النهار
التكليف عالق واستنفار لمواجهة الشغب
الجمهورية
إحتمال التأجيل وارد.. ولقاء ودّي بين بري والحريري
اللواء
"اليقظة" تخنق الفتنة.. والحكومة مجرَّد فكرة مُلِحّة!
برّي يتّصل بعون بعد لقاء الحريري.. وكوبيتش يزور القيادات الأمنية اعتراضاً على "الإفراط بإستخدام القوة"
نداء الوطن
"التكليف" في عهدة بري... "إذا ما الخميس الاثنين"
"فتنةُ"... إخماد الثورة
الأخبار
الحريري يعود إلى عون وجعجع... بحثاً عن "الميثاقية"
الشرق الاوسط
لقاء بري والحريري يسعى إلى خرق الجمود السياسي
دعيا إلى اليقظة وعدم الانجرار للفتنة
الشرق
بري والحريري: لعدم الانجرار الى الفتنة
الديار
الهيكل يتهاوى والسياسيون يتقاسمون الحصص الحكومية… في حين أن النهب مُستمر
تهريب الدولارات إلى الخارج مُستمرّ والأميركيون يُحضّرون لائحة عقوبات بالفاسدين
مطلع العام 2020 محفوف بالمخاطر الإجتماعية وتوقّعات بإرتفاع نسبة الفقر والجوع
بري والحريري: الحاجة الوطنية باتت أكثر من ملحّة للإسراع بتشكيل الحكومة
توقفت الصحف عند اللقاء الذي جمع أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في عين التينة حيث عرضا لآخر التطورات والمستجدات السياسية.
وبعد اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة ونصف الساعة، صدر عنهما بيان شدّد على أن الحاجة الوطنية باتت أكثر من ملحّة للإسراع بتشكيل الحكومة وضرورة مقاربة هذا الاستحقاق بأجواء هادئة بعيداً عن التشنج السياسي، أجواء تتقدم فيها مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح.
وأفادت معلومات لـ"الجمهورية" بأنّ اجواء النقاش بين بري والحريري كانت ودّية، وصريحة، وانّ الأخير لم يبدر عنه ما يوحي عزوفه عن الترشح لرئاسة الحكومة، اذ انّه حتى الآن ما زال وحيداً في نادي المرشحين لرئاسة الحكومة. كما لم يتمّ التداول بينهما في اي اسم آخر بديل منه.
وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار" أن لقاء عين التينة أظهر أن الرئيس بري لا يزال على رغم كل التداعيات التي واكبت إرجاء الاستشارات والسجالات التي نشأت بسبب هذا الإرجاء، مؤيّداً لتكليف الرئيس الحريري تأليف الحكومة من المنطلقات نفسها التي دفعته من الأساس الى تأييده في ظل وضع البلاد والعلاقات الدولية التي يتمتع بها. كما أن الرئيس الحريري نفسه لم يوح الى الرئيس بري بأنه طوى صفحة القبول بتكليفه على رغم ما تردّد عن اتجاهه الى إعلان عزوفه عن التكليف والدعوة الى تكليف سواه قبل إجراء الاستشارات غداً. وأوضحت المصادر أن النقاش بين بري والحريري تناول الموضوع الميثاقي وأن لا مشكلة لدى الحريري إذا نال تصويت 19 نائباً مسيحياً إذ أن الرئيس نجيب ميقاتي نال تصويت عدد ضئيل من النواب السنة عام 2012 ولم يشكل ذلك انتقاصاً من الميثاقية.
ورأت "الشرق الأوسط" أن اللقاء خرق الجمود الذي لفّ مساعي تكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة، وسط تأكيد على الحاجة الملحّة للإسراع في ذلك وضرورة مقاربة هذا الاستحقاق بأجواء هادئة بعيداً عن التشنج السياسي، في وقت بدأ فيه تسويق فكرة تعويم الحكومة المستقيلة، الذي ينظر إليه على أنه مستحيل لأسباب مرتبطة بالحراك في الشارع، وبالتباينات المتصاعدة بين الحريري ووزراء "التيار الوطني الحر".
وبرز لـ"نداء الوطن" دخول الرئيس بري بقوة على خط "تدوير الزوايا" في عملية التكليف، من خلال تفويضه السعي إلى إيجاد أرضية مشتركة بين قصر بعبدا وبيت الوسط بتفويض ومؤازرة من "حزب الله"، تمهيداً لتمرير استحقاق الخميس بأقل الأضرار الممكنة... و"إذا ما الخميس الاثنين" حسبما عبّرت مصادر مواكبة لهذه المساعي، في إشارة إلى احتمال اتخاذ قرار بإرجاء جديد للاستشارات ريثما "تستوي طبخة المشاورات الجارية"، موضحةً لـ"نداء الوطن" أنّ رئيس الجمهورية يبدو مصراً على إجراء الاستشارات في موعدها غداً، لكنّ "إمكانية إحداث خرق إيجابي في المشهد ليست مستبعدة إذا ما أعطيت جهود بري فرصة زمنية قصيرة لبلورة التقاطعات الحكومية المنشودة".
وأكّدت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر لـ"الأخبار" أن "موقفنا نهائي" من عدم المشاركة في حكومة يترأسها الحريري، "وإذا كان يراهن هو أو أي أحد آخر على إمكان أن يُقنعنا بالمشاركة بعد تسميته، فهذا ما لن يحدث لأننا لن ندخل في مشروع فشل جديد". المصادر أكدت أنه "لن يكون للحريري غطاء منّا ولن نشارك، لا نحن ولا الرئيس، في أي حكومة يشكلها". وشدّدت على أن "من حقنا، إذا كنّا لن نسمّي أحداً لرئاسة الحكومة، أن نودع أصواتنا لدى رئيس الجمهورية. وهذا حق، أيضاً، لن نتنازل عنه".
وتوقعت مصادر "النهار" أن تتبلور الأمور بوضوح أكبر في الساعات المقبلة سواء بالنسبة الى تكليف الحريري أو امكان الاتجاه الى بلورة بدائل، علماً أن ثمّة من تحدث عن أسماء طرحت في الكواليس في الساعات الأخيرة ولم يجر تظهيرها بقوة خشية "حرقها" في انتظار اتضاح الموقف الحاسم للرئيس الحريري سلباً أو ايجاباً من تكليفه. وبينما ذكر أن ثمة إحتمالاً لإرجاء ثالث للاستشارات، أفادت الأوساط المعنية أن أي معطيات لم تظهر بعد في شأن الإرجاء ويفترض رصد التطورات في الساعات المقبلة.
وكشفت مصادر مطلعة على موقف الثنائي الشيعي لـ"نداء الوطن" أنّ الساعات الـ24 المقبلة ستكون بالغة الحسم والدقة، في محاولة إيجاد مخرج لمعضلة "التصويت المسيحي" وهذا ما يسعى بري للعمل عليه على أكثر من خط وجبهة، وفي طليعتها محاولة إقناع "التيار الوطني الحر" بضرورة منح تكليف الحريري أصوات "التيار" لاعتبارات ميثاقية، وإن لم يكن بكامل عدد نوابه فبجزء مقبول منهم، مشيرةً إلى أنّه مع عودة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل من جنيف ستتضح الأمور أكثر اليوم لتبيان توجهاته وكيفية تعاطيه مع مساعي رئيس المجلس النيابي، الهادفة إلى تعبيد الطريق أمام التكليف والتأليف بأسرع وقت ممكن تفادياً للأسوأ على مسار ومصير البلد.
الحريري يتصل بفرنجية
إلى ذلك، أجرى الرئيس الحريري اتصالاً هاتفياً برئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، وعرض معه الصعوبات التي تعترض الاستشارات وتداعياتها على فرص معالجة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها لبنان. وأوضح الحريري خلال الاتصال أن كلامه أول من أمس عن غياب الكتل المسيحية الوازنة عن تسمية الرئيس المكلف "لم يقصد منه أبداً أي إنقاص من احترامه الكامل لتمثيل (التكتل الوطني) أو أي من النواب المنضوين في كتل أخرى أو النواب المسيحيين المستقلين". كما أكد شكره وامتنانه "لجميع النواب الذين كانوا في صدد التسمية، واعتباره كل الأصوات وازنة في المسار الدستوري الضامن لنظامنا الديمقراطي الفريد".
"النهار": ذيول التسوية في حرب الأضداد
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": ذيول التسوية في حرب الأضداد
يقول سياسيون معنيون ان خلاصة ابتعاد الحريري عن رئاسة الحكومة نتيجة افتقاده الميثاقية المسيحية التي حجبتها "القوات" مع التيار العوني لن يكون حكما حكومة من التكنوقراط كما يرغب جعجع بل ستؤلف حكومة قد يكون رئيسها تكنوقراط كونه يمكن التحكم به من القوى السياسية على نحو كبير، لكن الحكومة سيغلب عليها الطابع السياسي او التكنوقراط التي يسميهم الافرقاء السياسيون انفسهم. وبذلك فان تكريس القرار السياسي رسميا وعلنا من دون اي مواربة في يد التيار العوني والثنائي الشيعي سيكون العلامة المميزة لما تبقى من ولاية رئيس الجمهورية من دون قدرة الافرقاء الاخرين سواء شاركوا في السلطة او بقوا خارجها على اي تأثير. وهذا قد يكون امرا جيدا بالنسبة الى البعض ممن يعتبر ان تسلم البلد من المحور الاقليمي الذي ينتمي اليه هذا الفريق سيجعله في مأزق فعلي حيال انقاذ البلد في ظل علاقات عربية ودولية سيئة جدا لكنه يفيد عمليا بان المكاسب السياسية التي سيحققها هذا الفريق سيكون صعبا او مستحيلا بالنسبة اليه التخلي عنها في المستقبل . ولا تتجاهل هذه المصادر وجود تباعد قوي بين الحريري وجعجع يعود الى زمن استقالة الحريري من الرياض قبل عامين بحيث ان اعادة رأب الصدع لم يعد الامور الى طبيعتها بينهما فيما ان هناك من ينتقد الحريري من حلفائه السابقين اكثر بكثير من خصومه لا سيما مع تحميله مسؤولية التسوية السياسية التي ادت الى انتخاب العماد ميشال عون للرئاسة الاولى. وهذه النقطة تطاول ايضا الدكتور جعجع لكن التحالف الذي اقامه الحريري مع الوزير جبران باسيل تبعا لذلك يعتقد كثر انه يدفع ثمنه وتاليا فان المسؤولية تقع عليه لتركه الانجراف العوني الى الحد الذي بلغه ما ادى الى تفجير الوضع بينهما. لكن الحريري استفاد من الرفض الشعبي العارم لاقصاء باسيل عن الحكومة كما استفاد من استياء ديبلوماسي عميق ايضا كان غريبا ان يستشفه هو او الرئيس عون خلال الاعوام الثلاثة الماضية. وينبغي الاقرار بان سياسيين حياديين سبق ان تنبأوا بان التسوية مع الحريري في العام 2016 لن تطول نتيجة اقتناع بانه سيتم السعي الى التخلص من الرجل عند اول مناسبة كما سيحمل مسؤولية الانهيار في حال او متى حصل بناء على منطق يصر عليه التيار العوني من سياسات اقتصادية تعود الى زمن تسلم الرئيس رفيق الحريري رئاسة الحكومة بعد اقرار اتفاق الطائف.
"النهار": الانهيار في خدمة الفساد!
كتب الياس الديري في "النهار": الانهيار في خدمة الفساد!
بذلت جهوداً فائقة ومُرهقة على خطّي حكومة الاختصاصيّين، والرئيس سعد الحريري. وسمعت تنبيهات مُتعدِّدة، مع استغرابات واستبعادات. ليس من العادات فتح الأبواب على كل ما يُقال ولا يُعلن. إلّا أنّ من الضروري التطرُّق إلى المعنيّين مباشرة بأمر الحكومة وما ينتظرها من مُفاجعات، وما بلغنا بهذا الخصوص: المعنيّون وحلفاؤهم يعملون على إبقاء الوضع المُنهار برمّته على ما هو عليه. حكومة تصريف الأعمال تكفي مع تفعيلها، ريثما يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود. وفي تجمّعات الهمس كلامٌ كثير عمّا هو أبعد من حكومة "التكنو" ورئاسة سعد الحريري. هنا يطلُّ علينا السؤال المدوّي: من أين نبدأ بالنسبة إلى الاستشارات، والحكومة التي لن ترى النور، فإلى علامات الاستغراب والتعجُّب التي باتت تلك الليلة في "بيت الوسط"، فيما "ابتسامات الظفر" عمَّت قصر بعبدا وجواره، وخصوصاً بعد سحب ورقة الثقة بالدعم من لدُن سمير جعجع مع الساعة الثانية والنصف، وخمس دقائق، وعشرين ثانية، من فجر الإثنين. سؤال اختصاريّ يحتمل في طيّاته كل فصول وتفاصيل حكاية الحكومة المُستقيلة منذ يومها الأوّل، إلى مُفاجعات فصول الحكومة "الوريثة" التي يبدو انّها لن ترى النور في الوقت الراهن، وإلى الأبد. ما هذا الجنون؟ حكومة اختصاصيّين قادرين على نبش كل أسرار الفساد وأهله، وحُرّاسه، والمُنتفعين من خيراته، وهم كُثُر، وفتح أبواب السّجون وأبواب الصناديق الحديد، وإلى آخره...
