النهار
لبنان يودّع 2019
سنة التحوّلات الكبرى
الجمهورية
ترويج لحكومة تفتقد إلى مُقوِّمات الصمود والإنقاذ
اللواء
ملهاة الحلفاء: باسيل يُعيق الولادة.. والثنائي يُزيل الإعتراضات!
خليل يؤكِّد نقل الأموال إلى الخارج.. وسلامة لدفع التحويلات الوافدة بعملة التحويل
نداء الوطن
"الاشتراكي" على موقفه: لن نشارك في الحكومة
"حزب الله" يحذّر... حسّان دياب أو الفوضى!
الاخبار
الحكومة قبل نهاية الأسبوع؟
الشرق الاوسط
"حزب الله" يحذر من "محاصرة" حكومة دياب
نائب في "القوات" يتحدث عن فرض أسماء داخل الاجتماعات المغلقة
الشرق
ولادة الحكومة تتعثر فهل تكون قيصرية؟
الديار
مصدر سني: الحكومة عرجاء من دوننا والمظاهرات بعد خطب الجمعة
حسم 80% من تأليف الحكومة والخلاف حول إشراك سياسيين في الوزارات السياديّة
دياب يرفض طلب عون لتوزير باسيل والوضع دقيق بشأن قمع المتظاهرين
الحكومة قبل نهاية الأسبوع؟
لاحظت "اللواء" أن أي تطوّر جديد لم يطرأ على صعيد مساعي تأليف الحكومة، وبقيت الاتصالات تراوح مكانها، لكن مصادر مطلعة أفادت مساءً بأن هناك حلحلة على مستوى تشكيل الحكومة، وان العقد المتبقية أصبحت قليلة جداً ويتم العمل على تذليلها.
وأشارت هذه المصادر إلى ان الرئيس المكلف حسان دياب بات في جيبه أكثر من نصف أسماء الوزراء الموافق عليهم وانه ما لم تحدث أي مفاجأة فإن ولادة الحكومة قد تتم في الأيام القليلة المقبلة بعد رأس السنة الجديدة.
وكشفت مصادر لـ"نداء الوطن" أنّ "العقدة الأساس تكمن في محاولة الوزير جبران باسيل فرض إعادة توزير وزيرة الطاقة ندى البستاني، الأمر الذي رفضه رئيس مجلس النواب نبيه بري واضعاً معادلة: علي حسن خليل مقابل ندى البستاني".
وأفادت المصادر بأنّ باسيل يرفض منح الرئيس المكلف حقّ تسمية وزراء موارنة وهو في هذا الإطار وضع "فيتو" على إسم دميانوس قطار لتولي حقيبة الخارحية وأوفد إلى دياب ملوّحاً بأنّ تسميته أي وزير ماروني سيقابله باسيل بتسمية وزراء سنّة، ما أربك الرئيس المكلّف الذي يعاني أساساً من معضلة إيجاد "أسماء معتبرة" للتوزير في المقاعد السنّية نتيجة افتقاره للغطاء السنّي سياسياً وروحياً وشعبياً، حتى أنّ هناك من طرح عليه أن يتولى هو شخصياً حقيبة الداخلية ويضع وزير دولة لإدارة شؤونها كالوزير السابق مروان شربل".
ومن بين العقد التي طرأت أيضاً "تحفظ دياب على إسم الدكتور غازي وزني لتولي حقيبة المال"، حسبما نقلت مصادر "نداء الوطن"، مشيرةً إلى وجود اتصالات هادفة إلى حلحلة هذه العقدة، ولفتت إلى أنّ "حزب الله يبدي مرونة كبيرة في سبيل تسريع ولادة الحكومة ويعمل على ضبط إيقاع كل الأفرقاء المعنيين بالتأليف لدفعهم إلى تقديم التنازلات المتبادلة بغية تحقيق الهدف الاستراتيجي من تشكيل حكومة دياب".
ورأت "الأخبار" أن ولادة الحكومة تحوّلت الى ما يُشبه سحب اللوتو "إذا مش التنين الخميس". فبعد أن فشلت توقعات المكونات السياسية المعنية بعملية التأليف بالإفراج عنها يومَ الإثنين الماضي، رجّحت مصادر مُطلعة أن تُطلّ الحكومة برأسها يوم الخميس المقبل كحدّ أقصى، إذا ما نجحت في تذليل عُقد ثلاث كانت لا تزال عالقة حتى مساء أمس، الذي شهد اتصالات مُكثفة بين ثلاثي فريق 8 آذار (حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر) ورئيسَي الجمهورية والحكومة. وبعدَ تسريبات أوحَت في اليومين الماضيين بأن العقدة الأساسية هي عند الوزير باسيل، أكدت المصادر أنه جرى تخطّيها.
وأشارت "الأخبار" إلى أن باسيل الذي "كانَ مُصرّاً على تسمية 7 وزراء مسيحيين من أصل 9"، اصطدم برفض دياب "تصوير حكومته وكأنها حكومة رئيس التيار الوطني الحرّ"، قبلَ أن يستقرّ العدد على أربعة وزراء مسيحيين يُسميهم باسيل، نتيجة اتصالات بينه وبين حلفائه، فيما يُسمّي العماد ميشال عون ودياب الآخرين. غيرَ أن تذليل هذه العقدة لم يسمح للحكومة بأن تبصر النور نتيجة عقبات، تتعلّق أولاً "باسم وزير الداخلية الذي طرحه دياب، وهو ضابط متقاعد من عكّار، تحفّظ على اسمه رئيس الجمهورية، بانتظار أن يقدّم دياب بديلاً منه"، وثانياً بـ"عدم الاتفاق بين اللقاء التشاوري على اسم وزير أو وزيرة سنّية تمثّلهم"، لكنها، وبحسب المصادر، عقبة سهلة الحلّ، خصوصاً في حال تدخل الحلفاء لإقناعهم بالاتفاق، كي لا تتكرّر تجربتهم في حكومة الرئيس سعد الحريري السابقة. وتبقى العقبة الأساسية التي جرى التركيز عليها في مشاورات أمس، وهي "إصرار دياب على توزير 18 اسماً جديداً، فيما لا يزال باسيل يتمسّك بالوزيرة البستاني على رأس وزارة الطاقة"، كما تقول المصادر، مشيرة إلى أنه "في حال تراجع باسيل عن هذا الطلب، فلن يُصر ثنائي حركة أمل وحزب الله على توزير أسماء قديمة، وسيقدمون أسماء جديدة لدياب اليوم، خاصة أن لا خلاف على حقائب الطائفة الشيعية، وهي المالية والزراعة والصناعة والصحة". واعتبرت المصادر أنه "في حال إزالة هذه الملابسات والتباينات يُمكن الإعلان عن الحكومة في اليومين المقبلين". وأضافت المصادر أنه "تمّ حسم الأسماء السنيّة باستثناء وزير اللقاء التشاوري ووزير الداخلية، كذلك نصف أسماء الوزراء المسيحيين".
وعلمت "الجمهورية" انّ تَمسّك "التيار الوطني الحر" بإعادة توزير كل من جريصاتي والبستاني ووزير الاقتصاد منصور بطيش كان من المعوقات التي تؤخر الولادة الحكومية، ما دفع حركة "أمل" الى التمسّك بإعادة توزير حسن اللقيس في وزارة الزراعة و"حزب الله" بالدكتور جميل جبق في وزارة الصحة، وتيار "المردة" بيوسف فنيانوس في وزارة الاشغال. وبنتيجة الاتصالات أمس سحب "التيار" وزراءه فردّ الآخرون بسحب وزرائهم، وتقرر ان تكون الحكومة خالية من اي وزير سابق في حكومة تصريف الاعمال او اي من الحكومات السابقة. ولكن التشكيلة الوزارية المنتظرة، وحسب ما تسرّب منها، تظهر وكأنها محاصصة وزارية مقنّعة عبر أسماء غير حزبية، وستتكوّن الحكومة من 18 وزيراً موزعين مناصفة بين المسيحيين والمسلمين:
ـ للمسيحيين 9 وزراء: 4 وزراء للموارنة و3 للروم الارثوذكس ووزير للروم الكاثوليك وآخر للأرمن. وعرف من الاسماء المطروحة دميانوس قطار (ماروني) وديع العبسي (أرثوذكس).
ـ للمسلمين 9 وزراء: 4 وزراء للشيعة 4 وزراء للسنة ووزير للدروز.
وعلم انّ من الاسماء المطروحة للحصة الشيعية: غازي وزني (لوزارة المال)، عبد الحليم فضل الله، علياء المقدار، ودكتور من آل قاسم.
ومن الاسماء المطروحة للحصة السنية، الى الرئيس المكلف، كلّ من طارق المجذوب او عبد الرحمن البزري، عثمان سلطان (لوزارة الإتصالات)، والعميد المتقاعد في مخابرات الجيش باسم خالد أو العميد البحري المتقاعد حسني ضاهر (لوزارة الداخلية).
ومن بين الاسماء المرشحة لتمثيل الطائفة الدرزية غسان العريضي.
وكشفت مصادر دياب لـ"الجمهورية" انه يعمل بصمت في هذه المرحلة، ويفضّل ان يبقي مشاوراته بعيداً من الأضواء لضمان نجاحها في الوصول الى حكومة تشبهه بكل المعايير. ولفتت الى أنه أبلغ من يجب إبلاغه انه يرفض إعادة توزير اي وزير كان في الحكومة السابقة، فالمرحلة تقتضي العمل كفريق وزاري متجانس.
وقالت هذه المصادر ان اكثر من نصف التركيبة الحكومية بات جاهزاً بانتظار التفاهم على اسماء السيدات اللواتي سيدخلن الحكومة العتيدة، في ظل إصرار الرئيس المكلف على ان يكون ثلث الحكومة من الجنس اللطيف.
وكشفت مصادر مطلعة ليل امس لـ"الجمهورية" انّ أجواء الاتصالات دلّت الى طَي موضوع اعادة توزير هؤلاء الوزراء لمصلحة تأليف حكومة انتقالية ومتجانسة خالية من اي وزير سابق في الحكومة الحالية او غيرها من الحكومات السابقة، على يتم اختيار وزراء لا يثيرون غضب ايّ من القوى السياسية الأساسية، ولاسيما منها تيار "المستقبل" والحزب "التقدمي التقدمي الإشتراكي".
حسن خليل: اسم دياب ليس للحرق
ولفتت "الأخبار" إلى أن الوزير علي حسن خليل أكد ، في مقابلة مع قناة "الميادين"، أن "لا عقبات جدية امام تأليف الحكومة، واسم دياب ليس للحرق أو الاستهلاك لقدوم اسم جدّي، وقد قطع شوطاً مهماً وتواصل مع المعارضين والمؤيدين واستمع الى الآراء والمقترحات، ونحن أمام عملية جدية أكثر من أي وقت مضى". وأوضح أن "الحريري لم يكن مقنعاً بالمبررات التي قدّمها بشأن استقالته، وكان واضحاً بعد استبعاد الأسماء الثلاثة وذهابه نحو التأليف أنه لم تكن هناك حماسة سعودية وأميركية لعودة الحريري الى رئاسة الحكومة". ولفت الى أن المبعوث الاميركي ديفيد هيل لم يعبّر في الجلسات الرسمية عن رفض تسمية حسان دياب لرئاسة الحكومة. كما أشار إلى أن "الحريري طلب صلاحيات استثنائية لحكومته، ونحن رفضنا الموضوع، وأكدنا استعداد المجلس النيابي لمواكبة الحكومة بالتشريعات من دون أن يكون هناك سماح بإعطاء صلاحيات استثنائية تضرب موقع المجلس النيابي ودوره في الحياة السياسية".
"النهار": الحكومة لن تكون عيدية رأس السنة شروط "الثنائي الشيعي" تعطل التأليف
قالت مصادر سياسية مطلعة إن أبرز العقد كانت تمسك كل من رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل و"حزب الله" وحركة "أمل" بحقائب معينة وباعادة الوزراء الذين يتولونها في حكومة تصريف الاعمال. فقد أصر باسيل على اعادة ندى البستاني الى الطاقة ومنصور بطيش الى الاقتصاد، في مقابل تمسك "أمل" باعادة حسن اللقيس الى الزراعة و"حزب الله" بجميل جبق الى الصحة. وعلى رغم تلاشي الآمال الرئاسية والشعبية المعلّقة على ابصار حكومة الانقاذ المفترضة النور هذه السنة، علمت "النهار" ان الرئيس المكلف جهد أمس لازالة الالغام أملاً في دخول السرايا في اليوم الاول من السنة الجديدة، وتزامناً مع عيد ميلاده الحادي والستين، إذ تشير المصادر الى ان العقدة السنية كادت ان تحل بأن يأتي الرئيس المكلف بضابط متقاعد وزيراً للداخلية هو العميد المتقاعد حسني ضاهر، وبالدكتورة حليمة قعقور للتربية بعدما وافقت ثم قيل انها تراجعت، وعثمان سلطان عن "اللقاء التشاوري" للاتصالات. لكن أياً من هذه الأسماء ليس محسوماً. وبدا من الاتصالات ان تركيبة الـ18 وزيراً لم تتمكن من استيعاب المطالب، فأعيد العمل على ان يكون عدد الوزراء 20 وألا تضم التركيبة المنشودة وجوها من الحكومة السابقة. وكشفت ان لقاء جمع دياب والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير علي حسن خليل ومعاون الامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل، تركز على مسألة الاسماء والوجوه الجديدة. وأفادت "المركزية" ان الرئيس ميشال عون، من أجل دفع العملية ومساندة دياب في رؤيته، وافق على التخلي عن الوزير سليم جريصاتي، في انتظار موقف "الثنائي الشيعي" إذا كان سيرد على هذا التنازل الرئاسي، بآخَر مماثل، فيتخلى عن الوزيرين جميل جبق وحسن اللقيس. لكن المعلومات أكدت تمسك "الثنائي الشيعي" بهما. وأشارت المصادر إلى أن مشاورات التأليف لن تتوقف حتى نهاية عطلة رأس السنة، الا أنها لن تفضي إلى ولادة الحكومة لتكون عيدية رأس السنة.
