في اليوم الثاني لعودة " عاصفة " الإنتفاضة الشعبية تهب على المناطق اللبنانية بتحركات واعتصامات وقطع طرقات واغلاق مؤسسات مصرفية ، بقي حراك صيدا مستنفراً متأهباً ومستعداً دائماً للتحرك في اي اتجاه ، لا يغمض عينيه ليل نهار ، عين على ما يجري في قلب العاصمة بيروت وبقية ساحات الحراك .. وعين على ابقاء جذوة الثورة متوهجة في صيدا، وقلب على الوطن .
تقاطع ايليا الذي بقي مغلقاً امام السيارات، استعاد لليوم الثاني مشهد " الثوار " يبيتون ليلتهم في العراء او في خيم عند قارعة "الثورة" ، يفترشون الإسفلت ويلتحفون السماء ويحتمون من الصقيع بقبس دفء ، يلازمهم غضب لا يغفو وان "سهت" عيونهم بعدما ارهقها السهر وكحلها غبار الطرقات والشوارع التي جابوها نهاراً وليلاً مطالبين بحقهم في العيش الكريم وبرفع سوط الفساد عن بلدهم ومقدراته، رافضين التحكم بلقمة عيش المواطن الفقير ومحدود الدخل .
استفاقت ساحة الحراك في " ايليا" على تحرك من نوع آخر ، على عائلات وطلاب اختاروا تناول فطورهم على مائدة "الثورة " ومشاركة الثوار " صبحيتهم" قبل ان يشاركوهم تظاهرتهم اليومية باتجاه عدة مرافق . وكانت وجهتهم لليوم الثاني على التوالي محال الصيرفة في وسط المدينة، حيث نفذوا وقفات احتجاجية امام هذه المحال محذرين الصرافين من التلاعب بسعر الدولار، ومخيرين اياهم بين الالتزام بالسعر الرسمي والاقفال ، فاختاروا الأخير !.
وكان عدد من مدارس صيدا الرسمية والخاصة اقفلت ابوابها اليوم على اثر الدعوات لتعليق الدروس والتي اطلقت ليلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، فيما انتظمت الدراسة جزئياً او كلياً في بقية المدارس .