عرب وعالم

بالتفاصيل.. هكذا اتخذ ترامب قرار تصفية سليماني!‏

تم النشر في 4 كانون الثاني 2020 | 00:00

لم يكن القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني، بعيدا عن أعين المخابرات ‏الأميركية لسنوات طويلة، لكن تردد البيت الأبيض في أكثر من مناسبة أعطاه منحه ‏مزيدا من الوقت على قيد الحياة، قبل أن يتخذ الرئيس دونالد ترامب القرار الحاسم ‏لإنهاء وجود رجل الإرهاب القوي.‏

وبدأ التخطيط لاغتيال سليماني في الصيف الماضي، بعد تورط طهران في عدة ‏اعتداءات في المنطقة، غير أن القرار النهائي اتخذ بعد اقتحام السفارة الأميركية في ‏بغداد، الأسبوع الماضي.‏

وبحسب مسؤولين أميركيين، فقد وفرت "ثقة سليماني المفرطة" وتورطه في ‏الهجمات الأخيرة بالعراق الفرصة لقتله وإنهاء قصته.‏

وفي الساعات الأولى من فجر الجمعة، قتلت ضربة جوية أميركية سليماني الذي ‏يقود فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ويعتبر ثاني أهم رجل في إيران بعد ‏المرشد علي خامنئي.‏

وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون لوكالة "رويترز" إن الأمر الذي أصدره ‏دونالد ترامب بقتل سليماني جاء بعد سلسلة من المناقشات رفيعة المستوى على ‏مدى الأسبوع الماضي، شملت اجتماعا مع أهم أعضاء فريقه للأمن القومي أثناء ‏قضاء ترامب العطلة في منتجعه بولاية فلوريدا.‏

معلومات استخبارية

وقرار توجيه الضربة الجوية، بعد اختيار مسؤولين أميركيين من قبل الامتناع عن ‏ذلك، نبع مما وصفه مسؤولون بارزون بأنه معلومات استخبارية، تستوجب التحرك ‏بأن سليماني (62 عاما) يخطط لهجمات وشيكة ضد دبلوماسيين وجنود أميركيين ‏في العراق ولبنان وسوريا وأنحاء أخرى من الشرق الأوسط.‏

ولم يذكر هؤلاء سوى القليل من التفاصيل بشأن الأهداف المحتملة.‏

ولم يتضح كيف تغلب ترامب ومساعدوه على المعارضة السابقة لمثل هذا الهجوم ‏بدعوى أنه يهدد بتورط الولايات المتحدة في حرب جديدة بالشرق الأوسط قد تمتد ‏للمنطقة بأسرها.‏

ويأتي قتل سليماني، بعد فترة وجيزة من عودته من دمشق حسبما أفاد البيت ‏الأبيض، في نهاية أسبوع من العداء المتصاعد على نحو سريع بين الولايات ‏المتحدة وإيران.‏

وعلى مدى أعوام سافر سليماني في أنحاء المنطقة، غالبا تحت نظر الجيش ‏الأميركي وأجهزة المخابرات، دون أن يعبأ على ما يبدو باحتمال أن ينتهي به ‏الأمر في مرماهم بينما يساهم في بناء ميليشيات تحارب بالوكالة.‏

الى ذلك، أوضح مسؤول سابق في الإدارة الأميركية أن سليماني أبدى ثقة مفرطة ‏‏"بشكل فج"، خاصة بعد أن قتلت ميليشيات كتائب حزب الله المدعومة من إيران ‏متعاقدا أميركيا في قاعدة بشمال العراق.‏

وردت الولايات المتحدة على هذا الهجوم بضربات جوية على أهداف للميليشيا ‏العراقية في سوريا والعراق، أدت إلى مقتل 25 من عناصر الميليشيا.‏

أضاف المسؤول السابق "(سليماني) منحنا ذريعة لاتخاذ القرار".‏

تصفية الهدف

في هذا الاطار، كشف مسؤولون طلبوا عدم نشر أسمائهم أن قرار التخلص من ‏سليماني اتخذ بعد الاجتماع الذي تم الترتيب له على عجل لترامب في المنتجع، مع ‏وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الدفاع مارك إسبر، ومستشار الأمن القومي ‏روبرت أوبريان، ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي.‏

وقال أحد المسؤولين إن الأمر النهائي "لتصفية الهدف" جاء بعد اقتحام عناصر من ‏ميليشيات الحشد السفارة الأميركية في بغداد الثلاثاء.‏

أضاف المسؤول أن الخيارات كانت تشمل استهداف قادة ميليشيات الحشد الشعبي ‏وهجمات إلكترونية لكن القرار استقر في النهاية على استهداف سليماني.‏

وصرح أوبريان للصحفيين "كان تحركا دفاعيا، اتخذ الرئيس قرارا واضحا لا ‏لبس فيه".‏

وذكر مسؤول أميركي آخر أن سليماني كان يسافر في أنحاء المنطقة لتوجيه أوامر ‏بشن هجمات تستهدف الأميركيين تعتقد المخابرات الأميركية أنها كانت "في ‏المراحل النهائية" من التخطيط.‏

القرار الحاسم

كما أكد مسؤولون أميركيون لـ"رويترز" أن سليماني كان دائما يعتبر عدوا تلطخت ‏يديه بدماء أميركيين منهم المئات من الجنود.‏

لكن حتى الآن ظل الأميركيون يميلون لعدم التخلص منه.‏

وركزت إدارة ترامب على سليماني قبيل أحدث موجة عنف وقعت في العراق.‏

كما أفاد مسؤولون أميركيون بأن التفكير في تنفيذ ضربة تستهدفه بدأ في الصيف ‏بعد سلسلة هجمات في المنطقة اتهمت إيران بالمسؤولية عنها.‏

لكن التخطيط للضربة بلغ ذروته بعد مقتل متعاقد أميركي في الأسبوع الماضي ‏اتهمت الولايات المتحدة إيران بالمسؤولية عنه.‏