الجمبل لـ"الشرق الأوسط": رئيس الوزراء المكلف مكبّل
كتبت بولا أسطيح في "الشرق الأوسط".. الجمبل: رئيس الوزراء المكلف مكبّل
يرفض الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل حسم موقفه من الحكومة المرتقب تشكيلها قريباً، وإن كان يبدو غير متفائل كثيراً بقدرة رئيسها المكلف حسان دياب، على تخطي شروط القوى السياسية ومطالبها، متحدثاً عن تحفظات كبيرة تحيط بعملية تكليفه ما يعطي انطباعاً بأنه مكبّل. وتساءل: هل هو قادر أصلاً على أن يتحرر بشكل كامل من كل الضغوط التي يتعرض لها، ويشكل حكومة وفقاً لقناعاته وضميره وتنسجم مع وعوده؟ وهل هو مستعد لمواجهة الفئات التي سمته؟. وحثّ رئيس الحكومة المكلف على فرض نفسه من خلال تشكيل حكومة لا يعترض عليها الشعب ولديها المصداقية و(الخبرات) التقنية والحيادية، والأهم الشفافية، ويرى الجميل في اعتراض رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، ومفتي الجمهورية، على تكليف دياب، إضافة إلى العدد المحدود من أصوات النواب السنة التي نالها في استشارات التكليف: مؤشرات سلبية لا يمكن تجاهلها، لافتاً إلى أن نجاحه يبقى مرتبطاً بقدرته على إغلاق الباب على كل الاقتراحات التي تأتيه من السياسيين. ويلفت الرئيس السابق إلى خطورة الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية، على حد سواء، ويشدد على أنه لا إمكانية لإنقاذ لبنان إلا بدعم مالي دولي لا تؤمنه إلا حكومة تتمتع بمصداقية وتجسّد طموحات الناس والشارع، مشدداً على أهمية أن ينجح الرئيس المكلف بتقديم نفسه كصادق وشفاف وقادر على أن يتحدث باسم كل اللبنانيين. ويصف ما حصل منذ 17 أكتوبر بـالثورة التاريخية، مشيراً إلى أنها كشفت الكثير من الأمور التي بقيت حتى الأمس القريب مستورة وشدد على أنه «بات من الصعب جداً إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. ويشدد على أن الانتخابات النيابية المبكرة نتيجة، وليست مطلباً، نتيجة الفشل الذريع الذي تم تسجيله في السنوات الماضية، والذي ظهر فساداً في كل الملفات، سواء الكهرباء أو النفايات، وأخيراً عبر طريقة إدارة الأزمة المالية من قبل المصارف التي باتت تصادر مدخرات اللبنانيين، وتمنع الصناعيين من تمويل عمليات الاستيراد.
"النهار": صعوبات قبل التأليف وبعده هل تكون حكومة حلّ أم مشكلة؟
كتب اميل خوري في "النهار": صعوبات قبل التأليف وبعده هل تكون حكومة حلّ أم مشكلة؟
ثقة الداخل بالحكومة تتحقّق عندما تنجح في معالجة الأوضاع الاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة المتردّية لأنّها من أولويّات هموم الناس واهتماماتهم، وإلّا تعرّضت لحجب الثقة في مجلس النوّاب، أو لعودة التحرّك في الشارع، فتفتح استقالتها أبواب دخول لبنان في المجهول. أمّا ثقة الخارج بها، ولا سيّما الدول التي قرّرت إعطاء مساعدات ماليّة للبنان في مؤتمر "سيدر"، فتتطلّب من الحكومة تحقيق الإصلاحات اللازمة، وأن تمارس سياسة "النأي بالنفس"، وأن تقوم الدولة القويّة القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها، فلا تكون فيها سلطة غير سلطتها ولا سلاح غير سلاحها، إذ لا يعقل أن يكون لبنان دولة منحازة إلى محور هو في صراع مع محور آخر ويحصل على هذه المساعدات التي تُصبح من دون جدوى مع عدم وجود دولة، فالحكومات التي تألّفت منذ العام 2005 لم تُحقِّق المطلوب منها لأنّها كانت حكومات "وحدة وطنيّة" تجمع الأضداد والمُتناحرين، فعاشت على سياسة "ربط النزاع" لأنّ فضَّه وحسمه مكلف، إذ إنّه يزعزع الاستقرار في لبنان، وهذه السياسة لم تعد تصلح مع الحكومة العتيدة، خصوصاً إذا كانت حكومة اختصاصيّين مُستقلّين، ويفترض أن يسودها الانسجام والتجانس لا سيّما عند اتخاذ القرارات المُهمّة، لكن الرئيس المُكلّف تشكيل حكومة جديدة يُواجه عقد التشكيل، ولا سيّما تمثيل كل المذاهب ليس بالتوازن فقط بل بالأوزان المتساوية أيضاً، كما يُواجه بعد تشكيلها الثقة في مجلس النوّاب في ضوء بيانها الوزاري، وكذلك يُواجه قبول أو عدم قبول الحراك في الشارع الحكومة لا شكلاً ولا مضموناً. الواقع أنّ الحكومة العتيدة إذا نجحت في إنقاذ لبنان من كل أزماته، فإنّها تُصبح ممثّلة لكلّ مكوّناته على اختلاف اتجاهاتها وانتماءاتها ومذاهبها، وتكون أميركا ومَنْ معها قد قبضت ثمن التخلّي عن أصدقائها سياسةً تحترم مصالحها، الأمر الذي لم يستطع هؤلاء الأصدقاء تحقيقه، لكن السؤال المطروح هو: هل إيران وهي في صراع مع أميركا مُستعدّة لأن تُعطي هذا الثمن في لبنان من دون تسوية تُنهي هذا الصراع، أو تقبل بإبقاء لبنان خارج هذا الصراع لتأكيد حرصها على الاستقرار فيه؟
"النهار": هل ثمّة قرار إيراني كي تولد حكومة دياب قريباً؟
كتب احمد عياش في "النهار": هل ثمّة قرار إيراني كي تولد حكومة دياب قريباً؟
هل سينجح الرئيس المكلّف حسان دياب في تشكيل حكومته التي ستكون الأولى في عهد الرئيس ميشال عون برئاسة غير الرئيس سعد الحريري؟ في معلومات لـ "النهار" من أوساط نيابية بارزة، أن ثمّة شكوكاً في أن ينجح الرئيس المكلف في مهمته، فيصعد الى قصر بعبدا بتشكيلته الجديدة. ورأت انه في حال نجح في هذه الخطوة، فهو لن يستطيع الإقلاع بالحكومة العتيدة في المرحلة المقبلة. وتشير معلومات مصادر قريبة من "حزب الله"، الى إن القرار الذي اتخذه الحزب بتأييد تكليف دياب تشكيل الحكومة، لم ينطلق من ردة فعل على الحريري، وإنما انطلاقاً من حسابات عميقة ستؤدي الى تقديم كل أشكال العون كي ينجح دياب في مهمته، بما في ذلك مواجهة المطالب التي يطرحها أفرقاء آخرون في الاكثرية على الرئيس المكلف. ولفتت في هذا المجال إلى ما أسمته "صراعاً خفياً" يدور بين الحزب وبين حركة "أمل" بشأن التمثيل السياسي في الحكومة المقبلة، بما يناقض تعهدات الرئيس المكلف بتشكيل حكومة من الاختصاصيين المستقلين الذين لا انتماءات سياسية لهم. وأعطت مثالاً على هذا التباين بين طرفي الثنائي الشيعي، ما يدور من جدل بشأن حقيبة وزارة المال التي تريد حركة "أمل" الاستمرار بالاحتفاظ بها من خلال توزير من يمثل امتداداً لوزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل. وذكرت اسم مرشح قدمته الحركة وهو في الوقت الحالي ساعد أيمن لخليل في الوزارة. في المشهد الخارجي، تقول أوساط شيعية معارضة للحزب، إن إيران ليست بعيدة مما يجري على الصعيد الحكومي في لبنان، انطلاقاً من حسابات تشمل كل مساحة نفوذ الجمهورية الاسلامية في المنطقة. من تابع ما قاله مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي في المقابلة التي أجرتها معه قناة "آر تي" الروسية في 24 الجاري، تبيّن له مدى اهتمام طهران بما يجري على المستوى الحكومي اللبناني. فهو قال: "الشعب اللبناني وممثلوه تمكنوا سريعاً من إحباط المشروع المعادي للبنان والتغلب على المؤامرة التي حيكت ضده، وذلك عبر انتخاب رئيس جديد لتشكيل الحكومة والذي حصل على 69 صوتاً". أضاف: "بات الآن هناك رئيس وزراء لبناني منتخب وبات السيد نبيه بري رئيس البرلمان والسيد ميشال عون رئيس الجمهورية في وضع مريح. وسيواصل لبنان مساره من دون أية عوائق". وخلص القول:"لم يتحقق للسيد الحريري أن يكون رئيساً للوزراء. ماذا بعد هذا التأييد الإيراني القوي لتكليف دياب تشكيل الحكومة؟ تجيب الأوساط الشيعية المعارضة لـ "حزب الله" بأنها تتوقع أن ينبري الاخير الى ممارسة كل وسائل الضغط في المرحلة المقبلة كي يساعد على انطلاق قطار الحكومة الجديدة.
"النهار": الامتحان الكبير والأخير؟
كتب الياس الديري في "النهار": الامتحان الكبير والأخير؟
اسمعوا وعوا. والكلام موجَّه في الدرجة الأولى إلى كبار المسؤولين ومَنْ يدورون في فلكهم. إنّه الامتحان الكبير والأخير أيضاً بالنسبة إلى لبنان واللبنانيَّين جميعهم. وبمختلف فئاتهم. وأوّلاً وأخيراً أولئك الذين أوصلوا هذا اللبنان إلى هذا الدرك، والذين يُنفِّذون أوامر الخارج بكل طاعة ودقَّة، ويتمرجلون على اللبنانيّين على الطالع والنازل. نُكرِّر للمعنيّين، وللبنانيّين أجمعين، وللثوّار المُنتفضين ضدّ الرئيس المُكلَّف حسّان دياب، ولكلِّ اللبنانيّين من مُقيمين ومُهاجرين، وتحديداً لفئات أصحاب المليارات والملايين والأملاك الشاسعة. فإن هم رسبوا في امتحان الفخ المنصوب لهم، سيرسُب معهم حتماً وأكيداً لبنان، والتشكيلة، والصيغة، والتركيبة. وعوض أن يكونوا موعودين في انتظار الخبر السار، يُصبحون هم ولبنان في خبر كان. قصّة التأليف، أو الأصحّ قصّة الحكومة تأليفاً أو تهوُّراً. من هنا القول إنّه الاختبار الكبير والأخير للنيّات، ولمختلف الفئات، وللحكم بصورة خاصة. فإذا تمَّ التشكيل خلال هذين اليومين يكون قد كُتِبَ للبنان الصمود والاستمرار والتطوُّر، وربّما الانتصار على أصحاب المشاريع التخريبيَّة. السؤال الكبير الذي يخطر في بال القلقين على لبنان: هل تطلّ سنة الألفين والعشرين مع فرحة بجمهوريّة جديدة، ودولة تُذكِّرنا بدولة الرئيس اللواء الأمير فؤاد شهاب، أم تكون النهاية المُظلمة للجمهوريَّة، وينتهي ذاك اللبنان، وعلى الدنيا واللبنانيّين السلام؟ نبرات التهديد والوعيد بأصوات هادرة عادت، فهل تكون هي المؤشِّر؟
"النهار": ماذا عن حكومة "الإخصائيين"؟
كتب رشيد درباس في "النهار": ماذا عن حكومة "الإخصائيين"؟
تلمس اللبنانيون بحسهم السليم ووحدة مصالحهم أنهم يقفزون بيسر وسهولة فوق الحواجز المتحجرة، ويعلنون أن الدولة العصرية الحديثة يلزمها مجلس إدارة واعٍ، مُبْتَكِر، نزيه، يستلهم طموحاتهم ويتفاعل مع أجيالهم، ويخرج حيواتهم من دوائر التجاذبات التي دخل لبنان في دوامتها منذ قرن ولم يحصد منها إلا زئير الزوابع وحريق الصواعق وهزيم الرعود؛ مجلس الإدارة هذا هو الحكم بمؤسساته الدستورية، لا سيما قانون انتخابات يجهل الناس نتائجها المسبقة، وحكومة ذات كفاءة، عبّر الشعب عنها بأنها حكومة "اختصاصيين" فتذاكى علينا من قامت الثورة ضدهم، فزعموا تبنيهم لمطالبها، بل ادَّعَوا بصفاقة وبلادة أن الشعب سبقهم إليها بثوانٍ قليلة، ثم راحوا يموهون مطلب الاختصاص بالبحث عمن يملأ بلاط الحكم بـ"الاخصائيين" وشتان ما بين الكلمتين والمعنيين، فالاختصاصي ليس ميكانيكي الآلة ولا حتى مهندسها، بل هو مهندس من صحيح السياسة ولبها، ومن أهل الرأي وقادته، ومن عمق المجتمع الأهلي ونسيجه، ومن صميم الوعي، له فيه باع وذراع وتاريخ وثقافة، وممن لم تكن لهم تجارب محبطة أو سمعة سيئة أو أداء فاشل؛ فإذا بنا أمام حفلة تزوير نافرة، بدأت بدس التحركات المذهبية على نقاء الحركة ولم تنته بتمويه مفهوم الاختصاص، من خلال نزعتهم الإخصائية الإقصائية، التي لن تورثنا إلا مزيدًا من التردي الاقتصادي والحصار الخارجي، والاختلال المجتمعي، فإنَّه لا يمكن هؤلاء الساسة أن ينقذوا السفينة من الإعصار المدمر أو يخرجوا بها من أرخبيل الصخور الضارية بأن يعينوا طاقمها ممن لم يفتلوا حبلًا، أو يشتدوا مراسًا أو يقرأوا خريطة أو يرصدوا نجومًا أو يسبروا غورًا. الملاحة السياسية عمل خطير لا يتقنه الهواة، فإن اختار منهم أصحابُ الأمر بحارةً ورُبّانًا لمهمة القيادة، أصبحَ مثلهم كمثل مجهز السفينة الذي لا يهتم إلا باستتباع الطاقم حتى لو أدى ذلك إلى الغرق المحتوم. لقد صرخ الغاضبون بصوت واحد "كلهم يعني كلهم" فعبروا بهذا عن مدى ضيقهم من الطبقة السياسية، على رغم أن التعميم قد ينطوي على ظلم في مكان ما. لا تفوتني الإشارة إلى أن الغليان المذهبي يصب في طاحونة من هابوا الشعارات الوطنية التي رفعها الشعب اللبناني، وهم يغذونه الآن من غير أن يتبصروا بأن الإقصاء المتعمد لا يصيب طائفة بعينها بل هو عبث بمداميك البنية وفتح ثغرات جديدة في جدار الدولة لمزيد من التدفقات الضارة.
الحجّار لـ «اللواء»: طريق دياب للعثور على شخصيات سُنِّية تقبَل التوزير شائك جداً
كتب عمر البردان ..الحجّار لـ «اللواء»: طريق دياب للعثور على شخصيات سُنِّية تقبَل التوزير شائك جداً
علمت "اللواء" أن الرئيس المكلف حسان دياب الذي لا يريد توزير أي من الأسماء السياسية الموجودة في الحكومة المستقيلة، انطلاقاً من كونه يرغب بحكومة اختصاصيين مستقلين، يواجه إصراراً من جانب رئيس الجمهورية على إبقاء الوزير سليم جريصاتي في الحكومة الجديدة، إلى تمسك الثنائي الشيعي بوزارتي المال والصحة، وهو أمر لم يرق لدياب الذي يعمل لإجراء مداورة في الحقائب، في وقت بدا أن هناك مشكلة حقيقية في التمثيل السني، بعدما رفضت شخصيات سنية تلبية طلب الرئيس المكلف، للتوزير في الحكومة العتيدة . وفيما تتزايد نقمة حزب الله على الرئيس سعد الحريري وتحميله مسؤولية تحريض شخصيات سنية على عدم المشاركة في الحكومة، يؤكد عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب محمد الحجار لـ"اللواء"، أن هناك ضمن الفريق الواحد في حكومة اللون الواحد، إصراراً على المحاصصة وتناتش الحقائب الوزارية، دون الأخذ بعين الاعتبار لواقع البلد المأزوم اقتصادياً ومالياً، مشدداً على أن هذا لا قيمة عند هذا الفريق لما يريده المواطن اللبناني الذي تظاهر في الساحات، وأراد أن تكون هناك حكومة أخصائيين من وجوه مشهود لها بالكفاءة والنزاهة، والبعيدة عن الأحزاب والقوى السياسية. وإذا يرى الحجار أن الرفض السني لتسمية دياب قد تتسع دائرته، فإنه يشير إلى أنه ربما يصار إلى عقد اجتماع للقيادات السنية، في ظل الوضع العام المتردي الذي يمر به البلد، والذي يستدعي اجتماعات لأصحاب الرأي السديد والحكمة، لاتخاذ موقف يعيد تصويب البوصلة وإنقاذ لبنان من الانهيار. ويشدد الحجار على أن طريق دياب شائك جداً للعثور على شخصيات سنية تشارك في حكومته، لعدم اقتناع هذه الشخصيات في جدوى ما يحصل. وقال أن العلاقة بين المستقبل والقوات اللبنانية، ليست كما نشتهي، وكما نريد أن تكون علاقة تحالفية كاملة، للظروف المحيطة بما يحدث، مشيراً إلى أن تأليف جبهة معارضة تضم «المستقبل والقوات والاشتراكي والكتائب، أمر يتوقف على مسار تشكيل الحكومة، ومما ستتشكل.
