عرب وعالم

العراق.. تحذير من انفلات الوضع الأمني

تم النشر في 7 كانون الأول 2019 | 00:00

طالبت "المفوضية العليا لحقوق الإنسان"، الجمعة، في العراق القوات الأمنية بتحمل مسؤوليتها ‏في الحفاظ على حياة المتظاهرين السلميين وإعادة الأمن لساحات التظاهر في بغداد. وحذرت ‏المفوضية من انفلات الوضع الأمني، ما يهدد بسقوط ضحايا في صفوف المتظاهرين السلميين ‏والقوات الأمنية.‏

من جانبه، قال قائد عمليات بغداد: "لا نعرف من يقود جموع المتظاهرين ولا كيفية التفاوض ‏معهم"، مؤكداً أن القطاعات الأمنية لم تنسحب أمس (الجمعة) من محيط التظاهرات، مشيراً إلى ‏أن "عودة القطاعات الأمنية للخلف أفضل من الاحتكاك مع المتظاهرين"، وأنه لا توجد قطاعات ‏أمنية لحماية المتظاهرين في محيط مناطق التظاهر.‏

أضاف قائد عمليات بغداد: "مستعدون للتفاوض مع المتظاهرين للوصول إلى آلية تؤدي ‏لحمايتهم".‏

وكانت مصادر "العربية" و"الحدث" قد أفادت بتمكن المسلحين من السيطرة على جسري السنك ‏والأحرار، مساء الجمعة، بعد بسقوط عشرات القتلى والجرحى بإطلاق نار، من قبل مجموعة ‏مسلحة ملثمة باغتت المتظاهرين في ساحتي الخلاني والوثبة وسط بغداد، ما أدى لسقوط 19 ‏قتيلاً، بينهم 3 من رجال الشرطة و16 من المتظاهرين، فيما أصيب نحو 70 متظاهراً.‏

وكانت "العربية" قد أفادت بأن عناصر من ميليشيات "عصائب أهل الحق"، المدعومة من إيران، ‏بزي مدني أطلقوا النار على المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح.‏

وقال شهود عيان إن مجموعة مسلحة ترتدي الزي المدني وتستقل سيارات من نوع "بيك آب" ‏وسيارات دفع رباعي أطلقت الذخيرة الحية على المتظاهرين بكثافة، وهددت هذه المجموعة كل ‏من يتواجد في الساحات بضرورة إنهاء الاحتجاجات وتسليم بناية المطعم التركي في ساحة ‏التحرير ومرآب السنك.‏

وفي وقت سابق، قال المرجع الديني العراقي علي السيستاني، إنه يجب اختيار رئيس الوزراء ‏الجديد دون تدخل خارجي في إشارة على ما يبدو إلى النفوذ الإيراني.‏

وندّد السيستاني مراراً بقتل المتظاهرين العزل، وحثّ المتظاهرين أيضاً على الالتزام بالسلمية ‏ومنع المخربين من تحويل معارضتهم إلى العنف.‏

ومن الممكن أن يكون رحيل عبدالمهدي الذي حاولت إيران إبقاءه في الحكم ضربة لطهران بعد ‏الاحتجاجات التي زادت السخط على ما يعتبره كثير من العراقيين تدخلاً إيرانياً في الحياة ‏السياسية في بلادهم وفي مؤسساتها.‏

ويعارض السيستاني منذ زمن طويل أي تدخل أجنبي في البلاد، كما يعارض النموذج الإيراني ‏للحكم المتمثل في تدخل رجال الدين في عمل مؤسسات الدولة.‏

ويتدخل السيستاني في السياسة فقط في أوقات الأزمات ولآرائه أثر كبير على الرأي العام.‏

وفرضت واشنطن، الجمعة، عقوبات على 3 من زعماء الفصائل العراقية المسلحة المدعومين ‏من إيران تتهمهم بإصدار الأوامر بقتل المحتجين.‏

وأكد مساعد وزير الخزانة الأميركية مارشال بلينجساليا، الجمعة في حديث مع قناتي "العربية ‏و"الحدث"، أن الحكومة العراقية ملزمة بتطبيق العقوبات التي أعلنتها الولايات المتحدة في وقت ‏سابق من اليوم على 3 قياديين في ميليشيا "عصائب أهل الحق" وعلى مسؤول عراقي رابع متهم ‏بالفساد.‏

وسيبقى عبدالمهدي على رأس حكومة تصريف أعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة كما صرح ‏الأسبوع الماضي.‏

وأمام الرئيس العراقي برهم صالح 15 يوماً حتى 16 ديسمبر لتكليف رئيس وزراء جديد بتشكيل ‏الحكومة التي يجب أن يوافق عليها البرلمان بعد ذلك في غضون شهر.‏

ويقول النواب العراقيون إنهم سينتقلون بعد ذلك إلى إجراء انتخابات عامة العام المقبل.‏

ويقول محتجون إنه دون قانون انتخابي يضمن التمثيل النسبي الكامل، ومفوضية انتخابات ‏محايدة، لن تؤدي الانتخابات المبكرة إلى تغيير وسيبقى السياسيون الفاسدون في السلطة.‏