عرب وعالم

ظريف يعترف: غسيل الأموال متفشٍ بإيران

تم النشر في 4 تشرين الثاني 2019 | 00:00

في تصريح جديد مثير للجدل، اعترف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بأن غسيل ‏الأموال في بلاده بات يبلغ مليارات الدولارات، وذلك خلال كلمة أدلى بها أمام البرلمان، الأحد‎.‎

وسبق لظريف أن تعرض لانتقادات داخلية بالجملة، بعد أن تحدث في مناسبات سابقة عن تفشي ‏غسيل الأموال في إيران

وفي جلسة استجواب علنية أمام البرلمان، الأحد، أعاد ظريف صياغة تعليقاته السابقة، لكنه ‏أوضح: "ما قلته هو أن هناك مجموعات ضغط لها مصالح شخصية. الآن، يمكنك مشاهدة ما ‏قاله سلطان العملات‎".‎

وكان وزير الخارجية يشير إلى وحيد مظلومان المعروف باسم "سلطان العملات"، الذي أعدم في ‏ديسمبر/كانون الاول 2018 بتهمة امتلاك طنين من العملات الذهبية للتلاعب بسوق الذهب ‏المحلية‎.‎

وتابع في تصريحات نقلها "راديو فاردا" المعارض للسياسات الإيرانية: "إذا لم يكن هناك غسيل ‏أموال في البلاد، فما الاتهامات التي أعدمتم بها سلطان العملات؟‎".‎

وغادر ظريف الجلسة قبل موعده المحدد، حسبما كشفت تقارير صحفية إيرانية‎.‎

وقبل نحو عام، قال ظريف إن "أولئك الذين يربحون مليارات الدولارات من هذه العمليات ‏ينفقون الملايين من دخولهم المفاجئة، لمنع إقرار تشريعات تتعلق بالشفافية‎".‎

ووقتها، اتهم وزير الخارجية بشكل ضمني، هيئات حكومية لم يحددها، بتصعيد حملة ضد ‏اقتراحات الرئيس حسن روحاني لمكافحة غسيل الأموال‎.‎

كما أكد ظريف في مقابلة سابقة أن "غسل الأموال حقيقة واقعة في بلدنا، وهناك الكثير ممن ‏يستفيدون منه"، وكرر تلميحاته إلى أن "كيانات قوية" تمنع التشريعات اللازمة للتصدي للظاهرة‎.‎

وأثارت تصريحات ظريف السابقة سلسلة من ردود الفعل الغاضبة، إلى حد أن المدعي العام قال ‏إن الاتهامات التي وجهها ظريف بغسل الأموال في إيران "لا أساس لها من الصحة"، وأن الكتلة ‏المحافظة في البرلمان الإيراني كانت تهدد بإسقاطه بسبب تعليقاته‎.‎

ولم يتم الإعلان عن نتائج جلسة البرلمان يوم الأحد مع ظريف، لكن كان من الواضح أن العديد ‏من أعضاء المجلس كانوا غير راضين بشدة عن قراره ترك الجلسة قبل أن يحين الوقت‎.‎

وفي شهر أكتوبر/تشرين الاول الماضي، منحت مجموعة العمل المالي (فاتف)، الهيئة الرقابية ‏العالمية المعنية بمكافحة غسيل الأموال، إيران موعدا نهائيا في فبراير 2020 للامتثال لقواعد ‏دولية، وبعده ستحث جميع أعضائها على تطبيق إجراءات مضادة‎.‎

وأوضحت المجموعة، التي تتخذ من باريس مقرا، أنها تلتمس من أعضائها طلب فحص ‏المعاملات مع إيران، وإجراء عمليات تدقيق خارجي أكثر صرامة لشركات التمويل التي تعمل ‏في البلاد، وفقا لـ"رويترز‎".‎

ويبدو زعماء إيران منقسمين بشأن الامتثال لقواعد (فاتف)، ويقول مؤيدون إن الامتثال قد يسهل ‏التجارة الخارجية مع أوروبا وآسيا في الوقت الذي تستهدف فيه عقوبات أميركية اقتصاد البلاد ‏بهدف عزله‎.‎

بينما يقول معارضون متشددون، إن إقرار تشريع للانضمام إلى (فاتف) قد يعرقل دعم إيران ‏لحلفائها، بما في ذلك جماعة "حزب الله" اللبنانية وميليشيات الحوثي اليمنية‎.‎