على الرغم من المسيرة الرائعة التي قدمها ليفربول على مدار العام الماضي، لا يزال مديره الفني الألماني يورغن كلوب يشعر بأن الفريق يحتاج لمزيد من التحسين في مستواه ويرفض التركيز فيما تحقق حتى الآن بقدر تركيزه على الفترة المقبلة.
وللمرة الأولى منذ 30 عاما، يبدو ليفربول متأهبا بقوة لإحكام قبضته على لقب الدوري الإنجليزي في ظل الانتصارات المتتالية التي حققها في الفترة الماضية من ناحية والفارق الكبير الذي يتفوق به على أقرب منافسيه في جدول المسابقة من ناحية أخرى.
وعلى الرغم من أهمية مباراة الديربي التي تنتظر الفريق أمام إيفرتون يوم الأحد في الدور الرابع لبطولة كأس الاتحاد الإنجليزي ، يضع كلوب في حساباته صعوبة المواجهات التالية التي تنتظره في بطولة الدوري الإنجليزي.
وكان الفريق تخلى عن المنافسة في مسابقة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية من أجل مشاركة قوية في بطولة كأس العام للأندية والتي خاضها بكامل نجومه وتوج فيها باللقب فيما شارك في نفس التوقيت بالفريق الثاني في بطولة كأس رابطة المحترفين وخسر أمام أستون فيلا بخماسية نظيفة ليودع البطولة من دور الثمانية.
وبعد تتويجه بطلا للعالم في 21 ديسمبر المنقضي، ينافس ليفربول في بطولتي الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي وكذلك بطولة دوري أبطال أوروبا.
ويرغب كلوب في اجتياز عقبة إيفرتون لكنه يضع في حساباته أيضا المباراتين التاليتين واللتين يلتقي فيهما فريقي توتنهام ومانشستر يونايتد في 11 و19 يناير الحالي ولهذا ، قد يلجأ لمنح الراحة إلى بعض لاعبيه الأساسيين خاصة مع معاناة بعضهم من الإجهاد بعدما خاض الفريق ست مباريات قوية في غضون 17 يوما خلال الفترة الماضية.
وعلى مدار عام كامل ، لم يتعرض ليفربول لأي هزيمة في الدوري وهو ما يتطلع كلوب إلى استمراره في الفترة المقبلة ليقترب الفريق خطوات أخرى من استعادة لقب الدوري الغائب عنه منذ ثلاثة عقود.
كما أن مسيرة الفريق الرائعة في الدوري خلال 2019 لم تدفع كلوب للاحتفال وإنما للمطالبة ببعض الراحة للاعبيه في ظل ضغط المباريات في الفترة الماضية.
وقال كلوب : إنها مرحلة عصيبة من العام. فترة لا يرغب فيها أي أحد في الخروج وتناول الشراب. يشعرون جميعا بالسعادة عندما يذهبون للنوم. وأنا أيضا كذلك.
وما من أحد يشكك في أن ليفربول هو الأقرب لانتزاع لقب الدوري للمرة الأولى في ثلاثة عقود ، ولكن كلوب يركز بشكل أكبر على مدى حاجة الفريق لمزيد من التطوير.
ويتصدر ليفربول جدول المسابقة بفارق 13 نقطة أمام ليستر سيتي و14 نقطة أمام مانشستر سيتي حامل اللقب وتتبقى لليفربول مباراة مؤجلة أيضا.
وكان الفوز على شيفيلد يونايتد بهدفي محمد صلاح وساديو ماني في الأسبوع الماضي هو التاسع عشر للفريق في 20 مباراة خاضها حتى الآن في الدوري كما حافظ الفريق على سجله خاليا من الهزائم في 37 مباراة خاضها بالدوري في 2019 عبر الموسمين الماضي والحالي.
وكانت آخر هزيمة لليفربول في الدوري في الثالث من يناير 2019 وذلك أمام مانشستر سيتي 2-1علما بأنها كانت الهزيمة الوحيدة للفريق في الدوري بالموسم الماضي.
وعلق كلوب (52 عاماً) على هذا السجل الرائع في 2019 قائلا : أشعر بسعادة بالغة وأفتخر للغاية بلاعبي فريقي... عامنا الجديد يبدأ في منتصف مايو. نركز على الموسم وليس على العام الجديد.
ويتخذ كلوب وليفربول من الهزيمة أمام مانشستر سيتي في مطلع 2019 حافزا لهم على مواصلة السجل الرائع الخالي من الهزائم في المسابقة هذا الموسم حيث كانت هذه الهزيمة نقطة التحول في الموسم الماضي لصالح مانشستر سيتي الذي توج باللقب الثمين في نهاية الموسم بفارق نقطة واحدة أمام ليفربول.
وفي ظل المستوى الرائع لليفربول حاليا وتأخر المواجهة مع مانشستر سيتي إلى نيسان المقبل ، يبدو من الصعب على حامل اللقب قلب الطاولة لصالحه إلا في حالة حدوث مفاجآت كبيرة في نتائج ليفربول خلال الأسابيع القليلة المقبلة.