"اللواء": حكومة الإنقاذ المطلوبة جامعة وموثوقة وخارج صراع المحاور والأحلاف الإقليمية
كتب معروف الداعوق في "اللواء": حكومة الإنقاذ المطلوبة جامعة وموثوقة وخارج صراع المحاور والأحلاف الإقليمية
يخشى ان تكون خطوة تشكيل الحكومة الجديدة ، خطوة لكسب مزيد من الوقت الضائع وباتجاه المجهول، في حين ان المرحلة الصعبة والحساسة تتطلب حكومة من لون مختلف ومن تركيبة مختلفة بالشكل والمضمون، حكومة تحوز على ثقة الداخل والخارج على حدّ سواء، لأن هذه الثقة هي أساسية لتقبل الانفتاح والحوار وبدء المعالجات الفورية المطلوبة بأسرع وقت ممكن كسباً للوقت وتفادياً لمزيد من التدهور نحو الأسوء. فالثقة المطلوبة يعني حكماً غياب الوجوه والواجهات لوزراء وجهات سياسية فاسدة وفاشلة في الأداء السياسي والسلطوي، والجهات الحزبية التي تشكل استفزازاً للداخل والخارج معاً ولا سيما المنخرطة حالياً في الصراعات والاحلاف الإقليمية لـ«حزب الله» على وجه التحديد، والمرفوضة محلياً وخارجياً بفعل الأداء السياسي المنحاز «التيار العوني» وهو ما ظهر بوضوح خلال الانتفاضة الشعبية التي عمّت لبنان منذ السابع عشر من تشرين الأول الماضي، وبالطبع فإن تسمية القوى السياسية الثلاث «حزب الله» وحركة «أمل» و«التيار العوني» لرئيس الحكومة الجديد وم شاركتها الفاعلة في تأليف الحكومة المرتقبة، يعني استمرار وجود هذه القوى في التشكيلة العتيدة، الأمر الذي سينتج عنه حتماً الاعتراض عليها و التحسس بالانفتاح تجاهها والتعاطي معها بإيجابية، لا سيما بعد سلسلة من الملاحظات والاعتراضات المسبقة على استنساخ حكومة جديدة لا تحظى بالثقة ولا تبعث على الاطمئنان للمباشرة عملياً بعملية دعم ومساعدة الاقتصاد اللبناني والمقبل على أزمة كارثية. فإذا استمر التشبث بهذا النوع من الحكومات القديمة الجديدة ولم يؤخذ بالمتغيرات والمطالب الملحة بتشكيل حكومة توحي بالثقة فعلياً وليس شكلياً، فإن الحكومة المرتقبة لن تستطيع القيام بالمهمات المنوطة بها، وستكون حكومة معطوبة بالفعل بتركيبتها والجهات التي دعمت تشكيلها وهذا بالطبع لن يكون في صالح إنقاذ لبنان من ازمته، بل
كتبت سناء الجاك في "نداء الوطن": الأقوياء و"لعبة الفوضى"...
ليقتنع هذا اللبناني المغرور بقدره ويخفف دلعه ويعلم أن كل تحركاته لن يؤتي ثماراً يرجوها. وكما تُرِكَ في المرة الأولى للوصاية الأسدية تتولى أمره، عليه اليوم أيضاً، أن يترك لوريث هذه الوصاية ان يتابع المهمة، والا الفوضى. وليقتنع أيضاً أن ما يعانيه هو أكبر خدمة يمكن لسلطة أن تقدمها الى مواطنيها، فهي تريد لهم ان يخشوشنوا لأن النعم لا تدوم. خائفة عليه هذه السلطة من جرعة الرفاهية الزائدة التي كان ينعم بها، فهي تضر بصحته وتقضي على طموحه وتحول دون تطوير قدراته. وقِحٌ هذا اللبناني الذي يرفض التزام الطبقة السياسية بالدستور في تشكيل الحكومة، وفي منح الثقة لها عبر أكثريتها الموصوفة. ويتوقف عند نهب هذه الطبقة الشعب وهدرها كرامته. وتعييره ببعض العبارات الطائفية، يهتف بها "زعران" تمّ دسهم من طائفة او أخرى، كما قال أحد المتظاهرين. ليؤمن هذا اللبناني المتطلب بأن الدولة تشتغل شغلها، وليثق أنها تسعى الى خيره حتى لو أوصلته الى شظف العيش... فالحكمة تقضي بأن يتوقف عن هدم الجدار الذي يحول دون حصوله على حقوقه كمواطن. وليترك إدارة شؤونه الى "حزب الله"، فيرتاح ويريح. لذا عليه أن يعطي فرصة للرئيس المكلف وإلا سينهار الجدار على رأسه وحده. ذلك أن حكم الأقوياء تحت مظلة شبه دولة أرحم من حكمهم له في "لعبة الفوضى".
"الشرق": الرئيس المكلّف: اعتذارك وطني، واستمرارك قهرٌ لأهل السُّنّة
كتب الشيخ خلدون عريمط في "الشرق": الرئيس المكلّف: اعتذارك وطني، واستمرارك قهرٌ لأهل السُّنّة
ألا يدرك الرئيس المكلّف أنّه رهينة الثنائي حزب الله والرئيس عون وبالتالي المشروع الصفوي الإيراني؟ ألا يدرك الرئيس المكلّف بأنّ الاستشارات النيابية أبرزت أنّه لا يمثّل مَنْ بإسمهم يحمل لقب دولة الرئيس؟ ألا يدرك الرئيس المكلّف أن استمراره هو قهرٌ لإرادة ودور المسلمين من أهل السُّنّة والجماعة وبالتالي لدورهم الوطني والعربي؟ وأن اعتذاره واجب وطنيّ للحفاظ على الدستور والميثاقية ووحدة البلاد والعباد؟ الرئيس المكلّف أنظر حولك وأمامك وخلفك، هل رأيت إلا شعار إرحل، إرحل، إرحل يا حسان؟. وهل يمكن أن تتبوّأ الموقع الأول للمسلمين في لبنان وهم الذين لم يسمّوك، ولم يتعاونوا معك، حتى أن العديد منهم ومن نُخبهم رفضوا أن يكونوا وزراء معك أو داعمين؟ فأين أصوات نواب المسلمين السُّنّة الذين من المفترض في ظل التوازنات الوطنية أنّك ممثل لهم ولبقيّة اللبنانيين؟. استمرارك قهرٌ لإرادة أهل السُّنّة، والقهر لن يدوم وعواقبه وخيمة إن لم يكن حاضراً فمستقبلاً. واعتذارك واجب وطنيّ وأخلاقي، يسجّل لك لا عليك، فلا تكن شاهد زورٍ على محاصرةِ مكوِّنٍ أساسي من مكوّنات هذا الوطن المخطوف. هل يمكن للرئيس المكلّف أن يتخيّل بأن رئيس الجمهورية يمكن أن يكون رئيساً من دون الأكثرية المطلقة لأصوات النواب الموارنة؟ أو رئيس مجلس النواب يمكن أن يكون رئيساً للمجلس من دون الأكثرية المطلقة لأصوات النواب الشيعة؟ فكيف يمكن للرئيس المكلّف أن يكون رئيساً لمجلس الوزراء من دون الأكثرية المطلقة لأصوات النواب السُّنّة؟ خاصة وأن الميثاقية الوطنية والنظام اللبناني حدّد طائفة كلاً من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب. لا نريد أن نقف عند مقولة الوزير الصُّهر المدلّل بتمثيل الطوائف بأقويائها، لأن هذه المقولة هي باطلة شكلاً ومضموناً، ولأننا تعوّدنا على الرئيس وصهره بالشيء ونقيضه في نفس الزمان والمكان منذ تشكيل حكومته العسكرية بتاريخ 22 أيلول عام 1988 مروراً بالتسوية الرئاسية مع الرئيس الحريري وحتى تاريخه، لكننا نشعر أننا في أزمة حكم وحكومة ستبعدنا عن المحيط العربي والإسلامي والدولي، ومرتهنة لمحورٍ يحلم بإقامة امبراطورية قورش الكبير من بلاد فارس الى بلاد الشام.
"الشرق": اهتزاز التفاؤل بقرب التشكيل؟!
كتب يحي جابر في "الشرق": اهتزاز التفاؤل بقرب التشكيل؟!
ليس من شك في ان لبنان، ومنذ 17 تشرين الاول الماضي، دخل مرحلة جديدة… ولم يعد أمام سائر المعنيين المغامرة، واللعب على الوقت، لاسيما وان هذا الزمن الوطني الجديد، يتطلب منهجيته جديدة في العمل السياسي، ترفض ذهنية المحاصصات السياسية باسم الطوائف والمذاهب، التي أفقدت لبنان مقدراته، ورمت الغالبية الساحقة من اللبنانيين تحت خط الفقر… بل وفي خطر المجاعة. يتفق عديدون، وخلاف ما يقال عن عمر ما استهلكه تشكيل الحكومات السابقة، على ان الظروف الصعبة، بل والاستثنائية، التي يمر بها لبنان، والمعاناة اليومية لغالبية اللبنانيين، لا تحتمل المزيد من التأخير او المماطلة في انجاز »حكومة انقاذية جامعة، قادرة على ان تحاكي التطورات، بعيداً من الذل الذي يراه اللبنانيون« حتى في أحلك الظروف التي مر بها لبنان… المطلوب، وعلى ما يقول عديدون من المتابعين عن قرب، حل جذري وقد أوصلت سياسة المحاصصة والتبعية، البلد الى حافة الانهيار.. ولا بد من حكومة لا يكون رئيسها مرتهنا لأي فريق او جهة في الداخل كما في الخارج… خصوصاً وان الموفدين الاجانب، كما وممثلي هذا الخارج، دولياً واقليمياً، لم يترددوا في دعوة المعنيين الى الاسراع في تشكيل الحكومة… وقد ظهرت على الملأ، سيناريوات وصيغ تتعلق بالعدد وتوزيع الحقائب، لا يبدو انها ستلاقي الرئيس المكلف حسان دياب في منتصف الطريق، والذي، على ما يظهر، يتطلع الى المزيد من الاتصالات مع مطلع العام الجديد، ليبنى على الشيء مقتضاه، على رغم ان بعض القوى، لا يرى سبباً للتشاور معالمعارضة بل مع الذي كلفوه ليعرف كيف سيتصرف…؟!
"الديار": الثقة بين الشركاء تسقط الفيتوات .. ولادة الحكومة بوجوه تكنوقراط جديدة خلال ساعات؟
كتب ابراهيم ناصر الدين في "الديار": الثقة بين الشركاء تسقط الفيتوات .. ولادة الحكومة بوجوه تكنوقراط جديدة خلال ساعات؟
كان رئيس الحكومة المكلف حسان دياب يكثف اتصالاته، واصلا الليل بالنهار، رغبة منه في تقديم عيدية للبنانيين، ووفقا لمصادر سياسية مطلعة، لم يكن قد تبقى حتى ساعات متقدمة من الليل سوى عقد بسيطة يمكن تجاوزها، بعدما استجابت قوى الاغلبية النيابية لمطالب الرئيس المكلف باستبعاد الوزراء السابقين، وفيما يجري التكتم عن اسماء الوزراء في الحكومة لعدم حرق الطبخة فان ما توافر من معلومات يشير الى ان الحصة النسائية ستكون 7 وزيرات، والبحث جار عن اسم لوزيرة تتولى حقيبة الاتصالات، فيما يتم حسم اسم وزير الداخلية من بين 3 اسماء ومن المرجح ان يكون عميداً متقاعداً من عكار، كما تم الاتفاق على تسمية رجل الاعمال غسان العريضي الذي لا يشكل اي استفزاز للحزب التقدمي الاشتراكي بل هو على علاقة جيدة مع النائب السابق وليد جنبلاط.. فيما بات محسوما تسمية نقيبة المحامين السابقة امل حداد نائبة لرئيس الوزراء... وتم التفاهم ايضا ان تقتصر الحصة المسماة من قبل التيار الوطني الحر على اربعة وزراء مسيحيين فقط.. فيما سيتم تمثيل تيار المردة، واللقاء التشاوري..ووفقا لاوساط سياسية مطلعة، جرى التخلي عن الوزيرين جميل جبق وحسن اللقيس. في المقابل وافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ايضا على التخلي عن الوزير سليم جريصاتي.. وكذلك لم يعد اسم وزيرة الطاقة ندى البستاني مطروحا من قبل التيار الوطني الحر.. وفي هذا الاطار، تشير تلك الاوساط الى ان دياب ابلغ من زاروه انه استطاع تجاوز الاعتراض السني، ونجح بضم اسماء وازنة الى الحكومة سيعرضها على رئيس الجمهورية، وهو يامل ان تتشكل الحكومة قبل اجتماع المجلس الشرعي الاعلى المرتقب السبت المقبل، خوفا من صدور مواقف عالية السقف قد يستغلها البعض للتصويب على مهمته، لكنه اكد في المقابل انه مستمر في عملية التاليف، ولن يتراجع او يعتذر.. وفي هذا السياق، اكدت اوساط وزارية بارزة "للديار" ان الدبلوماسية الاوروبية تحركت خلال الساعات القليلة الماضية في بيروت وجرى التواصل مع مسؤولين رسميين رفعي المستوى للحث على التسريع في تشكيل الحكومة ولفتت تلك الاوساط، الى ان الجانب الفرنسي يبدو اكثر المتحمسين لانجاز الحكومة في اسرع وقت ممكن ضمن المواصفات العامة التي لطالما اكدت عليها باريس، وثمة رضى واضح حتى الان على الخطوط العامة التي يعمل من خلالها الرئيس المكلف حسان دياب ويمكن ان تترك الصدى الايجابي المطلوب داخليا وخارجيا..وعلم في هذا السياق، ان الفرنسيين اعادوا التأكيد على عدم وجود اي فيتوات من قبلهم او حتى من الدول الضامنة لمؤتمر سيدر، بما فيهم الاميركيون على هوية رئيس الحكومة، وقد طمأن الفرنسيون من تواصلوا معهم الى ان زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال الى فرنسا لن تغيير من الوقائع شيئا، فوجود الرئيس سعد الحريري هناك اهدافه سياحية في المقام الاول، واي لقاءات قد يطلبها مع المسؤولين الفرنسيين بعد عطلة الاعياد لن تعيد عقارب الساعة الى الوراء، خصوصا اذا ما تم انجاز تشكيل الحكومة في بيروت، فالحكومة الفرنسية ملتزمة مساعدة الدولة اللبنانية ولم تعترض اصلا على هوية رئيس الحكومة المكلف الذي يترك حتى الان انطباعا جيدا..
