عرب وعالم

‏ هجمة إيرانية على رئيس العراق والسيستاني يصوم عن السياسة

تم النشر في 27 كانون الأول 2019 | 00:00

بعيد وضع استقالته بين أيدي البرلمان، شهد الرئيس العراقي برهم صالح، هجمة إيرانية الملامح، ‏تمثلت بحملة انتقادات وتخوين طالته من قبل فصائل وكتل برلمانية موالية لإيران‎.‎

وفي التفاصيل، اتهم تحالف "البناء" الذي يقوده هادي العامري ونوري المالكي، الرئيس العراقي ‏برهم صالح بمخالفة الدستور، وبانتهاج سياسة قتل الوقت، داعياً البرلمان لإقالته‎.‎

كما اعتبر في بيان أن "سياسة المماطلة التي انتهجها رئيس الجمهورية وعدم التزامه بالمهل ‏الدستورية دفع التحالف إلى تقديم الأدلة الثبوتية التي لا تقبل الشك باعتباره الكتلة النيابية الأكثر ‏عدداً، وقدم بالتالي مرشحه للرئيس الذي كان قد تعهد بتكليفه بتشكيل الحكومة، ولكن فوجئنا ‏بإصرار رئيس الجمهورية على مخالفة الدستور وعدم تكليف مرشح الكتلة الأكبر بحجة رفض ‏المرشح من بعض الأطراف السياسية". وتابع البيان "إننا في تحالف البناء نرفض بشكل قاطع أي ‏تبريرات أوعملية التفاف على الدستور‎".‎

إلى ذلك، ألمح تحالف البناء إلى إمكانية دخول البلاد في الفوضى، معتبراً في بيانه أن "انتهاك ‏الدستور من الجهة التي يفترض أن تكون حامية له يعني دفع البلاد إلى الفوضى التي لا تخدم ‏سوى الجهات الأجنبية التي تتربص الشر بالعراق وشعبه الذي يرفض بقوة الإملاءات من أية ‏جهة كانت وفرض سياسة الأمر الواقع ولي الأذرع وتجاوز المؤسسات الدستورية‎".‎

إلى ذلك، وجهت كتائب حزب الله العراق مساء الخميس سهامها إلى صالح، واصفة خطوة رئيس ‏الجمهورية بالتصرف المريب، ومتهمة إياه بـ "بخرق الدستور بعد رفضه أداء مهمته وواجبه ‏الدستوريّ بتكليف الشخصيةِ التي ترشّحُها الكتلةُ الأكبر لرئاسة الوزراء‎".‎

كما اتهمت رئيس الجمهورية العراقية بالخضوع للإملاءات الأميركية، ولما سمَّته "ضغوط ‏أطراف مشبوهة تعملُ على استغلال التظاهرات لفرض إرادتها الخبيثة‎".‎

إلى ذلك، اعتبرت أن صالح أدخل العراق في أزمة جديدة، متهمة إياه "بالتهرّب من مسؤوليته ‏الوطنيّة والدستوريّة مُلَوّحاً بالاستقالة، في مزايداتٍ مفضوحةٍ بادِّعاءِ وقوفِهِ إلى جانب إرادة ‏الشعب‎"‎

يذكر أن رئيس الجمهورية برهم صالح، كان قد أعلن في وقت سابق الخميس، استعداده لوضع ‏استقالته أمام أعضاء مجلس النواب، فيما قدم اعتذاره عن تكليف مرشح كتلة البناء أسعد العيداني ‏لرئاسة الحكومة المقبلة‎.‎

كما يشار إلى أن ترشيح العيداني لرئاسة الوزراء، هو ثالث ترشيح يعلن المحتجون رفضهم ‏تكليفه بالمنصب، بعد عضو البرلمان محمد شياع السوداني، ووزير التعليم العالي في الحكومة ‏المستقيلة، قصي السهيل‎.‎

والأربعاء، أعلن محتجو ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، رفضهم تكليف العيداني، ‏لتولي رئاسة الحكومة المقبلة، خلفاً لرئيس الوزراء المستقيل، عادل عبدالمهدي‎.‎

وكان عبدالمهدي قد استقال مطلع ديسمبر الجاري، تحت وطأة الاحتجاجات التي انطلقت في ‏العراق منذ الأول من أكتوبر الماضي، مطالبة برحيل الطبقة السياسية التي يتهمها المتظاهرون ‏بالفساد وتشكيل حكومة بعيداً عن المحاصصة والأحزاب، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة‎.‎

السيستاني صائم عن السياسة

تأتي تلك التطورات، مع إعلان مكتب المرجعية الشيعية الأعلى في العراق، علي السيستاني، ‏أمس الخميس أن خطبة الأخير ستخلو من السياسة، في خطوة نادرة لاسيما خلال الأشهر ‏الأخيرة‎.‎

وكان السيستاني قد دعا أكثر من مرة إلى حماية المتظاهرين، لافتاً إلى أحقية مطالبهم، وداعياً ‏إلى انتخابات نيابية مبكرة‎.‎

وفي آخر خطبة له الأسبوع الماضي، اعتبر أن الانتخابات المبكرة في العراق هي الحل الوحيد ‏لإخراج البلاد من الأزمة التي تشهدها بعد شهرين ونصف من الاحتجاجات في العاصمة ومدن ‏جنوبية عدة. وقال السيستاني في خطبة يوم الجمعة الماضي التي ألقاها ممثله عبد المهدي ‏الكربلائي في مدينة كربلاء جنوب بغداد إن "أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة ‏وتفادي الذهاب إلى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي هو الرجوع إلى الشعب بإجراء ‏انتخابات مبكرة‎".‎

كما طالب الحكومة الجديدة بأن تعمل على انتخابات بعيداً عن قوة السلاح، وأن تكون الحكومة ‏الجديدة غير "جدلية‎".‎