أفادت أنباء عن عودة الاشتباكات مساء اليوم بين الأمن والمتظاهرين في مدينة النجف في العراق.
وأكدت مصادر إعلامية وقوع إصابات وحالات اختناق في الاشتباكات الليلية في النجف.
في سياق متصل، عقد اجتماع مساء اليوم بين تنسيقيات المظاهرات وقيادة الشرطة ووجهاء النجف ومعاون لـ"سرايا السلام" ومدراء الأجهزة الأمنية في مكتب مقتدى الصدر.
وتم الاتفاق على أن تتولى "سرايا السلام" الفصل بين المتظاهرين ومرقد الحكيم بالنجف. وستنزل عناصر من "سرايا السلام" بالزي المدني إلى الشارع على الساعة الواحد من بعد منتصف الليل لتفصل بين المتظاهرين ومرقد الحكيم.
وشدد المجتمعون على أن "أي متظاهر يخرج من ساحة الصدرين يُعتبر مندس وسيتم تسليمه إلى الأجهزة الأمنية".
وسبق أن طالب شيوخ عشائر النجف بمحاكمة كل المتورطين بقتل المتظاهرين. وشدد شيوخ العشائر خلال مؤتمر عقد في النجف على ضرورة حل البرلمان وتشريع قانون مفوضية وانتخابات جديدين.
وتعاملت، أول أمس، فرق الإطفاء مع حريق جديد أشعله المحتجون في مقر القنصلية الإيرانية في النجف، وذلك للمرة الثانية خلال أيام. وبحسب المصادر، أقدم مجهولين على إضرام النيران في القنصلية دون تسجيل خسائر بشرية. ولاذ المجهولون بالفرار قبل وصول قوات الأمن.
كما نقلت عن مصدر أمني قوله إن "القوات الأمنية في محافظة النجف العراقية تدخل حالة الإنذار القصوى".
وهذه ثاني مرة يتم فيها إضرام النيران بالقنصلية في غضون 4 أيام، حيث أضرم متظاهرون النيران فيها ليل الأربعاء، ما أدى لاحتراق أجزاء واسعة منها.
وفي أعقاب ذلك، شهدت محافظتا النجف وذي قار موجة عنف دامية هي الأكبر منذ بدء الاحتجاجات في العراق مطلع تشرين الأول الماضي، حيث قُتل 70 متظاهراً في غضون يومين على يد قوات الأمن ومسلحي الميليشات.
في سياق آخر، أعلن محافظة المثنى تعليق الدراسة لـ3 أيام اعتبارا من الثلاثاء على خلفية الاحتجاجات.
ويشهد العراق منذ بداية تشرين الأول الماضي احتجاجات مناهضة للحكومة في مدن مختلفة، تعاملت معها قوات الأمن العراقية والميليشيات بقوة، مما أدى لمقتل حوالي الـ400 متظاهر وجرح الآلاف. كما تم اعتقال العديد من المحتجين.
وطالب المحتجون في البداية بتأمين فرص عمل وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد، قبل أن تتوسع الاحتجاجات بصورة غير مسبوقة، وتشمل المطالب رحيل الحكومة والنخبة السياسية المتهمة بالفساد.
واستخدمت قوات الأمن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لصد المتظاهرين، مما تسبب في هذه الخسائر الفادحة.