"النهار": لا أحد يريد إنقاذ لبنان
كتب عبد الوهاب بدر خان في "النهار": لا أحد يريد إنقاذ لبنان
كيف يمكن تقويم ما يحصل؟ الكلّ يحكي عن الحاجة الى عملية إنقاذية، حكومة إنقاذية، ولا أحد يريد إنقاذ لبنان. يستمر الإنهيار المالي والاقتصادي، يتفاقم الاحتقان الاجتماعي، تتموضع كل مكوّنات الخراب، يترسّخ وضع الدولة الفاشلة، يغرق النظام في كواليسه بعد سقوطه في الشارع وفي وجدان اللبنانيين... لكن أركان الحكم مختلفون على "جنس الملائكة"، بالأحرى على جنس الحرّاس الذين يريدونهم في مجلس الوزراء مؤتمنين على مصير مكاسبهم وسرقاتهم. أكثر المتحمّسين لفظياً واستعراضياً لإلغاء الطائفية ظهروا على حقيقتهم كأكثر الخائفين من اللبنانيين الذين التقوا في الساحات متجاوزين الطائفية. وأكثر المدّعين الدفاع عن الدولة ولم يفعلوا شيئاً طوال أعوام لجعلها المرجعية الوحيدة القوية للشعب، هم الذين يكافحون اليوم، وبشراسة مفرطة، لتكريس الطائفة فوق الشعب والدولة. يمكن أن تُحدّد أسباب كثيرة للعنف المفتعل في وسط بيروت، وآخرها فيديو بغيض لشخص متعصّب لا يختلف عن مئات الفيديوات لمتعصّبين من المذهب المقابل. غير أن شغب ليل الاثنين – الثلثاء لا يختلف عن شغب الليلتين السابقتين في كونه موجّهاً أولاً وأخيراً لضرب الثورة الشعبية. تختلف الذرائع والهدف واحد، يختلف المنفّذون والمحرّك واحد، وربما يجد هذا الطرف وذاك مصلحة في تخريب حراك الشعب، لكن المستفيد واحد وهو "حزب الله" الذي يدير الأزمة بسلبية مبرمجة (تذكّروا تعامل نظام طهران مع انتفاضة الإيرانيين، وتوجيهات قاسم سليماني لسلطات العراق كي تتشدّد في القتل والقمع...). منتهى العبث واللامسؤولية. كلّ يوم يمرّ يثبت أن الثورة على حق، وأن سعي الثلاثي الشيعي - الباسيلي الى كسرها يعمّق الأزمة ويغرقهم فيها. بات "حزب الله" يعرف الآن أن نتائج ذهابه الى مغامرته السورية الآثمة ليست كالإياب. استدعته إيران لمحاربة المؤامرة الأميركية، فإذا "المؤامرة" تتفاعل في سوريا والعراق ولبنان وإيران نفسها. وإذ يُسأل الاميركيون الآن فإنهم يجيبون: "دعهم يغرقون.
"النهار": شو عملتلي بالبلد؟
كتبت نايلة تويني في "النهار": شو عملتلي بالبلد؟
اليوم اللبنانيون خائفون لغياب المسؤولية الوطنية لدى من يدَّعون المسؤولية. اللبنانيون خائفون على امنهم الشخصي بعدما شاهدوا الاعتداءات المتكررة ليلة بعد اخرى، وآخرها احراق سيارات لأناس لا ذنب لهم وقطع الطرق والاعتداء على الاملاك العامة والخاصة. واللبنانيون قلقون مما يمكن ان تذهب اليه الفتن الطائفية والمذهبية من اي شخص يمكن ان يدفع اليها في شارع متفلت الى حد ما، ومنقاد للغرائز المتوحشة. واللبنانيون متوجسون من الوضعين الاقتصادي والمالي ويشعرون انهم يطلبون حسنة من المصارف، فيما يعجزون عن تحويل الاموال لابنائهم وذويهم في الخارج. واللبنانيون باتوا يعانون البطالة المرتفعة في صفوفهم، فيما تكاد تنعدم فرص العمل في الداخل، وتتقلص في الخارج. اللبنانيون خائفون من عودة الحرب الاهلية، او حروب الآخرين على ارض لبنان، او حروب اللبنانيين من اجل الآخرين، كما كان يصفها غسان تويني. نعم خائفون، على رغم الصحوة الوطنية التي تحلت بها الانتفاضة، الا ان فرق الشغب، ولاحقا فرق الموت، يمكن ان تسود في الشارع، ويمكن ان تستغل جهات خارجية اللاجئين على ارض لبنان، ويمكن ان تنجر البلاد الى ما لا تحمد عقباه، رغم سيل التصريحات بان لا حرب وان البلاد ممسوكة. التوصيفات غير صادقة، لانها تصدر ايضا من مسؤولين ليسوا محل ثقة، لأنهم لو كانوا غير ذلك، لما اوصلوا البلاد الى هذا الدرك. الحماسة قد تأخذ شبابا الى غير المكان الصحيح، الى حتفهم ربما، او الى الاصابة والاعاقة، وآخرين الى الهجرة، ليتحول البلد مستقرا للخارجين على القانون ومافيات السرقة، وبؤرة للارهاب ولأنواع الفتن المتنقلة في غير بقعة من العالم. لا نريد استعادة ذكريات الامس الاليمة، ولا تكرار سيناريوات سيئة، ولا تدمير البلد، ولا قتل الابرياء، ولا تشريد العائلات وتهجيرها مجددا. يقال "لعن الله من ايقظ الفتنة"، واما اللبنانيون فيلعنون من يسعى الى الايقاع بهم، ومن يدفعهم الى الصراعات الداخلية، لانهم باختصار يرفضون ويرفضون ويرفضون الحرب.
"النهار": الحريري مستمر في ترشحه... ولا ضبط لساعة التأليف
كتب رضوان عقيل في "النهار": الحريري مستمر في ترشحه... ولا ضبط لساعة التأليف
على عكس كل التوقعات والاستنتاجات التي تقول ان الحريري اصبح خارج سباق الترشح لرئاسة الحكومة، فإنه يبدو ان الرجل باق في ترشحه ولم يعلن عزوفه عن هذه المهمة او تسمية اسم بديل منه يكون محل قبوله. وقبيل موعد الخميس سرت معلومات عن توجه في بيت الوسط يقضي باصدار بيان يعلن فيه الحريري بأنه غير مرشح لرئاسة الحكومة وهذا الامر دونه عقبات ومسؤوليات على الرجل ويدعو الاخرين وسائر المعنيين بدءا من عون الى تحمل مسؤولياتهم والرسو على اسم آخر بديل منه، لكن معطيات الحريري لن تسير بهذه الوجهة واقله بعد زيارته بري. واذا اقدم على خطوة العزوف يكون قد حرر دار الفتوى التي سبق وان حصرت التكليف بلاعب واحد، ولا سيما ان النائب فؤاد مخزومي اعلن جهوزيته لهذه المهمة اذا توافرت الظروف المؤاتية رغم ان وجوهاً سنية عدة من نواب وسياسيين لم يستقبلوا موقف الدار بارتياح حيال حصر احتضانها للحريري فقط. وثمة معنيون تباحثوا باسمي الوزيرين السابقين خالد قباني ورشيد درباس. واذا سدت الافق نهائياً بين عون والحريري وارتفعت اكثر جدران الخلافات بينهما قد يقدم "التيار الوطني الحر" على ترشيح مخزومي او بلورة اسم آخر شرط ان يحظى الرجل بموافقة "أمل" و"حزب الله". ويبقى مرجحا اقدام رئاسة الجمهورية على تأجيل الاستشارات للمرة الثالثة والى ما بعد عيد الميلاد. افساحاً في المزيد من اجراء الاتصالات المطلوبة. وفي انتظار وصول هيل الى بيروت تتوقع جهات متابعة ان يكرر من قلب بيروت هذه المرة رفض مشاركة"حزب الله" بوجوه حزبية ومن صميم حلقة قيادته وتوزيرها في الحكومة المقبلة. وربما يتم التلويح هنا بمدى استمرارية تقديم المساعدات الاميركية للجيش اللبناني اذا لم تكن واشنطن مطمئنة على شكل الحكومة المقبلة ودور "حزب الله" فيها. وفي المعلومات انه سيركز على ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل. وسيقدم الجانب اللبناني جوابه المعهود هنا حيال التمسك بحقوقه في حدوده البرية والبحرية.
"النهار": الحريري نجا من المكمن وعودة الحرب الباردة مع "البرتقالي"
كتب وجدي العريضي في "النهار": الحريري نجا من المكمن وعودة الحرب الباردة مع "البرتقالي"
يؤكد نائب سابق في "تيار المستقبل" لـ "النهار" أنّ رئيس الحكومة نجا من فخ أُعد له بعناية من بعبدا ومع من تتحالف معه بعبدا، "وأصبتم في "النهار" عندما أشرتم إلى مكمن يُعد للحريري خلال الاستشارات التي تأجلت أمس الأول"، مؤكداً أنّ "اللعبة باتت مفتوحة على كل الاحتمالات لأنّ ما يظهر بوضوح أنّ الوزير جبران باسيل سيخوض حرب إلغاء ضد الحريرية السياسية وبدأ تسريب الأسماء التي من الممكن أن تُكلَّف لرئاسة الحكومة، لأنّ ما حصل مسألة كبيرة وخطيرة وتداعياتها ستتوالى تباعاً". إنّما السؤال الأبرز ماذا بعد؟ تقول مصادر سياسية عليمة لـ "النهار": "من المؤكد أنّ هناك تتمة لهذه المناورات بالذخيرة السياسية الحية، فإما يعتذر الحريري باعتباره يدرك سلفاً أن لا ميثاقية مسيحية وهذا ما دفع إلى تأجيل الاستشارات، وتاليًا لن يُسمح له بتأليف حكومة تكنوقراط أو خبراء واختصاصيين بل سيعاد خلط الأوراق ويعود الوزير جبران باسيل من المعارضة التي سيمكث فيها لأيام لينتقل بمعية "حزب الله" و"حركة أمل" وسائر المنظومة إلى موقع هجوم وأشد ضراوة على الحريري وتياره وتكلَّف شخصية من فريقهم السياسي لتشكَّل حكومة "كيف ما كان"، إلا في حالة واحدة تجعل الحريري رئيساً مكلفاً في حال جرت الاستشارات الخميس ولم يكن هناك مفاجأة مدوية من "بيت الوسط" بالاعتذار وعندئذٍ ينتقل إلى التأليف، وهذه الحالة هي الضغط الدولي الحاسم لدفع الأطراف الإقليميين ليملوا على حلفائهم في لبنان، ولا سيما إيران بفعل تكاملها السياسي والعقائدي مع "حزب الله"، فيُسهّل التأليف، وهذا ما ستتضح معالمه في الأيام القليلة المقبلة في ضوء ما سيحمله معه مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دايفيد هيل خلال زيارته إلى لبنان، وصولاً إلى الاتصالات التي تجري في عواصم القرار والتي ارتفع منسوبها في الساعات الماضية ربطاً بما جرى من أحداث عنف في الشوارع والساحات واستياء من أداء السلطة اللبنانية في تعاملها مع المتظاهرين وفتح المجال للمندسين ولقوى سياسية معروفة لفعل ما تشاء من دون رادع ووازع. وثمة أجواء عن تحرك للجامعة العربية بعد نداء الاستغاثة من المتظاهرين وما حصل في وسط بيروت، لا سيما أنّ السلطة سقطت على "جسر الرينغ" ووسط بيروت وصولاً إلى جل الديب ومعظم المناطق اللبنانية، مما سيؤدي وفق ما يُنقل عن مرجعيات سياسية لديها صداقات خارجية إلى رفع وتيرة الاتصالات التي يجريها الفرنسيون تحديداً والأميركيون والروس، لإيجاد حل سريع قبل أن تفلت الأمور من عقالها في لبنان إضافةً إلى أنّ الجامعة العربية دخلت على الخط ويُنقل عن أحد السفراء البارزين في الجامعة أنّ هناك استياء عربياً مما حصل في بيروت وعدم رضى على السياسة التي ينتهجها العهد وتقاعس رؤساء آخرين من خلال الارتماء في أحضان "حزب الله".
"النهار": هل تكرّ سبحة نقاط التلاقي بين الأحزاب المسيحية؟
كتب مجد بو مجاهد في "النهار": هل تكرّ سبحة نقاط التلاقي بين الأحزاب المسيحية؟
هل تعزّز العوامل امكان التلاقي الموضوعي بين الأحزاب المسيحية، وتحديداً بين ثنائية "التيار" و"القوات" في قابل الأيام؟ في مقاربة أحد النواب البارزين في "التيار الوطني" عبر "النهار"، إن التقاطع بين الحزبين أتى نتيجة مصادفة ولم ينتج من تنسيق مشترك مسبق مع تعدّد الأسباب والنظريات، إلا أن "التيار" يفضّل عودة مرحلة اتفاق معراب، وهذا يقتضي لقاء الطرفين واعادة تقويم الاتفاق والعلاقة والمعوّقات التي حالت دون استمرار التفاهم، علماً أن الأمور حتى الساعة غير مهيّأة لذلك، لكن يمكن أن تظهر في الأيام المقبلة كوّة أو ثغرة في الجدار بين "القوات" و"التيار". ويأمل المتحدّث نفسه في أن تصبح المسألة عكسية وأن تعود عقارب الساعة الى الوراء، وأن يتفق الحزبان في الأسباب وليس أن تجمعهما النتائج فقط. المرحلة المقبلة يستقرئها "التيار" على أنها تستوجب تشكيل حكومة اختصاصيين مدعومة من الكتل السياسية، وهذا كان الطرح الأساسي للبرتقاليين الذي رفضه الثنائي الشيعي ساعياً الى حكومة تكنو - سياسية، ومن الرئيس سعد الحريري الذي أصرّ على حكومة اختصاصيين برئاسته. وبعبارة أخرى، يشدّد المتحدّث على أن الطرح الاسلم هو في حكومة اختصاصيين كاملة من رئيسها الى اعضائها مدعومة من الكتل السياسية. مع التأكيد على أن تسمية الحريري غير واردة ويمكن تبني اسم معيّن قبل غد الخميس، وهناك تطوّرات كبيرة ستحصل في الملف الحكومي ولا بد من ترقّبها". في موازاة ذلك، هناك تعويل تبديه أوساط على صلة وثيقة بـ"الثنائية" الشيعية حول "مصالحة" لا بدّ منها بين الحريري وباسيل وعودة العلاقة السياسية بينهما الى ما قبل الاستقالة، رغم الجدار النفسي الذي بني بينهما وحاجتهما الى وقت لتخطي التطورات الأخيرة. اذ تعبّر هذه الأوساط عن خلاف متجذّر ليس من السهل تخطيه بين الحريري وبعبدا أيضاً بُعيد اتصال الرئيس نبيه بري بالرئيس ميشال عون الذي كان علّق بما معناه ضرورة اتصال الرئيس الحريري به شخصياً وطلب تأجيل الاستشارات، وهذا من شأنه أن يُفهم، بحسب تعبير الأوساط نفسها، على أنه عدم ثقة بين الرجلين. أمام هذا الواقع، أي خيارات يعزّزها الفرز السياسي في قابل الأيام؟ هل تنجح مساعي "الثنائي" وأمانيه في اعادة لمّ شمل قطبَي التسوية؟ أم أن نقطة التلاقي اللاإرادية بين الأحزاب المسيحية الثلاثة والهواجس السياسية الوجودية من شأنها أن تجعل سُبحة نقاط التلاقي تكرّ؟
"الاخبار": الحريري يعود إلى عون وجعجع... بحثاً عن الميثاقية
كتبت ميسم رزق في "الاخبار": الحريري يعود إلى عون وجعجع... بحثاً عن الميثاقية
بعدما كان رئيس الحكومة على بعد أمتار من التكليف، بصفته المرشّح الوحيد، صار هناك اثنان الى جانبه على حلبة المنافسة: النائب فؤاد المخزومي الذي يتمسّك به الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل؛ والسفير السابِق نواف سلام الذي تفضّله الرياض كما واشنطن. فيما لا يزال الحريري هو الخيار الذي يتقدّم على الآخرين عند الرئيس نبيه بري وحزب الله من منطلقات عديدة، أولها تمثيله الكبير داخل الطائفة السنية، وكون التفاهم معه يؤمن الاستقرار ويمنع حصول الفتنة، وهو ما لا يمكن أن يكون مضموناً في حالة آخرين، علماً بأن عين التينة وحارة حريك لا يتمسكان بالحريري كمرشّح وحيد، لكنهما يفضلانه على أن يُسمي هو شخصية أخرى ويُزكيها ويدعمها إذا لم يكُن تكليفه متاحاً. السحر انقلب على الساحر. فالحريري الذي ظلّ يتصرّف منذ استقالته من موقِع المُرتاح، فيما الآخرون محشورون، تحوّل إلى الحلقة الأضعف. إصراره على استبعاد باسيل من الحكومة وتحميله مسؤولية ما آلت إليه الأمور، جعل التفاهم بينه وبين عون والوطني الحر أمراً بعيد المنال، وتخلّيه طوال السنوات الماضية عن حلفه مع القوات، حصده تخلّياً قواتياً عنه في عزّ الحاجة الى عباءة مسيحية، مصحوباً بإدارة ظهر من الخارج. مع ذلك، لم تتوقف الاتصالات منذ نهار الثلاثاء بين مختلف الأفرقاء، للوصول الى تفاهم، نتيجة وقوف الحريري على مُفترق طُرق: إما العودة الكاملة الى خطّ ما يُسمى 14 آذار للحصول على أصوات نواب القوات. وإما الخروج من المشهد نهائياً (وهو ما لا يستسيغه فريق 8 آذار)، أو التراجع خطوة إلى الوراء في ما يتعلق بشكل الحكومة والشروط التي سبَق أن رفعها، علّ هذا الأمر ينجَح في إحداث خرق ما. حتى ساعات الليل المتأخرة يومَ أمس، لم يُسجّل أي تقدّم. لكن المرجح أن لا تكون الاستشارات الثالثة ثابتة مع إصرار الحريري على نِصاب ميثاقي، دفعه الى استئناف حركته السياسية. بدأت أولاً من عين التينة، حيث التقى الرئيس نبيه برّي لنحو ساعتين تخللتهما مأدبة غداء، في لقاءٍ هو الأول بينهما منذ الاستقالة. ومن ثمّ اتصاله برئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، موضحاً أن كلامه عن غياب الكتل المسيحية الوازنة عن تسمية الرئيس المكلف لم يُقصد منه أبداً أي إنقاص من احترامه الكامل لتمثيل كتلة المردة أو أي من النواب المنضوين في كتل أخرى أو النواب المسيحيين المستقلين.
