أخبار لبنان

التعلم في الأزمات: "رزمة" اليونسكو بمتناول معلمي صيدا!

تم النشر في 15 كانون الثاني 2020 | 00:00

في اطار مواكبتها للظروف الإستثنائية التي يشهدها لبنان منذ نحو ثلاثة أشهر وانعكاسها على تلامذة المدارس والمعلمين ، ومتابعةً منها لموضوع التعليم خلال الأزمات ، وضعت الشبكة المدرسية لصيدا والجوار بالتعاون مع مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة في متناول معلمي ومعلمات مدارس الشبكة "رزمة المعلم - الدعم النفسي الاجتماعي والتعلم في الظروف الصعبة والأزمات" التي أصدرتها منظمة الأمم المتحدة وبرنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز لثقافة السلام والحوار .

وجرى عرض هذه الرزمة خلال جلسة توجيهية بعنوان "الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال" نظمتها الشبكة ومكتب اليونسكو ومؤسسة الحريري في خان الافرنج في صيدا وشارك فيها نحو 75 معلماً ومعلمة من 42 مدرسة رسمية وخاصة وأنروا من مدارس الشبكة ، واختتمت بحضور رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية ومؤسسة الحريري النائب بهية الحريري ، وتحدثت فيها مسؤولة برنامج التعليم الأساسي في مكتب "اليونسكو " الإقليمي في بيروت ميسون شهاب عن أهداف هذه الرزمة ومضمونها .

بواب

استهلت الجلسة بالنشيد الوطني اللبناني وكلمة ترحيب من أمين عام الشبكة المدرسية نبيل بواب الذي أكد على الهدف من طرح موضوع التعليم في الأزمات كون لبنان يمر بأزمة لم يشهد لها مثيلاً وتنعكس على كل القطاعات ومنها التعليم . وقال" نحن مؤتمنون على اجيال وطلاب ومسؤوليتنا كبيرة لذلك حرصت الشبكة المدرسية وبتوجيهات من معالي النائب السيدة بهية الحريري على مقاربة هذا الموضوع بشكل علمي مع المدراء والأساتذة والمعلمات لنحدد ما هو درونا كمربين للحد من تأثيرات الأزمة على الطلاب خصوصاً وعلى التعليم اجمالاً وماذا يمكن ان نفعل لنخرح كمجتمع تربوي من هذه الأزمة بأقل خسائر . واننا على ثقة من انه طالما يوجد في صيدا مدراء ومعلمون مؤتمنون على هذه الرسالة ومدارس نعتز بدورها، يمكن ان نصل الى نتيجة تصب في مصلحة طلابنا ومستقبلهم بالتعاون مع المكتب الاقليمي لليونسكو لما لهم من خبرة في هذا المجال ".

شهاب

وتحدثت ممثلة مكتب "اليونسكو" ميسون شهاب فتوجهت بداية بالشكر الى الشبكة المدرسية ومؤسسة الحريري على مبادرتهما لتنظيم هذا اللقاء . وقالت" لا شك ان البلد يمر بظروف غير اعتيادية ، ومن الطبيعي ان يكون لدى المدرسة في هذه الظروف ، نظام غير اعتيادي لمواكبتها . ونحن كمكتب اقليمي لـ " اليونسكو " انتجنا منذ سنتين "رزمة المعلم -الدعم النفسي الاجتماعي والتعلم في الظروف الصعبة " والموجهة الى المعلم بالدرجة الأولى والهدف منها ان تطال كل معلمي العالم العربي وتحديدا في الدول العربية التي تمر بأزمات صعبة ومتفاوتة من لبنان الى سوريا الى العراق الى فلسطين الى اليمن والسودان وغيرها ، حيث المعلمون بحاجة لأدوات تمكنهم من مساعدة الطلاب في الظروف الصعبة ، وصممت الرزمة على اساس تراكم خبرات خلال مراحل من العمل مر بها المكتب الاقليمي وقام بتدريب معلمين وتربويين في العديد من البلدان . فالرزمة انطلقت من الواقع ومن معلمين ومعلمات ومدارس وورش تدريبية قمنا بها خلال 15 سنة مرت ".

واضافت" ان ما يميز هذه الرزمة عن غيرها انها اول رزمة في العالم العربي تعتمد " التعلم الذاتي" اي ان المعلم ليس بحاجة لأن يتدرب على تطبيقها. وهي تخاطب الأستاذ والمعلمة مباشرة وتقول لهم ماذا يفعلوا وتضع بين ايديهم امثلة يمكن استخدامها . وهذه الرزمة قابلة للتعديل حسب حاجاتكم ، تطلعكم على اهم الأبحاث التي توصلت اليها وتعطيكم امثلة حول كيفية التعامل مع الواقع الراهن. والهدف اليوم ان نعرفكم على الرزمة ونسمع منكم اذا كانت هناك اية اسئلة او مواضيع تحبون مشاركتها مع الفريق" .

بعد ذلك قامت شهاب بعرض أهداف ومضمون "رزمة المعلم " منوهة بدور المعلم الأساسي والمحوري في الظروف الصعبة والأزمات سواء الناتجة عن حروب او نزاعات مسلحة او غير مسلحة او عن كوارث طبيعية او عن مشكلات اقتصادية متفاقمة تطال البلد كله كالتي نعيشها اليوم في لبنان وما ينتج عنها من ظروف تحدث تغييراً في الحياة المدرسية للطالب او النظام التعليمي للبلد وتولد ضغوطا نفسية طويلة الأمد . وشرحت بعض انواع الضغوط ومدة كل منها وتأثيراتها الايجابية والسلبية على الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية للتلميذ . وتوقفت شهاب مطولاً عند مقاربة "الرزمة" لكيفية التعامل مع المراهقين والأطفال في المدارس ابان الأزمات معطية بعض الأمثلة عن حالات من بلدان شهدت حروبا وازمات ومنها لبنان" .

