يبدو أن رسالة الرئيس العراقي برهم صالح إلى البرلمان، ووضعه استقالته بين يديه، أحرجت نواب العراق ووضعتهم في مأزق، إذ ليس واضحاً على ما يبدو إن كانت تلك الرسالة تعتبر استقالة نافذة.
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس مجلس النواب بشير حداد:" إن رسالة رئيس الجمهورية ليست قرار استقالة، بل هي استعداد للاستقالة".
وأوضح في تصريح لوسائل إعلام محلية أنه في حال لم يسحب صالح رسالته خلال أسبوع فستعتبر عندها استقالة، إلا أنه أكد في هذه الحالة أن هناك حاجة إلى توضيح قانوني ودستوري من قبل المحكمة الاتحادية، كون رسالة الرئيس مجرد استعداد للاستقالة وليست استقالة واضحة، كما نص عليها الدستور.
يذكر أن صالح، رفض تكليف ثلاثة مرشحين لرئاسة الوزراء من تحالف البناء القريب من إيران بعد رفضهم من قبل المحتجين في ساحات الاعتصام في بغداد والمحافظات الجنوبية، وهم النائب في البرلمان العراقي، محمد شياع السوداني، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي قصيّ السهيل، ومحافظ البصرة الحالي أسعد العيداني.
وفتح رفض صالح مرشحي البناء، نار الانتقادات عليه من قبل التحالف نفسه، بالإضافة إلى أحزاب وفصائل موالية لإيران أبرزها كتائب حزب الله العراق.
وبحسب مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية فقد تعرض صالح لضغوط كبيرة، لتكليف مرشح تحالف البناء رئيساً للوزراء، إلا أنه رفض، وقال في رسالة وجهها، الخميس، إلى البرلمان إنه يفضل الاستقالة على تكليف رئيس للوزراء يرفضه الحراك في الشارع.
وكان المتظاهرون في العراق عمدوا أمس، إلى قطع عدد من الطرقات في عدة مناطق، رفضاً لمرشح البناء أسعد العيداني. وأغلقوا طرقاً، في بغداد ومدن جنوبية، بالإطارات المشتعلة، وسط احتجاجات غاضبة ضد القادة السياسيين، الذين ما زالوا يتفاوضون للبحث عن مرشح بديل عن رئيس الوزراء المستقيل، عادل عبد المهدي.
وتصاعدت سحب الدخان ليل الأربعاء الخميس في سماء عدة مدن بينها البصرة والناصرية والديوانية، وعلى امتداد طرق رئيسية وجسور تقطع نهر الفرات، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس.
وعند الصباح، رفعت الحواجز عن بعض الطرق، بعد ساعات من قطعها، لإعاقة وصول الموظفين إلى مواقع عملهم، بينها طريق يؤدي إلى ميناء أم قصر، في أقصى جنوب العراق، ويستخدم للاستيراد بصورة رئيسية.
وسببت تلك القطوعات اختناقات مرورية وشللاً على طرق رئيسية داخل وخارج عدد كبير من المدن، كما هو الحال في العاصمة بغداد التي تعد ثاني أكبر العواصم العربية من حيث عدد السكان.