"الاخبار": الحريري يراكم سلبيّاته ويستقيل من تصريف الأعمال
كتبت هيام القصيفي في "الاخبار": الحريري يراكم سلبيّاته ويستقيل من تصريف الأعمال
ينتظر رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري إشارة أميركية واضحة تدعم عودته من دون أي لبس إلى السرايا الحكومية، متكلاً على بعض أعضاء في فريق الإدارة الأميركية، ولا سيما في الخارجية، لحشد الأصوات الداعمة لوصوله مجدداً. لم يتلقّف الحريري الرسائل المتكررة، عن تجاهل الإدارة الحالية له، بعد كل ما رشح من لقاءات باريس، إلى الحدّ الذي تطوّر الكلام عن أن تغطية عودته أميركياً تشبه تغطية واشنطن لوصول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى قصر بعبدا. في المقابل، لا يزال الحريري يراهن على دور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الغارق في سلسلة أزمات داخلية، لتأكيد حصوله على دعم دولي، في مقابل دور بريطاني يعبّر ــــ نيابة عن الأميركيين ــــ عن رأيهما في ما يجري من تحركات ميدانية ومحاولات القمع المستمرة وعن أن الحلول الدولية للبنان لا تزال دون الحد المطلوب. مشكلة ما يواجهه الحريري منذ استقالته، أنه راهن بكل أوراقه من دون التحوط مسبقاً للخطوة المقبلة، دولياً أو محلياً، نتيجة حسابات خاطئة جعلته لا يستجيب لعون وللرئيس نبيه بري بعدم الاستقالة. وجعلته أيضاً واثقاً باحتمال عودته من دون أي اعتبار لا للشارع ولا لموقف عون منه، بعدما وضع رصيده كله في يد الوزير جبران باسيل، علماً بأن الأخير لا يزال متريّثاً في التخلّي عنه نهائياً، لاستيضاح الموقف الدولي أكثر، ولأسباب تتعلق بوضع التيار الوطني الحر وحسابات الربح والخسارة بعد موقف القوات اللبنانية الأخير من الحريري. ومشكلته أيضاً أنه بات أسير المبالغة في التذاكي، لأنه أيضاً كان قريباً من وضع فخ هو الآخر لكل من وعدهم بحكومة تكنو سياسية. يراهن الحريري على الوقت، لكنه أيضاً يغامر كثيراً، بعدما ثبتت تجربة الشهر ونصف الشهر الأخيرة، أنه لم يقدم استقالته فقط من الحكومة بل أيضاً من تصريف الأعمال، الأمر الذي يمثّل ضربة جديدة لمساره، وهو الذي لم يتمكّن أصلاً من تحقيق أي إنجاز طوال ولاياته الثلاث. فحين قدم الحريري استقالته الى عون، بدا الامتعاض واضحاً لديه لعدم صدور بيان فوري لتكليفه تصريف الأعمال. لكن منذ 29 تشرين الأول، لم يتصرف إلا كرئيس تيار المستقبل، وفي البيان الأخير كزعيم سنّي يريد تحصيل حقوق طائفته في وجه الطوائف الأخرى، وليس كرئيس حكومة تصريف أعمال.
"نداء الوطن": نواف سلام رئيساً "لحكومة العالم"
كتب وليد شقير في "نداء الوطن": نواف سلام رئيساً "لحكومة العالم"
رأى من راقبوا مدى جدية طرح اسم نواف سلام، أنه نموذج يرضي الحراك الشعبي كشخصية يختلط فيها السياسي بالأكاديمي مع الاستقامة والتواضع، إذا كان الحديث عن "الأخصائيين"، وتجمع القانوني بالتاريخ النضالي لابن عائلة سياسية تقليدية خبر منها التاريخ اللبناني، وأحياناً الحاجة إلى الخروج عن دائرتها لنقل البلد الصغير إلى نظام غير طائفي بنهج تغييري. فهو إبن شقيق الرئيس الراحل صائب سلام وإبن عم الرئيس السابق للحكومة تمام سلام. لكن الأهم أن المحامي الذي تدرج في أحد أبرز مكاتب المحاماة في بيروت، وبعدها في نيويورك، والأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت وفي فرنسا، والكاتب... قبل أن يصبح رئيس بعثة لبنان الدائمة في الأمم المتحدة بين 2007 و2017 يتمتع بالصدقية التي يتوق اللبنانيون إليها لدى من يتولون المسؤولية العامة، وبنظر الخارج الذي يبحث عمن يتصفون بالأمانة في حفظ المال العام، ليطمئن إلى إمكان مساعدة لبنان على الخروج من أزمته. من المؤكد أن بعض من تلقوا التعليمات بشن حملة على السفير السابق لم يتابعوا ما كانت تنشره الصحف عن مواقفه ضد ادعاءات إسرائيل في مجلس الأمن، في النزاع الديبلوماسي اللبناني معها حول خروقاتها للقرار الرقم 1701، ولا حول الحماية الديبلوماسية للمقاومة اللبنانية في مواجهة الخطاب الإسرائيلي الصلف. فالحملة لا علاقة لها بذلك. ولربما انطلق التحامل عليه لأن سيرته تقربه من المبادئ النبيلة لانتفاضة اللبنانيين. حين ترأس السفير سلام مجلس الأمن حيث خبر منصب "رئيس حكومة العالم"، لشهر واحد كعضو فيه انتخب للعامين 2010-2011 ، فسعى الأميركيون كعادتهم إلى الإيحاء له بالتنسيق معهم حول القضايا التي تطرحها الرئاسة على المجلس، فكان جوابه: "ألستم تقولون بأنكم مع استقلال وسيادة لبنان"؟ موحياً إليهم بأنهم لا يمكن أن يفرضوا عليه شيئاً، فما كان من الجانب الأميركي إلا أن تبرأ من قصده فرض شيء عليه... وبقدر ما فرض بذلك احترام الأميركيين له، كلفه هذا الموقف وغيره رفض واشنطن وحلفائها التصويت لمصلحة تعيينه قاضياً في محكمة العدل الدولية.
"نداء الوطن": يا لها من تسوية!
كتب رامي الرّيس في "نداء الوطن": يا لها من تسوية!
أي مراقبٍ سياسي تابعَ الطريقة التي تبلورت فيها التسوية الرئاسية سنة 2016، والمسار الذي سبقها على مدى سنوات، وما تضمنه من اتهامات وشتائم متبادلة بين الطرفين الأساسيّين في التسوية، كان يعلم أنها تسوية لن يكتب لها النجاح والاستمرارية إلّا في حالة واحدة، وهي انكسار أحد الفريقين لصالح الآخر، والتحاقه به، والتخلي عن دوره وموقعه في المعادلة السياسية. ستخدم العماد ميشال عون كل الوسائل المتاحة ليعبّد طريقه نحو القصر الرئاسي في بعبدا. تحالفَ مع "حزب الله" نافضاً يده من كل ما أورده في الوثيقة البرتقالية، وأوعز بسحبها من التداول. تصالح مع دمشق التي لطالما كانت ناخباً مهماً في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وخاصمَ الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم وريثه السياسي، الرئيس سعد الحريري، وشهرَ كتاب "الإبراء المستحيل" لاستعماله عند الحاجة، وأبقى العلاقة مع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وليد جنبلاط، رهينة التجاذب غير المبرّر. مع الانعطافة الشهيرة التي أعلنها الرئيس سعد الحريري بتبنّي ترشيح العماد عون للرئاسة، أعيدَ ترتيب التفاهمات: وثيقة ثنائية جديدة مع معراب، عنوانها الأول دعم "القوات اللبنانية" ترشيحه للرئاسة، وباقي البنود تصبح ثانوية، وبناء تفاهمٍ سياسي جديد مع الحريري وتيّاره أشبه ما يكون بتفاهم مصالح مِن أن يكون تسوية سياسية بمعنى المصالحة العميقة بما يراعي المصلحة العامة، وإعادة "ترطيب" العلاقة مع جنبلاط بحدّها الأدنى لاجتياز الاستحقاق الرئاسي، وبعدها "لكل حادثٍ حديث". لقد كان تفاهم المصالح ركيكاً، ويفتقد إلى أي مضمون سياسي جدي هدفه الأول تبادل الاستفادة، والوصول إلى مناصب الرئاسة الأولى مقابل الرئاسة الثالثة. سرعان ما تلاشت كل هذه الاعتبارات المصلحية أمام عمق الأزمة السياسية والاقتصادية، والإجتماعية، والمعيشية، والتي تفاقمت بشكلٍ غير مسبوق، ولامست حدود الانهيار التام.
"نداء الوطن": الحريري بين "خطْف" التكليف... أو البديل
كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": الحريري بين "خطْف" التكليف... أو البديل
لا تزال استشارات يوم الخميس تواجه حائطاً مقفلاً. معادلة الميثاقية هي نفسها، ولن تكون مرشحة للتغيير طالما أنّ الثنائي المسيحي على موقفه. المتغيّر الوحيد قد يتمثل بـ"طحشة" الحريري باتجاه قبول التكليف بأكثرية بسيطة خالية من الدسم المسيحي. وهذا ما يحاول الرئيس نبيه بري فعله من خلال تشجيع الحريري على خوض هذه المغامرة، لوضع ورقة التكليف في جيبه وانتزاعها من أيدي الآخرين الذين يستخدمونها كورقة ضغط عليه، ولقطع الطريق على السيناريوات البديلة، وعبور بالتالي مرحلة التكليف، وترك أمور التأليف إلى حينه. لا يبدو الحريري، وفق المطلعين على موقفه، كثير الحماسة للقيام بهذه القفزة في المجهول، ولكنه لا يبدي أيضاً ممانعة مطلقة، ولذا يأخذ وقته للتفكير في الخيارات المطروحة أمامه، خصوصاً وأنّ بعض فريقه يحاول اقناعه بأسماء جديدة قد تكون بمثابة بدائل للمرحلة الانتقالية، كالنائبة بهية الحريري أو الوزير السابق خالد قباني. وما يزيد من حيرة الحريري هو قناعته بأنّ ما يحكى عن ممانعة أميركية أو سعودية لعودته، لا تمتّ للواقع بصلة، كما يقول بعض المواكبين لحركة الاتصالات الديبلوماسية، الذين يؤكدون أنّ مناخات البعثات الديبلوماسية في بيروت لا تشي برغبة واشنطن أو حتى الرياض في بلوغ الأزمة اللبنانية منحدرات خطيرة إذا أقفلت أبواب التكليف على الشغور.
"نداء الوطن": "ضيق الخيارات" يُهدّد الإستشارات بالإرجاء مجدّداً
كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": "ضيق الخيارات" يُهدّد الإستشارات بالإرجاء مجدّداً
بميزان الذهب زانت "القوات" موقفها. كيف لها أن تسمي الحريري وقد عارض تكليفه "التيار الوطني الحر"، خصوصاً وأنها حكماً لن تكون في الحكومة التي سيكون "حزب الله" مشاركاً فيها، وكيف تعلن موقفاً يؤثر على شارعها في زمن الحراك سلباً في وقت يعزز "التيار" موقفه في الشارع. يرى البعض في قوى 8 آذار أنّ حظوظ الحريري لرئاسة الحكومة باتت معدومة وأن أمامه خياراً من ثلاثة: إما أن يسمي بديلاً منه لرئاسة الحكومة، أو أن يتكلف شخصياً مع الموافقة على عودة باسيل إلى الحكومة، أو الخروج من اللعبة السياسية وربما من البلاد. أما الاتجاه المتوقع لجلسة استشارات الخميس فهو يتراوح بين إما الإرجاء مجدداً، وهذا ما يتم العمل عليه، أو ترشيح فؤاد مخزومي الذي علت حظوظه من قبل "التيار الوطني الحر"، أو ترشيح نواف سلام المرفوض بالمطلق من "حزب الله"، أو الحريري أو من يسميه. على أنّ الأسماء البديلة المرشحة من قبل الحريري والمشكوك بحظوظها فهي الوزيرة ريا الحسن والوزير السابق خالد قباني. واضح أنّ لكل جهة خياراتها المختلفة عن الأخرى، مع تسجيل استعجال "حزب الله" وإصراره على تشكيل حكومة اليوم قبل الغد. علماً أنّ تكليف الحريري لا يعني بالضرورة نجاحه في تشكيل الحكومة بالنظر إلى الشروط القائمة... وأهمها مشاركة باسيل.
