مجدداً، كرّر المسؤولون الإيرانيون تهديداتهم التي لم تتوقف منذ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، فجر الجمعة، متهمين واشنطن بعدم التحلي بالشجاعة لخوض نزاع.
وقال الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حسين نقوي حسيني، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام إيرانية:" ليس بالضرورة أن يكون الثأر والانتقام لمقتل سليماني ورفاقه من داخل إيران."
كما اعتبر أنه "ليس بإمكان أميركا أن تستهدف القواعد الإيرانية، ولن تتجرأ على قصفها"، في رد على تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت سابق الأحد بقصف 52 هدفا إيرانياً إذا أقدمت طهران على استهداف قواعد أميركية.
بدوره، اعتبر المساعد السياسي للحرس الثوري يد الله جواني، أنه على الأميركيين مواجهة "شعوب المنطقة ومحور المقاومة بأكمله وليس إيران فحسب" في إشارة إلى الفصائل والميليشيات التي تدعمها إيران في المنطقة، من حماس في غزة، إلى حزب الله في لبنان، وميليشيات الحوثي في اليمن، وميليشيات الحشد في العراق، التي قد ترد على الضربة الأميركية التي أودت بسليماني . وأضاف "على أميركا أن تترقب انتقاما يأتيها من داخل الدول الأوروبية أيضاً".
كما اعتبر أن ما أسماها بـ"فصائل المقاومة تتحرك وفق آلياتها وأولوياتها وما تقتضيه الحاجة".
إلى ذلك، رأى أن "مقتل سليماني والمهندس ورفاقهما سيسرع من طرد القوات الأميركية من المنطقة".
يذكر أن حدة التهديدات تصاعدت خلال اليومين الماضيين بين كل من إيران والولايات المتحدة على خلفية الضربة الأميركية في محيط مطار بغداد الجمعة والتي أدت إلى مقتل سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، بالإضافة إلى 4 ضباط إيرانيين وعدد من قادة في الحشد.
وهددت ميليشيات الحشد برد قاس على القوات الأميركية، بدوره توعد الرئيس الإيراني بالثأر.
إلى ذلك، تضامنت ميليشيات الحوثي مع إيران، مشددة على أهمية الاستعجال بالثأر. وقال القيادي الحوثي محمد علي الحوثي في تغريدة على تويتر السبت: إيران بما تملكه ليست عاجزة عن الرد، لكن تأخير الرد ليس في صالحها والنفس الطويل في الرد لا يخدمها. وأضاف: "من يفهم الأولويات يعرف أهمية التحرك السريع والمسؤول فعليا بعيدا عن حرب التصريحات."
يشار إلى أن عدة محللين أشاروا إلى إمكانية أن ترد إيران على مقتل رجلها الأول في الخارج، عبر اليمن أو العراق، مستهدفة قواعد أخرى في المنطقة.
وطرحت عدة سيناريوهات للاستهداف الإيراني، قد يتراوح بين ضرب مصالح وقواعد أميركية، أو سفارات في المنطقة.
كما قد تلجأ إيران إلى "خطف رهائن" أميركيين، أو استهدف الملاحة الدولية في هرمز كما فعلت سابقاً.
وكان الرئيس الأميركي هدد في وقت سابق الأحد بضرب إيران إن استهدفت أي قواعد أميركية أو مواطنين أميركيين، قائلاً "لقد هاجمونا في السابق فرددنا، وإن هاجمونا مجدداً، وهو ما لا أنصحهم بالقيام به، فسنرد بقوة أكبر وأعنف مما سبق لهم أن رأوه".
أضاف:" لقد صرفت الولايات المتحدة للتو 2 تريليون دولار على معدات عسكرية، نحن الجيش الأكبر والأفضل في العالم، ففي حال هاجمت إيران أياً من قواعدنا أو أياً من مواطنينا فسنرسل بعضاً من تلك المعدات الحديثة دون أي تردد".