وسط صراع شرس بين الأحزاب والكتل العراقية لتقديم رئيس وزراء جديد للعراق، خرج الليبرالي فائق الشيخ علي عكس التيار، وقدم نفسه كمرشح لرئاسة الوزراء، معتبرا نفسه ممثلا للشباب، ومعارضا لجميع الأحزاب المدعومة من إيران.
وقال الشيخ علي في مقابلة مع" سكاي نيوز عربية":" إن كل أسماء المرشحين التي طرحت حتى هذه اللحظة، مرتبطة بإيران، وتعمل لمصلحة إيران، وكلها فشلت وستفشل في مهمتها، والنجاح لن يأتي إلا بتلبية طلبات المتظاهرين".
أضاف: "الشعب العراقي يعرف عمق التدخل الإيراني في العراق في وقت مبكر، وزادت قناعته بهذا الأمر بعد خروج الولايات المتحدة في عام 2011".
وطرح الشيخ علي نفسه بديلا "شعبيا" للسياسيين المتحزبين وذلك في كتاب ترشحه الذي نشره على تويتر: "أتقدم إلى فخامتكم بالترشح لتكليفي تشكيل حكومة مهنية متخصصة غير متحزبة بعيدة عن المحاصصة الطائفية والعرقية"، بعد استفتاء أجراه لمتابعيه على صفحة تويتر.
ومثل الاستفتاء الذي لاقى موافقة على تعيينه رئيسا للوزراء، بنسبة 73 بالمئة، استخدم الشيخ علي حسابه على تويتر لنشر أفكاره وتأكيد معارضته للأحزاب العراقية الحاكمة، وللتواصل أكثر مع الجيل العراقي الشاب.
ولم يتردد الشيخ علي بتهديد الأحزاب الحاكمة في العراق في أكثر من مناسبة، حيث كتب في تغريدة الأسبوع الماضي: "أيتها الأحزاب الحاكمة: لن تستطيعوا خداع المتظاهرين. سأزودهم بكل أسراركم.. المتظاهرون لم يثوروا من أجل استبدال عبد المهدي بواحد مثله.. بل ثاروا ضد حكمكم".
وعن واقعية تعيينه كوزير لوزراء العراق، قال الشيخ علي: "نعم الأمر واقعي، لكنه سيتحقق عندما تيأس الأحزاب المدعومة من إيران من القضية.. الحكومة الحالية لا توافق أبدا على تعييني رئيسا للوزراء".
وأكد الشيخ علي أنه المرشح الوحيد الذي يصلح للعراق حاليا، فهو يعرف "خبايا" السياسة العراقية، وأن كل مرشح محتمل آخر، سيكون إما تابع لإيران، أو قليل الخبرة يسهل التآمر عليه.
وقال الشيخ علي: "كل الذين رشحوا، وسيرشحون، من قبل الأحزاب، مرتبطون بإيران، وموقعين على وثائق للعمل مع إيران، أو قد يأتي مرشح من ساحة التحرير، لن يستطيع إدارة دولة، لأنه لم يتعايش مع العملية السياسية، وسيتآمرون عليه .. الشخص الوحيد الذي يستطيع قيادة العراق هو أنا".
أما عن برنامجه الانتخابي في حال تعيينه، قال النائب الليبرالي: "الفترة القادمة مؤقتة لتحقيق مطالب الجمهور، المطالب الآن هي مطالب سياسية بشكل رئيسي، وأنا أستطيع أن أرسم خارطة الطريق".
وأضاف: " الأهداف الرئيسية لي ستكون تعديل الدستور وتحقيق عدالة اجتماعية وإيقاف الميليشيات والعمل على تطوير الصحة والتعليم والإسكان".
وتصدر النائب تغريدات "تويتر" من جديد الخميس، وذلك بعد استفتاء أجراه الإعلامي الكوميدي العراقي أحمد البشير، صاحب الشعبية الجارفة بين المتظاهرين، استفتى فيه العراقيين حول ترشيح الشيخ علي، الذي صبت الأصوات لمصلحته.
أما زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، فوضع الشيخ علي بين 3 أسماء رشحها لرئاسة الوزراء، وفقا لصفحة صالح محمد العراقي، المقرب من الصدر.
ويعتبر أسلوب الشيخ علي في طرح الأفكار ومهاجمة الأحزاب مثيرا للجدل، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اشتهر بتغريداته التي تتضمن الكثير من التلميحات ضد سياسيين من خصومه.
وسبق أن رفع البرلمان الحصانة عنه بتهمة "تمجيد البعث"، بعد ظهور الشيخ علي في مقابلة مع قناة محلية منتقدا بحدة سياسيي السلطة، ووصفهم بـ "السفلة"، قائلا "ليسمعوني، إن حذاء أحمد حسن البكر أطهر منهم جميعا".
والبكر هو رابع رئيس للعراق وكان ينتمي إلى حزب البعث وحكم بين عامي 1968 و1979، الحقبة التي انتعش فيها العراق اقتصاديا.
ويؤكد الشيخ علي أن تواصله مستمر دائما مع المتظاهرين في ساحة التحرير في بغداد، قائلا: "ما انقطعت يوما عن الشباب بالتحرير. لديهم أسئلة كثيرة وأحاول دعمهم بالنصيحة".
ويرغب الشارع العراقي في رئيس وزراء من خارج العملية السياسية التي أسست عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
وبالرغم من أن الشارع العراقي لم يجمع بشكل واضح على تأييده للشيخ علي، إلا أن صورته لم تحرق، والجماهير لم تهتف ضده، في الساحات العراقية، مثل ما حصل للمرشحين الآخرين الذين وضعتهم الحكومة العراقية.
ويقول الشيخ علي:" الفرصة حقيقية الآن لدول العالم للوقوف إلى جانب الشعب العراقي. الوقوف بالمساندة وليس التدخل".