"الديار": 8 آذار حكومة دياب بعيدة عن المحاصصة...وعلى الشارع دعمها تجنّباً للفوضى والفراغ
كتبت هيام عيد في "الديار": 8 آذار حكومة دياب بعيدة عن المحاصصة...وعلى الشارع دعمها تجنّباً للفوضى والفراغ
تقول مصادر نيابية مقرّبة من 8 آذار ، بأنّ العائق الفعلي الذي يُواجه تأليف حكومة دياب حالياً هو التمثيل السنّي، وسط عدم تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري عن قصد لأي من الوزراء السنّة، قبل سفره الى باريس لقضاء إجازة عائلية تستمرّ أياماً، بهدف تأخير التشكيل، وذلك رغم كلامه عن أنّه جاهز للتعاون مع الرئيس المكلّف. علماً بأنّ دياب يصرّ على تمثيل العاصمة بيروت بـ 3 وزراء سنّة من أصل 4 سوف تضمّهم حكومته، ولا بدّ من أن يقوم الحريري بتسمية وزراء سنّة تكنوقراط كونه يُمثّل النسبة الأكبر من أصوات الطائفة السنيّة. وتقول المعلومات بأنّ دياب قد حسم إسماً سنيّاً واحداً عن اللقاء التشاوري لوزارة الإتصالات على الأرجح، وطُرح عليه أيضاً إسم إبنة رئيس الحكومة الأسبق سليم الحصّ، وقد يُوافق عليها في حال بقي الحريري على تمسّكه بعدم تسمية أي من الوزراء السنّة. وفيما يتعلّق بقرار القوّات اللبنانية الى جانب تيّار المستقبل عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، وتقديم الحزب الإشتراكي لائحة تضمّ أسماء بعض الإختصاصيين من الدروز رغم إعلانه عن عدم مشاركته فيها أيضاً، فإنّ المصادر نفسها تنفي أن تكون حكومة دياب ذات لون واحد. وعقّبت بأنّ التسميات تحصل من قبل جميع المكوّنات السياسية، خصوصاً وأنّ شكل الحكومة الجديدة لن يقوم على أساس المحاصصة إنّما على مبدأ احترام الدستور لجهة المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وعلى احترام مطلب الشعب بحكومة تكنوقراط مستقلّين. ولهذا، فإنّ دياب يدرس الأسماء التي تعرضها الكتل النيابية عليه، وسيعمل بالتالي على اختيار كلّ من يجده مناسباً لتوليفته الحكومية، ولا يُشكّل أي استفزاز للشارع بغضّ النظر عن إرضاء هذه الجهة أو تلك. ومن هنا، شدّدت المصادر نفسها على ضرورة إعطاء حكومة دياب الثقة في مجلس النوّاب، كما إعطائها فرصة من قبل المتظاهرين في الشارع لأنّ رفضهم أو إسقاطهم لها قبل تأليفها ونيلها الثقة وبدء عملها، يعني أنّ الحَراك الشعبي يريد الفوضى ويُفضّل الفراغ على أي شيء آخر. علماً بأنّ الوضع الإقتصادي والمالي المتردّي لم يعد يحتمل أي تأخير، وسيزداد سوءاً يوماً بعد يوم في حال لم تتمّ معالجته بطريقة جذرية وسريعة.
"الديار": دار الفتوى عـلى موقفها على الـرئـيـس الـمـكلّـف الإعتـذار والإنسـحاب
كتب فادي عيد في "الديار": دار الفتوى عـلى موقفها على الـرئـيـس الـمـكلّـف الإعتـذار والإنسـحاب
يرتقب أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تصعيداً سياسياً على خلفية تجاهل السنّة من التكليف إلى التأليف، إلى التدخّلات التي يقوم بها الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحرّ في هذا الصدد، وتشير مصادر مقربة من تيار المستقبل في هذا السياق، إلى أن لقاءات تجري بعيداً عن الأضواء بين القيادات السنّية، ويقوم الرئيس السابق فؤاد السنيورة بحراك لافت في هذا الإطار، وقد تتوسّع مروحة هذه اللقاء ات والإتصالات، لا سيما وأن ثمة أجواء بأن رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، عقد قبل مغادرته إلى باريس سلسلة لقاءات شملت رؤساء حكومات سابقين ووزراء ونواب وقيادات من تيار المستقبل، وبالتالي، قد تكون هناك تعليمات أعطيت حول كيفية مواجهة حكومة الرئيس المكلّف حسان دياب، بعد تأليفها في حال حصل ذلك في وقت قريب، إضافة إلى أن هناك تواصلاً قام به مسؤولو المستقبل في كل المناطق لهذه الغاية، بينما اللافت والمحسوم أن قرار المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ساري المفعول لناحية عدم موافقته على المسار الذي سلكه التكليف، وما يجري على خط التأليف، وينقل عن المحيطين به بأنه لن يقبل بهذا التهميش والإستبعاد للطائفة السنّية من خلال التدخّلات التي حصلت على خلفيات مذهبية وسياسية وأحقاد وتصفية حسابات ستأتي نتائجها وخيمة إذا لم يعالج هذا الخلل، وحيث ينقل عن دار الإفتاء أنها تصرّ على اعتذار من الرئيس المكلّف حسان دياب، وينسحب من هذه اللعبة التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على صعيد النسيج الوطني والميثاقية، حيث هناك من أوصل إلى دياب هذا الموقف بحسب المصادر نفسها، ولكنه لم يعره أي اهتمام، لذلك ثمة خطوات كبيرة ستبدأ بالظهور خلال الأيام المقبلة، إن على صعيد حركة الإحتجاجات في الشارع وصولاً إلى عدم التعاون مع هذه الحكومة في كل المجالات واعتبارها فاقدة للشرعية والميثاقية، في حين أن من سيمثلها من الطائفة السنّية إنما لا يعبّر أو يمثل هذه الطائفة ومرجعيتها السياسية والروحية. وفي الإطار نفسه، ينقل عن متابعين لأجواء بيت الوسط وما يمكن أن يحصل من ردّة فعل في حال تألّفت الحكومة، أو لم ينصع رئيسها أو يستجيب لمتطلّبات الطائفة، فإن هناك أيضاً معلومات عن عدم التعاون أو إبداء الإيجابية حيال مساعدة لبنان من قبل المجتمع الدولي، ولا سيما الخليجي منه، الأمر الذي سيرتّب على لبنان المزيد من الخسائر، وحتى أن هناك من يشير إلى محاولات لتغيير المشهد السياسي الحالي في لبنان قبل أن يؤدي تأليف الحكومة إلى إشكالات وصدامات في الشارع وصولاً إلى التصعيد المتوقّع، وفي هذه الحالة سيكون المشهد في ساحة النجمة هو نفسه من خلال صدام آخر في حال تشكّلت الحكومة، وذهبت إلى كسب الثقة في المجلس النيابي.
"الديار": الإتـصالات الحكوميّة مُـتقدمة وبـوادر انـفـراجات فـي الـتـمثـيـل السني
كتب علي ضاحي في "الديار": الإتـصالات الحكوميّة مُـتقدمة وبـوادر انـفـراجات فـي الـتـمثـيـل السني.. الـثـنـائي الـشيـعـي : لا خلاف مــع ديــاب وعون وبـاسيـل ... والتشويش لـن يجدي
تؤكد اوساط بارزة في تحالف حزب الله وحركة امل، ان لا مشاكل كبيرة امام تأليف حكومة الرئيس المكلف حسان دياب، بل هي عبارة عن تفاصيل يمكن حلها بالحوار وبالايجابية. وتشير الاوساط الى ان من جملة المعطيات المدسوسة والغير صحيحة، هي إختلاق الاخبار عن خلاف بين حزب الله وحركة امل ودياب، بفعل الاصرار على بعض الاسماء من الحكومة المستقيلة كالوزيرين جبق واللقيس. فالثنائي الشيعي يؤكدان ان لا وزراء غير حزبيين لديهما وهذه امور كلها غير صحيحة. فالقرار من الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله كان واضحاً منذ البداية بعد عزوف الرئيس سعد الحريري، وهو دعم دياب الى اقصى حد وعدم التمسك بشروط محددة او بأشخاص وحتى بحقائب. كما ان نوعية التمثيل بحزبيين او غير حزبيين كلها امور قابلة للنقاش، وتبحث اليوم مع الرئيس المكلف ولا عقبات جوهرية بين الجانبين. ومن جانب ثان، القول ان هناك خلافاً بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل والثنائي الشيعي حول بعض الاسماء، وان الثنائي عون وباسيل متمسكان ببعض الاسماء ليست دقيقة بل هي تهدف الى التشويش لا اكثر ولا اقل. وتكشف الاوساط عن ان خلال لقاء جرى منذ يومين بين وفد حزبي من التيار الوطني الحر وباسيل في إطار المعايدة، أكد باسيل انه غير متمسك بأي وزير من الحكومة المستقيلة والقول ان هناك إصراراً على الوزيرين ندى البستاني وسليم جريصاتي غير صحيح، وحزم باسيل امام الوفد ان التيار لن يشارك في الحكومة بحزبيين ولا بغير حزبيين وهو سيعطي الثقة للحكومة لان هدفه الانقاذ وليس المشاركة في الحكومة. وتشير الاوساط ايضاً عن اتصالات تجري بين قيادات من تيار المستقبل ومن المحسوبة عليه مع الرئيس المكلف، ولكنها تجري بشكل فردي، وهي لا تطرح تمثيل المستقبل كحزب بل تمثيلها ككفاءات سنية. كما وسّع دياب مروحة اتصالاته لتشمل العديد من الشخصيات السنية التي لها احترام وتقدير في مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية وتعد من الوجوه المعروفة سنياً ومن عائلات بيروتية عريقة.
"الجمهورية": المواجهة المبكرة بين دياب وأهل البيت؟!
كتب جورج شاهين في "الجمهورية": المواجهة المبكرة بين دياب وأهل البيت؟!
السعي الى تكوين التصوّر المرتقب لشكل العلاقة بين دياب وشركائه يفرض إلقاء الضوء على تجربته الحديثة معهم بدءاً من الثنائي الشيعي. فهي تجربة بدأت برفض رئيس مجلس النواب نبيه بري ما جاء في تشكيلته الأولى من اقتراح لإسناد حقيبة التربية الى صديقه الدكتور نشأت منصور، فقيل له بشكل من الأشكال نحن الذين نسمّي وزراءنا. وتطورت الأمور مع حزب الله الى ما هو أبعد من ذلك، عندما أصرّ الحزب على إعادة الوزير جميل جبق الى وزارة الصحة التي ستدمج بها وزارة الشؤون الإجتماعية. لم يؤد اقتراح حزب الله الى رفض دياب فحسب، لا بل فقد أحيا مطالب نائمة مماثلة زادت من ضعف قدرته على تفكيك ألغام البحث عن الوزراء السنّة وتوفير النساء الستة اللواتي تعهّد بإدخالهنّ الى الحكومة. فعندما دارت مطالب الحزب دورتها الطبيعية بين الأطراف المعنية، أصرّ بري على إعادة وزير الزراعة حسن اللقيس الى وزارته واستنسَخ باسيل التجربة للمطالبة بإعادة كل من ندى البستاني الى وزارة الطاقة ومنصور بطيش الى وزارة الإقتصاد، كذلك أصرّ فرنجية في حال حصول ذلك على احتفاظ يوسف فنيانوس بوزارة الأشغال العامة. وبناء على ما تقدّم، يمكن القول إنها المواجهة الاولى بين دياب وحلفائه بدءاً بـالثنائي الشيعي في بداية الطريق، وسط توقعات بإمكان تجدد مثل هذا الخلاف في أي وقت يصطدم فيه إصرار دياب على استعادة موقعه وتحسين صورته المشوّهة في الطائفة السنية، بحيث سيضطر الى مزيد من التشدد في عدد من الملفات قياساً على التجارب السابقة مع رؤساء الحكومات. تتجه الأنظار الى البحث عن الحل المفقود في حال أصرّ الرئيس المكلف على موقفه من عدم إعادة اي من الوزراء السابقين الى الحكومة، وليطرح السؤال عن مصير مساعيه من اجل حكومة تشبهه بكل المعايير السياسية والاستقلالية. فإذا صَحّت بعض التوقعات بإمكان حل العقدة الشيعية وانعكست على بقية العقد كان به، وإن بقيت الأمور مجمّدة على هذا النحو فإنّ عملية التأليف ستدخل مرحلة التمديد الى حين تحقيق معجزة ما، لا يبدو أنّ زمانها قد آن أوانه.
"الجمهورية": دياب وجمهوريّة عون الأولى
كتب اسعد بشاره في "الجمهورية": دياب وجمهوريّة عون الأولى
تكشف مصادر أنّ الرئيس المكلف حسان دياب يشعر انّ التعامل مع رئيس الجمهورية صعب، لأنّ همّه التوجّه الى الرأي العام المسيحي أولاً، وإقناعه انه استعاد صلاحيات الرئاسة الاولى من الحريرية السياسية. وتضيف: انّ الاجواء في اللقاءات بين الرجلين تنقصها الحرارة، لأنّ الرئيس عون ميّال الى الرفض الدائم والجدل وإعطاء التوجيهات، ولأنّ التفاهم معه صعب جداً، ولأنه غير مستعد لتغيير مطالبه وأفكاره. وتشير المصادر الى أنّ دياب يرى أنّ التكليف بخلفية سَعي عون لإرضاء الشارع المسيحي حصراً، وإرضاء بعض المكونات الأخرى، والتشدد في التفاوض حول الحكومة، يُصعّب المهمة التي لا يمكن إنجازها الّا بعد موافقة رئيس الجمهورية على ما يطلب، وهذا ايضاً أمر صعب. وتقول: انّ دياب عرض هذه الاشكالية أمام الرئيس نبيه بري وهو يأمل بتدخّل منه لدى عون، والّا فإنّ التشكيل سيكون امام عقدة حقيقية. ما يواجه دياب سبق أن واجه الرؤساء سعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام، علماً أنّ الأخيرَين كانا يتفاوضان مع عون قبل انتخابه رئيساً، فيما أمل الحريري أن تؤدي التسوية الى تليين موقف عون الرئيس من دون جدوى، وفَضّل الحريري السير في أولوية تشكيل الحكومات على أن يطول الفراغ، وعلى رغم من ذلك فقد طال أمد التشكيل كما في الحكومة المستقيلة، حتى حصل عون والتيارالوطني الحر على الثلث المعطّل، وهذا أيضاً ما ينتظر دياب، الذي لن يستطيع، حسب المصادر، تشكيل الحكومة ما لم يحصل باسيل على 7 وزراء من أصل 18، على سبيل الاحتفاظ بحق «الفيتو» وإقالة الحكومة، وغدرات الزمان. الواضح انّ عون يعتبر انّ كل حكومة تشكّل في عهده هي الحكومة الاولى، ويريد التشكيل وفق معادلة الالتفاف على اتفاق الطائف، ويريد تكريس هذا العرف في كل حكومة تشكّل، لكنّ هذا السلوك يجرّد دياب من الاوراق القليلة التي يمتلكها، كذلك يجرّده من الثوابت التي وضعها في التشكيل، وإذا ما أخذ في الاعتبار انّ دياب الذي كُلِّف بلا حاضنة شعبية، فإنّ استئساد العهد على صلاحياته، سيجرّده من آخر الأوراق، وكل ذلك يجري في ظل توجّه لدى عون يعتبر فيه أنّ التشكيل عاد الى ما قبل 17 تشرين الاول، وانّ الانتفاضة الشعبية خمدت، وأنّ التوقيت ملائم لتلقين الخصوم، وأوّلهم الحريري، درساً، عبر تكريس حكومة تعيد إنتاج سطوة العهد المدعوم من حزب الله.
