عدم الرغبة الدولية في إعطاء انطباع خاطئ دون أدنى شك، بأنها وراء الحراك الشعبي، خشية إجهاضه باعتباره نتيجة لدعم سفارات وقوى أجنبية، كما قالها صراحة حسن نصر الله. ثانياً، خشية انزلاق لبنان إلى قتال داخلي، يضاف إلى صراعات المنطقة التي ضاق بها العالم ذرعاً. ثالثاً، قد تكون الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا، تتجنب حالياً إغضاب الجانب الإيراني. فقد سبق لواشنطن أن تخلت في الحرب السورية عن حلفاء بسبب التخوف من إجهاض مفاوضات الاتفاق النووي الجارية آنذاك، أو أن تتملص إيران من تنفيذه بعد توقيعه. الخيبات العربية من الغرب الديمقراطي أصبحت مألوفة، لا سيما من سياساته قصيرة النظر، والتي تعمل على إخفاء المشكلات تحت السجادة بدلاً من حلها جذرياً. لكن التجارب على مدى العقود الماضية غرباً وشرقاً، أثبتت أن ما يخفى تحت السجادة يتآكل ويتعفن ويهترئ، وتفوح رائحته النتنة، ولا يلبث أن ينفجر، والحروب والنزاعات الدائرة في المنطقة في أسبابها وتداعياتها ليست استثناء لهذه القاعدة.

"الجمهورية": أيُزهِرُ الربيعُ في تِشرين؟

كتب سجعان قزي في "الجمهورية": أيُزهِرُ الربيعُ في تِشرين؟

سيّدُ حسن نصرالله: لاءاتُك تَنتمي إلى معادلةٍ تتهاوى. وَصَّفتَ الواقعَ جيّدًا لكنّك طَرَحت حلولًا سيّئة. أنتَ طرفٌ وازِنٌ في البلدِ، لكنّك لستَ وحدكَ البلدَ. لا تَختصِرْ وجودَك بسلاحِك. لا تَدَعْ أصواتَ القصفِ تَحجُبُ عنك أصواتَ الناس. فأنا لم أقرأ عن مقاومةٍ في التاريخِ خَرجَت عن الدولةِ والشعبِ معًا... إذا كانت وراءَ هذه الانتفاضةِ دولٌ وسفاراتٌ فأهلًا بها تُوحِّدُ اللبنانيّين، ووَداعًا للدولِ والسفاراتِ التي قَسَّمت اللبنانيّين. نطقُ الثورةِ يَسود الانتفاضةَ الشعبيّة. ورغمَ أنَّ المنتَفضين لم يُقدِّموا قيادةً ومشروعًا وطرحًا سياسيًّا ـــ حالُ مفهومِ الثورات ـــ فَهُم مُقتنِعون بأنّهم يقومون بثورةٍ لا بانتفاضةٍ فقط، وبأنَّ المطالبَ المتفرِّقةَ، من الجنوبِ إلى الشمال، تُشكِّل، مجموعةً، مشروعَ تغييرٍ متكامِل. الشيعيّةُ اللبنانيّةُ انتفضَت على الشيعيّةِ الإيرانيّة: لا ضِدَّ حزبِ الله المقاوَمةِ، ولا ضِدَّ إيران الدولةِ الإقليميّةِ الكبيرة، بل ضِدَّ جدليّةِ العنف. وَجدت أنَّ الثورةَ الإسلاميّةَ لم تَتحوّل دولةً تَنتظمُ في سيمفونيّة الأمم، وأنَّ الصواريخَ والبنادقَ لم تَتحوّل أرغِفةً ووظائف، وأنَّ الجبهاتِ لم تَتحوَّل مساكِن. اكتشَف شيعةُ لبنان ـــ والعراق أيضًا ـــ أنَّ الانتصاراتِ العسكريّةَ التي سجّلتها إيرانُ وتنظيماتُها الحليفةُ في البلدين والمِنطقةِ زَجَّتهم في حروبٍ لامتناهيةٍ، فيما هم يَتوقون إلى السلامِ بعدَ أربعينَ سنةً من ثوراتٍ ومعاركَ، واضطِهادٍ ومقاومة. «السلاحُ زينةُ الرجال» صحيحٌ، لكنّه ليس حياةَ الشعوب. لبنانُ الكبير، الذي يَنبعثُ اليومَ من الساحاتِ اللبنانيّة، فلم يَنتظر سوى عشرِ ساعاتٍ ليَعتَمدَه اللبنانيّون أملًا نهائيًّا. الأمسِ القريبِ كنا نسأل: أيَّ لبنانَ نريد؟، فأشرقَ الجوابُ من عيونِ الأجيال. وفي الأمسِ البعيدِ كنا نَسأل: أينَ الربيعُ العربيَّ، فأَطَلَّ من لبنان في نُسختِه الصحيحةِ المدنيّةِ والديمقراطيّةِ، ليعودَ وينتشرَ في أرجاءِ العالم العربي. حَمى اللهُ ربيعَ لبنان ليكونَ الـمَثلَ لا الشَبَه.