"الجمهورية": القصة الكاملة لـ"انتفاضة" جعجع على الحريري
كتب عماد مرمل في "الجمهورية": القصة الكاملة لـ"انتفاضة" جعجع على الحريري
بالنسبة الى معراب، كان لا بد من توجيه رسالة صريحة الى بيت الوسط فحواها: نحن لسنا في جيب أحد ولا يمكن لأيّ كان ان يتصرف على أساس انّ القوات مضمونة له. ولو انّ الحريري زار شخصياً معراب بعد استقالته وبحث معنا في ملابسات المرحلة السابقة وطريقة معالجة ما ظَهر من خلافات بيننا لكان طلبه بأن نسمّيه واقعياً، اما ان يبعثَ في آخر لحظة موفداً له لمحاولة استدراك الامر من دون معالجة عميقة لأسباب التباينات فهذا لا يفيد. وخلال المداولات، ربط معارضو تكليف رئيس تيار المستقبل موقفهم بضعف الثقة في الحريري استناداً الى حصيلة التجارب السابقة معه، قائلين ما معناه: صحيح اننا نلتقي وإيّاه على ضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، لكن من يضمن ان يبقى متمسّكاً بهذا المبدأ بعد تكليفه، خصوصاً انّ تجربتنا معه أظهرت أنه يبدأ المفاوضات مع الآخرين من سقف مرتفع ثم يلجأ الى تخفيضه بذرائع عدة، كما فعل، على سبيل المثال، أثناء التفاوض على تشكيل الحكومة المستقيلة، حيث وعدَ القوات آنذاك بحصة وزارية وازنة، ثم راح يعدّل فيها تباعاً لينتهي به الأمر في آخر المطاف الى تخييرنا بين ان نقبل ما هو مطروح علينا وبين ان نرفضه ونخرج من المعادلة الحكومية. ويعتبر اصحاب هذا الرأي أنّ الوضع حالياً هو أشد خطورة ودقة من قبل، «ونحن لم نعد نتحمّل خَوض أي مغامرة غير مضمونة النتائج مع الحريري، لأنّ القضية لا تتعلق بحصة القوات تحديداً، بل بمصير لبنان الذي لا يمكن إنقاذه سوى من خلال حكومة اختصاصيين مستقلة، وخشيتنا، إذا سُمّي الحريري، هي مما قد يحصل في المسافة الفاصلة بين التكليف والتأليف، بحيث يُكلّف حاملاً لواء حكومة اختصاصيين مستقلّين، ثم يرسو بعد حين على تكنو-سياسية. عامل أساسي آخر استند اليه الفريق القوّاتي الرافض تسمية الحريري، وهو مزاج القاعدة القواتية.. ومن الملاحظات التي أبداها الجمهور القوّاتي انّ الحريري ليس اختصاصياً ولا مستقلاً، فكيف تجوز تسميته لترؤس حكومة اختصاصيين مستقلين؟ ثم اننا لم نتجاوز بعد ما فعله بنا طيلة المرحلة الماضية عندما وقف في صف جبران باسيل على حساب القوات وحقوقها، وليست لدينا ثقة في انه لن ينقلب علينا من جديد. ويبدو انّ زيارة الوزير السابق غطاس خوري معراب كهربَت تلقائياً القاعدة القواتية التي ارتابت من مغزى الزيارة، وتخوفت من ان تكون تمهيداً لاتخاذ معراب قراراً بتسمية الحريري في الاستشارات الملزمة، فاستشاطت غضباً وانقلبت الدنيا رأساً على عقب في صفوف القاعدة الداعمة لسمير جعجع الذي التقط الرسالة وقرر ان ينسجم مع محتواها.
"الجمهورية": الحريري.. خياران مُكلِفان
كتب نبيل هيثم في "الجمهورية": الحريري.. خياران مُكلِفان
قد يصح القول إنّ الحريري أخطأ في تقدير الموقف حينما قدّم استقالته ولم يستجب للنصائح التي أسديت إليه، وأنّه يشعر بندم على هذه الخطوة المتسرعة، التي لم ترد رسمالها ولا أقنعت الحراك. وقد يصحّ أيضاً القول إنّ الحريري لم يحسن قراءة الموقف الخارجي العربي والدولي، وخصوصاً موقف الدول التي تعتبر صديقة للحريري، مثل الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك السعودية التي لم يبدر منها، على مدى عمر حكومته المستقيلة، ما قد يُشعر الحريري بأنّه محصّن بغطاء على ما كان عليه الحال سابقاً. ومن الخطأ الذهاب إلى تبنّي فرضية أنّ الحريري انتهى سياسياً، ربما هذا ما يريده ويتمنّاه خصومه ومزاحموه على رئاسة الحكومة، ولكن هذا لا يعني أنّه لم يصب بكدمات سياسية موجعة، لكن رئيس الحكومة المستقيل، وتبعاً للتطورات التي نشأت على الخطّ الحكومي، بات أمام خيارين: الأول، أن يدخل إلى الحكومة وفق الاستشارات المحدّدة وبالأكثرية النيابية الهزيلة التي ستسمّيه. الثاني، أن يعزف عن ترؤّس الحكومة ويخرج من هذه المعركة، ويتيح المجال أمام غيره. سواء أكان من فريقه أم من خارجه. الأكيد أنّ كلا الخيارين، مكلف سياسياً ومعنوياً على الحريري، فالخيار الأول معناه قبوله بتشكيل حكومة من موقع الضعف أمام رئيس الجمهورية وفريقه وحلفائه، ولكنّه في موقع رئاسة الحكومة قد يتمكن من التعويض وإعادة تحصين الذات، وأمّا الخيار الثاني، فإن لجأ إليه تحت عنوان الخروج لإعادة لملمة وضعه وترتيب بيته السياسي على أسس جديدة، فهذا الأمر سيتطلب وقتاً ربما يكون طويلاً جدّاً .. ولا يلعب لمصلحته، وربما تنشأ ظروف تبعد الجنّة الحكومية عن متناوله مسافات بعيدة. فأيّ من الخيارين سيختار الحريري، بل هل يستطيع أن يختار أيًّا منهما؟ .. الجواب لن يكون أبعد من الغد.
"الشرق": كحل التأجيل أو عمى الاستشارات
كتبت ميرفت سيوفي في "الشرق": كحل التأجيل أو عمى الاستشارات
نجد في دوامة تسمية رئيس حكومة التي تدور فيها البلاد مكسباً كبيراً لحزب الله، عمليّة الإلهاء هذه للشعب اللبناني وإغراقه في جدليّة تكنوسياسيّة أو تكنوقراط متعمّدة لأنّها تشغله عن حقيقة أزمة لبنان ومأزقه الاقتصادي وكلّ ما يعيشه على المستوى المالي اليوم سببه حزب الله وسلاحه والعقوبات المفروضة عليه بسبب أجندته الإيرانيّة وتورّطه في زعزعة أمن المنطقة العربيّة، وللمناسبة أخطر ما يخشاه حزب الله اليوم خروج صوت واحد بين اللبنانيّين يعلو رافضاً استمرار الحال مع حزب الله على ما هو عليه، للمفارقة أنّ قناعة اللبنانيّين التامّة برفضهم الانزلاق باتجاه الحرب الأهليّة هي التي شكّلت وتشكّل منذ العام 2005 الغطاء الحقيقي لحزب الله وسلاحه، فهل هناك أعجب من ذلك؟ نحن نعيش ملهاة مأساويّة ، فما الذي علينا أن ننتظره بعد أكثر من إعلان الأكثر حماساً للثّورة من المواطنين العاديين أنّهم يشعرون بإحباط شديد من إفلاس الشركات وطرد الموظفين والعجز عن دفع الرواتب، دورة الحياة تكاد تتوقّف، ما المطلوب أكثر من ذلك؟ لبنان بحاجة إلى حكومة طوارىء تملك خطّة طوارىء تتحمّل مسؤولية تأمين الأمن الغذاني والطبي للبنانيين، لأنّه من المؤسف أن ما نشاهده يوميّا هو إمعان في هدر الوقت في حفلة قتل ممنهج وغير رحيم للبنان، ودائماً تحت إمرة حزب إيران وسلاحه وأجندته الفارسية، الذي ما يزال مصرّاً على فرض حكومة على نسق التي أسقطها الشّارع!! حزب الله وسلاحه هو علّة العلل الحقيقيّة في لبنان، وهو سبب بلوغ الأمور فيه هذا المنحى المأساوي، وإمعانه في تسلّطه وفرض السياسة التي يريد على البلد لمصلحة الأجندة الإيرانيّة سيتسبّب في الأيام القريبة المقبلة بأن نشهد سقوطاً دراماتيكيّاً مروّعاً لهيكل الدولة الهشّ، في ظلّ صمت سياسي هو في أضعف الإيمان «شيطان أخرس» ساكت عن الحقيقة في هذه اللحظة اللبنانيّة المصيريّة!
"الديار": الحريري خارج المعادلة... والنكسات تتوالى عليه من الداخل والخارج
كتبت صونيا رزق في "الديار": الحريري خارج المعادلة... والنكسات تتوالى عليه من الداخل والخارج
ترى مصادر سياسية بأن الحريري اراد ان يجعل من نفسه ايضاً بطلاً قومياً مقبولاً من الانتفاضة الشعبية القائمة في البلد، فإذا به يصبح مقبولاً فقط من ابناء طائفته، خصوصاً بعد ان اعلنت دار الافتاء انه المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة وبدعم قوي منها، حينها لعب الوتر المذهبي بقوة كالعادة ، اذ باتت كل الاسماء المطروجة لهذا المنصب خارج عباءة دار الافتاء محروقة لافتة الى ان التيار الوطني الحر وضع الشروط ومن ثم أعلن عزمه عن عدم المشاركة في الحكومة المرتقبة، ما جعله يربح الرهان بعد فترة من خلال رئيسه جبران باسيل الذي كسب وربح بجعل الحريري وحيداً لتحمّل مسؤولية مهام الحكومة الجديدة في الظرف الاصعب ، الامر الذي ادى الى إضعافه وإبعاده بطريقة مباشرة عن ابواب السراي، ومن ثم تابعت القوات اللبنانية بجعل طريق الحريري وعرة، ما ادى الى إخراجه من المعادلة لانه بات وحيداً ، كما ان حزب الله تعب من تكرار مقولته الداعمة للحريري، فيما إستمر الرئيس نبيه بري في دعمه له، إضافة الى النائب السابق وليد جنبلاط، لكن هذين الدعمين لا يوصلانه الى مبتغاه، فكانت الضربة السياسية القاضية له. وعلى الخط الخارجي، تشير المصادر عينها الى ان الدور الابرز في إبعاد الحريري لعبه الاميركيون الذين رفعوا عنه الغطاء، لانهم لا يريدون تشكيل حكومة في الوقت الراهن، اما الاوروبيون فإتجهوا لاحقاً الى تغيّير موقفهم، وبدورهم دول الخليج يبدون غير مهتمين بعودة الحريري الى الرئاسة الثالثة، بمعنى ان كل الفرص طارت من امامه . ولم تستبعد المصادر ان يتم إرجاء الاستشارات النيابية يوم الخميس، لان الاتصالات الجارية لم تتوصل لغاية اليوم الى أي حل، او الاتفاق حتى على إسم المرشح الجديد، مع الاشارة الى ان الرئيس ميشال عون لا يحبّذ ابداً التأجيل هذه المرة. وفي اطار زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد هيل الى لبنان نهار الجمعة لفتت هذه المصادر الى ان الموفد الاميركي أت وفي جعبته رسائل عدة ابرزها، التأكيد مرة جديدة بأن لا حكومة في الوقت الراهن، خصوصاً اذا شارك فيها حزب الله، مما يعني المزيد من التعقيدات التي ستبقى من دون حل الى أجل بعيد.
الديار": 24 ساعة فاصلة عن ثـلاثـة احتمالات
كتب علي ضاحي في "الديار": 24 ساعة فاصلة عن ثـلاثـة احتمالات
تقول اوساط بارزة في تحالف 8 آذار وحزب الله ان الرئيس سعد الحريري اقحم نفسه والاكثرية في لبنان وحتى الشارع السني واللبناني في فوهة الزجاجة، واعطى مجالاً للعبث بالساحة السياسية والامنية والاقتصاد بإعتماده تكتيكات اللعب على الوقت وحرق كل الاسماء السنية المرشحة ولباسه عباءة سنية من دار الفتوى. وتشير الاوساط، الى ان وزيرة الداخلية ريا الحسن واللواء عماد عثمان وكل الاجهزة الامنية والرئيس سعد الحريري يعرفون انتماء المشاركين الطرابلسيين في التظاهرات ضد الحريري، ومن هي الجهات التي عمدت الى رشق الحجارة والتكسير في البلد وساحاتها، بالاضافة الى ساحات اخرى مسيحية تحركت رفضاً للحريري وبإيعاز معروفة هويته ومُصدّريه. وتشير الاوساط، الى ان فريقنا قرأ رفض الدكتور سمير جعجع في «عتمة ليل» تسمية الحريري، ان التعليمة الاميركية والسعودية وصلت الى معراب، ومفادها ممنوع تعويم الحريري او تكليفه بأكثرية نيابية كونه يتفاوض مع عون وحزب الله! وتؤكد الاوساط ان الخيارات الاخرى امام الحريري باتت ضيقة، ولا مجال للمناورة في ظل اصرار عون وحزب الله وبري على موعد الاستشارات وتكليف الحريري من دون شروطه السابقة، او ان يسمي شخصية يؤمن لها الغطاء السني والشعبي وطبعاً غير اسمي نواف سلام او فؤاد مخزومي. الاول يرفضه حزب الله لارتباطاته الاميركية والثاني يرفضه الحريري ولا يرغب في تسميته كسني بيروتي. فربما يرسو الخيار على شخصية سنية من نادي رؤساء الحكومات السابقين او وزير سابق كخالد قباني، سني معتدل ومقبول من الجميع وليس له اية ملفات تنبش له. وعليه لا مجال امام الحريري للمناورة، وهو يعرف وفق الاوساط انه كسر الجرة مع حزب الله والذي قد لا يعود الى تسمية الحريري.