"الجمهورية": متى الحكومة ؟؟؟
كتب سعيد مالك في "الجمهورية": متى الحكومة ؟؟؟
خلال انعقاد مؤتمر الطائف، تمّ طرح إعطاء مهلة محدّدة لرئيس الحكومة المُكلّف للتقيُّد بها لتشكيل الحكومة، لكنّ الرئيس الراحل صائب سلام رفض يومها هذا الإقتراح، علماً أنّ الرئيسين حسين الحسيني وسليم الحصّ اقترحا أن تكون مهلة التأليف شهراً من أجل أن يُنْجِز خلالها الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة، وفي حال الفشل يمنحه رئيس الجمهورية أسبوعين إضافيين. فإن لم يستطع الرئيس المُكلّف إنجاز التأليف، يتّم عندها تكليف شخصيّة أخرى. مع الإشارة الى أنّ السبب الرئيسي، والذي دفع بالرئيس الراحل صائب سلام إلى معارضة تحديد مهلة زمنية لرئيس الحكومة المكلّف، يكمن في أنّ مرسوم التشكيل يصدر عن رئيس الجمهورية بالإتّفاق مع رئيس الحكومة المُكلّف. فماذا لو أراد رئيس الجمهورية إسقاط التكليف، ورَفَضَ كل التشكيلات والتي قدّمها له الرئيس المُكلّف؟؟؟. مما يعني، أنه ليس في الإمكان تقييد رئيس الحكومة المكلّف بمهلة زمنيّة، لإنجاز مهمّة، إنجازها غير متعلّق به بالإنفراد. وما دام رئيس الجمهورية شريكاً في التشكيل، لا يُمكن إلزام فريق، وإبقاء الآخر مُحرّراً من أي قيد. وإلّا بات في إمكان أي رئيس جمهورية إسقاط أي تسمية تَصدُر عن مجلس النوّاب، لأيّ رئيس مكلّف، بتقَصُّد تمرير مهلة التكليف من دون تشكيل. وفي الخُلاصة، نأمل أن يبزُغ فجر السنة الجديدة، مع ولادة حكومة عتيدة، تحمل الآمال والخَلاص للبنان.
"الجمهورية": الحريري في إجازة ملغومة: حُلّوها لَنْشوف!
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": الحريري في إجازة ملغومة: حُلّوها لَنْشوف!
يرى قريبون من الحريري، أنّ شعار الميثاقية بالتأليف لا بالتكليف لا يُقنع أحداً. فالرئيس المكلّف له موقعه التقريري في التأليف، ثم في إدارة أعمال الحكومة. ولا يمكن اعتباره مجرد ناظر. ويسألون: هل يقبل المسيحيون مثلاً برئيس للجمهورية من خارج المعيار الميثاقي مع وعدٍ بمراعاة الميثاقية في الحكومة؟ وهل يقبل الشيعة مثلاً برئيس للمجلس من خارج الكتلة الشيعية الوازنة، لمجرد أنّ الميثاقية قائمة داخل المجلس؟ فالرئيس عون والوزير جبران باسيل لا يضيرهما أن يخرج الحريري من السلطة بعدما أخرج نفسه من حضانتهما المستمرة منذ بداية العهد، وخصوصاً في يوم أزمته الشهيرة في تشرين الثاني 2017. وأما الثنائي الشيعي فهو يتمسّك بالحريري من منطلقات براغماتية، لأنّ لا بديل منه في هذه الظروف، لا بالتغطية السنّية داخلياً ولا بالتغطية الخارجية. ويعرف الثنائي أنّ الحريري، على رغم ما يُقال عن احتراق رصيده دولياً وعربياً، يبقى الأقدر على استقطاب الدعم الخارجي في اللحظات الحرجة مالياً واقتصادياً. وفي عبارة أخرى، إنّ ترميم رصيد الحريري لدى القوى الدولية والعربية يبقى أسهل للبنان من بناء علاقةٍ بين رئيس جديد للحكومة، لا يعرفه أحد في الخارج، ولم يجرِّبه، وجاء بتكليف من لونٍ واحد ليشكّل حكومةً هي في الواقع حكومة اللون الواحد. لذلك، لا يُستبعد أن يكون في أجندة فريق السلطة، ولا سيما منه الثنائي الشيعي، احتمال العودة إلى الحريري. دياب فيحاول الهرب من الانتحار الذي ينتظره بالإصرار على حكومة التكنوقراط الموعودة. ومع هذا الإصرار، يصبح السقف الذي وضعه دياب لتشكيل الحكومة مساوياً للسقف الذي وضعه الحريري. ربما هذا ما يدفع البعض إلى القول: الحريري راجع. ويقول القريبون من بيت الوسط هذه الأيام: عظيم. نحن خارج المشهد، ولا نطالب بشيء. حُلّوها لنشوف إذا بتقدروا. وهكذا تبدو إجازة الحريري في باريس ملغومة فعلاً. فالوقت الذي حدَّده دياب لنفسه لكي يؤلف الحكومة يكاد ينفد، فيما بداية السنة تبدو محقونة بكثير من عناصر الضغط والتفجير والانهيار، خصوصاً في المال والاقتصاد. وثمة مَن يتوقع انفجاراً للشارع الذي أعطى الطاقم السياسي فرصة في الأعياد، ما يُنذر بعملية خلط أوراق جديدة.
"القوات" ليست مطمئنة!
قالت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية" ان "ما يتسرّب حتى اللحظة عن عملية تشكيل الحكومة ليس مطمئناً، اذ انّ الحقائب عادت لتوزّع للقوى السياسية التي كانت تشكل الحكومة الماضية، كما انّ الاختصاصيين الذين يحكى عنهم يتبيّن انّ بعضهم تُسمّيه القوى السياسية". وأسفت "لكون الأكثرية المعنية لم تدرك بعد عمق الازمة وحجمها، بدليل استمرارها في الآليّات السابقة نفسها في تشكيل الحكومة، فيطرح البعض منها أسماء من الحكومة الماضية، فيستنفر البعض الآخر ليطرح اسماء بدوره من الحكومة السابقة نفسها، وهكذا دواليك، فيما المواطن يدفع كل دقيقة تأخير في تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلّين من رصيده ومعيشته وخوفه على حاضره ومستقبله وكيف سيؤمن المأكل لعائلته". ودعت هذه المصادر إلى "الكَف عن سياسة المناورات على حساب الناس، والإقلاع عن محاولات تشكيل حكومة تديرها الذهنية نفسها التي أفلست البلد، والذهاب فوراً نحو حكومة اختصاصيين مستقلين".
وقال عضو كتلة "الجمهورية القوية" زياد حواط إن "هناك من يفرض أسماء معينة في تشكيل الحكومة، وما يجري في الاجتماعات السرية مخالف لما يظهر في الإعلام"، مشدداً على "أننا (حزب القوات اللبنانية) سنكون من أشرس المعارضين في حال تشكيل حكومة شبيهة بالسابقة". وأمل أن "نرى حكومة اختصاصيين"، لكنه قال إن "ما يجري لا يبشر بالخير والبلد لا يمكنه انتظار أي تأخير في هذا المجال".
"نداء الوطن": جعجع يودّع العام بانقلاب كبير... ويتفرّغ لتحديات "الآتي"
كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": جعجع يودّع العام بانقلاب كبير... ويتفرّغ لتحديات "الآتي"
الضربة التي وجهها جعجع كانت في نهايات هذا العام، فالرجل الذي بدا أنه ضعيفاً نتيجة حلف باسيل - الحريري، ووُضع خارج المعادلة أطلّ من بوابة الإستشارات النيابية منفذاً الإنقلاب الكبير ومعلناً عدم تسميته لحليفه السابق الحريري ما وضع الأخير خارج أسوار السراي الحكومي بعد تخلي باسيل عنه. تفتح السنة الجديدة على تحديات داخلية جديدة للوطن ولحزب "القوات"، وسط تأكيد الحزب على المضي بسياسته وثوابته المعروفة. وبالنسبة إلى الشق الإقليمي، فان جعجع سيحافظ على علاقته الجيدة مع الدول العربية، لكنّه في المقابل لا يزال يؤكد سياسة النأي بالنفس والحياد وعدم استعمال لبنان متراساً لمهاجمة أصدقاء لبنان. أما داخلياً، فأمام جعجع والحزب تحديات كثيرة، أبرزها التأقلم مع الواقع الجديد، فعملياً لا يوجد لجعجع حلفاء فعليون، وهذا الأمر يعرضه للعزل السياسي مجدداً خصوصاً إذا ما اتفق الكبار بين بعضهم البعض مثل المرحلة الماضية. وتطرح إشكالية التعايش مع العهد، إذ أن كل لقاءات جعجع مع عون كانت تنتهي حسب جعجع بـ"قوم بوس تيريز"، أي دعوة عون لجعجع للتفاهم مع باسيل، وهذا الأمر سيصعّب المهمة على جعجع لأن عون لا يزال يمسك بقسم كبير من القرار ويملك سلاح التوقيع ودعم "حزب الله". ويبدو أن جعجع بعد استقالته من الحكومة هذا العام لن يدخل الجنة الحكومية في وقت قريب خصوصاً أنه الداعي الأول لحكومة تكنوقراط مستقلة خارج الأحزاب الحالية، وبالتالي فان جمهوره الذي اعتاد على المعارضة سيبقى في صفوفها. ولا يمكن فصل واقع "القوات" التي تخوض صراعاً شرساً مع باسيل على الساحة المسيحية عما يحصل من تغيرات على مستوى الوطن، إذ إن دخول قوة ثالثة على الساحة المسيحية، أي قوة الثورة، سيعيد خلط الأوراق، خصوصاً أن الصراع يأخذ أشكالاً جديدة ولم يعد كلاسيكياً مثلما كان منذ 2005. لا يعلم أحد كيف ستتجه التحالفات السياسية، لكن "القوات" تؤكد أن تحالفاتها هي عـ"القطعة" ومع كل من يسير في مشروع بناء الدولة، خصوصاً ان اصطفاف 8 و14 آذار لم يعد موجوداً، والمشروع هو مشروع بناء الدولة فقط لا غير.
السفير الفرنسي: لحكومة فعّالة وذات مصداقية على أسرع وجه
توقفت الصحف عند رسالة السفير الفرنسي برونو فوشيه لمناسبة السنة الجديدة، والذي أمل فيها ان يتم تشكيل حكومة فعّالة وذات مصداقية على أسرع وجه ومن دون أي انتظار، ولتكن هذه الحكومة أيضاً تعبيراً عمّا سمع منذ 17 تشرين الأوّل في الشوارع وفي أماكن أخرى.
وأمل السفير فوشيه أيضاً في ان تتمكن الحكومة الجديدة من اعتماد جميع الإصلاحات الاقتصادية التي يحتاجها لبنان لمواجهة التحديات الراهنة، من أجل مستقبله.
وختم رسالته بالتأكيد على ان فرنسا ستقف إلى جانب لبنان دائماً، كما كانت في الماضي باسم هذه الصداقة التاريخية التي حافظت عليها منذ 100 عام تقريباً.
الحراك: الشارع يستعد للخروج من جديد!
أكد ممثلو مجموعات أساسية في الثورة لـ"نداء الوطن" أنّ "الشارع أعطى فرصة كبيرة ليرى شكل الحكومة والأسماء التي تضمها التشكيلة الوزارية لكنّ لعبة استنزاف الوقت لن تكون في صالح الرئيس المكلف"، ولفتوا الانتباه إلى أنّ "المماطلة في التأليف إنما تعكس حجم التدخل السياسي في عملية تشكيل الحكومة وتجسّد استمرار ذهنية المحاصصة لدى أهل السلطة وكأنّ البلد لم يشهد أي ثورة"، مؤكدين في المقابل أنّ "من يراهن على طمس الثورة عليه أن يعيد حساباته لأنّها لا تزال تنبض والشارع يستعد للخروج من جديد في حال لم تُقدّم تشكيلة اختصاصيين ترضي طموحاته".
إلى ذلك، لفتت الصحف إلى ان الحراك ركّز في يومه الـ75 على السياسات المالية، فتوجّه إلى المصارف حاملاً سلسلة من المطالب أبرزها استعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة الفاسدين، وإجراء قيود مصرفية عادلة ضمن إطارٍ زمنيّ واضح واستثناء المودعين الصغار وحسابات التوطين، وتطبيق القيود فقط على المودعين الكبار.
ونفّذ عددٌ من المحتجّين اعتصاماً أمام مصرف لبنان وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية وفرقة من مكافحة الشغب في محيطه، ودعوا الى الامتناع عن دفع القروض المصرفية المحدّدة الخاصة بالسكن والسيارات والتعليم الى حين إلغاء الفوائد لمَن سدّد أكثر من نصف الدين.
"الشرق": قيادات الثورة
كتب خليل الخوري في "الشرق": قيادات الثورة
لقد آن الأوان، في تقديرنا لتزيح الثورة الحجاب عن وجوهها، ولا نقول عن وجهها الواحد، بإعتبار أنّ هناك عدداً كبيراً من الأطياف الثورية، ولكل منها برنامج مختلف عن الآخر. وهذا أمرٌ مفهوم إذ إن الأهداف الحقيقية التي حرّكت الناس ودفعتهم الى الشارع بقدر ما تبدو متشابهة، إلاّ أنّ الخلفيات السياسية تختلف بين فصيل وآخر، وبين حزب وآخر، وبين الناس الطيبين العاديين الذين كواهم وضعهم الاجتماعي وقد راحوا يعبّرون عنه بما يصدر عن آهات الوجع والجوع والقهر والحرمان التي تضيق بها الصدور… لذلك، في تقديرنا أنّ المطلوب، في هذه المرحلة، هو أن تُسفر الثورة عن وجوهها القيادية… فإذا كانت استراتيجية الثوار اقتضت أن تحتجب القيادات عن الظهور العلني حتى هذا اليوم، فإنّ هذه الاستراتيجية قد تنقلب ضرراً يلحق بالثورة. نقول هذا حرصاً منا على الثورة ذاتها من أن تضيع في مثالية وطوباوية لا نرى أنهما ما زالتا تعودان بالمردود الإيجابي. في أي حال نأمل أن تطل علينا السنة الطالعة وقد تغيّر لبنان جذرياً نحو الدولة التي طمح إليها الآباء المؤسسون والتي يحلم بها الأبناء والأحفاد، والتي كانت على بعد خطوة منّا عندما اندلعت حروب الآخرين على لبنان، هذا الوطن الصغير المعذّب الذي كان في طليعة الطليعة فأضحى حيث هو اليوم بـ «فضل» الذين تولوا المسؤولية فيه بعد الحرب، وقد أثبتوا بالفعل أنهم (كما كتبنا مراراً وتكراراً هنا) هجينون لا يفقهون شيئاً من فلسفة الكيان اللبناني الفريد بين الأوطان.
