تقطّعت به السبل وأطفأ الركود وهج مصلحته بعدما انكفأ عنه زبائنه تحت وطأة الأزمة الاقتصادية فاضطر الى ملازمة منزله لأسابيع قبل أن تلمع برأسه فكرة شجعه عليها بعض جيرانه !
هو المواطن الصيداوي أحمد اسكندراني الذي يعمل حداداً إفرنجياً في منطقة سينيق ( صيدا)، ووجد أنه من الصعب عليه الاستمرار في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يشهدها لبنان ، فكان امام احد خيارين أحلاهما مر ، اما البقاء بهذه المصلحة وتحمل خسارة كلفة واعباء استمرار فتحها دون مردود ، واما اقفالها نهائياً وانتظار الفرج .. لكن كيف بكلا الحالتين، ووراءه زوجة وولدان وايجار البيت ومصاريف المدارس وفواتير المعيشة خلف الأبواب كل شهر !.
بعد طول تفكير وبتشجيع من بعض جيرانه قرر اسكندراني مواجهة الأزمة بعمل آخر يعود عليه ببعض ما يعينه على الأقل على تأمين قوت يوم أسرته .
عند مدخل المبنى الذي يقيم فيه بصفة مستأجر في عبرا ، يتناوب اسكندراني وزوجته على بيع الخضار الذي يأتي به من الحسبة ، مهنة بعيدة عن مجال عمله الأساسي اضطره اليها ضيق الحال ، مردودها قليل لكنها افضل من لا شيء – على حد قوله .. اما زبائنه فمعظمهم من الجيران وسكان الحي.
يقول اسكندراني : كنت اشتغل حدّاداً افرنجيا في سينيق وبسبب قلة الشغل امضيت اكثر من شهرين عاطلاً عن العمل فاضطررت لأن ابحث عن بديل و"صرت جيب خضار وبيع ..والجيران شجعوني وقالولي جيب ونحنا منفعك ..وبلشنا كل يوم نجيب شوية خضار ونبيعهم.. وشو منطلّع باليوم نعمة.. مناكل ومنشرب فيهن " .
لكن ليست لقمة العيش وحدها ما يؤرق اسكندراني وان كانت هي الأساس فهناك ايضاً اعباء اخرى لا تقل اهمية "تعليم ولديه ، خاصة وان احدهما يعاني من صعوبات تعلمية ، وايجار بيته الذي يبلغ 500 الف ليرة في الشهر وغيرها من اساسيات المعيشة .لذلك فإنه ورغم تفرغه لمهنته الجديدة الا ان يقول انه مستعد لتلبية اي طلب في مجال مصلحته الأولى أي الحدادة الإفرنجية ، وهو يتمنى لو تتحسن الأحوال مجددا ويعود اليها بشكل دائم .. ويقول" شو بدو الواحد غير أنو يعيش مرتاح ويربي اولادو ويأمن معيشة عيلتو" .. لكن "ما منعرف شو ناطرنا بعد بالأيام الجايي .."!.