"النهار": من يدعم المتظاهرين؟

كتب وجدي العريضي في "النهار": نصرالله يدير العهد والحكومة... فمن يدعم المتظاهرين؟

يقول أحد السياسيين المخضرمين لـ"النهار": "صدقوني منذ الخطاب الأول للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وليس الثاني، والذي هو أسوأ خطاب في التاريخ، تلقينا رسائل التهديد بالجملة، وها نحن وصلنا إلى مرحلة نعيش فيها تحت وطأة هذه التهديدات، وبمعنى آخر قالها السيد بوضوح: "الأمر لي"، وقد تحدث عن التمويل والسفارات، وهنا الطامّة الكبرى لأنّ معلوماتنا تشير إلى أنّ تمويل المتظاهرين يتم من قبائل الزولو والماو ماو وجزر القمر". وعلمت "النهار" من مصادر موثوق بها أنّ الأسبوع الجاري سيشهد تطورات دراماتيكية في السياسة وفي الشارع، وأي خطوة لقمع المتظاهرين سيكون لها مردودها السلبي على العهد والحكومة والسلطة بشكل عام، لأنّ هناك وفودًا من اللبنانيين الذين تظاهروا في كل عواصم العالم ويدعمون أهلهم في لبنان، الأمر الذي يحصل للمرة الأولى في التاريخ، بدأوا بتنظيم لقاءات مع كبار المسؤولين في الدول التي يتواجدون فيها من أجل عدم قمع التظاهرات بالقوة والقضاء على هذا الحلم لضرب الفساد الذي تنتهجه السلطة السياسية منذ سنوات طويلة، مشيرةً إلى أنّ عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي تشبه إلى حد كبير مواقف البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. وبمعنى آخر، هذه التطورات التي ستتوالى فصولها في الأيام المقبلة، وستنتج منها استقالة الحكومة برمتها وفق ما يُنقل عن المواكبين والمتابعين لكل تفاصيل ما يحصل، بعد تعثُّر الاستقالة الجمعة المنصرم على خلفية التهديد ورفض التعديل الذي كان سيطيح رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، إلى اقتناع كل من يسعى لإيجاد مخرج من أهل السلطة بأنّه لا مناص إلا باستقالة الحكومة مجتمعةً، فيما بدأت الاتهامات بين أفرقاء الحكومة تظهر على السطح، إذ يقول أحد النواب البارزين في "اللقاء الديموقراطي": "إنّ الشيخ باعنا مرة جديدة من التسوية إلى عدم قبوله بأن نستقيل سويًا كما سبق ووعدنا، ولكنّه يعتقد أنّ ذلك لن يعيده إلى السرايا، وهذا ما خلق هوة كبيرة بيننا وبين أهلنا وجمهورنا، وإن كانت الأكثرية تتفهم هذه الأسباب والدوافع التي أملت علينا الصبر ثم الصبر في هذه الظروف الراهنة". ويبقى من خلال معلومات استقتها "النهار"، أنّ غرف العمليات التي أُنشئت بعد خطاب نصرالله بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" من أجل وضع خطط لقمع التظاهرات والبداية من المناطق المسيحية، لكونها أضعفت وأصابت التيار في مقتل، لم تؤدِّ إلى نتيجة، إضافةً إلى أنّ "القمصان السود" التي تمترست في ساحتَي الشهداء ورياض الصلح مترقبةً الانقضاض على المتظاهرين لم تُعطِ ثمارها أيضًا قال أحد الوزراء في مجالسه: "نحن في الحكومة لا نعرف ما يحصل، فالصورة ضبابية، ومن يدير اللعبة للعهد وللحكومة هو السيد نصر الله، وليقرأ الناس خطابيه".