"الجمهورية": رهان السلطة على عدد الضحايا
كتب مصطفى علوش في "الجمهورية": رهان السلطة على عدد الضحايا
في العالم الثالث والعالم الشمولي والعالم العربي استمرت ثقافة استسهال الموت هي السائدة في قرارات أصحاب السلطة في الحرب، واستمرت الشعارات التي تشرّع انتهاك حقوق الإنسان من اجل أهداف السلطة، وهذه ذات الشعارات التي استخدمت بمكر مطلق باسم القومية العربية والاشتراكية، وفي أكثر من بلد عربي انتهكت حقوق الإنسان العربي باسم الدين والجهاد والمنعة والحرية. وفي النهاية بقي عالمنا يخوض حروبه بمنطق العالم القديم، وهو قدرته على حشد أكبر عدد من الأفراد المستعدّين للتخلي عن حقهم في الحياة طوعاً، أو لسلبهم حقهم في الحياة قسراً، وذلك لعدم قدرتهم على الاحتجاج. المصيبة في كل ذلك هي أنّ القوى الثورية في مجتمعاتنا لا تزال تقدّس منطق استسهال الموت، معتبرة أنها صاحبة تجربة رائدة لا مثيل لها في التاريخ، لمجرد انها تعتمد «إيديولوجية» مختلفة عن سابقاتها، مما يسوّغ لها استخدام الأساليب ذاتها لعقائد بائدة، انتهت جميعها الى كوارث تاريخية كبرى. لماذا هذا الكلام الآن؟ لأنّ الواضح اليوم في خصوص ما يحدث في لبنان، أنّ الطرف المُمسك والمتمسّك بالسلطة لا يزال يراهن على قدرته على تحمّل تبعات الكارثة، مع كل ما تحمله من مآس واحتمال العنف وسقوط الضحايا، وتحميلها أيضاً على ظهر من لا يشاركه في رؤياه. فدرب السلامة معروف وهو بإعلان البراءة من المحاور، وإقناع العالم القادر على مَد يد العون للبنان بأنّ هذا العون لن يضيع، لا بصفقات فاسدة، ولا بمغامرات عسكرية طائشة، في ظل نزاع أُخذ فيه لبنان كرهينة مخطوفة بين طمع وشهوة المال والسلطة، ونزق من يَستسهلون موت البشر وخراب بيوتهم، لخدمة أحلام المأخوذين بالأساطير في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
بوادر حلحلة في الدولار
أضاءت الصحف على بوادر حلحلة سجلت على الصعيد المالي لمواجهة الشح في الدولار، في حال تيسرت حلحلة لمشكلة السيولة في المصارف، إذ أصدر مصرف لبنان قراراً وسطياً طلب فيه من كل المؤسسات غير المصرفية التي تقوم بعملية التحاويل النقدية بالوسائل الالكترونية، ان تسدد قيمة أي تحويل نقدي الكتروني وارد إليها من الخارج بذات عملية التحويل، وذلك اعتباراً من الثامن من الشهر المقبل.
وفي تقدير مصادر مالية، ان هذا القرار من شأنه ان يوفّر سيولة بالعملات الأجنبية تفتقد اليها البلاد، بسبب توقف التحويلات من الخارج، كما انه يُشجّع الأموال الأجنبية بالمجيء مجدداً، بعد ان كان المصرف المركزي جمد هذه التحويلات، أو فرض صرفها بالليرة منذ حزيران الماضي.
الأموال المهربة إلى الخارج
توقفت الصحف عند تطوّر إيجابي، تمثل بطلب النائب العام التمييزي القاضي غسّان عويدات من القضاء السويسري وهيئة التحقيق الخاصة لدى مصرف لبنان، ولجنة الرقابة على المصارف، مساعدة قضائية لإيداعه معلومات عن مدى إجراء تحويلات مصرفية مالية مشبوهة من لبنان إلى الخارج قام بها سياسيون في الآونة الأخيرة، علماً أن التحويلات المالية غير المشبوهة لا يحظرها القانون.
وأفادت مصادر لـ"اللواء" بأن القضاء استمع، الجمعة الفائت، إلى صحافي في المجال الاقتصادي كان تناول تحويلات مالية لتسعة مسؤولين في لبنان، مشيرة الى ان معلوماته مستقاة من مصادر صحافية غير مبنية على مستندات وتتناول تسعة مسؤولين، ولم يشر إلى وجود قاضيين من بينهم إنما اقتصر كلامه على وجود تسعة سياسيين.
وقالت المصادر نفسها إنّ لا شيء قانوناً يمنع من حصول تحويلات في حال حصلت، إلا في حال وجود شبهة، فإن الأمر يختلف وتجوز المتابعة القانونية لاستعادتها، لذا وجّه القااضي عويدات طلبات إلى السلطات السويسرية واللبنانية المختصة.
"الشرق الاوسط": كيف تحول شعباً هانئاً إلى مشاريع شحاذين؟
كتب حنا صالح في "الشرق الاوسط": كيف تحول شعباً هانئاً إلى مشاريع شحاذين؟
شهد لبنان جريمة العصر. بسهولة غير مسبوقة انتقل البعض من الطبقة السياسية، وهي مشكلة من تحالف الزعماء الطائفيين، من نهب المال العام، بعدما جفّ ضرع الدولة، إلى مدِّ اليد على جيوب الناس للاستيلاء على المدخرات وجنى الأعمار. إنه التحالف الأسود بين الطبقة السياسية والمصارف الذي وضع يده على ودائع البنوك والحسابات الجارية وصادر علناً وفي وضح النهار كل الثروة النقدية للبنانيين. ومن أجل الدقة يعترف وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال د. منصور بطيش أن إجمالي موجودات القطاع المصرفي مع المصرف المركزي تراجعت من نحو 180 مليار دولار إلى نحو 40 ملياراً!! ما يعني أن المنهبة طالت 140 مليار دولار، والطريف في الأمر أن مسؤولاً لم يهتم وأن وزيراً واحداً أو نائباً لم يستقل، وبالعكس عن ذلك اتخذت السلطة إجراءات أمنية وقضائية لحماية الكارتل المصرفي الذي بدأ يطبق إجراءات متصادمة مع القانون معرضاً أصحاب الودائع والحسابات إلى صدمات يومية! مسؤولون يحولون شعباً منتجاً هانئاً تحمل صلفهم إلى مشاريع متسولين، والبداية يلمسها المواطن، فالجهات المسؤولة عن كل هذه المنهبة بدأت حملة الإذلال الكبرى مع مباشرتها توزيع الحصص الغذائية مثل 3 ليترات من الزيت وحصص تدفئة من 10 ليترات مازوت للأسرة!! خسئوا لن ينجحوا في تحويل اللبناني إلى شحاذ، رغم قوة السلطة وأجهزتها وحزبها المسلح الذي تموضع في خندق حماية نظام المحاصصة الطائفي وحماية الفاسدين من الطبقة السياسية!
تمديد أو لا تمديد لعقود الخليوي
أشارت الصحف إلى أن عددا من شبان الحراك اعتصموا امام مبنى شركة "تاتش" للهاتف الخليوي، رداً على الاشكال الذي وقع امام منزل وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال محمّد شقير، ورفضاً لمشروع تجديد عقود شركتي الهاتف الخليوي "تاتش" و"ألفا" التي تنتهي في نهاية السنة الحالية، وتقدم المحتجون بإخبار إلى النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم ضد الوزير المذكور في جرائم هدر المال العام ومخالفة قانون المحاسبة العمومية، متهمين الوزير بتهريب تمديدالعقود مع الشركتين خلافاً للقانون.
وعلى الأثر قرّر القاضي إبراهيم تسطير مذكرة عاجلة إلى ديوان المحاسبة لايداعه نسخة عن بعض المستندات التي يقتضيها التحقيق في إخبار مجموعات الحراك الشعبي ضد الوزير شقير الذي أعلن بدوره انه سيشارك في الجلسة الطارئة التي ستعقدها لجنة الإعلام والاتصالات النيابية اليوم لتقرير الموقف من مسألة تمديد عقود الخليوي، علماً ان الحراك يقترح تسليم عملية إدارة شبكة الهاتف الخليوي إلى وزارة الاتصالات، لمدة لا تتجاوز الستة أشهر، على ان تجري بعد ذلك مناقصة شفافة لتشغيل الشبكة الهاتفية.
"الاخبار": عون لم يوقّع مرسوم التمديد لـ"زين" و"أوراسكوم": الخلوي إلى الدولة؟
كتب ايلي الفرزلي في "الاخبار": عون لم يوقّع مرسوم التمديد لـ"زين" و"أوراسكوم": الخلوي إلى الدولة؟
رفض رئيس الجمهورية ميشال عون التوقيع على المرسوم الاستثنائي الذي يمدّد عقد شركتي الخلوي. وهذا يعني على الأغلب أن مرحلة أوراسكوم وزين قد وصلت إلى نهايتها، بعد عشر سنوات قضتها الاولى في إدارة ألفا و15 سنة قضتها الثانية في إدارة «تاتش»؟ الخيارات صارت محدودة أمام وزير الاتصالات، الذي وقع مرة جديدة في شرّ أقواله. هو الذي سبق أن أعلن، في بيان أصدره في 18 من الشهر الحالي، أنه بعد استقالة الحكومة وعدم إطلاق مناقصة لإدارة القطاع، بات تمديد العقود للشركتين الخيار الوحيد المتاح، بحسب القوانين والأنظمة المرعية الإجراء للحفاظ على تسيير هذا المرفق العام. بعد قرار رئيس الجمهورية، سقط ما يسمّيه شقير الخيار الوحيد، وصار عليه أن يكتشف بنفسه ما هي الخيارات البديلة. لديه من الوقت ساعات معدودة ليقرر. في منتصف ليل اليوم ينتهي عقد الشركتين، وعند الساعة 11 من قبل الظهر سيكون عليه أن يُعلم لجنة الاتصالات النيابية بخطته لما بعد سقوط التمديد. لا يُحسد شقير على وضعه، بعدما فشل في الحصول على التغطية السياسية التي كان يأملها. معارضة التمديد لا تقتصر على رئيس الجمهورية، ومن خلفه التيار الوطني الحر. حتى حركة أمل، وبعدما سبق أن وقّع وزير المالية المرسوم الجوّال، عادت لتعلن عبر النائب محمد خواجة أن أي توجه أو إجراء يمدّد للوضع القائم هو استمرار لسياسة الهدر والفساد السائدة داخل هذا القطاع. وبشكل مباشر طالب خواجة وزير الاتصالات بـاتخاذ قرار بإعادة قطاع الاتصالات إلى الدولة إلى حين إجراء مناقصة بمعايير عالية الشفافية تجري تحت أنظار الإعلام والرأي العام اللبناني. حزب الله لم يعلن موقفه بعد، لكن عقد الجلسة الطارئة للجنة الاتصالات يكفي لمعرفة أن الحزب سيكون في مقدمة المطالبين بتسلّم الدولة للقطاع.
"النهار": 2019 عام سقوط التسوية و"النأي": خرج الحريري وبقي عون وباسيل
كتبت سابين عويس في "النهار": 2019 عام سقوط التسوية و"النأي": خرج الحريري وبقي عون وباسيل
بعد مضي شهرين على استقالة الحريري، و12 يوما على تكليف حسان دياب تأليف الحكومة الجديدة، وسط مقاطعة سنّية واضحة بقيادة الحريري نفسه، بدأت تتظهر خريطة المشهد السياسي في ظل التموضع الجديد الذي انتهجه اكثر من فريق وفي مقدمهم زعيم "المستقبل". فالاستقالة التي اسقطت آخر اوراق التين لعلاقة هجينة ربطت الحريري بـ"حزب الله" على قاعدة "ربط نزاع"، ومنع الاحتقان السنّي- الشيعي، شكلت كذلك رصاصة الرحمة في جسد التسوية السياسية المبرمة مع رئيس الجمهورية و"تياره الوطني الحر". الاستقالة من خارج موافقة عون والحزب، شكلت الضربة القاضية للحريري لجهة العودة الى السرايا، فانتهت عمليا الى خروج الحريري من السلطة مقابل بقاء عون والى جانبه مهندس التسوية جبران باسيل فيها. على المقلب الاقتصادي والمالي، سيخفف خروج الحريري من السلطة عبء مسؤولية الانفجار الكبير عن كاهله، بعدما باتت هذه المسؤولية كرة النار التي سيتلقفها الرئيس المكلف وحكومته من اسلافه، وسيتعين عليه التعامل معها من موقع ان الحكم استمرار، علما ان السؤال المطروح بالحاح اليوم في الاوساط الاقتصادية والسياسية يكمن في تبيّن ما اذا كان خروج الحريري من الحكم سيحجب الدعم العربي والدولي للبنان؟ ماذا عن المستقبل السياسي للحريري؟ تسأل الاوساط عينها، مضيفة بالتساؤل: هل سينتقل الى صفوف المعارضة ام يعيد استنساخ نموذج خروجه من السلطة عام 2011 فيترك الساحة السياسية وينسحب؟ حتى الآن، لا يبدو لأوساط قريبة من "بيت الوسط" ان الرجل قرر الانسحاب، بل على العكس، كل المؤشرات تشي بأنه مصمم على الانتقال الى المعارضة، وإن لم يحسم امره علناً بعد. ولكنها في المقابل، ليست على بيّنة من الاستراتيجية التي سيعتمدها، وما اذا كان سيقود معارضة او سيكون وحيدا فيها في ظل الخلافات التي تُبعد بينه وبين حلفاء الامس. تشكك مصادر قريبة من الفريق الخصم، في امكان انتقال الحريري الى المعارضة، مستندة الى رفضه خوض معركة في وجه ثنائي الحزب والعهد، بحيث آثر عدم تسمية مرشح لرئاسة الحكومة، لاعباً على وتر الميثاقية، خوفا من خسارته مثل معركة كهذه، اذا لم ينجح في جمع حلفاء الامس حول اسم موحد. وفي رأي هذه المصادر ان الحريري سيعوّل مستقبلا على فشل حكومة دياب في تنفيذ التزامات المجتمع الدولي ولا سيما حيال سياسة النأي بالنفس التي تشكل مطلبا اساسيا يرمي الى ضبط تضخم "حزب الله" وامتداده الاقليمي.