"الديار": الثنائي المسيحي غسل يديه من الشراكة الجديدة مع الحريري
كتبت ابتسام شديد في "الديار": الثنائي المسيحي غسل يديه من الشراكة الجديدة مع الحريري
انسحاب معراب على الشكل الذي حصل اصاب رئيس تيار المستقبل في الصميم لان تأمين الخمسة عشر صوتا كان يكفي الحريري لتجاوز الاستشارات والذهاب الى التكليف. صدمة الحريري سببها كما تقول اوساط سياسية على قناعة اكيدة، ان القوات لم تكن ذاهبة في هذا الخيار، فالقوات اعربت من اليوم الاول لبدء الثورة الشعبية عن رغبتها بحكومة تكنوقراط ولم تحدد رئيسها، لكن كل الاجواء كانت تؤكد عدم ممانعتها بالحريري رئيسا لحكومة انقاذية كما ان لقاء معراب بين موفد الحريري الوزير السابق غطاس خوري لم يكن سلبيا بل جرى فيه البحث في تفاصيل وتشعبات مستقبل الحكومة والعلاقة بين حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل. مأزق الحريري الذي جعله امام خيارات اصعبها مر لا يبدو انه يثير شفقة الثنائي المسيحي، فالحريري بالنسبة الى التيار يدفع ثمن غدره وانقلابه على التسوية والاستقالة المثيرة للريبة، فيما القوات تحاول غسل يدها من قرار عدم التصويت له ، بالنسبة الى القوات لم يحصل تأكيد بالسير بالحريري رئيسا للحكومة، ولم يحصل اي التزام امام موفد الحريري الى معراب فالخطأ حصل بتسريب خبر تأكيد التصويت القواتي في الاستشارات من فريق الحريري، الامر الذي سبب لغطا قواتيا استمر في الاجتماع الطويل للمجلس السيا سي للحزب الذي قرر موقفه بالتنسيق مع القاعدة القواتية. مهما كان موقف الثنائي المسيحي ومبرراته لخيار عدم منح الحريري مرة جديدة اصوات الثنائية المسيحية لنيل الميثاقية لتكليفه، فالمؤكد ان ثمة تغيرات كثيرة باتت تتحكم في مشهد التكليف والتأليف، فهناك من يتحدث عن مؤشرات من الخارج لا تصب في مصلحة عودة الحريري الى الحكومة، اضافة الى ضغط الشارع الذي يساوي الحريري بالآخرين برفض عودته الى الحكومة من ضمن معادلة كلن يعني كلن.
تعويم الحكومة المستقيلة
أشارت مصادر "الشرق الأوسط" إلى أن النقاشات على هامش اجتماع لجنة المال والموازنة، تطرقت إلى ملف تعويم الحكومة المستقيلة، كاقتراح لمخرج تحدث عنه النائب أيوب حميد في الاجتماع، طارحاً إحياء الحكومة المستقيلة على قاعدة أنه لم يصدر مرسوم قبول استقالتها بعد، رغم أن رئيس الجمهورية قبل استقالتها وطلب منها تصريف الأعمال، كما لم يكلف رئيساً جديداً للحكومة، معتبراً أن هناك إمكانية دستورية لإعادة إحيائها، استناداً إلى سوابق في هذا المجال.
مشاورات نوعية لمنع انزلاق البلاد الى خطر زعزعة الاستقرار
كشفت أوساط معنية بالاتصالات والمشاورات السياسية والأمنية التي جرت في الساعات الأخيرة لـ"النهار" أن مشهد فلتان الشغب الذي حصل في ساعات متقدمة من ليل الإثنين وفجر الثلثاء في وسط بيروت وتمدّد الى صيدا ومناطق أخرى أثار حالة استنفار واسعة غير معلنة على المستويات الرسمية والسياسية والحزبية، وسط مخاوف واسعة عبّر عنها معظم المسؤولين والقيادات الحزبية والدينية من أن يتسبّب التساهل مع هذا الفلتان بإثارة فتنة ذات طابع مذهبي.
وأشارت "النهار" الى أن حصيلة هذه المشاورات لم تتبلور بعد نهائيا ولكن ثمّة مؤشرات لاتخاذ خطوات ومبادرات نوعية لمنع انزلاق البلاد الى خطر زعزعة الاستقرار وأن في أساس هذه الخطوات التشدّد الأمني والعسكري مع كل مظاهر الفلتان والشغب والتسيّب وإطلاق يد القوى والأجهزة الأمنية في منع كل محاولات إثارة الاضطرابات والفتنة من أي جهة أتت.
كما أن الأوساط نفسها أكدت أن المسار السياسي لتطويق تداعيات ما حصل في الأيام الاخيرة اتخذ بعداً بارزاً مع اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بعد ظهر أمس في عين التينة، إذ تبيّن أن الجانب الأكبر من هذا اللقاء خُصّص لمعالجة المناخات والأجواء السلبية التي تسبّبت بها أحداث ليل الاثنين في بيروت. الرئيسان بري والحريري مرة أخرى نبذهما المذهبية مع تشديدهما على منع الفتنة وعلى أن العلاقات بين السُنّة والشيعة هي علاقات أبناء الدين الواحد. وتوقّفا عند ما حصل في الأيام الأخيرة في وسط بيروت ودخول مجموعات على الحراك الشعبي تحركها أصابع سياسية بإدارة غرفة عملية تهدف الى الفتنة والإيقاع بين السُنّة والشيعة. وجرى الحديث عن تأمين ناقلات جاءت بالمئات من الشبان من مناطق عدّة الى العاصمة لأهداف بعيدة من الحراك ومطالبه ولا تهدف سوى الى زرع الفتنة من خلال إطلاق موشّحات وشعارات مذهبية مدروسة، وكيف أن فيديو من "شاب معتوه" يُحرّك كل هذه الجماهير. واتفق بري والحريري على أن مصلحة البلد يجب أن تكون فوق كل الاعتبارات.
وصدر بيان مشترك جاء فيه أن "الحاجة ملحّة لتأليف الحكومة ضمن أجواء تتقدّم فيها مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى". وشدّد على "وجوب تحلّي اللبنانيين بالوعي واليقظة وعدم الانجرار الى الفتنة التي يدأب البعض على العمل جاهداً نحو جرّ البلاد للوقوع فيها"، داعياً الى "إفساح المجال أمام القوى الأمنية والجيش لتنفيذ مهامها في حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة".
ولفت في هذا السياق ما أعلنته قيادة الجيش أمس رداً على ما يتداوله بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن ضغوط وتدخلات سياسية يتعرض لها الجيش لإطلاق موقوفين لديه، فوصفت ذلك بأنه "كلام عارٍ من الصحة جملةً وتفصيلاً، وأنَّ القانون هو المعيار الأوحد الذي تستند إليه المؤسسة العسكرية في عملها، حيث أنّ أيّ شخص يتمّ توقيفه يخضع للتحقيق والاستجواب وفق الأصول القانونية".
وجدّدت قيادة الجيش "دعوتها إلى عدم اختلاق ونشر أخبار تتناول عمل المؤسسة العسكرية تحت طائلة المساءلة القانونية".
"النهار": غوغاء وشغب... أيها "الزعماء"!
كتب نبيل بو منصف في "النهار": غوغاء وشغب... أيها "الزعماء"!
الواقع الموضوعي لم يعد يجيز التساهل الرسمي السياسي والامني والعسكري على كل المستويات عن المجريات البالغة الخطورة للشغب الغوغائي الذي يتظلل بظلال "الفوضى الثورية” للإجهاز على الانتفاضة بأهدافها الاجتماعية والاقتصادية والمالية والمعنوية من خلال معادلة يصنعها مخربون يحتمون بحاضناتهم المذهبية . ما يجري في عمق ليالي الشغب في وسط بيروت منذ ايام يمهد ان تمادى وطال من دون حسم او ردع لتخريب المناخ العابر للطائفية والمذهبية واستنفار الشوارع النزقة المتوثبة لغوغاء قد يفضي الى تسوية الانتفاضة بالأرض على غرار ما يحدث تماما في تخريب الخيم والسيارات والممتلكات الخاصة والعامة وإحراقها. ولن يقتصر الامر على جعل مشهد وسط بيروت وحده مسرحا للتخريب الذي يتولاه هواة السهر الغوغائي وانما سيتمدد واقع زعزعة الاستقرار الامني الى استنفار شوارع لم تنخرط بعد في تفاعلات ردود الفعل على هجمات الجماعات والشراذم المحوربة بشعارات مذهبية فاقعة سواء كانوا في مقلب مناهضي الانتفاضة ورافضيها او مؤيديها والمنخرطين فيها . ولن يكون ذلك على السوء الكبير الذي يستبطنه آخر الشرور وأكبرها بل سيتمدد الامر الى غوغاء اوسع في دواخل المناطق المختلفة من دون استثناء لان البلاد المقبلة على مزيد من كوارث الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية والاهتزازات المتشعبة ستشهد ما لم يحسم الغوغاء في مهده بقوة ساحقة تفشي ظواهر الفوضى المخيفة في كل الاتجاهات . انها ساعة الحقيقة لكل الافرقاء السياسيين والأحزاب والطوائف قبل المسماة دولة لم نعد ندرك اي وصف موضوعي ينطبق عليها . لم نسمع رغم كل هذا المد المخيف من التطورات المرعبة صوتا مسؤولا واحدا صارخا في وحشة انهيار الدولة ، فلنتجه اذا الى "زعماء" الحضانات الطائفية والمذهبية بالتحذير مما صنعته اياديهم في صناعة الزعامات قبل فوات الاوان !
"النهار": من أجله عودوا إلى بيوتكم
كتب سمير عطالله في "النهار": من أجله عودوا إلى بيوتكم
رجاءً، عودوا إلى منازلكم ومدارسكم وأعمالكم. لقد تعلّمتم الآن الدرس الأخير: لن تقتلوا ولن تتقاتلوا بعد الآن من أجل أحد. ولن تموتوا بعد اليوم خلف الذين يعتبرون أن سبب وجودكم في الحياة، هو أن تعيشوا من أجلهم وتموتوا في سبيلهم. يقتضي الأمر أن تفكّروا قليلاً وأن تتأمّلوا، ليس بما فعلوا، بل بما فعلتم. هذه الثورة جعلتنا نشعر للمرة الأولى بأننا نرتضي فقط أن نكون قطيع الوطن لا قطيع سماسرته. عودوا إلى منازلكم. وإلى أطفالكم، مع أنهم حزانى وعيدهم حزين. وسنتهم الجديدة مثل سنتهم الماضية. نخاطب الثورة لأنها الفريق الوحيد الذي يملك من الوطنية بحيث يتقبّل برضا، مسؤوليته في المحنة. الفئات الأخرى، عرفنا منذ سنين أنها لا تسأل عن شيء. وعرفنا بكل أسى أن السياسة في لبنان ثرثرة فارغة وعناوين مسروقة لكفاءات لا وجود لها. لذلك، على الثورة أن تنسحب من الساحات والطرقات وتترك الناس إلى أعيادها، بما بقي لها من فتات ما بقي لها. دعوا أطفالنا يتذكّرون أنه كان لهم وطن أفضل ذات يوم، ويشعرون أنه قد يكون لهم أفضل ذات يوم. اتركوا عناد الخراب للسياسيين. وكرامة الدمار لهم. وانتصار الهزيمة لهم. أنتم وأطفالكم وأمّهاتكم، عليكم مسؤولية أصحاب الحق وأهل القضية. لقد أعطيتمونا جميعاً درساً تاريخياً، فأكملوه. أنتم والكراسي المتحرّكة والقلوب النقية والأصوات المغرّدة مثل بلابل السرو. دعونا ننجو بهذه البقايا مما أبقوا لنا. دعوا رجال الجيش يذهبون إلى بيوتهم وفي يد كلّ منهم قرنفلة برتغالية. الصدام لا يليق بكم. سوف تكون لكم انتخابات ذات يوم. ويكون لكم مرشّحون. ويكون للبنان التغيير الكبير. أما الآن فقد دهمتنا الكارثة وهم في جدل الإرث. آسف لهذه الدعوة الخائفة. لكنها خبرة العمر.
"الاخبار": من يريد خطف الشمال؟
كتب ابراهيم الامين في "الاخبار": من يريد خطف الشمال؟
في طرابلس، ومنذ الأسبوع الأول للحراك، تعمل دول تتقدّمها السعودية والإمارات في تنافس حادّ مع قطر وتركيا، وبإشراف أميركي على الفريقين، وبمساعدة مجموعات سورية، كانت حاضرة بقوة في زمن العمل المسلّح ضد الدولة هناك، وناشطين تولوا خطوط الإمداد مع حمص، وبمشاركة حثيثة من خبراء الحرب القذرة في القوات اللبنانية، وبواسطة مجموعات فقيرة، عاطلة عن العمل، تقبل بالفُتات من أجل العيش. ومن خلف الجميع، يقف إعلام قبض ثمن ترويجه لأكاذيب وقصص من الخيال، وسط تنافس مجنون بين أجهزة أمنية محلية وإقليمية ودولية، تستهدف جعل المدينة ومحيطها، مكاناً مناسباً لإدارة معركة التحوّل في البلاد..
منذ الأسبوع الأول، أعيد فتح سوق السلاح، ويعرف السياسيون الكبار، ولو نفوا ذلك ليلاً ونهاراً، حجم الطلبات على شراء أسلحة بأسعار عالية. ويعرفون عن المجموعات التي دُفع لها من أجل إلقاء متفجّرات في مناطق معيّنة، ويعرفون العصابات التي طُلب إليها التحرك هنا وهناك، في وجه هذا العنوان أو ذاك، باسم الفساد والقهر أو خلافهما، ويعرفون الناشطين الذين يملكون القدرات التي تجعلهم يحشدون العشرات في ساعة، ويوفرون اللوازم اللوجستية في ساعة، ويستعدون للقيام بما هو مطلوب في المحافظة نفسها في ساعة أيضاً. صار مطلوباً من الشمال، أن يمدّ بيروت بالعصب القادر على جعل الفتنة قصة حقيقية، وفعلاً مكتمل الصورة والهيئة. والسبب الأساسي هو أن القائمين على هذه المناورة الدموية، المستندين إلى ضعف تيار المستقبل بوصفه القوة الرئيسية في الشارع السُّنّي، لم يقدروا على جرّ فقراء أو أغنياء سُنّة بيروت إلى هذا الفضاء الانقلابي العبثي. وقرروا أن أُسود الشمال هم من سيحمي ثورة بيروت. وفي طرابلس، يستفيد كل هؤلاء من نشاط رئيس فرع استخبارات الجيش هناك كرم مراد، الذي لا يتمتع بسيرة حسنة، ولا بسمعة جيدة لا لدى أهل المدينة ولا عند قواها السياسية. وهو يعمل مع أحمد الحريري، لكنه يشتم جماعته في طرابلس وعلى رأسهم مصطفى علوش، وعندما تعتقل قوى الأمن الداخلي مشاغباً محسوباً على المخابرات، لا يتوقف عن الاتصال من أجل التوصية به والسعي لإخراجه من سجنه، ولا يتأخر مراد عن التفاخر طوال الوقت بأنه يمسك بساحة النور وبمنصّتها وبالهتافات فيها، ويقدر على التحكم بعدد المشاركين في الحراك، لكنه يصبح فجأة غير قادر على منع تجميع عشرات الشبان الفقراء في حافلات تُفتح لها الطرقات للوصول إلى بيروت، كما هي حال آخرين يأتون من البقاع الأوسط.