"النهار": "اتهامات" للحريري بـ"التناغم" مع الحراك... من تحت الطاولة

كتب رضوان عقيل في "النهار": "اتهامات" للحريري بـ"التناغم" مع الحراك... من تحت الطاولة

ثمة من بدأ يتهم الحريري ويساوره الشك في ان الرجل "يشبك" مع المتظاهرين من تحت الطاولة. ولا يعني هذا الكلام ان المطلوب قمع المتظاهرين وممارسة القوة ضدهم، مع ملاحظة ان الحريري يتلقى أقل قدر من سهام المنتفضين، وهو يعرف في الوقت عينه انه مهما بلغت الامور سيعود الى السرايا من دون اي معوقات. وفي حال تم تأليف حكومة جديدة برئاسته "سيتخلص" من وجوه وزارية جلبت له المتاعب وكانت له معاناة معها وفي المقدمة الوزير جبران باسيل. في المقابل، لم يعد رئيس الحكومة قادراً على "الدلال السياسي" الذي كان يمارسه لدى حصول اي ازمة تواجهه ويستقل طائرته ويسافر الى الخارج. وثمة من يعتقد ان الحريري لا يستطيع فرض كامل شروطه لأنه مهدد بأن يصبح من المرشحين الاحتياط لرئاسة الحكومة كحال الرئيس الراحل عمر كرامي، بحسب وزير حالي. في غضون ذلك، لم يخلص لقاء الرئيسين ميشال عون والحريري الى نتيجة حاسمة في شأن كيفية مقاربتهما لمواجهة الازمة والتصدي لها. وفي المعلومات ان رئيس الحكومة أبلغ الرئيس عون في لقائهما الجمعة الماضي أنه لا يقدر على تحمّل ضغوط الشارع والصعوبات التي تهدد السلطة، واذا ما استمر الوضع على هذا المنوال فإنه سيقدم على الاستقالة، وانه يريد حكومة مصغرة من التكنوقراط لا تضم نواباً او سياسيين وغير فضفاضة على شكل الحكومات الاخيرة. وطلب عون في البداية ان يكون باسيل في عضوية هذه الحكومة، الامر الذي لم يستسغه الحريري الذي عاد ولوَّح بالإقدام على الاستقالة. ورد عليه رئيس الجمهورية بأنه اذا قدم استقالته فلا يضمن تكليفه. وثمة خشية من ان يوافق الحريري على طرح عون ثم يقدم على فرض شروطه عندما يصبح رئيساً مكلفاً. واذا كان هناك من يشكك في مقاربة الحريري للتظاهر الحاصل في الساحات، فان "حزب الله" مستمر في احتضان رئيس الحكومة وعدم التفريط به. وأصبحت هذه النقطة محل "تشريح" عند الحلقة الضيقة المحيطة بالحريري والتي تقدر موقف الحزب الذي لم يخذله على عكس قوى "تألم" منها الحريري سياسياً وان ثمة اثقالاً أزيحت عن ظهره.

