لأنهم اصحاب حق واكثر من يستحقون اهتماما ورعاية من دولتهم .. ورغم اعاقاتهم سمعاً ونطقاً وحركة ، كان صوتهم اليوم قوياً مدوياً وهم يطالبون بحقوقهم في الرعاية والتعليم والعيش الكريمة .
فتحت شعار " زلزال اجتماعي يهدد 12 الفاً من ذوي الاعاقة و103 مؤسسات تعنى بهم ، وبمناسبة اليوم العالمي للمعوق وتلبية لدعوة من الاتحاد الوطني لشؤون الاعاقة . نفذ اطفال جمعية رعاية اليتيم في صيدا واهاليهم وموظفي مختلف الأقسام في الجمعية اعتصاما عند مدخلها احتجاجا على التأخير بانجاز عقود الجمعيات والمؤسسات الخيرية وفي دفع مستحقاتها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، واطلقوا خلالها صرخة الى المعنيين بأن هذه المؤسسات والجمعيات لم تعد قادرة على الاستمرارية ومهددة بالاقفال وعودة طلابها الى بيوتهم في ظل هذا الوضع الذي بات يهدد الأطفال ذوي الاحتياجات الاضافية.
ورفع عدد من الأطفال المعتصمين الأعلام اللبنانية ولافتات صغيرة عبروا خلالها عن مطالبهم منها " الانسانية اولولية .. حقي العيش بكرامة .. حقوقي خط احمر .. من حق المعوق حياة كريمة .. قبل ان تطالبوا بصوتي .. اسمعوا صوتي .. اذا سكرت مدرستي وين بدي روح .. ليش بدك تاخد حقي .. حقي في التعليم بيد اصحاب القرار .. ليش انا المعوق بالذات لازم ادفع ثمن الهدر بالدولة .. اين الدولة من المسؤولية الاجتماعية ..". فيما كان رفاق لهم من الصم والبكم يعبرون كل على طريقته بالعزف على آلات موسيقية وبعض الأنشطة .
د. مكاوي
رئيس جمعية رعاية اليتيم الدكتور سعيد مكاوي الذي شارك الأطفال والأهالي والموظفين وقفتهم قال " هذه الوقفة هي لإطلاق صرخة بأن هناك مشكلة كبيرة وزلزال اجتماعي يحدث في 103 جميعات في لبنان تعنى باطفال ذوي الحاجات الاضافية وتخدم فوق 12 الف شخص ويعمل فيها فوق الفي موظف وهذه الجمعيات شريكة مع الدولة بالعمل الاجتماعي ".
واضاف" هناك مشكلتان اساسيتان : التأخير في عقود هذه الجمعيات مع وزارة الشؤون فعقود الـ 2019 لم تنجز حتى الآن . والأمر الثاني هو التأخير بدفع مستحقات الجمعيات ما يرتب عليها ضغوط مادية في هذه الايام الصعبة وسمعنا ان هناك جمعيات اقفلت مثل الكفاءات التي هي من اهم الجمعيات التي تعنى بذوي الحاجات الخاصة ".
وتابع " اردنا من هذه الصرخة ان نوصل صوتنا وصوت هؤلاء الأطفال الى الوزارة من اجل بذل مجهود اكبر لإنجاز العقود عن هذا العام وليصبح انجازها بداية كل سنة وليس في نهايتها ، وان تسرع وزارة المالية بجدولة دفع مستحقات الجمعيات لتستطيع ان تستمر في تقديم الخدمة لشريحة مهمة من مجتمعنا تتعرض للتهميش والواضح انهم ليسوا اولولية عند الدولة ، هؤلاء اولادنا ولدينا الثقة بقدراتهم وهم طاقة للمجتمع ولا يجوز ان لا يكونوا اولولية ".
وقال" نضم صوتنا الى اصوات كل الجمعيات العاملة في لبنان لنقول انه يجب ان يساعدوا هذه الجمعيات لتستطيع الاستمرارية ولتستمر هذه الشراكة مع الدولة لنتمكن من تقديم افضل خدمة لهؤلاء الأطفال ".
ورأى مكاوي ان "تصريف الأعمال لا يعفي الدولة من مسؤولياتها ومن ان تدفع مستحقات الجمعيات عن العام الحالي الذي تم وضع ميزانية له وليس هناك ما يبرر التأخير الذي يحدث " متسائلاً " كيف تستمر هذه الجمعيات التي ترعى آلاف الأولاد هؤلاء اصبحوا مهددين بالعودة الى بيوتهم وكذلك الموظفين في هذه الجمعيات مهددون في معيشتهم وبأن يصبحوا عاطلين عن العمل وهذه ازمة كبيرة ويجب ان يكون هذه الشريحة اولولية في ميزانية الدولة لا ان تكون متروكة ومهملة ".
وطالب عدد من اهالي الأطفال المسؤولين بحق ابنائهم على الدولة وقالت " رويدة عبدو وهي ام طفلة تعاني من التوحد " ان حقوق هؤلاء الأولاد اعظم أجراً عند الله ، فلو سمحتم اعطوا الناس حقوقهم ليكملوا طريقهم لأن هذه حقوقهم وواجباتكم كدولة ان تؤمنوها لهم حتى يصل هؤلاء الأولاد الى مكان يتقبلهم المجتمع وياخذوا ابسط حقوقهم الحياتية ليستطيعوا ان يكملوا ويعيشوا حياة كريمة. اعتقد أنه ليس هناك جريمة ابشع من ان يصبح هؤلاء الأولاد على الطريق !.".
وقالت بديعة طحطح وهي والدة طفلة عمرها 4 سنوات لديها اعاقة سمع ونطق " ابنتي رفضت من المدرسة نهائيا لأن وزارة الشؤون الاجتماعية لم توقع لها على ورقة لتأمين تعليمها ، أطالب الوزارة بأن تنظر لهذه الطفلة ولأوضاع هؤلاء الأطفال والعائلات " .
وقال جمال صادر " نناشد الدولة ان تنقذ هؤلاء الأولاد . فلا يجوز ان لا يتعلموا ، فهم مميزون ومبدعون ومفيدون للمجتمع وحقهم على دولتهم ان ترعاهم ".