"النهار": 2019 عام الاختناق اللبناني الفردي والجَماعي
كتب جهاد الزين في "النهار": 2019 عام الاختناق اللبناني الفردي والجَماعي
كانتشار الطاعون انتشر الذل المصرفي في أواخر العام 2019. صار اللبنانيون فجأةً بمعظمهم ليس فقط أذلّاء في قاعات المصارف بل سذّجٌ وأذلاء. لعلها الكيمياء العجيبة هي التي أنتجت من مجموع الاختناقات العامة واحدةً من أهم الحركات الشعبية منذ تأسيس دولة لبنان الكبير بتوقيع الجنرال غورو. بل هي الحركة غير الطائفية الأكبر منذ مائة عام. هل تخرق هذه الثورة سقفَ هذا الاختناق وتعيد فتحَ الأفق العام؟ من الصعب توقّع ذلك. فالنظام السياسي قوي ووقح ومَحمْي ومتمرِّس إلى درجة تجعله مغلَقاً على فساده. وقد ظهر للمرة الألف أن لكل لصٍ من لصوصه جمهوراً يحميه حتى بين الأكثر اختناقاً. وأُفضِّل في رأس هذه السنة بالذات أن أقول الأكثر اختناقاً على القول الأكثر فقراً. عاد اللبنانيون ليصبحوا مشاريع شحّادين كما أصبحوا في نهايات الحرب الأهلية 1975-2000. إنهم يهيئون لهم من الآن الإعاشات. كانت الإعاشة هي علامة النكبة الفلسطينية. وهي علامة متجددة للنكبة اللبنانية. سيصبح عليك في العام 2020 أن تشكر من سرقك. كما كان عليك في الحرب الأهلية الأخيرة أن تشكر قاتلَك. الثورة الحالية التي يقودها جيل جديد رائع سبق لي أن كتبتُ أنها أصبحت ثورةَ "مودعين صغار" مختنقين في قاعات المصارف نهاراً وثوارٍ في المساء في ساحات المدن. شعبٌ من المختنِقين. علينا أن نسمع صيحات المختنقين على أسوار غيتوات اللصوص والمرفّهين. الصيحات التي تصل أسماع العالم وآذان صندوق النقد الدولي القاسية. فبالنتيجة نحن مسؤولون أولاً عمّا حلّ بنا. ولا أريد أن أقول نحن نستحقه إذا لم ننتفض بالقدر الفعّال عليه.
"نداء الوطن": كان عاماً مليئاً بـ"جبران باسيل"
كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": كان عاماً مليئاً بـ"جبران باسيل"
كان عاماً مليئاً بـ"جبران باسيل". بحلوه ومرّه. بطلعاته المدوّية وسقطاته المدمّرة. البداية كما الأيام الأخيرة، كثير من الصخب المحيط برجل العهد. جبران هو الحدث، حتى لو لم يكن في الواجهة، كما يحصل في الوقت الراهن. لكن بصماته دوماً حاضرة وأصداء مواقفه وخياراته تصدح في غرف القرار. ثمة من يعتبر أنّ باسيل سيكون الرئيس المقبل للجمهورية إذا ما استمر الصراع الشيعي السني في المنطقة، ولكن في حال السيناريو المعاكس، فستتراجع حظوظه كثيراً بسبب سلوكه الصدامي. هو إذاً يلعبها صولد وهنا المخاطرة.
بالنسبة لمؤيديه. العلّة لا تكمن في طبيعة العلاقة مع "حزب الله". على عكس الغبار الكثيف الذي يلفّ هذه العلاقة بين الحين والآخر، فهي أكثر من متينة وممتازة. ويؤكدون أنّ الحزب مقتنع بأنّ باسيل يدفع ثمن خياره السياسي، ولذا هو من فرض معادلة "سعد وجبران". أثبت العام 2019 أنّ باسيل يهتم بأمور كثيرة لكن المطلوب في هذه اللحظة واحد: الاقتناع بضرورة التراجع قليلاً كي تعبر العاصفة وتهدأ الرياح، مراجعة سلوكه خلال السنوات الماضية وتحديداً منذ وصول العماد إلى سدّة الرئاسة، توسيع دائرة المشاركة من حوله والاستماع أكثر إلى نصائح مقربين غير انتفاعيين، تعزيز صفوفه الداخلية الحزبية، إعادة صناعة صورته الإعلامية واعتماد "الموديل" الذي يناسب شخصيته وهدفه، مراجعة سلوكه مع حلفائه ونوابه وقياديي حزبه. فهو يحتكر كل شيء، الواجهة والمنبر والحضور والقرار ولهذا تلقى "الصفعة" دون غيره من العونيين. يتصرّف كزعيم ومختار في وقت واحد. يدير الشؤون الاستراتيجية وأبسط القضايا والمسائل. يختزل كل الأدوار في شخصه. وهنا واحد من مكامن الخلل.
"الشرق": مصير لبنان تقرّره السنة 2020
كتب خيرالله خيرالله في "الشرق": مصير لبنان تقرّره السنة 2020
تغيّر لبنان وتغيّرت طبيعة الازمة التي يمرّ فيها. ما لم يتغيّر هو الوصاية. مع مرور الوقت، يتبيّن بكل دم بارد وبعيدا عن كلّ ما له بالعواطف الوطنية الجيّاشة ان لبنان انتقل من الوصاية السورية الى الوصاية الايرانية. انّها مرحلة صعبة ومعقّدة وخطيرة في الوقت ذاته. تتطلّب المرحلة التفكير جدّيا في ما اذا كان لا يزال هناك امل في انقاذ لبنان في غياب شخصية سنّية على رأس الحكومة قادرة على التعاطي مع العرب القادرين ماليا ومع الإدارة الاميركية والمؤسسات المالية الكبرى مثل صندوق النقد الدولي… ومع الاوروبيين. هذا اذا كان لا يزال هناك أوروبيون على استعداد لمساعدة لبنان بعد كلّ هذا الوقت الضائع منذ مؤتمر «سيدر» الذي انعقد في باريس في نيسان – ابريل من العام 2018. أضاع لبنان كلّ الوقت الذي كان يفترض ان يستفيد منه كي يحصل على مساعدات هو في اشدّ الحاجة اليها شرط تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. ولكن ما العمل عندما يكون الجهل سيّد الموقف، وهو جهل يضاف اليه وهم الاعتقاد ان لبنان يمتلك ثروة كبيرة من الغاز في مياهه الإقليمية… او انّه يستطيع الاستعانة بالصين! من يصالح اللبنانيين مع الواقع، بما في ذلك انّ ثروة الغاز تحتاج الى سنوات طويلة، الى السنة 2029 في احسن تقدير، كي يبدأ استغلالها. ان التزاوج بين الجهل والعيش في الوهم هو الطريق الأقصر الى الانهيار اللبناني في ظلّ استياء عربي لا حدود له من انتقال البلد الى الوصاية الايرانية من جهة وتغيير في طريقة التفكير الاميركية من جهة اخرى. ما لا يرغب المسؤولون اللبنانيون في فهمه، باستثناء قلة منهم، ان الإدارة الاميركية مستعدة لترك لبنان يلقى مصيره في حال لم يقتنع بانّ عليه مساعدة نفسه اوّلا. الأكيد ان الاستعانة باشخاص مثل حسّان دياب، لا يمتلك أي حيثية شعبية، لا يبشّر بالخير في أي مجال من المجالات ويجعل من السنة 2020 سنة كلّ المخاوف والمخاطر على لبنان.
"الانوار": 2020. سنةُ إستعادةِ الوطنِ من الفاسدين "الخونة"
كتبت الهام فريحة في "الانوار": 2020. سنةُ إستعادةِ الوطنِ من الفاسدين "الخونة"
إذا كان من تسمية يجب أن تُطلَق على سنة 2020، فهي بالتأكيد سنة إستعادة الوطن من الفاسدين "الخونة" نعم إنهم "خونة" لأنهم خانوا أمانة الشعب. وخانوا أمانة الدستور. وخانوا أمانة القوانين المرعية الإجراء .
وخانوا العهد والوعد . وخانوا مسؤوليتهم لأنهم تولوا المسؤولية من أجل خدمة الناس لا أن يصبح الناس خدَمًا عندهم . مطلع 2020، نخاطب شعب الإنتفاضة "المتريث" وقادتها، ونقول لكم : الآمال معلقة عليكم لا على الطبقة السياسية . الطبقة السياسية الفاسدة أصبحت "منتهية الصلاحية" في عيون الناس وفي عقولهم، ومن باب إضاعة الوقت الرهان عليها مجددًا... فالرهان على هذه السلطة دام منذ ما يقارب الثلاثين عامًا، فماذا كانت النتيجة؟ مئة مليار دولار دينًا من ضمن مبلغ 250 ملياراً صرفاً . أَثقال في الإدارة العامة حيث ان التوظيف بلغ أعداداً غير مسبوقة بحيث ان الإدارات الرسمية امتلأت بالمحاسيب والأزلام فيما لخريجون والخريجات يتسكعون على أبواب السفارات سعيًا للهجرة . إعطاء سلسلة الرتب والرواتب من دون القدرة على تغطيتها سوى بالديون . فتح ابواب التلزيمات على مصراعيها من دون الأخذ بعين الاعتبار وضعية خزينة الدولة . موضوع الفيول للكهرباء وما حمَّل الدولة من أعباء هائلة لم يعد بالإمكان تغطيتها . كل هذه التَرْكة لم يعد بالإمكان التغاضي عنها، والمطلوب معالجة يومية لها وهذه مسؤولية تقع على عاتق شعب الإنتفاضة وقادة الإنتفاضة، لا الطبقة الفاسدة التي أصبحت من الماضي الغابر وإنْ كان البعض ما زال واهمًا ومتوهمًا ان الطبقة الفاسدة ما زالت موجودة وفاعلة وقادرة كما كانت قبل 17 تشرين الاول 2019 .
كل عام ونحن شعب لبنان الأبي صامدون مؤمنون ان كل الفاسدين "الخونة" سيأتي حسابهم واحداً تلو الآخر؟
"نداء الوطن": ميشال عون... إِحتَجِز العصابة أو تَنَحَّ كالكبار
كتب بشارة شربل في "نداء الوطن": ميشال عون... إِحتَجِز العصابة أو تَنَحَّ كالكبار
فخامة الرئيس، لن يرهبنا استخدامُكم للأجهزة الأمنية وتذرُّعُكم بالمواثيق الدولية لمنع قطع الطرقات وضرب ثورة الأمل النابض منذ 17 تشرين. لقد بلغ السيل الزبى، وآن لكل السلطة أن تعلم أنّ احترام المسؤولين رهن احترامهم لكرامة اللبنانيين، وأن القوانين المرعية ساقطة أمام الحقوق الأصلية، فالناس كفروا بسلطةٍ حقيرة تتواطأ مع مافيا المصارف التي هرَّبت أموال العصابة كلها وصادرت أموال المودعين الصغار، ولا تزال تعرقل قيام حكومة مستقلّين رغم إسقاط شرعيتها بتصويت الأقدام. فخامة الرئيس، لا نخاطبك من انفعال أو رغبةً في الحطّ من مقام يشرّف كل اللبنانيين. بل لأنّك المسؤول الأول والأقوى وصاحب شخصية متمرّدة نرفض رؤيتها مهيضة الجناح أمام النصَّابين والأفَّاكين وأكلة أموال الفقراء واليتامى والتاركين الأطفال يموتون على أبواب المستشفيات. تصرَّفْ خارج الأطر المعروفة، ولا تتذرعْ بالقوانين. استدعِ عصابة المصارف. وليحضُر رياض سلامة المسؤول بالتواطؤ أو انعدام الكفاءة، وليأتِ معه سليم صفير الذي يطمئن اللبنانيين زوراً، وعلاء الخواجة وسمير حنا وغيرهم من شلة اللائحة الطويلة التي حوَّلت المودعين إلى متسوِّلين، وأنت تعرف معظمهم مثلما تعرف أنّ لجماعتك بنكاً خاصاً استلحقته الهندسات ومكرمات البنك المركزي، التي لم توفّر صحافة ولا أهل سياسة وضمائر "حيَّة" على مدى سنوات. إحتجزْهُم في قصر بعبدا ووجِّه لهم الإهانات رافعاً السوط، ثم سمِّ الاحتجاز اجتماعاً طويلاً دائم الانعقاد حتى يعيدوا الأموال صاغرين ويدفعوا ثمن جريمتهم في حق لبنان. ولا تنسَ محاسبتهم عبر دعوة القضاء والمدعي العام المالي الذي عجز عن تكبيل سارق كبير واحدٍ حتى الآن. إنّه وقتك مع الناس ومع التاريخ. فإما أن تستعيد روح ذاك الجنرال المتمرّد ضد الوصاية والاحتلال، وإما أن تستكين لساكن القصر المتردّد أسير التحالفات والمحاصصة وهاجس التوريث. عليكَ اليوم أن تختار. كُنْ رئيساً أو اترك المنصب كما يفعل الكبار.
"نداء الوطن": غير ذي شأن
كتب طوني فرنسيس في "نداء الوطن": غير ذي شأن
وجهتان في تحليل الأوضاع اللبنانية الراهنة لم تعودا "ذات شأن". الأولى تتمسك برواية السلطة والحكم الآفلة، فتكررها وتجترّها من دون النظر الى الوقائع الجديدة الناتجة عن تحكم فرقاء تلك السلطة بالتفاصيل منذ خروج الجيش السوري من لبنان في ربيع 2005. بعد رحيل النظام السوري دخل السلطة شريكان جديدان، "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، وسرعان ما اندمجا في آليات "البقرة" إياها الى جانب قدامى "المحاربين". تلبنن الفساد لكن مركز القرار انتقل من عنجر الى "حزب الله"، الذي فرض وجهة نظره في رئاسة الجمهورية، بالطريقة التي فرض نظام الأسد وجهة نظره في التمديد للرئيس أميل لحود. الحصيلة السياسية والاقتصادية والمالية لهذا الفريق المهيمن منذ 2005 هي ما يعيشه لبنان اليوم من أزمة وانهيار، ومع ذلك يسمح الأقوى في الفريق لنفسه بالتهديد: إما حكومة دياب وإما الفوضى وحكم الأقوى!!! تُرى ألا يشعر صاحب هذا القول أن كلامه قد تخطاه الزمن وهو "غير ذي شأن"؟. التحليل الثاني يتناول الانتفاضة الشعبية، ويذهب في نظرته الى القول بتراجعها وهمودها، لكن ذلك غير صحيح ولا يتمتع بالدقة. فالغضب دخل المنازل والقرى والمدن، وهو يستند الى البرنامج الذي فرضه أركان السلطة على الناس وقوامه تعميم الفقر وتوحيد الصفوف أمام المخازن والمصارف والمستشفيات... مثل هذا "البرنامج" الذي لم تقدم السلطة غيره حتى الآن كاف وكفيل بأن يبقي جذوة الغضب مشتعلة، لتتحول في لحظات الى مسيرات وحشود. ولن يفعل خطاب الاستقواء سوى زيادة الاحتقان وتوفير سيولة إضافية لشعب يفتقد سيولة تعبه وجهده.
