إستدرك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا اليوم كلامه "المدوي" في بكركي أمس، حول حق وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل "تشكيل الحكومة".
ولم يصمد كلام عون الواضح أمس طويلاً حتى عمد إلى توضيحه - "تلطيفه" وإسقاط صفة "العفوية" عليه وانبثاقه من "حسن نية"، وإعادة إنتاج كلامه ليصير القصد انه يحق له كما غيره من رؤساء الكتل "إبداء رأيه لا أكثر ولا أقل".
وترى مصادر قريبة من بعبدا ضرورة اعلاء المواطنة على ما عداها من امور اخرى مهما كان شأنها، لأنه ومن خلالها وحدها نستطيع تخطي الحواجز النفسية والطائفية التي تتحكم بلبنان والتعامل مع بعضنا بنيات صافية. وأِشارت الى أن الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من بكركي أمس حول تأليف الحكومة ودور الوزير جبران باسيل في العملية كان عفويا وينبثق من حسن نية ولم يكن يراد به باطلا كما اراد البعض تفسيره والبناء عليه.
اضافت: "ان رئيس الجمهورية قصد من كلامه ان باسيل وكونه رئيس أكبر كتلة نيابية يتابع وكما سائر الكتل الاخرى عملية تأليف الحكومة. ومن الطبيعي ان يكون له رأيه فيها لا اكثر ولا أقل. وبالتالي ليس هو من يشكلها فالدستور واضح وينص على أن من يشكل الحكومة هو الرئيس المكلف بالتفاهم مع رئيس الجمهورية. والسؤال لماذا وضع العصي في الدواليب، تارة يقولون انها حكومة حزب الله، وطورا انها حكومة جبران باسيل. لنكف عن هذا الاسلوب في التعامل ونعمل معا من اجل الخروج من الازمة التي تتخبط فيها البلاد على كافة المستويات علما ان الاوضاع التي وصلنا اليها لم تعد تسمح بالمناكفات والكيدية، المطلوب التعاون ومد اليد الى الآخرين".
وعن تأكيد الرئيس عون أن الحكومة ستكون من الاختصاصيين، ولماذا هذه الصيغة مقبولة اليوم في حين كانت مرفوضة أمس؟، تقول المصادر ان "الموضوع يقارب بطريقة مختلفة وباعتبارات مغايرة عما كان في الامس، وهذا ما دفع بجميع المعنيين في عملية التشكيل بدءا من اعلى الهرم الى أسفله الى التنازل والالتقاء عند هذه الصيغة باعتبارها وحدها القادرة على ارضاء أهل الداخل والخارج".
وهل يمكن أن تكون الحكومة في مثابة عيدية للبنانيين؟ لفتت المصادر الى ان "الرئيس عون يعمل مع الرئيس المكلف حسان دياب لتكون كذلك، هذا من دون أن يسقط من الحسبان أن الامر منوط بتجاوب الجميع ومدى وتراجعهم خطوة الى الوراء تستدعيها خطورة الاوضاع ومصلحة البلاد".