"الشرق": اعظم تظاهرة في التاريخ

كتب عوني الكعكي في "الشرق": اعظم تظاهرة في التاريخ

تحيّة الى الأبطال الذين تركوا بيوتهم وأهلهم وافترشوا الساحات منذ ١١ يوماً، الساحات كلها من بيروت الى طرابلس وصيدا والجيّة وجونية وجل الديب وبرجا وكفررمان وعاليه وبحمدون وصوفر وزحلة وبعلبك ورياق، وامتدت هذه الثورة الى دنيا الإنتشار، إذ لم تبقَ محصورة في لبنان، فشملت المغتربين البالغ عددهم ١٦ مليوناً أي أربعة أضعاف المقيمين. إنّها ثورة مباركة. البارز في اليوم الحادي عشر هو ظاهرة التشابك بالأيدي بطول ١٧٠ كيلومتراً، وربما كانت هذه الظاهرة بهذا الحجم هي المرة الأولى في العالم وعلى امتداد حقب التاريخ، وهي ليست غريبة عن الإبداع اللبناني… وهي مما يميّز هذه الانتفاضة السلمية بامتياز والحضارية أيضاً بامتياز إذ أنّ المنتفضين ينظفون الساحات والميادين يومياً… وهذا غير مسبوق أيضاً. ويبقى سؤال جوهري تطرحه الناس: ما هو الحل؟ لا شك في أنّ المطالب التي يرفعها الشعب هي محقة وعادلة، ولكن هل يمكن تحقيقها كلها؟! الجواب بالتأكيد هو: كلا! ولكن رحلة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى، وكما قال الرئيس الحريري في خطابه الثاني إنّ هذا الحراك هو الذي فعل ما لم يستطع أن يُفعل في ثلاث سنوات، أي انه خلال أيام معدودة، هذا الحراك أجبر القوى الرافضة الحلول (للكهرباء، والنفايات، و»سيدر»…) التي كان يحاول البعض عرقلتها. الخطوة الثانية، نرى أنّه لا بدّ من تشكيل حكومة جديدة. ماذا يقول الشعب؟ يريد الشعب حكومة تكنوقراط، ونحن نسأل: هل هذا المطلب محق أولاً؟ وهل يمكن تحقيقه ثانياً؟ والجواب: انه محق من دون أدنى شك، خصوصاً أنّ التجارب مع الحكومات السياسية لم توصل الى أي تفاؤل أو إقناع للناس التي نراها قد فشلت، أما حكومة التكنوقراط فتشبه التظاهرات الى حد بعيد. من هنا نرى أنّ على المسؤولين أن يذهبوا الى تشكيل حكومة تكنوقراط من شخصيات ذات خبرة ونجاح وأخلاق.

"نداء الوطن": اللبنانيّون يكسرون سلسلة الدولة ويشبكون "سلسلة" الثورة !

علي الامين في "نداء الوطن": اللبنانيّون يكسرون سلسلة الدولة ويشبكون "سلسلة" الثورة !

لا يبدو ان اللبنانيين يريدون ان يتوقفوا عن المطالبة باستعادة دولتهم المحتلة بكل انواع الاحتلال الذي يفسد الدستور والادارة العامة والسياسة، ولا تشير وقائع السلسلة البشرية التي امتدت أمس (الأحد) على طول لبنان، أن الشعب يمكن ان ينكسر امام خطاب طائفي او مذهبي أو تهويل أو بطش. سر الانتفاضة اللبنانية، يكمن في هذا الجيل الذي انقلب على شروط اللعبة القاتلة في ساحة الدولة وسلطاتها، لقد افتتح ساحات جديدة على امتداد الوطن والدولة، ساحات يصعب على السلطة ادراكها واستيعابها، وها هو يفرض معادلة جديدة بشروطه، المواطنية أساسها والدولة إطارها، والوطن طاقتها، والسلام اللبناني مظلتها، والإنسان معيارها، جيل يتجاوز تلك الشعارات التي سجنت اللبنانيين، وحولتهم الى كائنات متربصة ببعضها، انه انقلاب عميق في السياسة اللبنانية التي قدست الطائفية وألّهت الزعيم وجعلت كرامة المواطن والإنسان تفصيلاً، وعنصراً مغيباً في مسارها السياسي والاجتماعي، انقلاب على كل ما اوصل البلاد الى هذا الحضيض الأخلاقي والسياسي، ثمة جيل قرر انه لم يعد في وارد القبول بمعادلة الموت التي استحوذت على الدولة والوطن.