"الشرق": بيروت الحزينة حتّى الموت
كتب خيرالله خيرالله في "الشرق": بيروت الحزينة حتّى الموت
لدى اميركا سلاح قويّ وفتّاك اسمه الدولار. لا يستطيع لبنان خوض حرب خاسرة سلفا مع اميركا. فوق ذلك، ان اميركا التي تستطيع تدمير النظام المصرفي اللبناني في لحظة لا تريد السماع بحكومة لبنانية تتمثل فيها الأحزاب، بما في ذلك حزب الله. في استطاعة هذه الأحزاب ان تكون موجودة عبر شخصيات تعتبر محسوبة عليها بطريقة او باخرى ولكن ليس عبر اشخاص يشكلون عناوين تحدّ ورغبة واضحة في تأكيد انّ لبنان صار تابعا للمحور الايراني في المنطقة. فوق ذلك كلّه، لا يمكن لاي دولة عربية قادرة على مساعدة لبنان، في حال تشكلت حكومة «محترمة» على وجه السرعة، القبول ببقاء هذا البلد العربي مجرد «ساحة» لإيران. هل يعقل ان يكون لبنان قاعدة للحوثيين في اليمن او ملجأ لمن لكلّ ممثلي الميليشيات المذهبية المدعومة من ايران والتي تعمل ضدّ دول خليجية معيّنة؟ هل يختار لبنان منطق الحكمة والتعقّل ام يختار البقاء في وضع البلد المعلّق الذي لا يعرف اين مصلحته؟ هذا السؤال الأساسي يطرح نفسه بإلحاح، خصوصا انّه ليست هناك جهة معيّنة مستعدة لإنقاذ الوضع الاقتصادي اللبناني في غياب شروط معيّنة باتت اكثر من معروفة. لن ينفع في انقاذ النظام المصرفي الذي كانت تغذيه أموال لبنانية وعربية تغيير طبيعة الثورة الشعبية التي يشهدها البلد منذ شهرين، من ثورة سلمية الى ثورة تتسم بالطابع العنفي.. في النهاية هل يسهّل حزب الله الذي يخشى افلات لبنان منه تشكيل حكومة لبنانية معقولة ومقبولة من المجتمعين الدولي والعربي ام انّ همّه محصور في الدفاع عن مصالح ايران من دون أي مراعاة لمصالح لبنان واللبنانيين، بمن في ذلك أبناء الطائفة الشيعية؟ في انتظار الجواب عن هذا السؤال، وهو جواب يبدو معروفا سلفا في غياب معجزة، تبدو بيروت مدينة حزينة… حزينة حتّى الموت!
"الشرق": لا لـ"الضلال الفئوي"
كتب يحي احمد الكعكي في "الشرق": لا لـ"الضلال الفئوي"
لبنان الوطن يُعاني بشدة.. ويُسمع الجميع أنينه مما يفعله الآن أبناؤه به، وهو ما لم يفعله العدو بعدوه، وهؤلاء يؤذون أمهم الوطن ويكادون يقتلونها خنقاً.. ولا غفران لهم لأنهم يعلمون ماذا يفعلون.. في هذه اللحظات التاريخية الاستثنائية من تاريخ لبنان، على ساسة لبنان، والوطن على أبواب عيد المحبة أن يستعيدوا ما كان يربطهم بهذا الوطن، وأن ينفذوا جميعاً قسمهم ووعودهم أمام الله تجاه وطنهم الذي يعيش فيهم وليس الذي يعيشون فيه. لقد أقسموا وتعاهدوا أن يجعلوا هذا الوطن – واحة أمان واستقرار – واذا بهؤلاء الساسة ينكثون العهد الذي قطعوه على أنفسهم، فيشعلون نيران الكراهية في كل ما كان يُسمى لبنان يا أخضر حلو. وينقلبون على مرحلة التصالح التي سادت قبلاً، ليدخلوا الوطن في مرحلة التراشق بـالأعيرة والمفرقعات الإعلامية – حتى الآن -، وكأنهم يريدون أن يوصلوا ما تبقى من اللبنانيين الطيبين الى خيبة الأمل، والعجز، وعدم الحلم بغدٍ مشرق عزيز.. إن هذا الوطن المعذّب وهو يضع يده على قلبه المجهد من تطورات هاجس اليوم المقبل، بحاجة الى روح انتصار ٢٢-١١-١٩٤٣ و٣١-١٢-١٩٤٦، و٢٣-٩-١٩٥٢، و٢٣-٩-١٩٥٨ لا غالب ولا مغلوب، و٣٠-٩-١٩٨٩ موصولة بـ٢٢-١٠-١٩٨٩، و١٤-٨-٢٠٠٦، و٢-٩-٢٠٠٧، و٢٥-٥-٢٠٠٨، و٧-٦-٢٠٠٩، حتى يسترد هذا الـ لبنان المخطوف لونه وعيه وعافيته، وليتابع طريق اعادة البناء الداخلي مع الميثاقية الوطنية ١٩٤٣ المتجدّدة بقانون ٢٢-١١-١٩٨٩، و٢١-٩-١٩٩٠. وليكون هذا الوطن بعد استراد وعيه فوق الجميع، بمؤسساته الدستورية، هذه المؤسسات التي ستبقى مع دستوره المنقذ للجميع من الضلال الفئوي..
"الانوار": ليلُ المدينةِ وانوارُ الثوار حكومةٌ ولو متأخرةٌ على قياسِ أحلامهم
كتبت الهام فريحة في "الانوار": ليلُ المدينةِ وانوارُ الثوار حكومةٌ ولو متأخرةٌ على قياسِ أحلامهم
كأننا نعيش حرباً غير معلنة.. لم يظهر أبطالها لكن نتائجها معروفة.. مزيد من الخراب والدمار والقلق والوجع. ما جرى ويجري ليس على الحدود انما في قلب العاصمة وعلى بعد امتار من سكن رئيس الحكومة المستقيل المعلّق تكليفه وعلى بعد أمتار أيضاً من سكن رئيس مجلس النواب وعلى بعد امتار أيضا من مقر الرئاسة الأولى... أين المسؤولون؟ أين من وعدوا الناس بالخير وبالاستقرار وبالنعيم؟ هل يدركون ان بادائهم وممارستهم اعادوا البلد سنوات وسنوات الى الوراء... ليست الثورة ولا انوار الثوار ما قاد البلاد الى الانهيار السريع. انما استخفاف بعض من أدار البلاد على مدى سنوات بعقول الناس وباحلام الشباب وباسئلتهم وهواجسهم.. ولم يتعلموا بعد. ظنّ بعض من يعتبرون انفسهم مسؤولينان بامكانهم "استهبال" الناس أكثر فركبوا موجات الثوار بينما يطالبهم الثوار بأن يكونوا في السجون؟ لا ينفع البكاء على الاطلال ورمي المسؤوليات على الغير بالغدر والطعنات... فالثوار غير معنيين ببيانات الفجر ولا بتركيبات ولا تسويات التفاوض على حياتهم ومستقبلهم... يكفي فقط ان تستمعوا الى صرخاتهم يقولون ارحلوا... حتى انتم الذين تركبون موجة الثورة ارحلوا... انوار الثوار لن تطفئها عتمة ما تخططون له في كواليسكم واشباحكم الذين تنزلونهم الى الساحات لإرهاب الناس أو ترهيبهم استعجالاً لفرض الاوراق على الطاولة التي لن تغير شيئاً في المشهد... نعم... لا حكومة في المدى القريب لأن بعض من اعتبروا انفسهم مسؤولين لم يدركوا بعد ان الزمن لم يعد زمنهموان الأمور تبدلت وان مصداقيتهم مفقودة في الداخل والخارج وان الثوار الذين افترشوا الساحات وقطعوا الطرقات لن يقبلوا بعد اليوم بمنطق التسويات الفوقية التي تفرض عليهم حلولاً تسقط بالمنطاد. هم شركاء حتى لا نقول أصحاب القرار. وبالانتظار علينا لملمة جراحنا المالية والاقتصادية والاجتماعية في اسبوع الاعياد لان الأسوأ لم يأتِ بعد ما داموا يكابرون.
"الشرق الاوسط": الثورة اللبنانيَّة والتنانين الأربعة
كتب حازم صاغية في "الشرق الاوسط": الثورة اللبنانيَّة والتنانين الأربعة
يكفي أن نعدِّد الأعداء الأربعة الأساسيين الذين آثر الشبان والشابات اللبنانيون، يوم 17 تشرين، أن يتّحدوا ضدّهم، وأن يتحدّوا سطوتهم. والحال أنّ هؤلاء أقرب إلى تنانين أربعة كثيرة التشعّب وعميقة التجذّر، تنانينَ قد يختلف ثوّار لبنان في ترتيبها وترتيب أولويّات المواجهة معها، لكنّ أغلبيّتهم الساحقة لا تختلف في الإقرار بتناقضها مع مصالح الشعب ومع طموحات أبنائه. هناك، أوّلاً، الاقتصاد النيو ليبراليمرموزاً إليه، اليوم، بالمصرف. هذا الأخير الذي ينهب المال العامّ. هناك، ثانياً، الطائفيّة التي هي وعي البلد وعماد آيديولوجيّته. أمّا ثالثاً، فهناك حزب الله الذي يمثّل امتداداً مزدوجاً ومسموماً للتركيب الطائفيّ: فبعد تجارب كثيرة في استخدام عنف الحدّ الأدنى لتحسين موقع طائفي ما في التعايش الوطنيّ، جسّد الحزب القدرة على استخدام عنف الحدّ الأقصى لإخضاع هذا التعايش. حزب الله هو اليوم سيف الطائفيّة البتّار: في 2005 حين أجمعت أكثريّة اللبنانيين على اتّهام بشّار الأسد باغتيال رفيق الحريري، حال ذاك الحزب (الذي لم يُتّهم يومها) دون استكمال وحدة الموقف اللبنانيّ. الآن يتكرّر الأمر نفسه فيتولّى الحزب إيّاه فصل طائفة كبرى عن الثورة، فيما يمنح السلطة المتداعية الأنياب التي لا تملكها. وفي المحلّ الرابع، ما تعيشه بيروت اليوم يقول إنّ بشار الأسد لم ينجز المهمّة بعد. هنا يكمن أحد مصادر الحقد الذي يتغذّى عليه الأسديّون في عدائهم للثورة اللبنانيّة. إنّهم على بيّنة من أن ما أنجزه لهم الإيرانيّون والروس في دمشق قد يخسرونه في بغداد وبيروت.. قد تُهزم الثورة ويُهزم معها لبنان نفسه؟ ربّما. لكن المؤكّد أنّ استهداف التنانين الأربعة مهمّة مديدة سوف يخوضها جيل بعد جيل. وهذا ما يرتّب على قواها مسؤوليّات بات يصعب تأجيلها، بعضها تنظيمي، وبعضها فكري، مسؤوليّاتٍ تجمع بين مواجهات اليوم ومواجهات الزمن المقبل، وفي خضمّها تتبلور سلطة بديلة ومحترمة. بغير ذلك، يمضي الماضي إلى غير رجعة، ويبقى المستقبل في انتظار مَن يرسم له صورة وملامح.
"الجمهورية": لا بدّ من حوار وطنيّ جامع يتمثل فيه الحراك
كتب فريد البستاني في "الجمهورية": لا بدّ من حوار وطنيّ جامع يتمثل فيه الحراك
التوافق يستدعي حواراً وطنيّاً جامعاً يدعو إليه رئيس الجمهورية، ولا مانع من توسيع نطاق المشاركة فيه عن حضور اللقاءات الحوارية السابقة، ليضمّ الفعاليات الاقتصادية، ولكن لا بدّ من أن يتّسع هذا الحوار لممثلين عن الحراك الشعبي، الذي انطلق كحركة احتجاجية في معادلة السعي للتغيير بالوسائل الديمقراطية، فوجد نفسه في قلب المعادلة اللبنانية مكوّناً جديداً يضاف إلى المكونات التقليدية السياسية والطائفية، رغم تمسكه بلا طائفيته. عندما بلغ التعقيد السياسي مراحل الأزمة والإستعصاء عام 2008 ذهب القادة اللبنانيون إلى الدوحة لعقد مؤتمر حوار وطني، وخرجوا بصيغة حل مهما كان الخلاف حول وصفها، لكنها وفّرت للبنان فرصة الاستقرار لسنوات لاحقة، وما يمرّ به لبنان اليوم أشد وطأة وقسوة، ويحتاج أكثر من ايّ وقت مضى الى هذا الحوار، الذي يجب ألّا يبقى رهناً بدعوة الخارج للبنانيين، الذين يفترض أنهم قادرون على اللقاء والحوار، ويفترض أنّ رئاسة الجمهورية التي أكّدت أهليتها للبقاء على مسافة فاصلة كافية من جميع الأطراف، كما أثبتت الوقائع صوابية مقاربتها لجهة عدم اختزال الأزمة بتحديد موعد للاستشارات النيابية، قادرة اليوم على تقديم رعاية منصفة وعادلة وموثوقة ومسؤولة لهذا الحوار. الحوار اليوم وليس غداً هو ما يحتاجه لبنان واللبنانيون.
"الجمهورية": هواجس انزلاقٍ إلى خندقٍ غميق!
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": هواجس انزلاقٍ إلى خندقٍ غميق!
