التزم قادة أبرز الدول المعنية بالنزاع في ليبيا احترام حظر إرسال الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2011، ودعوا إلى وقف العمليات القتالية وخفض التصعيد والتزام "وقف دائم لإطلاق النار" في البلاد، وذلك في ختام مؤتمر برلين الأحد.
وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل للصحافيين إثر المؤتمر: "توافقنا على احترام هذا الحظر على الأسلحة وعلى مراقبته بشكل أكثر حزماً من السابق. واتفقنا على عدم دعم أطراف الصراع الليبية عسكرياً".
كما أكدت أن الوضع في ليبيا يتطلب دعم الجميع والحل السياسي ضرورة، قائلة: "اتفقنا على وضع خريطة طريق سياسية بشأن ليبيا".
إلى ذلك لفتت إلى أن "هناك من يسعى لاستخدام الوسائل العسكرية في ليبيا"، مشددة على أن الأطراف الليبية تدرك استحالة الحل العسكري للصراع.
ترسيخ هدنة
وتابعت: "هدف المؤتمر ترسيخ هدنة في ليبيا تمهد لوقف شامل لإطلاق النار"، موضحة أن "الأمم المتحدة اقترحت عقد اجتماع 5 + 5 بشأن ليبيا".
أضافت: "موقف مصر والإمارات وروسيا ساهم في توحيد موقف أوروبا من ليبيا".
من جهته، أشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى توجيه رسالة قوية بدعم التسوية السياسية للصراع الليبي، مؤكداً رفض الحل العسكري.
وقال غوتيريس: "نشعر بالقلق من إغلاق الموانئ النفطية في ليبيا"، مشدداً على أنه "يجب التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وبعد تحقيقه نحتاج إلى مراقبته. فهناك التزام قوي في برلين بوقف النار". كما تابع: "أوروبا مرشحة للعب دور مهم في إعادة إعمار ليبيا".
لجنة متابعة للصراع
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس: "حققنا الأهداف التي حددناها بشأن قمة ليبيا في برلين. وسنشكل لجنة متابعة للصراع الليبي للتوصل إلى وقف للنار".
بدوره، أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، أن "مهمة بعثة الأمم المتحدة لم تغادر ليبيا وأنجزت عملاً كبيراً"، مؤكداً: "عملنا بلا كلل للتوصل إلى المقررات اليوم بشأن ليبيا".
وفي وقت سابق الأحد، كشف مراسل العربية/الحدث عن مقاطع من الإعلان الختامي لمؤتمر برلين، حيث تعهد المشاركون بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الليبية. كما أكد البيان أن الوضع في ليبيا يهدد الأمن والسلم العالميين، موضحاً أن في ليبيا أرضاً خصبة للجماعات المسلحة والمنظمات الإرهابية.
خفض العنف
إلى ذلك رحب الإعلان الختامي بخفض العنف في ليبيا، داعياً إلى خطوات متبادلة بين أطراف النزاع تبدأ بهدنة. ودعا كل الأطراف الليبية إلى النأي بنفسها عن المجموعات المُدرجَة على لائحة الأمم المتحدة للإرهاب.
وبدأت القمة التي تجري برعاية الأمم المتحدة ومشاركة زعماء 11 دولة معنية بالنزاع الليبي بينها روسيا وتركيا، إضافة إلى منظمات دولية عدة، قبيل الساعة 14.00 بتوقيت غرينتش، مع إصدار إعلان مشترك يطلب وقفاً للتدخلات الخارجية واحتراماً لحظر تسليم الأسلحة إلى ليبيا.
مسودة البيان الختامي
وكانت قد سربت مسودة للبيان الختامي لتلك القمة التي تشارك فيها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى مصر وإيطاليا وتركيا والجزائر والإمارات والكونغو، الأحد، تدعو جميع الأطراف للامتناع عن الأعمال العدائية والتمسك بوقف إطلاق النار، فضلاً عن وقف الاعتداءات ضد المنشآت النفطية، وفق ما أفادت وكالة رويترز في وقت سابق.
يشار إلى أن تلك الدعوة تأتي بعد أن أغلق رجال قبائل كل المرافئ النفطية في شرق ليبيا، احتجاجاً على استعمال مواردها في تسليح الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس من قبل حكومة الوفاق، وفق زعمهم.