على الرغم من تصاعد التوتر في العراق إثر اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني برفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وتصاعد تهديدات فصائل عراقية موالية لإيران، باستهداف القوات الأميركية، أكد مسؤولان عسكريان أن وزارة الدفاع الأميركية تريد أن تستأنف في أسرع وقت ممكن تعاونها مع الجيش العراقي في مجال مكافحة داعش كي لا يستغل التنظيم الوضع الراهن.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة استأنفت بالفعل، الأربعاء، عملياتها العسكرية المشتركة مع القوات العراقية التي توقّفت في أعقاب اغتيال سليماني بغارة جوية أميركية في بغداد مطلع الجاري.
كما نقلت الصحيفة النيويوركية عن مسؤولَين عسكريَّين أميركيين لم تذكر اسميهما قولهما، إن وزارة الدفاع الأميركية تريد أن تستأنف في أسرع وقت ممكن تعاونها مع الجيش العراقي في مجال مكافحة داعش كي لا يستغل التنظيم الوضع.
"لا انسحاب من العراق حالياً"
إلى ذلك، قال نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، جوي هود، في مقابلة مع "العربية" و"الحدث" حول العراق، إن الإدارة الأميركية تتطلع إلى تعزيز علاقة الشراكة الاستراتيجية، نافياً "أي حديث الآن حول انسحاب القوات الأميركية من العراق".
ودعا هود العراق إلى التعجيل في تعيين رئيس وزراء قوي يسيطر على القوى الأمنية ويقود العراق نحو الازدهار وتعزيز السيادة.
كما أكد المسؤول الأميركي أن "الوقت الحالي هو الأنسب للولايات المتحدة والعراق من أجل الجلوس معاً للحديث عن الالتزام بالشراكة الاستراتيجية على المستوى الدبلوماسي والمالي والاقتصادي والأمني"، مضيفاً أن "الوقت الحالي ليس وقت الحديث عن الانسحاب".
يذكر أنه بمبادرة من واشنطن توقّفت العمليات العسكرية المشتركة بين البلدين في 5 كانون الثاني/يناير أي بعد يومين من مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بغارة شنّتها طائرة أميركية مسيّرة قرب مطار بغداد.
وفي اليوم نفسه طلب البرلمان العراقي من الحكومة إنهاء وجود كل القوات الأجنبية في البلاد.
واستهدفت الولايات المتحدة سليماني في 3 كانون الثاني/يناير بعد سلسلة هجمات صاروخية استهدفت الجيش الأميركي ومحاولة متظاهرين من فصائل موالية لإيران اقتحام السفارة الأميركية في بغداد.
عقوبات اقتصادية
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب هدد بفرض عقوبات اقتصادية على العراق إذا قرّرت بغداد طرد الجنود الأميركيين البالغ عددهم 5200 جندي.
والاثنين، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن "جميع" القادة العراقيين أبلغوه في مجالس خاصة بأنهم يؤيّدون الوجود العسكري الأميركي في بلدهم على الرغم من المطالبات العلنية بخروج الجنود الأميركيين من العراق.
غير أن الوزير الأميركي لم يستبعد خفض عدد جنود بلاده المنتشرين في بلاد الرافدين تماشياً مع رغبة ترمب الذي ما فتئ يؤكد عزمه على الانسحاب من العمليات العسكرية المكلفة في الشرق الأوسط.