هذه الثورة شقت مسارات حفرت في الدولة، مسارات جديدة وغير مسبوقة في جديتها وإصرارها، مسارات لم تكتمل عناصرها، لكنها تفاجئ الجميع بما تفتتحه كل نهار من تعبيرات لبنانية صافية، وبما تفرضه من لغة وخطاب لم تدرك السلطة كنههما، لذا لا يزال أركانها منهمكين في ترميم معادلة فقدت صلاحيتها وتجاوزها اللبنانيون.

"الانوار": يداً بيدٍ إنتفاضةُ المليونين لن تعودَ الى الوراء وهذا أكبر إنتصارٍ للشعبِ الحضاري

كتبت الهام فريحة في "الانوار": يداً بيدٍ إنتفاضةُ المليونين لن تعودَ الى الوراء وهذا أكبر إنتصارٍ للشعبِ الحضاري

في يومها الحادي عشر، إنها أطول الإنتفاضات في تاريخ لبنان لجهة اتساعها جغرافيًا وعدم اقتصارها على منطقة معينة دون الأخرى وعلى طائفة معينة دون الأخرى: الجوع يوحِّد، والضائقة توحِّد والخوف على المستقبل يوحِّد. ولكن، بعد أحد عشر يومًا على الإنتفاضة، بدأت تلوح بارقة أمل، وسببها الرئيسي أن الناس صمدوا في الشارع ولم يخافوا لا من التهويل ولا من التهديد بل كانوا ضامنين ان القوى الأمنية هي إلى جانبهم، أليس أفراد القوى الأمنية من هذا الشعب، ويعانون ما يعانيه؟ أليس لهم أباء وأمهات وأولاد وعائلات وأقارب يعانون ما يعانيه الشعب؟ إنهم هُم الشعب! في مطلق الأحوال، المطلوب التنبه والوعي، فلبنان ليس جزيرة معزولة، لنتابع ما يجري في سوريا، بعد مقتل رئيس تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، ولنتابع ما يجري في العراق. المنطقة تغلي، ولبنان من هذه المنطقة. ولكن يداً بيد انتفاضةُ المليونين الحضاريةُ من الشمالِ الى جنوبِ الوطن لن يقوى عليها أحدٌ... الجيش والشعب فعل إيمان.

"نداء الوطن": مسؤولية قائد الجيش

كتب بشارة خيرالله في "نداء الوطن": مسؤولية قائد الجيش

في مثل هذه العصفورية التي تعيشها السلطة القابضة على الأرواح، تبرز المؤسسات الأمنية الشرعية كافة، صمام أمان اللبنانيين وحصنهم الحصين، ويبرز الجيش اللبناني بسيرته الناصعة ومسيرته المشرفة ومساره المراكم على الايجابيات، كأنه الملجأ الوحيد.وتلقائياً يبرز العماد قائد الجيش أياً كان اسمه أو مذهبه وجهاً مقبولاً، لا بل مطلوباً من اللبنانيين، فتكثر المطالبات بحكومة عسكرية إنتقالية يرأسها قائد الجيش، وغيرها من المطالبات لانتخابه رئيساً للبلاد. ومع هذه المطالبات، يصبح القائد خصماً حقيقياً للطبقة السياسية، وتحديداً، لكل ماروني طامح إلى المنصب الرئاسي، وللفرق الموسيقية المطبلة لهذا المرشح أو الأجنحة المسلحة الراغبة بإيصال ذاك. هنا، تتضاعف مسؤولية القائد في الموازنة بين تنفيذ أحكام الدستور لناحية عدم الخروج عن القرار السياسي الملزِم (قرار مجلس الوزراء)، وبين حكمته في التنفيذ وقدرته على صون حق التعبير الذي يكفله الدستور وما جاء في مقدمته أن "الشعب مصدر السلطات". كما تقع على موقف القائد الأعلى للقوات المسلحة (رئيس الجمهورية) تبعات تاريخية (فوق دستورية)، فبإمكانه مثلاً ان يستعيد تجربة سلفه (الرئيس لحود) ويطلب من قائد الجيش قمع المتظاهرين تاركاً له حريّة الانصياع أو خيار التفلت بحكمة كما حصل سنة 2005، وبإمكانه أيضاً أن يخاطبه بصفة دستورية: "إيّاك يا جوزاف عون ان تضع الجيش في مواجهة تظاهرة سلمية".. مفاد هذا الكلام ما تسرّب من أجواء تشير إلى ضغوط يتعرض لها قائد الجيش من قبل السلطة لقمع المتظاهرين وفتح الطرقات بالقوة... وفي الختام لا بدّ من تحية للعماد جوزاف عون الذي يمارس القيادة على قاعدة أن الجيش اللبناني هو جيش الشعب وليس مجرد قوة ضاربة تتحكم فيها السلطة لحماية مصالحها الخاصة.