وخلصت شهاب للقول ان "المدرسة ليست فقط مكاناً للتعليم بل هي ايضاً مركز للرعاية والدعم للطلاب واهلهم والمجتمع المحيط ".

واشارت الى انه وبالإتفاق بين مكتب اليونسكو والشبكة المدرسية ومؤسسة الحريري سيلي هذا اللقاء في مواعيد تحدد لاحقا حلقات تدريبية للمعلمين يديرها مدرب متخصص ، لإيصال المهارات التي يجب ان يكونوا متمكنين منها انطلاقاً من هذه الرزمة .

وكانت مداخلات من عدد من المعلمين والمعلمات المشاركين في الجلسة ، وحوار ونقاش حول أهداف ومضامين الرزمة وآلية تطبيقها .

الحريري

وشاركت النائب بهية الحريري في اختتام اعمال الجلسة حيث توجهت بالشكر الى مكتب "اليونسكو" الاقليمي على تعاونه والى مدراء ومعلمي المدارس المشاركة على تجاوبهم وقالت " كل عام وانتم بخير ، نحن في بداية سنة جديدة ونقول الحمدلله على السلامة ونسأل الله ان يجتاز بلدنا هذه الأزمة بخير ، وفي الوقت نفسه كما تعودتم معنا ، نحن دائما نستشرف القضايا التي تواجهونها مع الطلاب. هذا كان الهم الأساسي بالنسبة لنا منذ بدء الحراك وبعدها عند تعطيل المدارس ثم عودة الطلاب . ولكن الأولاد الذين استقبلتموهم بعد 17 تشرين لا يشبهوا الذين تركتموهم قبل هذا التاريخ . فكان هذا موضوع متابعة مع مدراء المدارس، ان نرى مع بعضنا ما هي الطريقة التي يمكن ان نتعامل بها مع هذا التغيير الذي حصل ".

واضافت" كانت "اليونسكو" اطلقت " رزمة المعلم " التي اصبحت بين ايديكم وهم مشكورون ابدوا استعدادهم للتعاون بالتدريب والتأهيل على موضوع " الدعم النفسي والاجتماعي والتعليم في الأزمات " والتي تتيح لكل منكم مهارات يعممها في المدرسة وهكذا نحدث نوعا من شبكة الأمان التربوية التي نحن اليوم بأمس الحاجة اليها. واعتقد ان هذه المهارات التي نحاول تقاسمها معكم يمكن ان تساعدنا على مواكبة المتغيرات لدى الطلاب وانتم اكثر من يلمسها بعلاقتكم المباشرة بهم. فأنتم لديكم رأسمالنا البشري وهو الجيل الجديد وبهذه المراحل من الأعمار التي رأينا انه من المهم جدا ان تكون لديكم مهارات متعددة حول كيفية معالجة المشاكل التي تواجهونها. اشد على ايديكم واشكركم على تجاوبكم وهذا دليل انكم تشعرون بالمسؤولية في مرحلة ليست سهلة لكن مع بعضنا البعض يمكن ان نجد حلولاً .. المهم ان تكون لدينا ارادة التغيير . وهذا ما يجب ان نبقى مركزين عليه مع الطلاب. ونقول لهم: لا تيأسوا فالتغيير ليس "كبسة زر" وانما هو تراكم وان همّنا هو ان نصل الى كل طالب وان نحاكي هواجسه وهمومه ونلبي تطلعاته ".

المدارس المشاركة

شارك في الجلسة معلمون ومعلمات من " مدرسة عائشة أم المؤمنين ، ثانوية الإيمان ، ثانوية الأفق الجديد ، مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري، ثانوية المقاصد الاسلامية ، ثانوية رفيق الحريري، ثانوية الفرقان، مدرسة العلم والايمان ، مدرسة صيدا الابتدائية الرسمية ، مدرسة سيدة مشمومشة ، ثانوية الغازية الرسمية ، ثانوية السفير ، ثانوية القلعة ، مدرسة الفنون الانجيلية الوطنية ، مدرسة صيدا المتوسطة المختلطة الرسمية ، المدرسة العمانية النموذجية الرسمية ، دوحة المقاصد ، مدرسة عين الحلوة الابتدائية الرسمية ، معهد صيدا التقني للشابات – المواساة ، ليسيه حانويه ، ثانوية حكمت الصباغ - يمنى العيد الرسمية ، ثانوية حسام الدين الحريري ، ثانوية الجنان ، دار العناية - الصالحية، ثانوية جزين الرسمية ، المدرسة اللبنانية الكويتية الرسمية ، ثانوية مصطفى الزعتري الرسمية ، ثانوية د.نزيه البزري الرسمية ، مدرسة انجيليك صليبا الرسمية ، مدرسة الاصلاح المختلطة الرسمية ، ثانوية لبنان الدولية ، ثانوية السيدة للراهبات المخلصيات - عبرا ، ثانوية راهبات مار يوسف الظهور وثانوية حارة صيدا الرسمية "، ومن مدارس الأنروا " عكا / الصخرة ، عسقلان ، مرج بن عامر ، بيت جالا ، الفالوجة ، نابلس ، رفيديا وبير زيت " .