عرب وعالم

تظاهرات بطهران تطالب برحيل المرشد.. وتمزيق صور سليماني

تم النشر في 11 كانون الثاني 2020 | 00:00




بعد ساعات من إقرار الحرس الثوري الإيراني بمسؤوليته عن إسقاط الطائرة الأوكرانية، انطلقت ‏مساء السبت، تظاهرات طلابية أمام جامعة أمير كبير في طهران، وذكرت وكالة فارس أن عدد ‏المحتجين يقدر بنحو 700 إلى ألف شخص.‏

وعلت الهتافات المنددة بالمرشد الإيراني، علي خامنئي، والسلطات، وطالب المحتجون خامنئي ‏بالرحيل، وهتفوا " النظام يرتكب الجرائم وخامنئي يبرر"، و"الموت للولي الفقيه".‏

هذا وقام المحتجون بتمزيق صور لقاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية 3 يناير/كانون الثاني الجاري، ‏وعرضت "فارس" التي ينظر لها على نطاق واسع باعتبارها مقربة من الحرس الثوري صورا ‏لمجموعة من الناس وصورة ممزقة لسليماني.‏

فيما أظهرت فيديوهات قوات الباسيج تقوم بتطويق تجمع للطلاب في طهران.‏

هذا وأصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً، السبت، اعترف فيه بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية ‏بصاروخ بعد تصاعد الضغوط الخارجية على طهران، لكن تعازي القيادة لأسر الضحايا لم تكن ‏كافية في نظر بعض الإيرانيين.‏


https://vid.alarabiya.net/2020/01/11/1114fb2c40/1114fb2c40___1114fb2c40_video.mp4



وظلت إيران أياماً تنفي الاتهامات الغربية لها بالمسؤولية عن تحطم الطائرة الذي وقع يوم ‏الأربعاء، مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا فيها وعددهم 176 شخصاً.‏

وقالت السلطات إن وسائل الدفاع الجوي، التي كانت في حالة تأهب بعد ضربات صاروخية ‏إيرانية لأهداف أميركية في العراق، أطلقت صاروخا صوب الطائرة بطريق الخطأ.‏

الإيرانيون غاضبون

وفشلت تعازي المرشد الأعلى الإيراني والرئيس، حسن روحاني في تهدئة الإيرانيين الغاضبين، ‏الذين عبروا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم لإخفاء الحقيقة من جانب ‏المؤسسة الحاكمة.‏


https://vid.alarabiya.net/2020/01/11/2441bd629/2441bd629___2441bd629_video.mp4


ونقلت وكالة أنباء "العمال" الإيرانية شبه الرسمية عن رجل الدين المعتدل على أنصاري قوله ‏‏"إنها مأساة وطنية. والطريقة التي عولجت بها والتي أُعلنت بها من جانب السلطات أكثر ‏مأساوية".‏

تساؤلات عن السبب

وتساءل كثير من الإيرانيين عن السبب في أن السلطات لم تغلق مطار طهران والمجال الجوي ‏للبلاد، وقت أن كانت في حالة تأهب لصد انتقام محتمل بعد الضربات الصاروخية.‏


https://vid.alarabiya.net/2020/01/11/3c55c04d1/3c55c04d1___3c55c04d1_video.mp4


وقالت ميرا صديقاتي في اتصال هاتفي من طهران "كانوا حريصين للغاية على ألا يقتلوا أي ‏أميركي خلال الانتقام لسليماني. لكنهم لم يغلقوا المطار. هذا يظهر مدى حرص هذا النظام على ‏الإيرانيين"، وفق ما نقلته "رويترز".‏

من جانبه، قال رضا غدياني في مدينة تبريز "(يقولون) لسوء الحظ؟ ماذا يعني ذلك؟ لقد أخفوا ‏هذا النبأ المأساوي الهائل لأيام لمجرد الحداد على سليماني. عار عليكم".‏

مطالبات باستقالة المسؤولين

وطالب بعض الإيرانيين باستقالة المسؤولين ورفضوا اعتذارهم.‏

وكتب أحمد بطيبي على تويتر "أنتم انتقمتم من الإيرانيين". وجاء ذلك رداً على قول روحاني ‏على تويتر "تأسف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة لهذا الخطأ الكارثي".‏

وكتب مستخدم اسمه صادق على تويتر يقول "لا شيء غير الاستقالة".‏

بدوره قدّم وزير الخارجيّة الإيراني، محمد جواد ظريف، "اعتذار" بلاده عن كارثة طائرة البوينغ ‏الأوكرانيّة، بعد اعتراف القوّات المسلّحة الإيرانيّة بأنّ الطائرة أُسقِطت خطأ. إلا أنه ألمح بشكل ‏غير مباشر إلى تسبب الولايات المتحدة بتلك المأساة، بعد تصاعد التوتر والتهديدات التي أطلقها ‏مسؤولوها، وكتب في تغريدة على تويتر "خطأ بشريّ في فترة الأزمة التي تسببت بها نزعة ‏المغامرة الأميركية أدّى إلى الكارثة".‏

وردت عليه بيتا رزاقي قائلة "هذا هو خط النهاية أيها السيد الوزير! لقد هدمتم كل شيء".‏

الحرس الثوري يُبرّر

يذكر أن الحرس الثوري، أعلن أن الطائرة الأوكرانية التي كانت في طريقها إلى كييف اعتبرت ‏بطريق الخطأ هدفاً معادياً بعد أن اتجهت صوب قاعدة عسكرية حساسة للحرس الثوري بالقرب ‏من طهران. وأضاف أن ذلك كان خطأ بشرياً غير مقصود.‏

وبرر ظروف إسقاط طائرة البوينغ التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، قائلاً: "إن الولايات ‏المتحدة هددت بضرب 52 هدفا في إيران، لذلك كانت جميع الوحدات الهجومية والدفاعية في ‏حالة تأهب. وكان النظام الدفاعي يعمل تحت نفس الظروف".‏

كما أضاف: "في تلك الليلة كانت البلاد في حالة حرب، وتم إعلان أعلى مستوى للتأهب، وفي ‏مثل هذه الظروف واجه النظام الدفاعي هدفاً علی بعد 19 کیلومترا، وحدده خطأ علی أنه ‏صاروخ کروز".‏