إبقاء المصارف مقفلة

لفتت الصحف إلى أن جمعية المصارف أعلنت إبقاء أبواب المصارف مقفلة اليوم الاثنين في ظل استمرار التحركات الشعبية، وفي انتظار استقرار الأوضاع، أمر النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بمنع عمليات إخراج الدولار ت النقدية دفعة واحدة في حقائب صيارفة وتجار عبر مطار رفيق الحريري الدولي والمعابر الحدودية والتي تتم بتصريح عادي معتمد لدى الجمارك اللبنانية، وقد تم التنسيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بحيث ستعمد مديرية الجمارك الى إخضاع عمليات نقل الأموال هذه الى أنظمة يعمد مصرف لبنان المركزي الى تحديدها.

مصادر سياسية لـ"الشرق الأوسط" : المصارف تتخذ إجراءات احترازية لمنع سحوبات مالية مفاجئة

قالت مصادر سياسية مواكبة إن هناك مخاوف من تهافت المودعين على سحب ودائعهم من المصارف. وتلفت في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" إلى أن المصارف تتخذ إجراءات احترازية لمنع سحوبات مالية مفاجئة، مضيفة: من دون إجراءات للسيطرة على الودائع Capital Control، تقضي بتقنين السحوبات ومنع التحويلات تحت سقف محدد، فإنه ستكون هناك مخاطر في ظل موجات الإشاعات المتنامية. وشددت المصادر في الوقت نفسه على أنه لا أزمة بالنقد، ومصرف لبنان يزود المصارف بالليرة المحلية كي يتمكن المواطنون من الأنفاق، مطمئنة إلى أن الالتزام الذي ستدفعه الحكومة لتسديد سندات الخزينة في الشهر المقبل، البالغة قيمته 1.5 مليار دولار بات مؤمناً، كما أن الحكومة قادرة على سداد التزاماتها المالية خلال العام المقبل بالتأكيد، ولن يكون هناك أي تقصير.

"النهار": بقاء الحكومة وعدم الاستجابة للشارع يهددان الليرة والتحويلات إلى الخارج؟

كتبت سابين عويس في "النهار": بقاء الحكومة وعدم الاستجابة للشارع يهددان الليرة والتحويلات إلى الخارج؟

