غاب ضجيج ورش وادوات الحدادة والنجارة وغيرها من المصالح في المدينة الصناعية الأولى في صيدا ليحل محله صوت وجع اصحابها وعمالها تحت مطرقة الوضع الاقتصادي المأزوم والذي يكاد يسحق في طريقه كل القطاعات .
ففي تحرك يظهر مدى انعكاس الأزمة الاقتصادية سلباً على القطاع الصناعي ، عمد اصحاب المهن والمؤسسات في المدينة الصناعية الأولى في صيدا الى اغلاق ابوابمحالهم احتجاجاً على حالة الركود والشلل التي اصابت هذا القطاع جراء الأوضاع الراهنة وارتفاع اسعار قطع الغيار الصناعية بسبب ازمة الدولار وتراجع السيولة لدى المواطنين بحيث لم يعد بإمكان اصحاب هذه المؤسسات دفع اجور عمالهم ولا ايجارات محالهم ولا رسوم الكلفة التشغيلية لها .
وشمل هذا التحرك كافة المصالح الصناعية من محال نجارة وموبيليا وحدادة وبويا وتصليح وقطع غيار سيارات وتركيب صناديق شاحنات وغيرها .
واشار احد اصحاب المصالح الصناعية الى ان المدينة الصناعية في صيدا تعاني من الركود منذ ما قبل الثورة حيث تراجعت الحركة فيها مقابل ارتفاع كلفة الأعباء التشغيلية لها من خدمات اساسية وايجارات ومواد اولية وقطع غيار وغير ذلك.
وقال آخر "وجعنا كبير ..اعطينا مهلة شهرين للمعنيين لتلبية مطالب الناس لكن لم نعد قادرين على تحمل كفلة التشغيل ولا ايجار المحل ولا اجور العمال . بالكاد " عم نطلّع مية دولار بالشهر " .. فإالى اين يأخذوننا" ..
واعتبر بعضهم انه لم يعد هناك فرق بين وجودهم في محالهم او في بيوتهم لأن " ما فيه شغل" ، وان معظم اصحاب المصالح ما معهم يدفعوا ايجارات محلاتهم ولا " يومية او جمعية " عمالهم ..
وتضامن عدد من العمال مع اصحاب المصالح وقال بعضهم انهم يقبلون بأن يقبضوا نص اجرة يومية او اسبوعية تحسساً مع ارباب عملهم" لأنو كل المصالح الصناعية واقفة " !.