المؤشرات التي تثير المخاوف من فتنة هي الآتية: 1- بدء تظهير الخطاب الفتنوي مذهبياً، على ألسنة مجموعات ملتبسة الهويات السياسية ومجهولة الأهداف. 2- تجري المواجهات في مناطق تماس بين مناطق ذات أكثريات سكانية مختلفة طائفياً أو مذهبياً، وتذكِّر بالحرب الأهلية (الرينغ، الخندق الغميق، الشياح- عين الرمانة…) 3- لم تُظهرالقوى السياسية المعنية مواقف حازمة، تطالب بقمع الفتنويين هنا وهناك. وهذا ما يوحي أنّهم إما يتمتعون بتغطيتها، وإما بغض طرفها لغايات في نفوس بعضهم. 4- إرتباك القوى العسكرية والأمنية في التعامل مع المواجهات. فهي في الواقع تُداري الوضع لئلا تصطدم بأحد. وهي لا تعرف التمييز بين الحراك الشعبي ومثيري الشغب والفتنة. 5- ازدياد منسوب العنف في سلوك جهات عدّة. واجتماع هذه العناصر يثير الخوف من بلوغ الفتنة. ظاهرياً، تبدو الحروب اللبنانية، وكأنّها نتيجة لاحتقان سياسي بين قوى محلية. ولكن، في العمق، لا يمكن أن تندلع الحرب في لبنان وتستمرّ، إلّا بضوء أخضر أو بطلب من القوى الخارجية. فعلى اللبنانيين أن يخافوا عندما تأتي التسويات نتيجة توافقات بين إيران والولايات المتحدة والسعودية مثلاً، لأنّ بعض القوى الخارجية التي توحي لوكلائها اللبنانيين بالتوافق في لحظة معينة، هي نفسها ستوحي لهم بأن يختلفوا ويتقاتلوا عندما تقتضي مصالحها القيام بذلك. المشكلة أنّ العبور من الاحتقان السياسي إلى الانفجار الأمني سيمرّ أولاً وحتماً بالانهيار المالي- الاقتصادي، الذي باتت كل مقوماته جاهزة، وستكون تداعياته الاجتماعية قاسية. فهذا المناخ مثالي للعنف والقلاقل الأمنية. يجدر التأمل عميقاً في ليالي بيروت الأخيرة، «ليالي بيروت الحزينة». حذارِ انزلاق الجميع تدريجاً إلى هاويةِ المواجهة الأهلية. حذارِ السقوط في خندقٍ غميق!
"الجمهورية": بين مطرقة البلطجية وسندان الشعبوية
كتب مصطفى علوش في "الجمهورية": بين مطرقة البلطجية وسندان الشعبوية
الثورة لحظة عظيمة في التاريخ، وهي عادة تنجح بإحداث التغيير، فقط إذا نجحت بوضع كل السلطات تحت تصرفها، ومن بعدها يمكن أن تأخذ كل شيء وأن تسقط الرؤوس وتصدر أحكامها. ولكن دون ذلك يمكن ما يحدث اليوم في لبنان بالحركة المطلبية، أو الانتفاضة المستندة إلى مطالب. وبالتالي، فإنّ واقع النظام القائم يبقى الحكم في مسار الأمور، وهناك قوى واضحة المعالم ولديها جمهورها المتمرس والمتمسك بقياداته المقدسة التي لا يمكن حتى التلميح بأنها جزء من «كلّن»، وإلّا فالعصي والدراجات النارية والسيارات المحروقة جاهزة للرد وإجبار مَن دنّس حرمة الزعيم على الإعتذار العلني، بالطبع بعد تهشيم وجهه. بين مطرقة البلطجة وسندان الشعبوية، بقيت وجوه وشخصيات غير محمية من البلطجية، لتكون متروكة لينكلّ بها على سندان الشعبوية. فمن السهل مثلاً أن يتظاهر البعض أمام بيت سعد الحريري بكل أمان وثقة، لكن حذار المرور قرب «عين التينة»، ومن السهل اختيار تيارات وأحزاب لاتهامها، فقط إن كانت ليس لديها ميليشيات جاهزة، أما أصحاب الميليشيات فيتم التِماس رضاهم! لا بأس، فحتى الثورة أحياناً تذهب إلى الواقعية، وأحياناً إلى المركانتيلية. لكن أن تذهب الشعبوية لتحتل صرح الموضوعية والعلم في الأسمبلي هول في الجامعة الأميركية للتهجّم على فؤاد السنيورة وإجباره على الخروج بتلك الطريقة، فهو ظاهرة مرَضيّة بالكامل يبدو أنها أصابت من يدعي بأنه نخبة المجتمع الثقافية في هذا البلد، الذي يبدو أنّ لوث الشعبوية أخذ فيه بعقل الجميع، ولم يبقَ من يعوّل عليه للإبداع بعد التدمير، حتى بين النُخب.
"الجمهورية": لفت نظر الثورة والثوّار
كتب حسن خليل في "الجمهورية": لفت نظر الثورة والثوّار
على قيادة الحراك (في حال استدرك الثائرون ضرورة خلق قيادة، وتوحيد المطالب) أن تَعي أنّ حركتهم وثورتهم مرتبطة، شاؤوا أم أبوا، مباشرة أو مواربة بالمعطيات الآتية:1 - الطرف الأقوى سياسياً وحضورياً في الساحة اللبنانية، أي محور حلفاء المقاومة يتصرف بهاجس المؤامرة الإقليمية والدولية عليه. يناور ويفاوض ويساوم بهدف تأليف حكومة لا يتم من خلالها الإلتفاف على كل إنجازاته خلال الثلاثين سنة الماضية. 2 - الطرف المنادي لمحور المقاومة يتوزع من خلال أطراف عدة. حزب الله يريد الحريري لرئاسة الحكومة. وقرار الحريري ليس في يده، والواضح أنه يعاني عدة صدمات طعن في الظهر جعلته يبدو كئيباً مهما حاول تثبيت خطواته. الرجل طُعن من أقرب الأقرباء، وأوفى الحلفاء، حتى بات واضحاً أنه يعاني كآبة نفسية تؤثر وستؤثر في قراراته السياسية، خصوصاً في انكماش حلقة المستشارين الموثوقين حوله. 3 - إنتهاء صلاحية التسوية الرئاسية بين التيار الوطني الحر وتحديداً الوزير جبران باسيل، مع سعد الحريري شخصياً، وإلحاقاً بأن التباعد المستجدّ هو أيضاً نتيجة الضغط على الحريري للضغط وعزل جبران باسيل. 4 - يتحرك الشارع في ضوء تعقيدات محلية وإقليمية ودولية لم يعد من الممكن فكّها عن بعضها. هناك انفلاش لبنان على الصراع الأميركي - الإيراني، حيث أنه بات واضحاً أنّ الأميركي يريد إيذاء الإيراني من خلال تجويع حليفه اللبناني، بينما يواجه الإيراني هذا التهديد برفع وتيرة التحدي. 5 - لا يمكن لأي حراك أو ثورة أن يستمرّا لفترة طويلة، ومهما ادّعى بعض المنظّرين، بدون قيادة بالحد الأدنى، أو بالصراخ فقط كلّن يعني كلّن، وبدون مشروع بديل للسلطة أو للحكم، أو على الأقل توحيد الحد الأدنى من المطالب. هذه التفاصيل والتعقيدات يجب أن تكون في وجدان وعقل وحكمة كل مسؤول قيادي في الساحات، وأخطر عقلية غير واقعية هي التي ستتصرف بأنّ الثورة في لبنان مترفّعة عن كل التدخلات، وأنها غير معنية بالتعقيدات الإقليمية والدولية، وعلى القيادات أن تأخذ في الإعتبار كل المعطيات المحلية والإقليمية والدولية، وإلّا ستطيح بكل آمال وتضحيات كل الشرفاء الذين نزلوا الى الشوارع والساحات لينتفضوا على ممارسة الإذلال التي استمرت على أكثر من 30 عاماً.
سعيد لـ"نداء الوطن": لا الموارنة تَعلّموا ولا السُنّة اعتَبروا
لفت رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعيد الى ان "اجماعاً سنّياً حصل حول الرئيس سعد الحريري مثلما حصل اجماع مسيحي وماروني حول الرئيس ميشال عون"، مُذكّراً بأن "السنّة تجاوبوا مع الاجماع الماروني حول عون وصوّتوا له، في حين أن المسيحيين لم يتجاوبوا حين حصل اجماع سنّي حول الحريري". واكد ان "الإجماعات الطائفية هي سلطوية، بينما المجتمع الماروني والسنّي هو في مكان آخر، سواء في بيروت وجل الديب وطرابلس وصيدا...". وقال سعيد لـ"نداء الوطن": "الجواب المسيحي على ما حدث هو ان الظروف تبدّلت، لكن على كلا الطرفين: فلا الموارنة تعلّموا بأن العلاقة مع المسلمين لا تنتظم على قاعدة موازين القوى، ولا المسلمون السنّة اعتبروا من هذه الثورة بأنها ثورة شبابية، تجاوزت الفيتوات والاجماعات الطائفية وطالبت بالعبور الى الدولة المدنية من خلال الدولة القوية، لا من خلال الرئيس القوي. فهذه الثورة تتحدث عن حقوق المواطن وليس عن حقوق المسيحيين او السنّة وبالتالي الخطأ الذي تمّ ارتكابه من بكركي وبالتالي من الاحزاب المسيحية الاربعة بتسمية عون، استنسخه السنّة من خلال تسمية الحريري. والطرفان لا يأخذان في الاعتبار ان البلد تغير وبأن الموجة الشبابية تجاوزت كل هذه الهندسات. والمطلوب اليوم ليس رئيساً قوياً او سفيراً لطائفة لدى الجمهورية اللبنانية بل جمهورية لبنانية وليس سفراء طائفيين لديها".
هيل في بيروت الخميس
علمت "الجمهورية" انّ مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد هيل سيصل الى بيروت مساء غد الخميس، تزامناً مع انتهاء استشارات الخميس ان بقيت في موعدها. وسيبدأ زيارته الرسمية الى بيروت من قصر بعبدا بلقاء يعقده قبل ظهر الجمعة مع رئيس الجمهورية، قبل ان يجول على كل من رئيس المجلس النيابي وقائد الجيش. ولم تلحظ المعلومات الأولى عن موعده مع كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الخارجية فيها.
"الاخبار": هل يرفع هيل شعار الجيش هو الحل؟
كتبت رلى ابراهيم في "الاخبار": هل يرفع هيل شعار الجيش هو الحل؟
يصل نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل الى لبنان في الأيام القليلة المقبلة، موفداً من وزير الخارجية مايك بومبيو. دبلوماسية هيل لا تعني بطبيعة الحال أنه لن يكرر موقف الأميركيين نفسه تجاه حزب الله ومعارضتهم مشاركته أي حكومة مقبلة. هناك من يذهب أبعد من ذلك في الإيحاء وكأن الزائر الأميركي يأتي محمّلاً بفائض من الحماسة حيال الجيش اللبناني، على اعتبار أن إمساك الجيش بالسلطة والشارع قد يكون حلاً عابراً للمناطق والطوائف، الأمر الذي تنفيه أوساط مطّلعة على أجواء الإدارة الأميركية، مشيرة الى أن استثمار الولايات المتحدة الوحيد في الدولة اللبنانية اليوم هو الجيش ولم يعد لا في سعد الحريري ولا في تيار المستقبل. تنظر الإدارة الأميركية الى مؤسسة الجيش على أنها المؤسسة الوحيدة التي لا ترتاب منها نهائياً وتعززت ثقتها بها كثيراً. كل ذلك لا يعني وفقاً لهذه الأوساط أن هيل آت ليطرح حكومة عسكرية، إنما أن يحرص على بقاء الجيش صاحب القرار الأول في البلد وأن يحكم سيطرته على الأرض في حال تدهور الوضع كما حصل أخيراً.. بعض السياسيين ممن تقتصر وظيفتهم على تنفيذ الأوامر الخارجية، ينتظرون بفارغ الصبر زيارة هيل بعدما استنفدت كل الحلول اللبنانية. فربما قد يحمل إليهم أمر اليوم ليشرعوا في التسويق له. وتؤكد هذه المصادر أن هيل لا يحمل حلولاً جذرية سياسية أو اقتصادية، إنما يقوم بجولة استعراض سياسي، مستبعدةً أن يتطرق الى أي طرح عسكري. فلا مجال لحكومة عسكرية في ظل وجود رئيس للجمهورية. الزيارة الأهم ستكون لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيتطرق خلالها الى موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية مع فلسطين المحتلة، برعاية الأمم المتحدة. وكانت المفاوضات قد علقت نتيجة رفض أميركي وإسرائيلي للثوابت اللبنانية وإصرارهما على التزام لبنان بخط هوف وفصل ترسيم الحدود البحرية عن البرية. وتقول المصادر السياسية في هذا الإطار إن هيل سيسعى مجدداً الى التركيز على النقاش بشروط إدارته نفسها، رابطاً بينها وبين تخفيف الضغط السياسي على لبنان إذا سار بالملف كما هو وبما يخدم المصالح الإسرائيلية.
"الشرق الاوسط": هيل في بيروت غداً موفداً من بومبيو
كتب خليل فليحان في "الشرق الاوسط": هيل في بيروت غداً موفداً من بومبيو
علمت "الشرق الأوسط" أن نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل سيصل مساء غد (الخميس) إلى بيروت في مهمة استثنائية، موفداً من وزير الخارجية مايك بومبيو للاطلاع على الأوضاع الناشئة منذ اندلاع الاحتجاجات في لبنان، والتغييرات التي أحدثتها على المعادلة السياسية، وحجبت إلى حد كبير التوازنات التي كانت قائمة.. وأفاد مصدر دبلوماسي في بيروت انه من الطبيعي أن يثير الدبلوماسي الأميركي مع محدثيه موضوع الاحتجاجات وتداعياتها على القرار السياسي، لكنه سيبلغ رسالة دعم قوية من واشنطن لن تقتصر على الحركة التغييرية ضد الفساد، بل أيضاً أن واشنطن مع الشعب اللبناني، وستسعى إلى تقديم المساعدات في المجالات التي تركت الاحتجاجات تداعيات عليها، لا سيما في مجالي الاقتصاد والنقد، خصوصاً الشح في التداول بالدولار، والتداعيات السلبية التي طالت المصارف، كما تأثر بها تجار المواد الغذائية والأدوية، وكل ما يتعلق بالحياة اليومية للمواطن. ومن المتوقع أن يكشف عن وسائل الدعم، سواء في البنك الدولي أو صندوق الدعم الدولي أو مع عدد من الدول الصديقة. وأكد المصدر أن هيل سيشدد على موقف بلاده المطالب بالإسراع بتشكيل حكومة جديدة، مع اختصاصيين قديرين بعيدين عن أي ارتباط بالقوى الرئيسية. وتوقع المصدر أن يسمع هيل من الرئيس عون تأييداً لهذه الحركة، واستعداده للتحاور مع ممثلين عنها. ولم يستبعد أن يطالب المسؤولون بعدم السماح لإسرائيل بقضم أي جزء من ثروة النفط والغاز اللبنانية. كما سيسمع هيل تكرار دعوة لبنان للشركات الأميركية للتنقيب عن النفط للاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخالصة. وهناك اتجاه لتكرار دعوة واشنطن لاستئناف مساعيها بين بيروت وتل أبيب، لمنع الأخيرة من ارتكاب تجاوزات أو قضم كميات من الغاز اللبناني. ويتثبت ذلك بترسيم الحدود والمنطقة المتنازع عليها.