فيما تبدي الحكومة خشيتها من ان يؤدي استمرار التظاهرات او الذهاب الى الفراغ بفعل اي استقالة محتملة للحكومة، الى خطر الانهيار المالي، ثمة قراءة مالية مغايرة عكستها صور الانتفاضة السلمية الشعبية، ومفادها ان خطر الانهيار لن يتأتى من استقالة الحكومة، بل على العكس من بقائها، لأن اي انهيار محتمل سيكون نتيجة تهافت الناس على شراء الدولار، او على تحويل اموالهم الى الخارج، بسبب خوفهم على مستقبل البلاد. ولكن مع نزع الناس الثقة عن الحكومة وعن السلطة السياسية بكاملها، فإن استقالة الحكومة سيكون لها رد فعل معاكس تماماً، اذ سيستعيد هؤلاء ثقتهم بنظامهم الديموقراطي وبمؤسساتهم، علما ان معلومات كشفت عن اهتمام لبنانيين في دول الاغتراب بإنشاء صندوق لدعم الانتفاضة من خلال جمع التبرعات، ويجري العمل على بلورة الاقتراح الرامي الى تأمين مبلغ يودع في المصرف المركزي لدعم الليرة اللبنانية. اما الكلام الذي تردد اخيرا عن قيام مصارف بتحويلات لحسابات خاصة الى الخارج، فتنفي مصادر مصرفية هذا الامر، مؤكدة ان التحويلات المشار اليها تمت على مراحل متدرجة منذ مطلع السنة، ما أدى الى خروج ما يقارب الـ7 مليارات دولار من القطاع المصرفي. اما اي كلام عن ضغوط محتملة على الليرة او على السحوبات، فهذا الامر تحت السيطرة لانه يرتبط بآجال الاستحقاقات، ولا يمكن ان يتم دفعة واحدة، في ما لو حصل اي امر استثنائي. واستغربت المصادر عدم لجوء الدولة الى اتخاذ اي اجراء لإرضاء المتظاهرين، علما ان الاستقالة في رأيها هي اقل الأضرار الممكنة. وسألت: كيف تترك الدولة الساحة لبعض الغوغائيين الذين يسعون لاستغلال الحراك الشعبي لتحقيق مآربهم. فالمصارف تتعرض لتهديدات من هؤلاء وليس من يحميها، وهذا ما يدفع اداراتها الى الاستمرار في قرار الاقفال خوفا من اعمال شغب تستهدفها او تستهدف موظفيها. ونوهت المصادر بقرار النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بمنع عمليات إخراج الدولارات النقدية دفعة واحدة في حقائب صيارفة وتجار عبر المطار والمعابر الحدودية، بالتنسيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي اصدر تعميما في شأن إخضاع عمليات نقل الأموال هذه لأنظمة المصرف المركزي، كاشفة ان هذا القرار من شأنه ان يمنع اي عمليات تهريب للدولار من السوق، وهو كان بدأ العمل به قبل بدء التظاهرات.

"الاخبار": كابيتال إيكونوميكس": إعادة هيكلة الدَّين محتومة

كتبت محمد وهبه في "الاخبار": كابيتال إيكونوميكس": إعادة هيكلة الدَّين محتومة

رغم الإغلاق القسري لأبواب المصارف لليوم العاشر على التوالي بسبب الخوف من انهيار القطاع، ورغم اندلاع احتجاجات شعبية واسعة تعبّر عن الفقر وسوء توزيع الثروة وفي المجتمع الذي يعمل لخدمة الدائنين، أي أنه لم يعد هناك أي مبرّر للامتناع عن النقاش في عملية إعادة هيكلة للدين العام بوصفها ردّ الفعل الإصلاحي الأول الذي يجب على أي سلطة القيام به، لكن الجزء الأكبر من المجتمع المحلّي لا يزال قاصراً عن هذا الدور. تقرير صادر عن كابيتال ايكونوميكس يشير إلى أن الاحتجاجات في لبنان تعكس استحالة ردّ فعل سياسي يؤمن استقرار معدلات الدين، لذا فإن إعادة هيكلة الدين العام صارت محتومة. إعادة توجيه البوصلة نحو شطب جزء من الدين العام وخدمته أمر أساسي في هذه المرحلة. لأن حتمية اللجوء إلى إعادة هيكلة الدين العام لم تعد أمراً نظرياً، بل صارت واقعاً. فبحسب كابيتال ايكونوميكس هناك طرق عدة لتنفيذ إعادة الهيكلة، إلا أنه في ظل عملة محلية معوّمة، وامتلاك المؤسسات المالية في لبنان محفظة واسعة من السندات بالعملات الأجنبية، ترتفع مخاطر حصول توقف فوضوي عن السداد يترافق مع أزمة نقدية ومصرفية. فإلى جانب كون عجز الموازنة يصل إلى 11% من الناتج المحلي الإجمالي، واحتلال نسبة الدَّين إلى الناتج مركز سادس أعلى معدل في العالم مع بلوغه 150% من الناتج المحلي الإجمالي، بات ثلث الدين الحكومي بالعملات الأجنبية، أي ما يفوق 30 مليار دولار. تشير "كابيتال ايكونوميكس" إلى أربعة عناوين أساسية لمواجهة مشكلة الدَّين: النموّ الاقتصادي السريع، التضخّم الكبير، التقشف، إعادة هيكلة الدين (أو الامتناع عن السداد). من الصعب أن نرى كيف يمكن لبنان أن يولّد نمواً اقتصادياً سريعاً ومستداماً في اقتصاد يتوقع أن ينكمش هذه السنة. أما محاولة احتواء الدين عبر التضخّم، فستقوّض استقرار تثبيت سعر صرف الليرة مقابل الدولار، فيما يعدّ التقشف حلّا متاحاً. الحكومة أقرّت عدداً من الخطوات لمواجهة متطلبات المالية العامة، لكن الاحتجاجات واستجابة الحكومة لها، تشير إلى أنه يصعب جداً بلوغ عجز نسبته 5% أو 6% من الناتج المحلي الإجمالي. وفي معرض استعراض الحلول المتاحة أمام لبنان، يشير التقرير إلى أن الدعم الخارجي يمكن أن ينقذ لبنان، إلا أنه لا يرى أن دول الخليج مستعدة اليوم لتقديم مثل هذا الدعم كما كانت مستعدة سابقاً، لافتاً إلى أسباب سياسية.

