طالب مزارعو البقاع ولبنان بوقف الاستيراد الزراعي الى لبنان ضد ما يعانوه من اهمال زراعي وسياسة عدائية من قبل الدول العربية التي تريد ان تدخل انتاجاتها الزراعية الى لبنان في الوقت الذي تمنع عشرات الشاحنات والقوافل الزراعية عند الحدود العربية وخصوصا الاردن ومصر وسوريا والعراق وتركيا.
صرخة المزارعين اطلقت في مقر تجمع مزارعي وفلاحي البقاع في رياق بعد اجتماع برئاسة رئيس التجمع ابراهيم الترشيشي و بحضور رئيس نقابة مستوردي ومصدري الخضار والفاكهة في لبنان نعيم خليل، رئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج الصقر،رضا فاضل عن تجمع مزارعي الجنوب، رئيس لجنة الاقتصاد في غرفة زحلة طوني طعمة، جهاد دكاش عن مزارعي كسروان والمتن ،يونس سعيفان وحشد كبير من المزارعين.
وتلا بيان المزارعين رئيس تجمع المزارعين ابراهيم الترشيشي، فلفت إلى "اننا نجتمع اليوم في ظروف استثنائية طارئة نظرا ً لكساد المنتوجات الزراعية بكل انواعها ( التفاح - الحمضيات - الموز- البطاطا وغيرها ) في البقاع وعلى كافة الاراضي اللبنانية ، فقد تكدست هذه المنتوجات في الاسواق ولا احد يشتريها. ويكفي القول بأنه قبل 15/10/2019 كان سعر البطاطا حوالي 600-650 ل.ل اما اليوم فقد انخفض الى اقل من 300-400 ل.ل باحسن احواله ، وهذا يدل على التقصير والاهمال واللامبالاة من وزارة الزراعة بكل مكوناتها اذ هي بوادي والمزارعين بوادٍ آخر وكأن الوزارة ومنذ 4 سنوات لا همؐ لها غير اصدار اجازات الاستيراد وارضاء المستوردين تارةً والبلدان المصدرة تارةً اخرى دون تحمل المسؤولية و دون متابعة دقيقة لواقع الانتاج اللبناني واهميته، فهمؐها الوحيد عن قصد او غير قصد هو الاستيراد من الخارج بطرق شرعية وغير شرعية. ونحن لا نستطيع ان نصدر انتاجنا الى اغلبية الدول التي نستورد منها وخاصة سوريا والاردن ومصر والعراق وتركيا".
اضاف الترشيشي:" ولكل دولة لنا معها حكاية: فبالرغم من توقيع الاتفاق مع الجانب الاردني منذ اكثر من شهر لغاية اليوم لم يعطِ اذونات باستيراد كيلو واحد من البطاطا او البصل او الموز وللسنة الثالثة على التوالي نستورد من طرفهم كل ما نحتاج اليه دون حسيب او رقيب ولا زال يضع العقد والمواصفات التعجيزية على المنتجات اللبنانية ونحن نضع التسهيلات والتبريكات"، وتابع :"كذلك مع الجانب السوري رغم اعطاء الاجازات على مدار السنة فلغاية اليوم لم يستورد حتى كيلو واحد من انتاجنا الزراعي لا بل تتعرض سياراتنا لضريبة 1500$ عن كل سيارة تعبر الاراضي السورية Transit مما يعيق التصدير ويجعل المنافسة لنا من كل حدب صوب ويكفي ان نقول بأن التصدير قد انخفض الى اقل من 200 الف طن هذه السنة بعد ان كان حوالي 550 الف طن في أواخر عام 2014، وذلك بسبب العراقيل الموجودة على الطريق من قبل الدول التي تمر بها السيارات الشاحنة".
واشار الترشيشي الى أن "كل هذه المشاكل ووزارة الزراعة في غيبوبة لا تفيق منها ولا تشفى واذا تكلم الوزير مع هذه الدول لا احد يسمع له لاننا اصبحنا مكسر عصا عند كل الدول بسبب ضعفنا وخنوعنا وترك حقوقنا والاستهتار بالمزارع اللبناني وانتاجه".