لجنة المال.. والودائع
وسط هذه الأجواء برز على الصعيد المالي ما أعلنه رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابرهيم كنعان من "أننا سندعو الى جلسة مغلقة لاستيضاح رئيس جمعية المصارف وحاكم مصرف لبنان ووزير المال حول الآليات وتطمين الناس حول ودائعهم". وأوضح أنه كان يفترض أن تكون الجلسة الختامية أمس للجنة المال في مناقشة مشروع الموازنة "لكن ما وصلنا من وزارة المال الاسبوع الماضي من تعديل في الإيرادات لموازنة 2020 سجّل انخفاضاً بنسبة 35% أي 4 مليار دولار". وأضاف: "أنجزنا كل المواد العالقة في موازنة 2020 وتبقى المادة 22 التي لها علاقة بالوضع المصرفي وتعهد إيفاء 5000 مليار لخفض العجز وهو ما سيبحث بهدوء ومسؤولية مع الجهات المعنية".
"النهار": الدستور لا يضعه سياسيّون بل قانونيّون يستعينون بهم
كتب سركيس نعوم في "النهار": الدستور لا يضعه سياسيّون بل قانونيّون يستعينون بهم
كيف بدأت اجتماعات الطائف؟ "بدأت"، يُجيب قانوني – سياسي بارز "بتوزيع أوراق على النوّاب المُجتمعين تتضمّن الأفكار الأساسيّة المُعدّة سابقاً من أكثر من جهة كان اسم المملكة وشعارها عليها". ويُشير إلى أنّ النائب حسن الرفاعي المعروف بقُدراته القانونيّة أمضى الليل كلّه في درسها. لكنّها لم "تخرط رأسه" أي لم تدخل رأسه أو تُقنعه. وفي سياق التشاور بين النوّاب تبادل الرأي مع الرئيس الشهيد رشيد كرامي حول موضوع رئاسة الحكومة والطريقة الأفضل لاختيار من يشغلها، فسمع منه اعتراضاً على الطريقة السابقة لتعيين رئيس الوزراء أو الحكومة، مثل أنّ رئيس الجمهوريّة "يعيّننا ويستبدّ فينا، فلينتخبنا مجلس النوّاب". فكان رأي الرفاعي: "قال لي مرّة نائب بارز أنّه يريد مبلغاً ماليّاً لينتخبني لموقع كهذا. اختيار رئيس الحكومة في المجلس النيابي يفتح باب المُتاجرة. في رأيي الاستشارات النيابيّة المُلزمة من قبل رئيس الجمهوريّة تبقى أفضل وأضمن، علماً أنّها ليست الخيار الأمثل"، وتمّ تبنّي ذلك في الطائف. وفي اليوم الثاني للاجتماعات اقترح الرفاعي اختيار لجنة سداسيّة تمثّل طوائف لبنان يترأّسها القانوني المُقتدر جدّاً جوزف شاوول وإعطاءها 24 ساعة لنحصل على النتيجة الأفضل. وبرّر اقتراحه بالقول أن الدستور لا يضعه سياسيّون بل قانونيّون يستعينون بهم. وهذا أمر يُمارسه المسؤولون الكبار في الدول المُتحضِّرة المحترمة للقانون. فالرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران أراد يوماً تعديل مادّتين من قانون مُعيّن (محاسبة الرؤساء والوزراء)، فألّف لجنة من عشرة قانونيّين برئاسة العلامة فيديل. لكن بدا أن الرفاعي وعدداً من زملائه في الطائف في واد والآخرون في وادٍ آخر. طبعاً استمرّ البحث لكن الرفاعي استمرّ في الاعتراض معتبراً أن أخطاء كثيرة تُرتكب. فقال ساعتها الرئيس الراحل صائب سلام لوزير الخارجيّة السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل: "سكوت حسن الرفاعي يُخيف". فحصل لقاء بين الاثنين في اليوم التالي وسأل الأخير عن مواقفه واعتراضاته. فكان جوابه: "مُصيبةٌ إذا طُبّقت هذه الصيغة وكارثة إذا لم تُطبَّق". ثمّ شرح له رأيه بالتفصيل. فكان تعليقه: "ما عارفين ماذا يُرضي الدكتور الرفاعي". فعلّق الأخير: "أنا لا أحمل دكتوراه يا سموّ الأمير".
"النهار": الى الرؤساء الثلاثة
كتبت ميشيل تويني في "النهار": الى الرؤساء الثلاثة
الى رئيس الجمهورية أقول : بداية العهد كانت بانتخابات كلها فساد أنتجت نوابا نجحوا بملايين الدولارات، ونصف العهد تكلل بانهيار اقتصادي وبقمع للحريات وللتظاهرات فكيف لا تطلبون من الجيش عدم المس بشباب كما حصل في جل الديب عندما ضرب شباب بوحشية وكسر ظهرهم لانهم يريدون مستقبلا أفضل ؟ والى رئيس الحكومة المستقيل نقول كيف تقبل ان تتعاطى القوى الامنية بهذه الطريقة وتضرب نساء امام اعين وزيرة الداخلية ؟ والى رئيس مجلس النواب نقول كيف تقبل ان تضرب شرطة المجلس بوحشية شبانا ونحن شهود على ذلك، وكيف يمكن ان يضربوا في عين التينة صحافيين وإعلاميين ومتظاهرين ويصل الامر الى اسالة الدم من فم زميلة في النهار ؟ شعب لبنان يجوع، شعب لبنان يفتقر، شبابه يخسرون عملهم، والجيل الأكبر مهدد بجنى عمره في المصارف. شعب لبنان يضرب لانه يقول كفى تجويعا وظلما وأنتم أيها الرؤساء الثلاثة ماذا تفعلون ؟ تؤجلون من الاثنين الى الخميس ومن الخميس للاثنين ؟ الوجع لا يؤجل والجوع لا يؤجل. ارفعوا ايديكم عن الحكم واعطونا حكومة تعيد لنا كراماتنا وتعيد لنا الأمل في زمن أعياد منعتمونا حتى ان نحتفل به.... اعطونا حقنا واتركونا نعيش لاننا لم نعد نحتمل نفايات وفسادا وحرائق وصفقات وطائفية وعتمة وجوعا وإفلاسا وخوفا. ارفعوا ايديكم انتم وكل الأحزاب عن وطن دمر من اجل طمع الطامعين ودعوا شعب لبنان يبني ما دمرتم لسنين قبل ان يفوت الأوان.
"النهار": لنترك البيت (اللبناني) يحترق!
كتبت موناليزا فريحة في "النهار": لنترك البيت (اللبناني) يحترق!
الثابت أن لا موقف أميركياً موحداً من التعامل مع الانتفاضة في لبنان. وترصد قراءة الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط بواشنطن حسن منيمنة تباينات عدة بين الادارة والمؤسسات الاميركية في السياسة الاميركية الراهنة حيال لبنان. ففي جلسة حوارية في "بيت المستقبل" عن "الانتفاضة الشعبية اللبنانية والمجتمع الدولي" رأسها الرئيس أمين الجميل وشارك فيها كتاب وباحثون، بينهم الكاتب السعودي خالد الدخيل، جزم منيمنة الآتي من واشنطن بأن الانشغال الاميركي بإجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب دفع كل المشاكل الأخرى الى مراتب ثانوية، وزاد عدم التجانس بين الادارة والمؤسسات حيال لبنان. وفي ظل هذه اللامبالاة، سجّل رأيين داخل الادارة نفسها، بين قائل "لنترك البيت يحترق" ولتتحمل إيران مسؤولية ما تسببت به، ومن يرفض موقفاً كهذا بحجة أنه يعتبر تفريطاً جديداً بالحلفاء، ولا يخدم صورة واشنطن، مع غلبة للفريق الداعي الى أن تحل المسألة نفسها بنفسها. يختلف الأمر في المؤسسات، وهو ما يتضح خصوصاً في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" التي تعتبر الجيش اللبناني استثماراً ناجحاً لها في المنطقة وترفض التفريط به، وإن تكن ثمة أقلية في "البنتاغون" تصف نفسها بـ"الأغبياء الصالحين" تطالب بقطع المساعدات للجيش بحجة أنه لا يخدم مصالحها في الضغط على "حزب الله". ويبدو الأمر أكثر التباساً في وزارة الخارجية، كما قال منيمنة، وإن تكن أوساطها تسلم بأمر واقع في لبنان. أما وزارة الخزانة، فالمسألة محسومة بالنسبة اليها: "حزب الله" ارهابي ويجب تجفيف مصادر الدعم له.
"الشرق": الفتنة في صحن الدار
كتب خليل الخوري في "الشرق": الفتنة في صحن الدار
إنها، فعلاً، أزمة مفتوحة على الاحتمالات كافة ليس فقط في المجالين الاقتصادي – المالي والسياسي… إنما على الصعيد الأمني أيضاً… وهي كلها احتمالات سلبية جداً تحمل نذر أخطار مصيرية تطاول البشر والحجر. أولاً – في الشأن السياسي لا شك في أنّ ما نشاهد حول تشكيل الحكومة بدءاً بالاستشارات التي تحدّد موعدها الثالث يوم غد الخميس، ثم بعملية التأليف، وما يرافق هذه وتلك من تردّد ووقائع ومناورات ولعب تحت الطاولة وفوقها الخ… يطرح بشكل حاد مصير اتفاق الطائف الذي بات في صلب الدستور. وإذا كان هذا الاتفاق قد تعرّض لنكسة عدم التنفيذ، أو التنفيذ المزاجي في زمن الوصاية السورية، فإن ما يجري اليوم هو زعزعة آخر أسسه ولكن على أيدي اللبنانيين أنفسهم، وفيما يعلم الجميع أن التوصل الى هذا الاتفاق كلّفنا نحو 200 الف قتيل، وخراباً ودماراً وانقسامات حادة، … فالسؤال الذي يجب أن يهز الضمائر: كم سيكلفنا التوصل الى اتفاق جديد! ثانياً – في الشأن الاقتصادي – المالي لا حاجة الى المزيد من الشرح. والمؤسف في هذا الشأن أن لا بوادر حلحلة مالية – اقتصادية في الأفق. والعكس صحيح: فالجوع يطرق الأبواب بقوة والشركات تفلس في وتيرة متصاعدة، والتجار يغلقون مؤسساتهم بالمئات والبعض يجزم أنها بالآلاف، والأهالي والمدارس في مواجهة عدم القدرة على الاستمرار… وأمّا السياحة التي هي أحد أهم موارد الدخل الوطني فبلغت أدنى درك والهجرة تفرغ الوطن ممن تبقى فيه من كفاءات وشباب! ثالثاً – على الصعيد الأمني هناك بوادر مخيفة لا يجهلها أو يتجاهلها إلا الغافل أو البليد. وما شهده ويشهده وسط العاصمة خصوصاً يشير بوضوح الى أنالحيّة واقفة على ذنبها… فالفتنة لم تعد فقط على الأبواب الخارجية إنما باتت في قلب الدار… ومن له أذنان سامعتان فليسمع! فهل من حج خلاص؟
أسرار وكواليس
النهار
ـ عشية إلغاء الاستشارات في قصر بعبدا حصل تشاور بين كتلة "الجمهورية القوية" وحزب وسطي بارز عُرضت خلاله كل السيناريوات والاحتمالات، مع ترك هامش الحرية لكل منهما في اتخاذ المناسب نظراً لدقة المرحلة وخصوصية كل منهما السياسية والشعبية.
ـ يقول خبير عقاري ان الطلب على العقارات زاد في الفترة الاخيرة لكن اصحاب العقارات من غير الدائنين لا يرغبون في الحصول على شيكات لا يمكن التصرف بها او تحويلها الى الخارج الا بعض التجار الذين يرزحون تحت الديون.
ـ يتردد ان اجتماعا للسفراء العرب في بيروت شهد تأييدا لعودة الحريري الى السرايا بحكومة ولو تكنوسياسية باستثناء سفير واحد رفض الامر.
الجمهورية
ـ يؤكد أحد الطامحين لتكليفه مهمة تشكيل الحكومة الجديدة أنه يستعد لهذه المهمة قبل تأجيل الإستشارات الأخيرة وهو كان على علم بوجود سيناريو سيقود الى تأجيلها.
ـ يستعد تجمُّع دبلوماسي غربي الى تسجيل موقف قاس من البطء في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.
ـ نفى أحد الدبلوماسيين العرب ما نسب اليه من مواقف تشجّع أطرافا لبنانيين على عرقلة مهمة تشكيل الحكومة وقال إننا نتتظر حكومة موثوقة لاستئناف المساعدات.
اللواء
ـ باتت الأجواء أكثر مؤاتية لقبول فكرة "بدائل وزارية" على غير صعيد؟
ـ تكاد الإتصالات تعود إلى نقطة الصفر بين تيّار فاعل وحزب يميني، على خلفية مشاورات التسمية لتأليف الحكومة..
ـ تتسارع عمليات إفلاس شركات كبرى، على نحو دراماتيكي، وبعضه لا يتعلق بتطورات الأزمة..
نداء الوطن
ـ لا تزال التحقيقات مستمرة في اختلاسات بلدية غزير وحجمها والتي ارتكبها ثلاثة جُباة عن طريق التلاعب بالإيصالات المستوفاة من المنازل والمؤسسات على مدى أعوام، علماً أنّ المختلسين الثلاثة متوارون منذ انكشاف أمرهم.
ـ رغم الإعلان عن انتهاء أزمة المحروقات إلا أن المواطنين يشكون امتناع المحطات عن تزويدهم بالمازوت بحجة أنه "مقطوع"، فيما الحقيقة أن المحطات تمتنع عن تعبئة غالونات الفقراء وتؤمن المازوت لشركات التوزيع التي تبيعه بسعر أعلى.
ـ تابعت بعثات ديبلوماسية غربية في بيروت بكثير من الاهتمام مسألة تعاطي القوى الأمنية والعسكرية الرسمية خلال الأيام الأخيرة مع المتظاهرين وأعدت تقارير مفصلة لعواصم دولها عن هذا الموضوع.