"الشرق": دولة "الحزب" وسلاحه
كتب عوني الكعكي في "الشرق": دولة "الحزب" وسلاحه
من أسف شديد، فإننا نستقبل العام الجديد ونحن في أسوأ أحوالنا على الصعيد المالي – الاقتصادي – الاجتماعي وقد ضاقت سُبل العيش في الأكثرية الساحقة من الناس، وباتت أدنى متطلبات الحياة بعيدة عن متناول معظم الشعب الذي يكاد نصفه أن يكون قد بلغ حدّ الفقر أو أدنى، فيما غابت الطبقة الوسطى التي هي (أو كانت) صمّام الأمان الذي يقوم عليه التوازن والنمو… هذا النمو الذي هبط من ٩٪ قبل عشر سنوات الى صفر في المئة اليوم، وليس من دليل على تحسّن في الوضع، إنما المؤشرات كلها تحمل نذر الهبوط الى ما تحت الصفر. وفي نظرة سريعة، ولكن واقعية، الى الحال العام إنْ في لبنان أو في معظم بلدان المنطقة لأشارت الأصابع والوقائع الى إيران وأتباعها في لبنان وسوريا والعراق واليمن… في انهم المسؤولون هناك عن الانهيار الشامل وعندنا عن الأزمة الاقتصادية الخانقة. فالمعاناة اللبنانية الكبرى في المجال الاقتصادي بمتفرعاته كافة لها أسباب عديدة إلاّ أنّ أبرز أسبابها هو حزب الله الذي ارتهن القرار السيادي في البلد وأقام دويلته في قلب الدولة وعلى حسابها، واستجلب الى لبنان العقوبات الاميركية التي طاولت اللبنانيين جميعاً، وحرمنا السياح العرب وبالذات السياح الخليجيون الذين كانوا عمود السياحة التي هي عمود الاقتصاد. أضف الى ذلك ضرب التوازن الوطني من خلال فرض القرار بقوة السلاح على سائر الأطياف اللبنانية العزلاء من كل سلاح: فالسلاح يفرض رئيس الجمهورية، ويفرض الوزراء، ويفرض الحقائب، وبات، أخيراً، يفرض رئيس الوزراء. باختصار، ليس في لبنان دولة إلاّ في الشكل أما في المضمون فنحن في دولة حزب الله… ومن أسف أنّ هذه الحال تمتد الى العام الجديد.
"النهار": دولة التماسيح وحسّ MTV؟
كتب راجح الخوري في "النهار": دولة التماسيح وحسّ MTV؟
هل يعرف المسؤولون السعداء ان عدد المنتحرين بسبب الفقر والعوز تجاوز ١٥٠ لبنانياً، وهل يتذكّر هؤلاء الذين يتناتشون تكراراً الحصص والأدوار في طبخة الحكومة الجديدة، ماذا يمكن ان يفعل الشعب عندما يجوع، وخصوصاً عندما بات معروفاً ومكشوفاً، ان هناك عدداً كبيراً من المسؤولين على كل المستويات السياسية والوزارية والنيابية وحتى في الإدارات العامة يتقاضى مجموعة تراكمية من الرواتب تتجاوز عشرات الملايين، في حين تجاوزت نسبة ما دون خط الفقر أي عدم القدرة على تأمين الطعام ٣٠٪ وان نسبة ٥٥٪ من اللبنانيين في البطالة وهو رقم يتصاعد بسرعة مخيفة؟ وفي المناسبة، هل قرأ واحد من السياسيين مثلاً ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر قبل أيام ان يتخلى منذ الآن عن معاشه عند ترك منصبه في مبادرة إصلاحية، ونحن مستمرون في دفع رواتب التقاعد ليس للنواب السابقين تراكمياً بل للمتوفين من أيام نوح؟ أهم من كل هذا على فظاعته الوقحة وفي الظروف الإفلاسية العاصفة، وبعدما تم نهب الدولة وتكنيس خزينتها، ما دفع الوزير خليل قبل أشهر الى القول "الخزينة خاوية ولا ليرة"، هل توقف السياسيون رؤساء ووزراء ونواباً وملتزمين ومدراء مستأسدين، بحياء وتعرّق أمام مبادرة فردية محترمة قامت بها محطة "MTV" عندما جمع زميلنا ألان درغام في يوم واحد نصف مليون دولار لفقراء طرابلس، وهو مبلغ قدمه كثيرون ممن نهبوا الدولة، هدية العيد للزوجة أو العشيقة؟ ٧٠ يوماً من الثورة التي شهدت ثمانية إنتحارات من فقر وعوز، ولم يحسّ نائب واحد ان عليه ان يستقيل، وزير واحد أن عليه ان يعلن صياماً عن الأكل، زعيماً واحداً أن عليه ان يقف تحت المطر صارخاَ حتى السماء، كما تفعل فتيات هذه الثورة العظيمة التي تحاولون تمزيقها؟
"النهار": الفرد أساس الجماعة؟
كتب راشد فايد في "النهار": الفرد أساس الجماعة؟
يتساءل اللبنانيون: اذا أفُسد الدستور، فبم يُصلح البلد؟ وآخر المفاسد، ان يسوّغ بعض أهل الحكم، دوراً لوزير سابق في تشكيل الحكومة المنتظرة بحجة أنه رئيس أكبر كتلة نيابية وهو أمر لو سمع به الخبير الدستوري الشهير، الدكتور ادمون رباط، الجد، لاهتزت عظامه في لحده، استنكاراً. لكن هذا الزعم لا يخرج عن نهج اعتمده "العهد القوي" منذ حل في قصر بعبدا، قبل 3 سنوات ونيف، مفاده تعديل الدستور بالممارسة، لارساء قواعد عمل تناقضه، وتحل محله، مع مرور الوقت، ولم تكن رسالة رئيس الجمهورية الى مجلس النواب لطلب تفسير المادة 95 من الدستور، سوى معلم بارز على هذا الدرب، لحق بغيره، وتوّجه، كالاستشارات الرئاسية قبل التكليف، وتجاهل ما تنطوي عليه استقالة رئيس الحكومة من ضرورة المبادرة الى تسمية رئيس حكومة جديد، يسميه النواب لتشكيل حكومة جديدة. لكن الحجة الرئاسية لعدم الاقدام، ضمن وقت قليل، كان ان الدستور لا يحدد مدة لرئيس الجمهورية ليبادر الى التشاور مع النواب، وأن التشاور، قبل التكليف يسهل مهمة رئيس الحكومة الجديد، قبل ان يسميه النواب. أذكى النقاش لهيب الطائفية التي لم يقصر وزير العهد في تأجيجها تحت مسمى حقوق المسيحيين، لغاية في نفس جبران، وليس حرصا على الدستور. وبما ان الضد يظهر حسنه الضد، كما يظهر سوءه، أيضا، بدليل ان تظاهرات خرجت في بيروت وغيرها اعتراضا على تكليف الدكتور حسان دياب، وعلى "ظلم السنة"، وهو شعار يثلج صدور الطائفيين الذين لا يتقدمون الصفوف إلا على جثة الوطن. فبين "حقوق المسيحيين" و "شيعة... شيعة" صرخة "سنة...سنة" تكمل تأجيج الأجواء الطائفية. في الصرخات الثلاث، المتعمد منها والعفوي، ما يرسم أفقا سوداء، يراد منها ان تسقط قبضة الانتفاضة، التي تفتح المدى، جديا، أمام تضامن وطني يرفع من شأن الفرد كأساس للجماعة، لا كرقم في مجموعها، لذا لا يكون الرد على تحريف الدستور بالارتداد الى المربع الطائفي، بل بالاحتماء بدستور الطائف، وحمايته.
"الاخبار": صفقة الصواريخ الفاسدة ــ تابع
كتب حسن عليق في "الاخبار": صفقة الصواريخ الفاسدة ــ تابع
لم تغيّر مديرية التوجيه في قيادة الجيش من عاداتها. بدل مصارحة اللبنانيين ببيان رسمي تفصيلي، قررت الرد عبر أل بي سي آي، على ما ورد في "الأخبار" أمس، عن صفقة الصواريخ الفاسدة التي تسلمها الجيش قبل أسابيع. يقول التقرير الذي ظهر في نشرة أخبار المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشيونال المسائية إن الجيش لم يفاجأ بما ورد في الأخبار، لأنه فتح تحقيقاً بشأن صفقة الصواريخ الفاسدة. لكن مصادر الجيش كذبت على معدّ التقرير في أل بي سي آي، عندما نفت ما نشرته الأخبار عن أن عقد شراء الصواريخ ينص على تسلّمها في روسيا لا في صربيا. إما أن المصادر المذكورة لم تطّلع على العقد، أو أنها تريد التعمية على أصل المشكلة في هذه الصفقة. فلو أن الصواريخ تُسلِّمت في روسيا، لكان ذلك كفيلاً بتسلّم لبنان صواريخ صالحة للتخزين والاستخدام، وبضمانة الدولة الروسية. أما تهريب التسليم في صربيا، ومن مخزون صربي، ومن دون أي تواصل مع الحكومة الروسية التي لم تكن تعلم بهذه الصفقة، فهو مكمن الفضيحة التي ولّدتها هذه الصفقة. فما يُعتقد هنا هو أن الشركة الصربية استخدمت اسم روسيا لخداع الجانب اللبناني. ويبدو أن في لبنان من «ساير» الشركة الصربية، بأنْ قبِل بفحص الصواريخ في صربيا. ولتوضيح الأمر، لا بد من ثَبت الوقائع وفق الآتي: 1- العقد الموقّع بين وزير الدفاع السابق يعقوب الصراف، يوم 12 كانون الاول 2017، وشركة يوغوإمبروت الصربية، ينص على أن تؤمن الشركة للجيش 2000 صاروخ غراد بقيمة 3 ملايين و300 ألف دولار أميركي (الصفحة الاولى من العقد). وتزعم الشركة، في الصفحة الثانية من العقد، أنها تملك رخصة تصدير من روسيا. وفي العقد أيضاً أن على الشركة أن تؤمن تأشيرات دخول لمجموعة فنية تابعة للجهة المشترية (الجيش اللبناني) إلى روسيا، لفحص البضاعة التي يوجب العقد (الصفحة الرابعة) أن تكون روسية المنشأ، وأن تكون من صنع العام 2017، وأن يجري فحصها في مرفأ تابع لروسيا الاتحادية (الصفحة الرابعة). 2- جرى تنفيذ الصفقة بدءاً من أيار 2019، لكن بتغيير جوهري: فحصت بعثة من الجيش الصواريخ في صربيا. ولم يتم التواصل مع الجانب الروسي لمعرفة إذا ما كانت هذه الصواريخ من إنتاج روسي بعد العام 2017. 3- عادت البعثة العسكرية إلى بيروت، وأرسِلت الصواريخ إلى لبنان. وعندما تسلمها الجيش، اشتبه المسؤول عن تخزينها في أنها ربما من صنع العام 1982.
"الاخبار": هل ينضم المجلس الشرعي السبت إلى غضب الشارع السنّي؟
كتب نقولا ناصيف في "الاخبار": هل ينضم المجلس الشرعي السبت إلى غضب الشارع السنّي؟
مقدار ما يواجه الرئيس المكلف عقدة شيعية في التأليف، تنتظره عقدة اخرى كأداء ما ان تبصر حكومته النور، هي استمرار افتقاره الى الغطاء السنّي الذي تتضاعف حاجته اليه. خلافاً للرئيس نجيب ميقاتي عام 2011 عندما فجّر الحريري في وجهه شغباً سنّياً في طرابلس، تراجع في الايام التالية قبل الاحتكام الى دار الفتوى التي ترأست اجتماعاً حضره ميقاتي والحريري وافضى الى الاتفاق على بضعة تعهدات، لا تزال الابواب موصدة في وجه دياب في وقت يحتاج الى وقوف طائفته الى جانبه، كي يوازن الضغوط الشيعية عليه. الا ان الثنائي الشيعي يتطلب ما لا يسع الرئيس المكلف تأمينه له، هو الحؤول دون فتنة سنّية - شيعية يتسبب فيها الخلاف على رئاسة الحكومة والدور الشيعي المؤثر لكن المتفاقم ايضاً في توجيه خيارات هذا المنصب، تعتقد الطائفة السنّية وسياسيوها انهم المعنيون بتحديدها. ما حدث، ليلة التكليف وفي الايام القليلة التالية في كورنيش المزرعة وصولاً الى قصقص، كما الى الاحياء السنّية المجاورة وفي مناطق الاطراف، واعمال شغب خطيرة، وجهت اكثر من رسالة مقلقة الى الثنائي. بفضل استيعابه ما جرى وزنار امني فرضه الجيش امكن تفادي الاسوأ والاخطر. لم يكن الحريري بعيداً منها، وعُدّ المحرّض الرئيسي عليها من اجل تأكيد رهان لم يفارقه: العودة الى السرايا متاحة بجرعة اضافية. لا يقتصر الامر على ما حدث حينذاك، ثم انكفأ من غير تراجع نواب تيار المستقبل وقيادييه والدائرين في فلكه في تسعير الحملة على دياب وداعميه. في غياب الحريري في باريس لتمضية الاعياد، ثمة ترقّب لحدثين من شأنهما تعزيز الغضب السنّي: الاجتماع الدوري للمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى السبت في دار الفتوى، وهو الاول منذ 26 تشرين الثاني قبل تعاقب التطورات المتلاحقة الاخيرة واحتمال ان يعزز رفع الغطاء السنّي عن دياب، ونبرة الخطب المتوقع اطلاقها في اليوم السابق من المساجد، الجمعة، في ظل ممارسة الضغوط على الرئيس المكلف، يومياً تقريباً امام منزله.
أسرار وكواليس
النهار
ـ يقول مقرب من النائب طلال أرسلان انه لا يمكن السماح بتوزير درزي واحد "لأنّنا قد نصل إلى استقالة وغياب الميثاقية الدرزية، ومن الضرورة أن يتمثل خط المقاومة والممانعة والطرف الدرزي الآخر وحلفاءنا إلى جانبنا".
ـ عُلم أنّ وزيراً ورئيس تيار سياسي بارز استشار أحد أصدقائه ممن كان له دور أساسي في حملة أحد الرؤساء الأميركيين حول كيفية الخروج من الوضع الحالي بعد الانتفاضة الشعبية، فزوده نصائح بدأ بتطبيقها مقابل بدل مالي لهذه الاستشارة.
ـ يتردد في اوساط وزارة الثقافة ان تقديم المنح والمكافآت للموظفين تتم وفق محسوبيات سياسية ومذهبية ولمقربين من غير ذوي الاختصاص.
الجمهورية
ـ نُقل عن مرجع غير مدني إبلاغه أكثر من مسؤول بضرورة إسناد حقيبة وزارية حساسة الى شخصية تفهم طبيعة عمل الوزارة منعا لتجدد الإشكالات مع الوزير السابق.
ـ نفى مرجع أمني أن يكون معنيابالملفات المالية المطروحة وعبر عن إستيائه من محاولات زجه في المعالجات الجارية لهذا الملف.
ـ تتداول أوساط حزب كبير أن هناك علامات استفهام حول علاقة شخصية مكلفة بمهمة كبيرة مع الأميركيين..
اللواء
ـ تداول فريق في مقر رئاسي بالسير الذاتية لضابطين متقاعدين، لوزارة الداخلية، دون الحصول على قبول!
ـ يستعد تيّار سياسي وازن لإجراء مراجعة ذاتية عامة مع الكوادر العليا والوسطى تشمل التسوية الرئاسية وما تلاها!
ـ شوهدت مجموعات لبنانية اغترابية بكثرة جاءت إلى لبنان لقضاء عطلتي الميلاد ورأس السنة..
نداء الوطن
ـ توقع بعض مستوردي النفط أزمة جديدة بعدما اشترطت شركات عالمية تسديد مستحقاتها من خلال مصارف أجنبية لا من خلال اعتمادات تُفتح في مصرف لبنان.
ـ نقل عن سفير دولة كبرى أنّ الاحتياط المالي المتوافر لدى أحد الأحزاب الفاعلة يكفيه لمدة شهرين فقط.
ـ تردد أن رجل الأعمال وديع العبسي يستعد لدخول "الجنّة الحكومية" مدعوماً بعلاقاته برئاسة الجمهورية على أن يلتقي بعد الأعياد الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف حسان دياب.