وطالب المزارعون في بيانهم بما يلي اولا ً : وقف استيراد المنتوجات الزراعية من كل الدول سواء كانت تخضع للاجازات او لا تخضع وذلك لمدة 6 اشهر ووقف العمل بكل اجازات الاستيراد والاذونات ابتداءاً من يوم غد الثلاثاء، عدم السماح باستيراد اي منتج زراعي من اية دولة كانت لعدم حاجتنا اليه بدون مقابل اي صنف بصنف " يلي بشوفنا بعين منشوفو بعينتين " بعد فترة الستة اشهر، ويوجد لدينا اليوم اكثر من 50 الف طن بطاطا في البرادات وحوالي 50 الف طن بطاطا قلع جديد تعرف باللقيسة، وهذه الكمية تكفي حاجة السوق اللبنانية لعملة سيئة من قبل المصارف ان كان من وقف التسهيلات او عدم السماح له بشراء عملة صعبة لتسديد ما يتوجب عليه من ثمن اسمدة وبذار وادوية ومستلزمات زراعية مطلوب دفع ثمنها بالدولار، وضرورة السماح له باستيراد كميات بذار البطاطا المقررة لهذا العام وعدم حرمانه من حجز كمياته في الخارج وبموجب اعتمادات مؤجلة لستة اشهر كما جرت العادة في السنوات السابقة ولماذا المنع اذا كانت كل المستندات المطلوبة مؤمنة لضرورة هذا الاستيراد. ونحن نستغرب هذه المعاملة السيئة من قبل المصارف التي تستغل المزارع اللبناني ولا تساعده.
وأعطوا "مهلة اسبوع لوزارة الزراعة ولمصرف لبنان لأخذ الاجراءات بوقف الاستيراد حالاً ابتداءاً من يوم غد الثلاثاء، وكذلك للمصارف بايجاد الطريقة المناسبة لشراء الدولار من اجل دفع ثمن البذار والاسمدة والمحروقات والاؐ سنكون مضطرين الى النزول الى الشارع وتسكير الطرقات ومنع دخول المنتوجات الزراعية المستوردة عن طريق المصنع او العبودية او المرفأ ابتداءاً من الاسبوع القادم.
وشدووا على أنهم "غير راضين عن عمل وزارة الزراعة ولا وزير ولا مدير عام لأنها وبهذه المنهجية ستقضي على المزارع اللبناني حتماً (انظروا وتعلموا من الدول الاخرى كيف تعاملنا وتمنعنا من تصدير اي منتج موجود عندها او غير موجود بحجة المحافظة على المزارع في بلدانها)".
وختم الترشيشي: "كفى تقاعساً واستخفافاً بحقوقنا ومعاملتنا كالغرباء في بلدنا وكالمشردين في البلدان الاخرى، اعطو الاولوية للمنتج اللبناني والافضلية لما تنتجه ارضنا الطيبة فهذا افضل لكم من بيع الاجازات وبيع المواقف للدول الاخرى على حساب القطاع الزراعي في لبنان.
بدوره ، اكد جورج الصقر على كل ما جاء في بيان الترشيشي لافتا بان المزارعين يطلقون اليوم ثورة الفلاحين. واشار الصقر الى ان الاردن يدخل يوميا ٢٠ الف طن من مزروعاتهم الى لبنان ويرفضون ادخال البطاطا والموز والتقاح وهذا مرده الى تقصير من وزارة الزراعة. وطالب الصقر بوقف استيراد بذار البطاطا من الخارج والاكتفاء باستعمال بزراعة بذار محلي.
ولفت المزارعون الى وجود فائض من الانتاج الزراعي نحن لدينا انتاج يكفي طوال السنة على مثال البطاطا والبصل والموز والتفاح ونحن باستطاعتنا انتاج كل الاصناف الزراعية.
وتحدث رضا فاضل عن ضريبة تفوق ٨ آلاف دولار على كل براد موز لبناني يدخل سوريا رغم الاتفاقيات الزراعية علما ان الموز اللبناني هو موز مقاوم وكل الانتاجات السورية تدخل يوميا الى لبنان بدون رسوم علما ان لبنان ما يدخله الى سوريا لا يتجاوز ١٠ ٪ من حجم التصدير السوري والاردن ايضا يمارس سياسة اقفال تجاه قوافلنا.
وناشد فاضل الرئيس السوري بشار الاسد بالتدخل لفتح السوق السورية امام الموز اللبناني وخصوصا ان البديل موز من الاكوادور وعملة صعبة تخرج من سوريا.
ولفت جهاد دكاش الى وجود إمكانية لتأمين كل الانتاج الزراعي وكل ما يحتاجه السوق اللبناني.
نعيم خليل اشار الى وجود اتصالات مستمرة بين وزارة الزراعة والداخل الاردني وفق ما ابلغني وزير الزراعة الدكتور حسن اللقيس والمدير العام سيسافر الى الاردن لمتابعة كل التفاصيل.