أسرار وكواليس

النهار

ـ يشن اعلاميون قريبون من العهد حملة على زميل لهم عمل مستشارا للرئاسة قبل ان يتم اقصاؤه بطلب من رئيس "التيار الوطني الحر".

ـ نشرت زوجة بهاء الدين الحريري شقيق رئيس الحكومة سعد الحريري صورا لولديها يساندان فيها "الثورة" عبر رفعهما العلم اللبناني وتنفيذ رسوم وطنية.

ـ تعقد مجموعات فكرية وثقافية ومدنية اجتماعات مستمرة في غير مكان للبحث في مخرج لائق للسلطة والشارع ويدفع باتجاه تطوير النظام خوفا من تحول الحراك الى عصيان مدني.

الجمهورية

ـ تجري محاولات لاستدراج مجموعة من قادة الإنتفاضة الى حوار ليتحولوا الى شركاء في خطط مرفوضة سلفاً وهم يعتبرون أن لا تفاوُض قبل استقالة الحكومة.

ـ كشف مرجع بارز أنه تلقى رسالة من مسؤول أوروبي ينصح فيها باستعجال حل لبناني للأزمة وإلاّ فإن لبنان مقبل على خسارات لن يكون في مقدوره أن يتحملها.

ـ طلب أحد السياسيين من رئيس حزب التراجع عن خطوة يقوم بها حالياً قبل أن يجد نفسه مضطراً للتراجع عنها قريباً.

اللواء

ـ لم تُفلح المساعي مع مرجع كبير في إقناعه بعدم مشاركة أي طرف سياسي أو حزبي في تشكيلة الحكومة العتيدة، والحفاظ على طابعها كحكومة إختصاصيين تستعيد ثقة الداخل والخارج على السواء!

ـ تدور أحاديث داخل الحلقة الضيقة المحيطة برئيس حزب مثير للجدل عن مواقف مسؤول أمني كبير "المتعاطفة مع الحراك"، مما يستوجب إتخاذ تدابير بحقه بعد هدوء الأمور وعودتها إلى مجاريها الطبيعية!

ـ لوحظ إنفصال أكثر من نائب، من أكثر من منطقة، عن كتلهم النيابية وإتجاههم لتشكيل كتلة نيابية مستقلة تُحاكي أهداف الإنتفاضة والمطالب الإصلاحية التي تُنادي بها!

نداء الوطن

ـ لم تتردّد نائبة رئيس حزب بارز، عُيّنت حديثاً في موقعها في ابلاغ من يعنيهم الأمر، أنّ الظروف باتت تقضي بتنحّي رئيسها من عمله الوزاري للتفرّغ لشؤون الحزب.

ـ يقول أحد المشرّعين المحترفين إنّ القوانين اللبنانية تضم رزمة تشريعات تساعد على استعادة المال المنهوب ومن شأنها رفع السرية المصرفية عن أي مسؤول يشتبه في سلوكه المالي، وبالتالي الأزمة تكمن برأيه في الإرادة السياسية وليس في الآلية القانونية.

ـ يتعرّض النائب أسامه سعد لضغوط شديدة لإخراج مناصريه من ساحات صيدا وشوارعها.