عرب وعالم

ليلة الإنتفاضة في الأهواز.. عنف دموي وإعدامات ‏

تم النشر في 26 تشرين الثاني 2019 | 00:00

كشفت مصادر محلية في الأهواز لـ"العربية.نت" أن قوات الأمن أو الحرس الثوري الإيراني ‏نفذت إعدامات ميدانية ضد شبان متظاهرين في إقليم الأهواز، عندما سقطت بعض المناطق بيد ‏المحتجين خلال احتجاجات الأسبوع الماضي التي تم قمعها بعنف دموي في كافة أنحاء إيران.‏

وأكدت المصادر أن المحتجين العرب سيطروا على عدة بلدات ومناطق في الإقليم، منذ مساء ‏السبت في 16 نوفمبر/تشرين الثاني حتى قمعها يوم الجمعة الماضي الموافق 22 نوفمبر/تشرين ‏الثاني، وذلك بعدما قامت قوات الأمن باستخدام القوة المفرطة لتنفيذ اقتحامات وعمليات إنزال ‏خاصة في منطقتي معشور والفلاحية.‏

إعدام شبان رمياً بالرصاص

وقال ناشطون لـ"العربية.نت" إن قوات النظام قامت بمحاصرة مجموعة من الشبان المنتفضين ‏‏(يبلغ عددهم حوالي 20 متظاهرا) في مدينة الفلاحية، بعد أن هربوا إلى الهور (المستنقع المائي) ‏في محيط المدينة وقامت بإعدامهم رميا بالرصاص، وذلك ردا على مقتل عنصرين من الأمن ‏الإيراني وجرح قائد قوات الحرس الثوري في المدينة أثناء اشتباكات مع المحتجين.‏

أما العدد الأكبر من القتلى وعددهم 24 متظاهرا فسقطوا خلال اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين ‏وميليشيات الباسيج وقوات الأمن الإيرانية في مدينة معشور (ماهشهر بالفارسية)، حيث قتل ‏النقيب بالقوات الخاصة رضا صيادي، في اشتباكات مع المتظاهرين حين أغلق شبان الطرق ‏المؤدية إلى منشآت البتروكيماويات، التي باتت المصدر الوحيد لصادرات إيران غير النفطية.‏

ولطالما اشتكى الشباب في تلك المدينة من تمييز شركة البتروكيماويات التي تأتي بمديرين ‏ومسؤولين ومقاولين وعمال من خارج الإقليم وتحرم أبناء المنطقة الذين يعانون من البطالة ‏المفرطة من فرص العمل البسيطة.‏

وشاركت في عمليات الاقتحام القوة البحرية للحرس الثوري، ومقرها في ميناء معشور المطل ‏على الخليج العربي، وكذلك قوة اللواء 7 بالقوة المدرعة التي استخدمت الدبابات لمحاصرة ‏المدينة.‏

إطلاق نار وقنابل مسيلة

أما في مدينة الأهواز، عاصمة الإقليم، فقال ناشطون إنه بعد قمع النظام للمظاهرات السلمية التي ‏تمركزت في أحياء وسط المدينة، في الليلة الأولى والثانية، بدأت قوات الأمن والحرس الثوري ‏بإطلاق النار وإلقاء القنابل المسيلة للدموع، كما نفذت اعتقالات عشوائية بين المتظاهرين، ‏وعمدت إلى ضربهم بالعصي والهراوات حتى النساء وحتى الأطفال لم يسلموا، عندها قامت ‏مجموعات من المتظاهرين بالاعتصام في أحياء معينة وقطعت الطرق أمام قوات النظام.‏

إلى ذلك، أوضحت المصادر أن المحتجين في المدينة ردوا بإلقاء الحجارة وإغلاق الشوارع، ‏وحرق الإطارات وحاويات القمامة وتشييد بعض السواتر الترابية، وتمكنت مجموعات من ‏الشباب من السيطرة على أحياء كوت عبدالله والزوية والزرقان والملاشية والدائرة ومندلي ‏وشيبان.‏

كما أشارت المصادر إلى أن أهالي المدينة فتحوا أبوابهم للمعتصمين وقدموا لهم الغذاء والدواء ‏والحاجات الأساسية، كما آووا الملاحقين من قوات النظام.‏

يذكر أن مقاطع نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل، في حينه، أظهرت رفع الجماهير العربية ‏المنتفضة، في هذا الإقليم المحروم من حقوقه، شعارات ثورية مثل "بالروح بالدم نفديك يا ‏أهواز" و"نريد العيش بكرامة" و"نطالب بحق تقرير المصير" و"نريد إطلاق سراح المعتقلين ‏السياسيين".‏

وسقط أكثر من 5 قتلى في مدينة الأهواز و4 في المحمرة و2 في عبادان، كما تم اعتقال عدد ‏غير معروف من الذين احتجوا في بعض المدارس بعد أن امتلأت مراكز الأمن والاستخبارات ‏بمعتقلي المظاهرات، وفقا للمصادر.‏

حرق البنوك والباسيج

هذا وأكد الناشطون الأهوازيون أن عمليات حرق البنوك والسيارات الشخصية للمواطنين قامت ‏بها ميليشيات الباسيج بهدف إلقاء التهم على المحتجين وتبرير قمعهم.‏

وقالت المصادر لـ"العربية.نت" إن مبنى الإذاعة والتلفزيون في الأهواز، أغلق أبوابه ومنح عطلة ‏للموظفين لمدة 3 أيام خوفا من احتلاله من قبل المنتفضين.‏

كما أشار الناشطون إلى أن قطع الإنترنت وضعف التنسيق وتشتيت المجموعات المنتفضة ‏أضعف تركيز المحتجين في السيطرة على المناطق. وأضافوا أن قوات النظام تمكنت من فصل ‏المناطق عن بعضها بعضا الواحدة تلو الأخرى حتى سقط آخر معاقل المنتفضين.‏

إلى ذلك، تحدثوا عن وقوع حرب شوارع خلال الأيام الأولى بين قوات النظام والمحتجين، حتى ‏تحولت إلى عمليات كر وفر خلال الأيام اللاحقة والتي لا تزال مستمرة بين الفينة والأخرى، ‏بحسب الناشطين.‏

وقال الناشطون العرب إن النظام الإيراني أدخل كافة فرق القوات الأمنية والعسكرية وحول ‏الإقليم ولا يزال إلى ثكنة عسكرية، مستخدماً مختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى مقتل أكثر من ‏‏70 شخصا أثناء الاحتجاجات واعتقل أكثر من ألف متظاهر بينهم نساء وأطفال. وأضافوا أن ‏قوات الحرس الثوري استخدمت منذ الأيام الأولى للاحتجاجات ولا تزال تستخدم الطائرات ‏المسيرة بدون طيار لرصد المحتجين، وتصويرهم قبل أن تتم عمليات المداهمة والاعتقالات.‏

كما أشاروا إلى أن القوات الخاصة تستمر ببث حالة من الرعب والهلع والخوف بين المواطنين ‏من خلال استعراضها اليومي على الدراجات النارية خاصة في الأحياء الساخنة.‏

وكانت أنباء انتشرت الأسبوع الماضي عن مقتل أول متظاهر أهوازي تحت التعذيب وهو حميد ‏حمد الشيخاني، الذي كان يبلغ من العمر 35 عاما، حيث سلمت جثته السبت الماضي، الى عائلته ‏بعد وفاته بمعتقل الاستخبارات الإيرانية عقب أسبوع من اعتقاله أثناء مظاهرات في مدينة الكورة ‏جنوب الإقليم.‏