ودعت مدينة صيدا وبحرها ونقابة صيادي الأسماك في المدينة الحاج ديب كاعين نقيب الصيادين السابق واحد ابرز وجوه الرعيل الأول من الصيادين في الجنوب عن عمر جاوز التسعين عاماً والذي شيع ظهر السبت من مسجد الشهداء في المدينة ووري الثرى في جبّانة حسينية صيدا في البوابة الفوقا .
أمضى الحاج ديب كاعين معظم حياته صياداً مثابراً ورفيقاً لبحر صيدا وعاشقاً له ، ثم نقابياً حاملاً لهموم وشجون قطاع الصيد البحري والعاملين فيه قبل ان يتسلم مهام رئاسة نقابة الصيادين منتصف التسعينيات خلفاً للنقيب الراحل محمود وهبي ويعاد انتخابه اكثر من مرة وبقي على رأس النقابة حتى مطلع العام 2019 حيث عين رئيساً فخرياً للنقابة بعد انتخاب مجلس تنفيذي جديد لها برئاسة النقيب الحالي نزيه سنبل .
واكب النقيب كاعين خلال مسيرته المهنية والنقابية العديد من الأحداث والمحطات التي شهدتها صيدا وتأثر بها قطاع الصيد البحري والعاملون فيه ، ولا سيما في فترات الاعتداءات الاسرائيلية والحصار البحري للشاطىء الجنوبي .
ورغم أنه لم يكن متعلماً ، الا أنه كان يعتبر ذاكرة لبحر صيدا ، ملماً بكل شؤون القطاع وكان صوت الصيادين لدى الإدارات والجهات الرسمية والنقابية المختصة يعبر عن وجعهم ويحمل مطالبهم الى المسؤولين ويتقدم اعتصاماتهم وتحركاتهم المطلبية .
تميز النقيب كاعين بعلاقة جيدة مع كل الأفرقاء في صيدا وحظي بشعبية واسعة لدى الصيادين وبمحبتهم الأمر الذي كان سبباً في تجديد انتخابه لمرات عدة على رأس النقابة .
استطاع النقيب كاعين طيلة فترة وجوده في نقابة الصيادين ان يحقق بعضا من مطالب الصيادين بما يتعلق بحماية قطاعهم سواء من التلوث او من الصيد غير المشروع او ملاحقة مطالبهم والتعويض عليهم عند تعرض شباكهم او مراكبهم لأية اضرار بسبب العواصف او غيرها ، وكل ما يتعلق بتنظيم قطاع الصيد البحري. وفي عهده ابصر سوق السمك الجديد النور وتم اعادة بناء وتأهيل غرف الصيادين في ميناء صيدا بمتابعة منه ومن رفاقه في نقابة وتعاونية الصيادين
لكن كان حلمه الذي رحل قبل ان يراه يتحقق امام عينيه هو انجاز مشروع تأهيل مرفأ الصيادين وتجهيزه مكان المرفأ التجاري (القديم) . كما كان همه ومطالبته دائما بأن يحظى الصيادون برعاية صحية واجتماعي وضمان شيخوخة .
نقيب صيادي الأسماك في صيدا نزيه سنبل اعتبر ان رحيل النقيب الحاج ديب كاعين هو خسارة لصيدا وصياديها الذين كان واحدا منهم ودائما الى جانبهم وبقي حتى وفاته مواكبها لقضاياهم . وكنا نستنير برأيه وحكمته ونستمد من عزيمته القوة والاصرار على متابعة المسبرة على نفس النهج الذي ارساه مع رفاقه من الرعيل الأول من الصيادين .
رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الجنوبي عبد اللطيف الترياقي نعى النقيب كاعين الرئيس معتبراً أنه "كان من النقابيين المناضلين لمصلحة الصيادين وحمل قضاياهم "وان " غيابه يشكل فارقا وخسارة للجسم النقابي في صيدا والجنوب".