عرب وعالم

خطة أميركية.. لردع إيران!‏

تم النشر في 5 كانون الأول 2019 | 00:00

أفادت وول ستريت غورنال، مساء الأربعاء، بأن واشنطن تدرس إرسال 14 ألف جندي لمنطقة ‏الشرق الأوسط لمواجهة التهديدات الإيرانية‎.‎

وذكرت الصحيفة أن مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب يدرسون نشر عشرات السفن ‏لمواجهة التهديد الإيراني‎.‎

كما لفتت "وول ستريت جورنال" الى أن خطة إرسال قوات أميركية إلى المنطقة تهدف إلى ردع ‏أي رد إيراني محتمل على العقوبات الأميركية‎.‎

خطة أميركية لدعم احتجاجات الشعب الإيراني

كانت مجلة بوليتكو الأميركية كشفت عن أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تخطط لدعم ‏احتجاجات الشعب الإيراني بعدة طرق أبرزها رفع الحظر عن الإنترنت وتصعيد الحملة ‏الإعلامية المساندة للشعب الإيراني، بحسب ما أوضح مسؤولون في الإدارة الأميركية‎.‎

وأوضحت المجلة في تقريرها أن مساعدين لترمب يبحثون فرض عقوبات جديدة على المسؤولين ‏الإيرانيين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، ويعتمدون جزئيًا على المعلومات الاستخبارية ‏التي تم الحصول عليها من حوالي 36000 ألف صورة ومقطع فيديو ونصائح أخرى أرسلها ‏الإيرانيون المحاصرون من داخل إيران في حملة القمع الأخيرة التي قام بها النظام ضد ‏الاحتجاجات الجماعية‎.‎

إلى ذلك، كشف مسؤولون مطلعون على الخطة أن إدارة ترمب تستكشف أيضًا طرقًا جديدة ‏لمساعدة الإيرانيين على تجنب قطع ومراقبة الإنترنت من قبل النظام في طهران‎.‎

تصعيد الحملة

كما رجحوا أن تقوم الإدارة في الأيام المقبلة بتصعيد حملتها الإعلامية ضد إيران، بما في ذلك ‏خطاب محتمل حول إيران سوف يلقيه وزير الخارجية مايك بومبيو‎.‎

ورأى التقرير أن فريق ترمب يؤمن بأن الاحتجاجات الإيرانية علامة على أن حملة "الضغط ‏القصوى" المشددة ضد إيران نجحت - مما أدى إلى تأجيج المعارضة بين الإيرانيين العاديين ‏الذين سيضغطون بعد ذلك على قادتهم للإنفاق داخل بلادهم بدلاً من تبذير أموالهم على برنامجهم ‏النووي أو أعمالهم العسكرية خارج حدود إيران‎.‎

ويبدو أن النقاش يتركز حالياً، بحسب المجلة، بين المسؤولين الأميركيين على كيفية الاستفادة من ‏هذه اللحظة بالضبط، مع الأخذ بعين الاعتبار مدى وسرعة زيادة حملة الضغط هذه، ورد الفعل ‏الذي قد تؤديه في منطقة غارقة في الأزمات‎.‎

كيف سيستجيب نظام طهران؟

وفي هذا السياق، اعتبر التقرير أن السؤال الأهم هو إذا تضاعف الضغط الاقتصادي، كيف ‏سيستجيب النظام الإيراني؟

وللرد على هذا التساؤل، قال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ‏وهي مؤسسة بحثية قريبة من الإدارة الأميركية: "يجب أن تكون مستعدًا للتصعيد الكبير"، مشدداً ‏في الوقت عينه على أنه يفضل أن تمارس الإدارة مزيدا من الضغوط

إلى ذلك، أضاف مسؤول بإدارة ترمب طلب عدم الكشف عن هويته: "هناك اعتقاد ناشئ بأن ‏هذه الاحتجاجات لا تشبه الاحتجاجات الأخرى، فالمزيد من الاحتجاجات قادمة‎".‎

ويبدو أن الإدارة الأميركية تعكف على دراسة المزيد من الفيديوهات، فبعد أن طلب وزير ‏الخارجية الأميركي مايك بومبيو في 21 نوفمبر طلباً غير معتاد، داعياً في تغريدة باللغة ‏الفارسية، الإيرانيين إلى إرسال صور ومقاطع فيديو وغيرها من البيانات التي من شأنها مساعدة ‏الولايات المتحدة على فضح ومعاقبة الأشخاص الضالعين في الانتهاكات، أكد قبل أسبوع أن ‏الولايات المتحدة، تلقت "20 ألف رسالة ومقاطع فيديو وصور وملاحظات عن انتهاكات النظام ‏من خلال خدمات مراسلة‎ Telegram".‎

في هذا السياق، قال مسؤول أميركي لبوليتيكو إن العدد ارتفع منذ ذلك الحين إلى 36000 صورة ‏وفيديو، مرجحا أن يستمر العدد في الارتفاع‎.‎

فحص معلومات

كما كشف أن وزارة الخارجية كلفت الموظفين بتحليل البيانات التي وصفها بأنها نصائح حول ‏‏"الأشخاص والأماكن ، والضحايا أو الجناة". ورفض الكشف عن مزيد من التفاصيل‎.‎

إلى ذلك، قال محللون إن مسؤولين أميركيين من أجهزة المخابرات ووزارة الخزانة والوكالات ‏الأخرى قد يساهمون في فحص المعلومات والتحقق منها أثناء جمعهم ملفات لمسؤولين إيرانيين ‏قد يكونون متورطين في انتهاكات بحق المحتجين في إيران‎.‎

إلا أن المسؤولين الأميركيين رفضوا تحديد الأشخاص الذين قد يتعرضون لعقوبات. كما لم ‏يفصحوا عما يعتزمون القيام به بالضبط لمنع قطع الإنترنت في إيران مستقبلاً، على الرغم من ‏الجهود التي بذلت في الماضي لمساعدة الإيرانيين على تجنب الرقابة‎.‎

يذكر أن إدارة ترمب كانت فرضت بالفعل الأسبوع الماضي، عقوبات على وزير الاتصالات ‏الإيراني محمد جواد، بسبب قطع الإنترنت‎.‎

عدم الاستفادة من احتجاجات 2009‏

ويعتقد الكثيرون في الإدارة أن سلف ترمب باراك أوباما فشل في الاستفادة من الوضع عام ‏‏2009، عندما تظاهر الإيرانيون بشكل جماعي ضد نتائج الانتخابات الرئاسية في البلاد. وكان ‏جزء من السبب وراء تأجيل أوباما الإدلاء بتعليقات صارمة حول تلك القضية في حينه، الاعتقاد ‏السائد بأن دعم المحتجين الإيرانيين سيقوض قضيتهم من خلال ربطهم بالغرب‎.‎

لكن العديد من مسؤولي إدارة ترمب يعتقدون أن تلك "الحكمة التقليدية لم تعد حكيمة"، وأن ‏الشعب الإيراني، والكثير منهم من فئة الشباب سيرحبون بالمساعدة الخارجية من أي نوع كانت‎.‎