توجه عدد من طلاب الجامعات، الأحد، إلى ساحة التحرير في بغداد، حيث يخيم الهدوء الحذر على ساحات العاصمة العراقية ، إثر ليل من الاشتباكات التي لم تهدأ حتى ساعات الصباح الأولى ، وأدت إلى مقتل محتج وإصابة العشرات.
ومن المتوقع أن يبدأ توافد أعداد كبيرة من المحتجين مجدداً إلى العاصمة اليوم، وسط دعوات سابقة لعصيان وتظاهرات طلابية حاشدة، على الرغم من أن السلطات الرسمية أكدت أن الأحد هو يوم دراسي عادي.
وقتل متظاهران الأحد بالرصاص في مواجهات مع قوات الأمن العراقية في بلدة أم قصر بمحافظة البصرة، بحسب مصدر حكومي، مما يرفع عدد المتظاهرين الذين قضوا في مواجهات في جنوب العراق منذ ليلة السبت إلى أربعة.
وقال عضو مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي لـ"وكالة فرانس برس": "قتل متظاهران اثنان بالرصاص الحي وجرح أكثر من خمسين متظاهرا من جراء تعرضهم لرصاص حي وقنابل الغاز المسيل للدموع".
وفي وقت سابق الأحد، قتل متظاهران عراقيان وأصيب أكثر من 20 آخرين في محافظة ذي قار، خلال تفريق قوات الأمن العراقية محتجين باستخدام الرصاص.
في غضون ذلك، أحرق متظاهرون غاضبون مبنى يعود للوقف الشيعي في محافظة ذي قار، ويأتي هذا التطور بعد ساعات من إعلان مصادر في الشرطة العراقية ومصادر طبية، عن مقتل 3 أشخاص على الأقل في ساعة متأخرة الليلة الماضية خلال إطلاق النار على المحتجين في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار.
وذكرت المصادر "أن المحتجين تجمعوا عند ثلاثة جسور رئيسية في المدينة، واستخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية وعبوات الغاز المسيل للدموع لتفريقهم".
وأشارت إلى "أن أكثر من 50 آخرين أصيبوا في اشتباكات بالمدينة الليلة، معظمهم بالرصاص الحي وعبوات الغاز المسيل للدموع".
وأفادت المصادر أن 47 متظاهرا على الأقل جرحوا في المدينة التي شهدت احتجاجات واسعة منذ مطلع أكتوبر، حيث لا تزال المدارس مقفلة والدوائر الحكومية مغلقة.
وقطع المتظاهرون الجسور الخمسة في مدينة الناصرية على نهر الفرات عبر إشعال إطارات السيارات فيها، وذلك مع اتساع تحركات العصيان المدني في إطار الاحتجاجات المطلبية المتواصلة منذ نحو شهرين.
وفي بغداد، أعادت قوات الأمن العراقية افتتاح طريق محمد القاسم السريع وسط العاصمة بعد قطع محتجين أجزاء منه، وفق ما أفاد مراسل سكاي نيوز عربية.
يأتي ذلك بعد وقوع مواجهات بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين قرب جسر الأحرار وسط العاصمة بغداد، حيث أفادت مصادر أمنية وطبية بمقتل متظاهر وجرح 12 آخرين خلال مواجهات مع قوات الأمن في العاصمة.
وذكرت المصادر "أن قوات الأمن أطلقت الأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في شارع الرشيد بالقرب من جسر الأحرار. وكان 15 قتيلا وأكثر من 100 جريح سقطوا خلال 3 أيام من الاشتباكات المتواصلة في هذه المنطقة".
وقتل ما لا يقل عن 330 شخصا منذ بدء الاضطرابات في بغداد وجنوبي العراق في مطلع أكتوبر الماضي، في أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ 16 عاما.